اليوم 24:
2024-08-28@02:18:58 GMT

مخيال المارشال

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

وأخيرا انتهت الانتخابات التشريعية الفرنسية دون الخروج من المأزق الذي عاشه البرلمان السابق…. ذلك أن الناخبين الفرنسيين لم يضعوا ثقتهم في اتجاه واحد يمين وسط يسار، بل وزعوا المقاعد بطريقة لا تسمح بقيام حكومة منسجمة وقوية… الرئيس ماكرون، الذي أصابه الفزع من نتائج الانتخابات الأوروبية وهيمنة اليمين لم يحصل على جواب واضح من الشعب الفرنسي الذي رفض أن يضع بيضه في سلة واحدة.

التآمر والكذب

مرة أخرى تخطأ كل وسائل ومكاتب استطلاع الرأي… فبعد أن أعلنت عن فوز ساحق لليمين، وفشل ذريع لليسار، واندحار قوي للوسط ها هي النتائج عكس التوقعات مما يوحى أن تلك المكاتب التي تحصد أموالاً ضخمة، لا يمكنها الاطلاع على النوايا، بل ذهب البعض إلى التأكيد بأنها جزء من العملية السياسية التي يطبعها التآمر والكذب لتهويل الوضع وحث الناخبين على الإسراع نحو صناديق الاقتراع.

اليمين

الآن، وفي نهاية المطاف ظهر أن أقوى حزب سياسي في فرنسا هو اليمين المتطرف بعد أن حصل على عشرة ملايين من الأصوات… ومعنى ذلك أن حوالي 30% من الناخبين الفرنسيين اختاروا التطرف ومحاربة المهاجرين والعداء للإسلام والوقوف إلى جانب إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني… إن هزيمة اليمين هي هزيمة كذلك للتغلغل الإسرائيلي في المجتمع الفرنسي ولكنها هزيمة مؤقتة.

اليسار

ثاني الملاحظات هي أن اليسار الفائز بأكبر عدد من المقاعد هو في الحقيقة مجموعة من الأحزاب والتيارات التي عاشت تاريخيا في تنافس وصل حد القطيعة والعداوة وبالتالي فوحدته التي تم التوصل إليها بسرعة مدهشة تظل وحدة هشة، يصعب عليها أن تتحمل مسؤولية الحكم…. إن اليسار بكل مكوناته والذي حصل على أصوات سبعة ملايين من الفرنسيين، يظل قوة لسد الطريق أمام العنصرية ومحاربة الإسلام. ورغم رفع العلم الفلسطيني في ساحة الجمهورية، مساء الأحد فإن ذلك لن ينسينا مواقفه حيال بلادنا ووحدتها ومساهمته التاريخية في دعم إسرائيل.

أخطاء قاتلة

وأخيرا منح الناخبون لجماعة ماكرون حصة مهمة رغم خسارة عشرات المقاعد البرلمانية… فقد استطاع أنصاره بعد سبع سنوات صعبة من الحكم، ورغم أخطاء قاتلة ارتكبها ماكرون إضافة عدم نضجه ومواقفه المتناقضة… رغم كل ذلك صوت خمسة ملايين من الناخبين على الاتجاه الذي يقوده خلافا لكل استطلاعات الرأي التي أكدت تراجعه بل وهزيمته الأكيدة.

في الحملة الانتخابية اتضح أن هناك خلافات قوية في محيط ماكرون وأن قراره بحل البرلمان فاجأ أصدقائه قبل خصومه…. اتضح كذلك أن هناك شخصيات في كل الأحزاب اختارت السباحة المنفردة وتمكنت من الفوز مما سيكون مصادر خلاف قد ينفجر تحت قبة البرلمان الذي سيدخله لأول مرة جيل لا خبرة سياسة له لكنه يحسن المواجهة والتوتر… هناك كذلك شخصيات بارزة سيكون لها دور في الانتخابات الرئاسية القادمة فإلى جانب لوبين ( يمين) نجد میلونشنون (يسار) وقد يخرج من القبعة هولاند الرئيس

السابق وربما آخرون

وبصفة عامة، فقد دخلت فرنسا منطقة العواصف والمواجهات مما سيجعلها تعيش مرحلة قد تشبه ما عاشته تحت الجمهورية الرابعة وما عرفته من أوضاع سياسية مضطربة… ستنعكس هذه الوضعية على السياسة الخارجية الفرنسية لذلك لن تتخذ قرارات جريئة خلال السنوات القادمة وستظل العلاقة مع المغرب متأرجحة بين الهدوء والتوتر.

