«مجرة» تستحوذ على «لَبلِب» رائدة الذكاء الاصطناعي العربي
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
أعلنت شركة المحتوى العربي مجرة عن استحواذها على "لَبلِب"، الشركة الرائدة في حلول الذكاء الاصطناعي باللغة العربية ومعالجة اللغة الطبيعية، في خطوة استراتيجية ترسخ دور مجرة القيادي في الابتكار الرقمي العربي، وتعد بدخولها إلى هذا قطاع الذكاء الاصطناعي متسارع النمو.
تمكين اللغة العربية في العصر الرقمي
وبينما كان للشركتين مؤسسين ومساهمين مشتركين، فقد أصبحت مجرة عبر هذا الاستحواذ مالكة للأغلبية في لبلب، بما يسمح بتكامل أكبر بين الشركتين، في استحواذ يتوافق مع رؤية مجرة في إحداث نقلة نوعية بجودة المحتوى الرقمي العربي وتجربة المستخدم، وتطوير تكنولوجيا اللغة العربية في المنطقة بدل الاكتفاء بالاعتماد على المنصات الأجنبية.
حلول الذكاء العربي لتحديات اللغة العربية
وتستخدم لبلب تقنيات الذكاء ومعالجة اللغة الطبيعية لتقديم منتجات برمجية لاكتشاف المحتوى وتخصيصه، بما في ذلك محرك لبلب للبحث والتوصيات داخل المواقع. وتعتمد مجموعة متنوعة من العملاء على محرك لبلب، بما في ذلك المتاجر الإلكترونية، والمنصات الحكومية، والمواقع الإخبارية، ومزودي برمجيات المؤسسات، والتي تحتاج تجربة المستخدم فيها إلى الدقة في معالجة اللغة العربية للوصول إلى المنتجات المطلوبة. وتتعاون لبلب مع مجموعة من أكبر الشركات مثل مايكروسوفت وخدمات أمازون السحابية، كما أنها متكاملة مع منصات التجارة الالكترونية الرائدة مثل زد وسلة وشوبيفاي وشركات برمجيات إدارة المحتوى مثل إن في إس سوفت.
شراكة محورها الابتكار
وقد كانت مجرة من أوائل الشركات التي اعتمدت تكنولوجيا لبلب في الذكاء العربي. حيث رفدت لبلب منصة "من هم" (Manhom.com) بتكنولوجيا "التعرف على الكيان المسمى" (NER) بدرجة عالية من الدقة ساهمت في جعل "من هم" المنصة الأولى للمعلومات حول الأشخاص والمؤسسات في العالم العربي. كما طور محرك لبلب كفاءة البحث عن المحتوى في تطبيق مجرة ومنصاتها بما يساعد مستخدم التطبيق في الوصول مباشرة إلى المحتوى الذي يريده عن طريق البحث الذكي في عشرات آلاف المواد.
استقلالية تدعم النمو
وستحافظ لبلب على استقلاليتها التشغيلية وعلى تركيزها على تقديم منتجات تعالج التحديات التي تواجهها الآلة في التعامل مع اللغة العربية. فغنى مفردات وتراكيب اللغة العربية، وتغير معاني الكلمات بتغير صرفها، وبناء الجملة المعقد، والدلالات السياقية، وتنوع اللهجات العربية، وما إلى ذلك من خصائص فريدة فرضت عقبات كبيرة أمام جهود تلقين الآلة ومعالجتها. وتعتبر لبلب من الشركات القليلة التي نجحت في التعامل مع هذه التحديات.
المحتوى والأدوات ونماذج اللغات الكبيرة
وفي رسالة مشتركة لإعلان هذه الخطوة الاستراتيجية، أكد رئيس مجلس إدارة مجرة عبد السلام هيكل والرئيس التنفيذي عمار هيكل أن "مجرة ولبلب تتشاركان في الأسس والرؤية. وتحت قيادة كيندا الطربوش المؤسسة الشريكة في لبلب ومع ايمان الفريق بالفرصة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP) باللغة العربية لتطوير الأعمال والشركات في المنطقة، عملت الشركة على تقديم منتج مميز بكافة المعايير على نحو متواصل. ونرى في لبلب إمكانات هائلة لطرح أدوات تحقق الاستفادة العملية المرجوة من النماذج اللغوية الكبيرة، والتي نشأ بعضها من منطقتنا".
بدورها، قالت كيندا الطربوش، المؤسسة الشريكة في لبلب: "انضمامنا لشركة قيادية مثل مجرة يشكل فصلاً جديداً في مسيرة لبلب. نشترك بالرؤية لتطوير تكنولوجيا الذكاء العربي ومعالجة اللغة الطبيعية وهذا سيدفع عجلة الابتكار ويقدم قيمة مضافة للشركات في منطقتنا ولزبائنهم. إن منتجات لبلب كفؤة وقوية وجاهزة للاستخدام، وقادرة على التعامل بسهولة مع ملايين الطلبات أسبوعياً".
من جانبه، قال ماركوس براوشلي، رئيس الصندوق الاستثماري العالمي نورث بيز ميديا: "استحواذ مجرة على لبلب يظهر مرونة عالية في التكيف مع متطلبات السوق وتطوراته. وبتعزيز محفظة أعمالها بمنتجات الذكاء الاصطناعي، تطور مجرة قدراتها ومنتجاتها التكنولوجية لخدماتها بشكل استراتيجي. انتشار النماذج اللغوية الكبيرة فرصة كبيرة ولا يمكن الاستفادة منها بشكل كامل إلا من خلال أدوات الذكاء، وهو ما تقدمه لبلب".
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي أخبار السعودية أخر أخبار السعودية مجرة الذکاء الاصطناعی اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
مع تزايد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات الرقمية التي توفر هذه التقنية سعيا إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.
واقترحت دار نشر "هاربر كولينز" الأميركية الكبرى أخيرا على بعض مؤلفيها عقدا مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي رسالة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي "إل إل إم" لمدة ثلاث سنوات.
ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، ينبغي تغذيتها بكمية متزايدة من البيانات.
وبعد التواصل مع دار النشر، أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وتشير إلى أن "هاربر كولينز أبرمت عقدا مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها".
وتوضح دار النشر أيضا أن العقد "ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر".
"هاربر كولينز" هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقودا من هذا النوع لكنّها ليست الأولى (شترستوك) آراء متباينةولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة "بلوسكاي" للتواصل الاجتماعي "من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا".
ومع أنّ هاربر كولينز هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقودا من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار "ويلي" الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة "محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب مقابل 23 مليون دولار"، وفقما قالت في مارس/آذار الماضي عند عرض نتائجها المالية.
ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، مما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.
ترى جادا بيستيلي رئيسة قسم الأخلاقيات لدى "هاغينغ فايس"، وهي منصة فرنسية أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام لأن محتوى الكتب يدرّ أموالا. لكنها تأسف لأن هامش التفاوض محدود للمؤلفين.
وتقول "ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة".
يقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي "إس إن إي" (SNE) جوليان شوراكي "نبدأ من مكان بعيد جدا"، مضيفا "إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حوارا ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن في ما يخص استخدام البيانات كمصدر، والتي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ".
المدعون يعترضون على استخدام الذكاء الاصطناعي للنصوص والصور لتطوير قدراته (شترستوك)وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضا في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة "أوبن إيه آي" مبتكرة برنامج "شات جي بي تي"، وضد "مايكروسوفت" المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع "أوبن إيه آي".
وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها إلا باعتماد خيارات تُلزمها دفع أموال، خصوصا مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.
وأشارت الصحافة الأميركية أخيرا إلى أن النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو وكأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج "غوغل" و"أنثروبيك" و"أوبن إيه آي".
يقول جوليان شوراكي "على شبكة الإنترنت، يمكن جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات".
تلقين التكنولوجياويحتج المدعون على حق الذكاء الاصطناعي في معالجة مليارات النصوص أو الصور، مما سمح بـ"تلقين" هذه التكنولوجيا لبناء قدراتها وساعدها على تطوير إمكانياتها بالاستعانة بالنصوص والصور التي تمت معالجتها.
وتتيح مذكرة أوروبية صادرة عام 2019، اعتُمدت في 22 دولة من الاتحاد الأوروبي بينها فرنسا، هذا "الحق في التنقيب عن البيانات"، بما في ذلك المحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر، إذا كانت هذه البيانات متاحة للجمهور، إلا إذا اعترض صاحب الحقوق صراحة.
وبدأ مؤلفون رفع دعاوى لحماية حقوقهم لمواجهة الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم أعمالهم لتوليد محتوى، إلا أن معاركهم القضائية لن تكون سهلة، ففي أوروبا وأميركا الشمالية يميل القانون إلى تأييد الذكاء الاصطناعي مع أنّ الوضع قد يتغيّر، وفق قانونيين.