اليوم 24:
2025-01-30@06:07:47 GMT

مخيال المارشال

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

وأخيرا انتهت الانتخابات التشريعية الفرنسية دون الخروج من المأزق الذي عاشه البرلمان السابق…. ذلك أن الناخبين الفرنسيين لم يضعوا ثقتهم في اتجاه واحد يمين وسط يسار، بل وزعوا المقاعد بطريقة لا تسمح بقيام حكومة منسجمة وقوية… الرئيس ماكرون، الذي أصابه الفزع من نتائج الانتخابات الأوروبية وهيمنة اليمين لم يحصل على جواب واضح من الشعب الفرنسي الذي رفض أن يضع بيضه في سلة واحدة.

التآمر والكذب

مرة أخرى تخطأ كل وسائل ومكاتب استطلاع الرأي… فبعد أن أعلنت عن فوز ساحق لليمين، وفشل ذريع لليسار، واندحار قوي للوسط ها هي النتائج عكس التوقعات مما يوحى أن تلك المكاتب التي تحصد أموالاً ضخمة، لا يمكنها الاطلاع على النوايا، بل ذهب البعض إلى التأكيد بأنها جزء من العملية السياسية التي يطبعها التآمر والكذب لتهويل الوضع وحث الناخبين على الإسراع نحو صناديق الاقتراع.

اليمين

الآن، وفي نهاية المطاف ظهر أن أقوى حزب سياسي في فرنسا هو اليمين المتطرف بعد أن حصل على عشرة ملايين من الأصوات… ومعنى ذلك أن حوالي 30% من الناخبين الفرنسيين اختاروا التطرف ومحاربة المهاجرين والعداء للإسلام والوقوف إلى جانب إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني… إن هزيمة اليمين هي هزيمة كذلك للتغلغل الإسرائيلي في المجتمع الفرنسي ولكنها هزيمة مؤقتة.

اليسار

ثاني الملاحظات هي أن اليسار الفائز بأكبر عدد من المقاعد هو في الحقيقة مجموعة من الأحزاب والتيارات التي عاشت تاريخيا في تنافس وصل حد القطيعة والعداوة وبالتالي فوحدته التي تم التوصل إليها بسرعة مدهشة تظل وحدة هشة، يصعب عليها أن تتحمل مسؤولية الحكم…. إن اليسار بكل مكوناته والذي حصل على أصوات سبعة ملايين من الفرنسيين، يظل قوة لسد الطريق أمام العنصرية ومحاربة الإسلام. ورغم رفع العلم الفلسطيني في ساحة الجمهورية، مساء الأحد فإن ذلك لن ينسينا مواقفه حيال بلادنا ووحدتها ومساهمته التاريخية في دعم إسرائيل.

أخطاء قاتلة

وأخيرا منح الناخبون لجماعة ماكرون حصة مهمة رغم خسارة عشرات المقاعد البرلمانية… فقد استطاع أنصاره بعد سبع سنوات صعبة من الحكم، ورغم أخطاء قاتلة ارتكبها ماكرون إضافة عدم نضجه ومواقفه المتناقضة… رغم كل ذلك صوت خمسة ملايين من الناخبين على الاتجاه الذي يقوده خلافا لكل استطلاعات الرأي التي أكدت تراجعه بل وهزيمته الأكيدة.

في الحملة الانتخابية اتضح أن هناك خلافات قوية في محيط ماكرون وأن قراره بحل البرلمان فاجأ أصدقائه قبل خصومه…. اتضح كذلك أن هناك شخصيات في كل الأحزاب اختارت السباحة المنفردة وتمكنت من الفوز مما سيكون مصادر خلاف قد ينفجر تحت قبة البرلمان الذي سيدخله لأول مرة جيل لا خبرة سياسة له لكنه يحسن المواجهة والتوتر… هناك كذلك شخصيات بارزة سيكون لها دور في الانتخابات الرئاسية القادمة فإلى جانب لوبين ( يمين) نجد میلونشنون (يسار) وقد يخرج من القبعة هولاند الرئيس

السابق وربما آخرون

وبصفة عامة، فقد دخلت فرنسا منطقة العواصف والمواجهات مما سيجعلها تعيش مرحلة قد تشبه ما عاشته تحت الجمهورية الرابعة وما عرفته من أوضاع سياسية مضطربة… ستنعكس هذه الوضعية على السياسة الخارجية الفرنسية لذلك لن تتخذ قرارات جريئة خلال السنوات القادمة وستظل العلاقة مع المغرب متأرجحة بين الهدوء والتوتر.

