اليوم 24:
2024-11-08@22:09:06 GMT

مخيال المارشال

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

وأخيرا انتهت الانتخابات التشريعية الفرنسية دون الخروج من المأزق الذي عاشه البرلمان السابق…. ذلك أن الناخبين الفرنسيين لم يضعوا ثقتهم في اتجاه واحد يمين وسط يسار، بل وزعوا المقاعد بطريقة لا تسمح بقيام حكومة منسجمة وقوية… الرئيس ماكرون، الذي أصابه الفزع من نتائج الانتخابات الأوروبية وهيمنة اليمين لم يحصل على جواب واضح من الشعب الفرنسي الذي رفض أن يضع بيضه في سلة واحدة.

التآمر والكذب

مرة أخرى تخطأ كل وسائل ومكاتب استطلاع الرأي… فبعد أن أعلنت عن فوز ساحق لليمين، وفشل ذريع لليسار، واندحار قوي للوسط ها هي النتائج عكس التوقعات مما يوحى أن تلك المكاتب التي تحصد أموالاً ضخمة، لا يمكنها الاطلاع على النوايا، بل ذهب البعض إلى التأكيد بأنها جزء من العملية السياسية التي يطبعها التآمر والكذب لتهويل الوضع وحث الناخبين على الإسراع نحو صناديق الاقتراع.

اليمين

الآن، وفي نهاية المطاف ظهر أن أقوى حزب سياسي في فرنسا هو اليمين المتطرف بعد أن حصل على عشرة ملايين من الأصوات… ومعنى ذلك أن حوالي 30% من الناخبين الفرنسيين اختاروا التطرف ومحاربة المهاجرين والعداء للإسلام والوقوف إلى جانب إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني… إن هزيمة اليمين هي هزيمة كذلك للتغلغل الإسرائيلي في المجتمع الفرنسي ولكنها هزيمة مؤقتة.

اليسار

ثاني الملاحظات هي أن اليسار الفائز بأكبر عدد من المقاعد هو في الحقيقة مجموعة من الأحزاب والتيارات التي عاشت تاريخيا في تنافس وصل حد القطيعة والعداوة وبالتالي فوحدته التي تم التوصل إليها بسرعة مدهشة تظل وحدة هشة، يصعب عليها أن تتحمل مسؤولية الحكم…. إن اليسار بكل مكوناته والذي حصل على أصوات سبعة ملايين من الفرنسيين، يظل قوة لسد الطريق أمام العنصرية ومحاربة الإسلام. ورغم رفع العلم الفلسطيني في ساحة الجمهورية، مساء الأحد فإن ذلك لن ينسينا مواقفه حيال بلادنا ووحدتها ومساهمته التاريخية في دعم إسرائيل.

أخطاء قاتلة

وأخيرا منح الناخبون لجماعة ماكرون حصة مهمة رغم خسارة عشرات المقاعد البرلمانية… فقد استطاع أنصاره بعد سبع سنوات صعبة من الحكم، ورغم أخطاء قاتلة ارتكبها ماكرون إضافة عدم نضجه ومواقفه المتناقضة… رغم كل ذلك صوت خمسة ملايين من الناخبين على الاتجاه الذي يقوده خلافا لكل استطلاعات الرأي التي أكدت تراجعه بل وهزيمته الأكيدة.

في الحملة الانتخابية اتضح أن هناك خلافات قوية في محيط ماكرون وأن قراره بحل البرلمان فاجأ أصدقائه قبل خصومه…. اتضح كذلك أن هناك شخصيات في كل الأحزاب اختارت السباحة المنفردة وتمكنت من الفوز مما سيكون مصادر خلاف قد ينفجر تحت قبة البرلمان الذي سيدخله لأول مرة جيل لا خبرة سياسة له لكنه يحسن المواجهة والتوتر… هناك كذلك شخصيات بارزة سيكون لها دور في الانتخابات الرئاسية القادمة فإلى جانب لوبين ( يمين) نجد میلونشنون (يسار) وقد يخرج من القبعة هولاند الرئيس

السابق وربما آخرون

وبصفة عامة، فقد دخلت فرنسا منطقة العواصف والمواجهات مما سيجعلها تعيش مرحلة قد تشبه ما عاشته تحت الجمهورية الرابعة وما عرفته من أوضاع سياسية مضطربة… ستنعكس هذه الوضعية على السياسة الخارجية الفرنسية لذلك لن تتخذ قرارات جريئة خلال السنوات القادمة وستظل العلاقة مع المغرب متأرجحة بين الهدوء والتوتر.