الثمالة

هكذا ومن جديد فاجأ الشعب الفرنسي أحزابه السياسية حين رفض منح أحدها «الورقة البيضاء» مما سيعمق الانقسام والتطرف وانعدام القدرة على اتخاذ القرار ويضع فرنسا على صفيح ساخن…. في الأخير، أود التأكيد على أن النخبة المغربية، خاصة المتفرنسة منها، تابعت هذه الانتخابات بكثير من الاهتمام وانقسمت حول نتائجها وانعكاساتها على العلاقة بين باريس والرباط… أكد البعض أن فوز اليمين يعني الاعتراف بمغربية الصحراء وعارض آخرون هذا القول… وزعمت مجموعة أخرى أن فوز اليسار، رغم الشك في نواياه حيال العلاقة بين البلدين هو أخف الضررين وأحسن بكثير من فوز تيار الإسلاموفوبيا. يتضح من خلال هذه المتابعة، وما رافقها من نقاش وتكهنات، أن فرنسا لازالت تسكن عقليتنا وتؤثر على اختياراتنا… تأكد كذلك أن ما يجري في فرنسا يسترعي انتباهنا ويؤثت حواراتنا لذلك لاشك أن مخيال المرشال ليوطي لازال قابعا في اللاشعورنا ووجداننا كثُمَّالة لم ننجح في التخلص منها.

 

 

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: ذلک أن

إقرأ أيضاً:

الأمر متروك للقضاء.. أول تعليق من ماكرون بعد احتجاز مؤسس تيليغرام في فرنسا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- علق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عبر حسابه على منصة "إكس" (توتير سابقاً)، الثلاثاء، على احتجاز الرئيس التنفيذي لمنصة "تيليغرام"، بافيل دوروف في فرنسا.

وقال ماكرون: "لقد شاهدت معلومات مغلوطة بخصوص فرنسا بعد اعتقال بافيل دوروف"، مضيفاً: "فرنسا ملتزمة بشكل كبير بحرية التعبير والاتصال، وبالابتكار، وبروح ريادة الأعمال. وستظل كذلك".

وأكد ماكرون أن فرنسا دولة تحكمها سيادة القانون، وتُصان الحريات فيها ضمن إطار قانوني، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الحياة الواقعية، لحماية المواطنين واحترام حقوقهم الأساسية.

وأوضح ماكرون أن "الأمر متروك للقضاء، وبكامل استقلاليته لتطبيق القانون".

وتم احتجاز الرئيس التنفيذي لمنصة "تيليغرام" دوروف، على الأراضي الفرنسية في إطار "تحقيق قضائي مستمر".

وأضاف ماكرون: أن "هذا ليس قرارا سياسيا بأي شكل من الأشكال. الأمر متروك للقضاة للبت في القضية".

وكان دوروف، البالغ من العمر 39 عامًا، مطلوبًا بموجب مذكرة اعتقال فرنسية بسبب مزاعم باستخدام تطبيق تيليغرام في غسيل الأموال وتهريب المخدرات ومشاركة محتوى جنسي للأطفال، وفقًا لقناة BFMTV.

ووفقًا لقناة BFMTV، لم يسافر مؤسس تيليغرام بانتظام إلى فرنسا وأوروبا منذ صدور مذكرة الاعتقال.

وتواصلت شبكة CNN مع مكتب المدعي العام الفرنسي للحصول على تعليق.

مقالات مشابهة

  • فرنسا.. جولة مشاورات ثانية بحثاً عن حكومة جديدة
  • ماكرون يبدأ جولة ثانية من المشاورات بحثا عن حكومة جديدة
  • فرنسا في مأزق سياسي بعد رفض «ماكرون» تعيين رئيس وزراء يساري
  • فرنسا تبحث عن حكومة وماكرون يبدأ جولة ثانية من المشاورات بشأنها
  • ماكرون يخوض معركة شاقة بحثا عن حكومة جديدة
  • الأمر متروك للقضاء.. أول تعليق من ماكرون بعد احتجاز مؤسس تيليغرام في فرنسا
  • "الحكومة قد تنهار فورا".. ماكرون يرفض تولي الائتلاف اليساري منصب رئيس الوزراء
  • ماكرون يرفض مرشحة اليسار.. فرنسا تغرق في فوضى سياسية
  • "ماكرون" يواصل المشاورات لتشكيل حكومة فرنسية
  • ماكرون يلتقي زعيمة اليمين المتطرف وسط ضغوط لتسمية رئيس جديد للحكومة