الثمالة

هكذا ومن جديد فاجأ الشعب الفرنسي أحزابه السياسية حين رفض منح أحدها «الورقة البيضاء» مما سيعمق الانقسام والتطرف وانعدام القدرة على اتخاذ القرار ويضع فرنسا على صفيح ساخن…. في الأخير، أود التأكيد على أن النخبة المغربية، خاصة المتفرنسة منها، تابعت هذه الانتخابات بكثير من الاهتمام وانقسمت حول نتائجها وانعكاساتها على العلاقة بين باريس والرباط… أكد البعض أن فوز اليمين يعني الاعتراف بمغربية الصحراء وعارض آخرون هذا القول… وزعمت مجموعة أخرى أن فوز اليسار، رغم الشك في نواياه حيال العلاقة بين البلدين هو أخف الضررين وأحسن بكثير من فوز تيار الإسلاموفوبيا. يتضح من خلال هذه المتابعة، وما رافقها من نقاش وتكهنات، أن فرنسا لازالت تسكن عقليتنا وتؤثر على اختياراتنا… تأكد كذلك أن ما يجري في فرنسا يسترعي انتباهنا ويؤثت حواراتنا لذلك لاشك أن مخيال المرشال ليوطي لازال قابعا في اللاشعورنا ووجداننا كثُمَّالة لم ننجح في التخلص منها.

 

 

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: ذلک أن

إقرأ أيضاً:

ماكرون يعلن عن تجديدات بمتحف اللوفر ونقل الموناليزا إلى قاعة جديدة

باريس

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس عن خطط لتجديد متحف “اللوفر” بشكل واسع، تشمل نقل لوحة الموناليزا إلى غرفة جديدة مخصصة لها، في خطوة تهدف إلى تحديث المتحف الأكثر زيارة في العالم ومعالجة مشكلات الازدحام واهتراء المرافق.

وفي خطاب ألقاه من داخل الغرفة التي تعرض فيها الموناليزا، أوضح ماكرون أن المشروع سيتضمن إنشاء مدخل جديد بالقرب من نهر السين، من المقرر افتتاحه بحلول عام 2031، إضافة إلى غرف تحت الأرض لتعزيز المساحات المتاحة.

ولم يكشف الرئيس الفرنسي عن التكلفة الإجمالية للتجديدات، التي تُعد الأولى من نوعها منذ الكشف عن الهرم الزجاجي في ثمانينيات القرن الماضي، إذ لم يعد المتحف يتماشى مع المعايير الدولية الحديثة.

وكانت مديرة متحف “اللوفر” لورانس ديس كار قد أرسلت مذكرة إلى وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي في وقت سابق من هذا الشهر عبرت فيها عن جملة من المخاوف، حيث قالت إن المتحف مهدد بـ”التقادم”.

ووفقا للوثيقة التي نشرتها صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، حذرت ديس كار من التدهور التدريجي للمبنى بسبب تسربات المياه وتغيرات درجات الحرارة ومشاكل أخرى “تهدد الحفاظ على الأعمال الفنية”.

مقالات مشابهة

  • لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون قبل نهاية ولايته
  • موقع فرنسي: اليمين يضرم النار في علاقات الجزائر وفرنسا
  • فريدريش ميرز.. المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الألمانية يخاطر بالتعاون مع اليمين المتطرف
  • نقل "الموناليزا".. ماكرون يطلق مشروعاً لتجديد اللوفر
  • ماكرون يعلن عن تجديدات بمتحف اللوفر ونقل الموناليزا إلى قاعة جديدة
  • فرنسا.. نزع وسم “صنع بالمغرب” من منتجات الخضر والفواكه التي مصدرها الصحراء الغربية
  • ماكرون يعلن عن عملية تجديد تستغرق عدة سنوات لمتحف اللوفر
  • محللان: عودة النازحين لشمال غزة صدمت إسرائيل وقضت على مشروع اليمين
  • اوحيدة: الأطراف المستفيدة في العاصمة طرابلس هي التي تعطل الانتخابات
  • ماكرون يطالب إسرائيل بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة