رفعت شعبية "ترامب" وقد تدفع "بايدن" للانسحاب.. مستجدات حادث اغتيال ترامب
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
اتفق الحزب الجمهوري المؤيد للمرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب، والحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي جو بايدن، على أن محاولة اغتيال ترامب قد رفعت من شعبيته بشكل كبير، مما يعزز فرصه في العودة إلى البيت الأبيض على حساب بايدن.
وتسببت الحادثة في تقليل شعبية بايدن داخل حزبه، مما أدى إلى تزايد الأصوات الداعية إلى ترشيح شخص آخر لانتخابات الرئاسة المقبلة.
أعلنت الخدمة السرية الأمريكية أن الوكالة لم تقم بتمشيط مبنى في بنسلفانيا، حيث أطلق المسلح النار على دونالد ترامب، واعتمدت بدلًا من ذلك على سلطات إنفاذ القانون المحلية.
وفي رد على هذه القضية، أكد وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس في تصريح لشبكة سي إن إن أن الحادثة ستخضع لمراجعة مستقلة، واصفًا إياها بـ "الفشل الأمني" ومشددًا على أن "حادثة كهذه لا يمكن أن تحدث".
وأشار جهاز الخدمة السرية في بيان يوم الاثنين إلى أنه سيتعاون بالكامل مع إجراءات التحقيق التي أعلنها الرئيس جو بايدن وأعضاء الكونغرس عقب محاولة اغتيال ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا. وأفاد مكتب التحقيقات الاتحادي بأنه يحقق في الواقعة باعتبارها محاولة اغتيال.
وأكد بايدن يوم الأحد أنه أمر بإجراء مراجعة مستقلة للحادثة، فيما تعهد نواب جمهوريون بإجراء تحقيقات سريعة.
وفي أول بيان لها بعد إطلاق النار، الذي أسفر عن مقتل أحد المشاركين في التجمع الانتخابي، أكدت مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل أن الجهاز يعمل على تعزيز إجراءات تأمين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي، الذي يبدأ يوم الاثنين.
وقالت تشيتل: "نحن واثقون من الخطة الأمنية التي وضعها منسق شؤون المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري بالتعاون مع شركائنا، والتي قمنا بمراجعتها وتعزيزها في أعقاب إطلاق النار يوم السبت". وأوضحت أن الجهاز أجرى تعديلات على إجراءات تأمين ترامب لضمان حمايته خلال المؤتمر والفترة المتبقية من الحملة الانتخابية.
وذكر ترامب أن رصاصة أصابت أذنه خلال التجمع لكنه بخير. وسافر إلى ميلووكي يوم الأحد ومن المتوقع أن يحصل على الترشيح الرسمي لحزبه في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي دونالد ترامب البيت الأبيض محاولة اغتيال الحزب الجمهوري انتخابات الرئاسة اغتيال ترامب ولاية بنسلفانيا محاولة اغتيال ترامب شعبية ترامب الرئيس جو بايدن انتخابات الرئاسة المقبلة محاولة اغتيال ترامب خلال تجمع انتخابي اغتيال دونالد ترامب حادث اغتيال دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
أمريكا والفوضى القانونية
تنطوي الأهداف المعلنة لسياسة إدارة الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" الخارجية على التركيز على الأمن من خلال مكافحة الإرهاب فى الخارج، وتعزيز الدفاعات الحدودية، ووضع ضوابط للهجرة، وتوسيع القوات المسلحة الأمريكية، وانتهاج مبدأ "أمريكا أولا" فى التجارة والدبلوماسية التى يصبح الأعداء القدامى بموجبها أصدقاء.
ولا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه اليوم اختبارا وطنيا جديدا لا يقل خطورة عن محطات مفصلية مرت بها سابقا مثل الحرب الأهلية والكساد الكبير وغيرهما. وهذا التحدى لا يأتى من الخارج بل من داخل البيت الأبيض نفسه، حيث يتصرف الرئيس "دونالد ترامب" بطريقة تهدد الدستور والمؤسسات والمجتمع المدنى. والنموذج كان فى لقاء "ترامب" مؤخرا برئيس السلفادور فى البيت الأبيض. فلقد أظهر المشهد أن اللقاء بين الرجلين كان دافئا، إذ يتقاسمان معا تجاهل حقوق الإنسان. ولهذا ناقشا فى لقائهما بلا اكتراث حالة "أبريغو غارسيا"، وهو أب لثلاثة أطفال ومتزوج من أمريكية. ورغم صدور قرار قضائى فى عام 2019 بمنع ترحيله من الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن إدارة "ترامب" قامت بإبعاده إلى السلفادور، وهو القرار الذى تم وصفه لاحقا بالخطأ الإداري. واليوم يحتجز فى سجن قاس رغم أنه لا يملك أي سجل جنائى خلافا للرئيس "ترامب" نفسه.
ولهذا نظر لموقف الادارة الأمريكية على أنه يمثل مسارا للفوضى القانونية، وقد يؤدى إلى وضع تستطيع فيه الحكومة الأمريكية ترحيل أى شخص إلى السجن دون محاكمة. وفى الوقت الذى يتباهى فيه "ترامب" كثيرا بإطلاق سراح رهائن أمريكيين من سجون أجنبية عز عليه إعادة رجل قامت إدارته بترحيله بشكل غير قانوني. الجدير بالذكر أن واشنطن تمول فى الواقع سجون فى السلفادور يحتجز فيها مبعدون مثل "غارسيا". كما أن تحقيقا كشف أن معظم المرحلين إلى السلفادور لم يرتكبوا أي جرائم، ولم يثبت وجود أي صلات لهم بالعصابات. وثبت أن قرارات الترحيل استندت إلى مؤشرات سطحية مثل الوشوم وسوء تفسيرها.
إن ما يراه المرء اليوم فى الولايات المتحدة الأمريكية يذكر بأنظمة استبدادية من الصين وروسيا وفنزويلا وكوريا الشمالية، فهناك يسحق التفكير الحر، وتحاصر الجامعات، ويجبر المثقفون على ترديد خطاب السلطة وعدم الخروج عنه. بل إن إدارة الرئيس الأمريكى " دونالد ترامب" فى سعيها للانتقام تدمر جانب حماية البحث العلمى. ولقد تجسد النموذج فى قرار إدارة "ترامب" بتجميد تمويل قيمته مليارى ونصف المليار دولار، وهو المبلغ الذى كان مخصصا لمشاريع علمية في جامعة "هارفارد"، بعضها يعالج أمراضا خطيرة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.
واليوم نقول إن تعطش " دونالد ترامب" للسلطة والانتقام ممن ينافسه قد يقاس مستقبلا بعدد الأرواح التي ستفقد بسبب تعطيل البحث العلمى. ولهذا يقال إن ما يجري اليوم فى الولايات المتحدة الأمريكية ليس فقط استبدادا سياسيا بل تخريب مشروع وطنى بأكمله. وهذا الظرف يعد اختبارا لقدرة العالم على الدفاع عن عظمة الولايات المتحدة الأمريكية بعيدا عن رئيسها "دونالد ترامب"، أو كما جاء فى صحيفة "نيويورك تايمز": (بأنه حان الوقت لحماية أمريكا من رئيسها).