الثمالة

هكذا ومن جديد فاجأ الشعب الفرنسي أحزابه السياسية حين رفض منح أحدها «الورقة البيضاء» مما سيعمق الانقسام والتطرف وانعدام القدرة على اتخاذ القرار ويضع فرنسا على صفيح ساخن…. في الأخير، أود التأكيد على أن النخبة المغربية، خاصة المتفرنسة منها، تابعت هذه الانتخابات بكثير من الاهتمام وانقسمت حول نتائجها وانعكاساتها على العلاقة بين باريس والرباط… أكد البعض أن فوز اليمين يعني الاعتراف بمغربية الصحراء وعارض آخرون هذا القول… وزعمت مجموعة أخرى أن فوز اليسار، رغم الشك في نواياه حيال العلاقة بين البلدين هو أخف الضررين وأحسن بكثير من فوز تيار الإسلاموفوبيا. يتضح من خلال هذه المتابعة، وما رافقها من نقاش وتكهنات، أن فرنسا لازالت تسكن عقليتنا وتؤثر على اختياراتنا… تأكد كذلك أن ما يجري في فرنسا يسترعي انتباهنا ويؤثت حواراتنا لذلك لاشك أن مخيال المرشال ليوطي لازال قابعا في اللاشعورنا ووجداننا كثُمَّالة لم ننجح في التخلص منها.

 

 

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: ذلک أن

إقرأ أيضاً:

ترامب الذي سيطرد جميع المهاجرين حتى حاملي الجنسية

في الأيام والساعات الأخيرة التي سبقت انتخابات 2024، وبينما كانت البلاد بأكملها تتوتر بشدة، تصاعدت الرسائل والمناشدات لجمع التبرعات، والدعوات للخروج والتصويت، والتنبؤات حول من سيفوز، وكيف ستسير عملية التصويت، وما قد تعنيه النتائج المختلفة لمستقبل الديمقراطية الأميركية.

وصل هذا إلى ذروته. كان لدى النقاد والمحللين السياسيين، والمستشارين، وحتى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، جميعًا آراء، وكانوا جميعًا يرغبون في مشاركتها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ابنة إيلون ماسك: لم يعد لي مستقبل في أميركاlist 2 of 2بوتين يصف ترامب بالشجاع ويبدي استعداده للحوار معهend of list

تراوحت التوقعات بين أشخاص عاقلين قاموا بتخمينات مدروسة، وأولئك الذين انخرطوا في أمنيات وأفكار بعيدة. في قناة فوكس نيوز، كان آلان ليشتمان، الرجل الذي تنبأ بشكل صحيح بنتائج جميع الانتخابات الرئاسية الأميركية عدا واحدة في آخر 50 عامًا، متأكدًا من أن كامالا هاريس ستفوز.

لقد كانت الأنسب وفقًا للمعايير السياسية الثلاثة عشر التي ابتكرها. وقد تلقى تهديدات بالقتل جراء تصريحاته. ثم أبدى مايكل مور تفاؤلًا قائلًا: "أنا أشعر بشعور رائع لأن الموازين تنقلب"، وكان واثقًا من أن كامالا هاريس ستفوز. استندت توقعاته إلى استطلاع سياسي من جهة خبيرة في هذا المجال!

إذن، ما الذي يجذب الناس إلى شخص مدان بتهم جنائية ويقوم بإهانة النساء، والذي قاد شاحنة نفايات قبل أيام من الانتخابات للترويج لفكرة أن هاريس وصفت أتباعه بـ "القمامة"، بينما في الحقيقة، كان أحد أعضاء فريقه هو من وصف بورتوريكو بـ "جزيرة عائمة من القمامة". حتى إن صحيفة ميامي هيرالد الكبيرة في فلوريدا أدانت هذا التصريح ووصفته بـ "المقزز".

أثارت هذه الإهانة العنصرية غضب الجمهوريين في فلوريدا، التي تضم أكبر عدد من السكان البورتوريكيين في الولايات المتحدة القارية.

لاحظ المحلل السياسي الأميركي الأفريقي البارز، ستيفن فيليبس، أن نسبة الدعم لترامب في أميركا اليوم هي حوالي 45 إلى 46 في المائة من الناخبين الذين يعتقدون أن أميركا يجب أن تكون للبيض.

هؤلاء الناخبون هم غالبًا من الرجال البيض غير المتعلمين الذين يعيشون بعيدًا عن المدن الكبرى. في تجمع كراهية في ماديسون سكوير غاردن، وعد ترامب وأصدقاؤه هذه القاعدة بأنهم سيعيدون أميركا لتكون كذلك حال عودتهم للسلطة.

صرخ مستشار ترامب للهجرة، ستيفن ميلر، قائلًا: "أميركا للأميركيين فقط". لم يكن يقصد بالطبع الأميركيين الأصليين. (يُذكر أن ستيفن ميلر هو من سلالة مهاجرين فروا إلى أميركا هربًا من مذابح روسيا).

وعد ترامب بطرد جميع المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، بمن في ذلك المواطنون المتجنسون. في ظل هذه الظروف، من الصعب ألا يُعتبر عام 2024 انتصارًا للبيض المتفوقين الذين سيهيمنون الآن على كل فرع من فروع الحكومة الأميركية. لقد كشف دونالد ترامب القوة السياسية للتفوق الأبيض. يمكنك فعل أي شيء تقريبًا، وسيُعفى عنه من غالبية الناخبين البيض، ما دام أنك تحارب من أجل البيض.

لكن كما أشار فيليبس، فإن عدد الناخبين البيض المتعصبين ليسوا الأغلبية من الناخبين الأميركيين، ويمكن إبعادهم عن السلطة بالتصويت.

في ليلة الانتخابات، وقف أحد المذيعين أمام رسم بياني رقمي بخلفية مربعات، وهو يقرأ خريطة بنسلفانيا بحماسة مع أكمامه المرفوعة. كانت المقاطعات الديمقراطية باللون الأزرق، والفائزة الجمهورية باللون الأحمر.

تحدث بحماسة وهو يراقب تقدم الألوان بملء الفراغات. كانت جورجيا الأكثر توترًا، حيث بقيت صورة ترامب والمربع الأحمر الكبير بجواره في الصدارة لساعات. لكن الديمقراطيين كانوا لا يزال لديهم أمل؛ لأن المنطقة الزرقاء في منطقة أتلانتا الكبرى كانت آخر منطقة سيتم احتساب أصواتها فيها. ومع تدفق الأصوات، توازنت الألوان على الخريطة، ولكن بقي اللون الأحمر في الصدارة.

في وقت لاحق، بدأ استطلاع خروج غير معتاد يتضح معناه. بينما كان ترامب يحث قاعدته على الخروج والتصويت، كان أيضًا يدفع جزءًا كبيرًا من مؤيدي هاريس إلى صناديق الاقتراع. ووجد استطلاع لشبكة NBC أن ثلثي مؤيدي هاريس دعموها بنشاط، ولكن الباقين كانوا يصوتون ليس لصالح هاريس، بل ضد دونالد ترامب.

منع مرشح من الفوز من خلال التصويت لمنافسه يحقق تأثيرًا محدودًا في سباق متقارب يعتمد على الحماس ونسبة الإقبال. التصويت يشبه إلى حد كبير مسابقة شعبية، كلما زاد الحماس والاهتمام الذي تولده، زادت فرصك في الفوز.

كان الحماس موجودًا عندما أعلن بايدن أخيرًا انسحابه (متأخرًا)، وأعلنت كامالا هاريس ترشحها للرئاسة. لكنه لم يستمر. كان على هاريس أن تُظهر للأميركيين أنها تقف إلى جانبهم وأنها ستدافع عن قضاياهم ومصالحهم بجرأة وشجاعة. ولكن كيف يمكنها فعل ذلك، وهي مدينة لأصحاب الأموال المظلمة والممولين الإسرائيليين الذين قدموا لها وللحزب الديمقراطي عشرات الملايين من الدولارات؟

هناك مقولة بين مراقبي الانتخابات؛ الانتخابات دائمًا هي خسارة للديمقراطيين. في نهاية المطاف، لطالما اعتبروا حزب الشعب! كل ما يحتاجونه هو تمثيل ما يريده الشعب الأميركي، أو على الأقل التظاهر بذلك. هذا العام، قام الديمقراطيون بالعكس. في بعض الأحيان، بدا أن الحزب يحاول بجهد ألا يبقى في السلطة.

وبينما ناشد الجناح التقدمي للحزب وقواعده كامالا هاريس للابتعاد عن دعم بايدن لدولة خارجة عن القانون ترتكب الإبادة الجماعية، تم تجاهلهم تمامًا من قبل هاريس. بحلول الساعة 11 مساءً، عندما توقعت وسائل الإعلام أن ترامب سيفوز بجميع الولايات السبع المتأرجحة، كان من المستحيل ابتلاع المرارة بأن هاريس، لو كانت قد علقت المساعدات العسكرية للدولة القاتلة إسرائيل بناءً على القانون الدولي والأميركي، لكانت جذبت أصوات العرب الأميركيين وفازت بسهولة في معظم الولايات المتأرجحة.

وفي اللحظة التي كانت تحتاج فيها إلى جذب الشباب التقدميين، توجهت نحو اليمين. حتى مؤيدو المهندس الجمهوري لحرب الإرهاب، ديك تشيني وابنته ليز، حصلوا على اهتمام أكثر من كامالا هاريس من حملة هاريس مقارنة بالشباب المناهضين للإبادة الجماعية.

في يوم السبت قبل الانتخابات، ظهرت كامالا هاريس في البرنامج الكوميدي "ساترداي نايت لايف" الذي يبث في الساعة 11:30 مساءً على NBC. جزء كبير من الفقرة المكتوبة لها كان شعرًا مقفى بينها وبين الممثلة التي تلعب دورها، وبدت وكأنها مصممة لمساعدة الأميركيين على نطق اسمها بشكل صحيح بمجرد أن تصبح رئيسة.

كانت فقرة دعاية مجاملة بدون حتى إيماءة للسخرية أو حدة ترفيهية قد تجعل هاريس تبدو أكثر إنسانية وأصالة. مع اقتراب النهاية، كانت الحملة السطحية المدفوعة إعلاميًا تفقد جاذبيتها، بينما تجاهلت هاريس والحزب، الشباب الأميركي، مما جعلهم يشعرون بالتهميش والاستياء.

نشر المحرر في مجموعة المراقبة الإعلامية FAIR مخاوفه على فيسبوك مستذكرًا أن ترامب تعهد قبل عام بـ "اقتلاع الشيوعيين والماركسيين والفاشيين وقطاع الطرق الراديكاليين الذين يعيشون كحشرات داخل حدود بلدنا". لاحظ المحرر أنه وسط لغة ترامب السلطوية المحملة بالإيحاءات النازية حول "العدو من الداخل"، فإنه سيكون بالتأكيد من بين هؤلاء "اليساريين الراديكاليين". تساءل المحرر عما إذا كان ترامب جادًا بشأن هذه التطهيرات، ولكنه تمنى ألا يحصل على الفرصة لمعرفة ذلك.

في حوالي الساعة 11:05 مساءً، أعطت أداة التنبؤ في صحيفة نيويورك تايمز لدونالد ترامب احتمال فوز بنسبة 89%، وأولئك الذين كانوا يشاهدون اضطروا للاعتراف بأن الرجل الذي تفاخر بالاعتداء الجنسي على النساء، والذي أخبر ناخبيه من النساء من اليمين المسيحي أن يصوتن بنفس الطريقة التي يصوت بها أزواجهن، قد عاد إلى السلطة. سيكون دونالد ترامب بالفعل رئيسًا للولايات المتحدة، على الأقل للأربع سنوات القادمة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • منظمات مغربية تراسل ماكرون احتجاجاً على استبعاد اللغة الأمازيغية في المدارس الفرنسية
  • ترامب الذي سيطرد جميع المهاجرين حتى حاملي الجنسية
  • ‏ماكرون: على أوروبا ألا تفوض للأبد أمنها للولايات المتحدة
  • إبراهيم عيسى: الانتخابات الأمريكية قدمت صفعة لكل حركات اليسار بواشنطن
  • ماكرون وشولتس يطالبان أوروبا بالتوحد لمواجهة تحديات فوز ترامب
  • «ماكرون»: سنعمل على جعل أوروبا «أكثر سيادة» بعد الانتخابات الأمريكية
  • بعد دعم ماكرون لمغربية الصحراء.. الجزائر توقف الإستيراد والتصدير مع فرنسا
  • ماكرون وتميم بن حمد آل ثاني يهنئان ترامب
  • مستعدون للعمل باحترام.. ماكرون يهنئ ترامب بفوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية
  • ‏ماكرون يهنئ ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية