عاشوراء.. ما بعد الوهم وهمٌ!
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
آخر تحديث: 17 يوليوز 2024 - 1:11 مبقلم: رشيد الخيّون أخذت الطّقوس في مناسبة «عاشوراء»، تتنوع وتتفاقم تمادياً إلى الخرافة، في كلِّ سنة بعد أخرى، يدخل التّحشيد، مِن داخل العِراق وخارجه العربي والأفريقيّ بقوة، لم يكن ما يحصل بريئاً مِن جهةٍ تصنع الجهل، وتدريجياً تعزل الشّيعة عن أوطانهم، كي تُستبدل الطّائفة بالوطن.
فما يحصل اليوم حذر منه جماعة «إخوان الصّفا»، بسبب تحميل عاطفة الثأر، لأجيال ليس لهم علاقة بما حدث (مقالنا: عاشوراء.. لإخوان الصَّفا رأيهم، الشَّرق الأوسط 16/1/ 2008). بمعنى ما حصل بكربلاء(61هجرية) كان يجري استذكاره، و«إخوان الصفا» كتبوا في القرن الرابع الهجريّ، حتى جاء الصَّفويون فابتكروا المجلس الحُسينيّ، لغرض سياسيّ «أمروا الذاكرين بإنشاد مصيبة سيد الشُّهداء»، وكان المجتهد جعفر كاشف الغطاء(ت: 1812) مِن أوائل المحرمين لتمثيلها(التِّنكابنيّ، قُصص العُلماء)، كذلك فقهاء كبار كشفوا الابتذال الذي أُضيف عليها، ولم يتحرجوا مِن تسميتها بـ «الدُّكان»(النُّوريّ – ت1912- اللؤلؤ والمرجان في آداب أهل المنبر. محسن الأمين- ت: 1954- رسالة التّشبيه. مرتضى المُطهريّ- اغتيل: 1979- الملحمة الحُسينيَّة). ظهرت تلك المصنفات قبل الشَّنائع التي لا يعرفها الشيعة، في الأزمنة السابقة، شنائع تتعمدها مرجعيات، همها تقويض العقل بين الشباب الشيعيّ، لإنشاء وطن طائفي افتراضي، بزعامتهم، ومعلوم أنّ مصالح الشيعة بأوطانهم لا خارجها. تُقدم هذه الممارسات الشّيعة خارج التّاريخ، وهم ليسوا كذلك قبل هيمنة الغُلاة، الذين تكفرهم مرجعيات شيعية عديدة. إذا عدنا إلى ما قبل العهد الصَّفويّ(1501-1740)، كان الميل إلى الفكر والأدب والجدل سائداً، ونجد في تصنيف موسوعة «الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة»(25 مجلداً) للشيخ أغا بوزرك الطَّهرانيّ(ت: 1970) كفاية للتمييز بين السّابق واللاحق. صُنفت الذريعة عندما أصدر جرجي زيدان(ت: 1914) «آداب اللُّغة العربيّة»، ولم يذكر للشيعة إلا النَّزير مِن المؤلفات، والحديث لنجل الطَّهرانيّ عليّ نقي المنزويّ(حداد، دانشنامة جهان إسلام): أنّ والده صرف في الذريعة أربعين عاماً، رداً على زيدان، وبالفعل نجد فيها أنواعاً مِن الفكر والفقه والأدب والفلسفة، ما مجموعه (53510) كتب، بين تأليف وترجمة، معتمداً على الفهارس مثل: «فهرس الطُّوسيّ»، و«فهرس النَّجاشيّ». لكن لو تسأل اليوم عن محتوى الذّريعة، لا تجد أثراً، مقابل شهرة أحد الرواديد/المُنشدين ومنهم جنى الثروة الطائلة مِن إشاعة ثقافة الطائفية والجهل، أو المشعوذين، والسَّبابين، الذين تثنى لهم الوسائد، مِن قِبل مواكب الأحزاب والدَّوائر، فإذا كان (الرَّادود) يرى وزيراً وضابطاً يقف لاطماً الصّدر أمامه، مِن حقّه تجاهل العقل وما عقل. إلى أين تذهب هذه القوى، الخفية والظَّاهرة، بشباب العِراق، وماذا سيورث التّمادي بالطقوس مِن ضغائن، بما يُهدد الأمن الاجتماعيّ، فبلاد العِراق غزتها الخرافة إلى حدٍ خطير، ولم يكن الزّمن، زمن المنابر التي يجتمع، في أقصى الأحوال، المئات تحت أعوادها، فاليوم إذا عطس أحدهم عطسةً تصل إلى الصّين بلمح البصر. أخذ ينتقل الهياج بالخرافة إلى العواصم، ولأنها تُقدم عبر الدّين والمذهب، يحصل الاحتقان الطَّائفيّ، بما تراه بقية الدّول تهديداً لأمنها الاجتماعيّ. لا أحد يُريد منع عاشوراء، بقدر ما يُطلب ضبطه، لا تفتح لتجار الجهل الحريّة المطلقة، وصولاً إلى ممارسة «الجنون»، بما يسمى «مجانين الحُسين»، ويصل الحال اقتحام أحدهم لمسجد سُنيَّ، ليمنع خطيبه مِن «الجمعة»، لأنه يوم عاشوراء؟ أخذت وقائع المراسم تتناقل، بالصّوت والصورة، على أنّ أهل العراق يجيدون التّخلف بأحط درجاته، ناهيك عن تعطيل الدّولة، وشللها تماماً لأسابيع.هل يُقرر العراق، تماشياً مع ما قررته إيران(1995)، وليس غيرها، بما عبر مرشدها حينها ومنعَ الممارسات قائلاً: «تُظهر الشّيعة، كأنهم يعيشون في الوهم، ولا يعيرون العقل أيّ أهميّة»(الحُسينيّ، ثورة التّنزيه 1996). أقول: هل يتحمل مفهوم الوهم ما يحصل مِن تمادٍ بالخرافة، أم هناك ما بعد الوهم وهمٌ؟!
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
ماذا يحصل لو عادت كل قطعة إلى بلدها؟ كم عدد القطع الأثرية البريطانية الموجودة في المتحف الوطني هناك؟
إنها منحوتات موجودة في غير موطنها، ومضى على انتقالها مدة طويلة، فماذا يُفترض أن يكون مصيرها؟ لقد أحيا الاجتماع الأخير بين رئيسي الوزراء البريطاني واليوناني مرة أخرى جدلًا طويل الأمد حول ما إذا كان على المملكة المتحدة إعادة منحوتات البارثينون، المعروفة أيضًا باسم رخام إلغين ماربلز.
اعلانظهرت تقارير تفيد بأن الحكومة اليونانية تعتقد أن نظيرتها البريطانية لن تعيق إعادة المنحوتات الأثرية إلى أثينا بعد الآن. يأتي ذلك في أعقاب الاجتماع الذي عُقد بين كير ستارمر وكيرياكوس ميتسوتاكيس في وقت سابق من الشهر الجاري.
يعود تاريخ المنحوتات إلى عام 447 قبل الميلاد، وهي عبارة عن مجموعة من الزخارف الرخامية التي تعود إلى معبد أثينا، أو معبد البارثينون الموجود على جبل الأكروبوليس في أثينا، وهو من أشهر المعالم السياحية في اليونان وفيه قلعة كبيرة.
ومع ذلك، قالت بريطانيا إن موقفها من إعادة تلك المجموعة لم يتغير، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بالمتحف البريطاني، حيث توجد المنحوتات. وأضافت أن الحكومة لا خطط لديها لتغيير القانون الذي يسمح بإعادتها بشكل دائم.
امرأة تلتقط صورة أمام معبد البارثينون أعلى تلة الأكروبوليس القديمة أثناء موجة حر في أثينا باليونان 21 تموز يوليو 2023Petros Giannakouris/APلمحة من الماضيادعى اللورد إلغين، السفير البريطاني لدى الدولة العثمانية في أوائل القرن التاسع عشر، أنه حصل على إذن لإزالة حوالي نصف المنحوتات المتبقية من معبد البارثينون، متذرعاً بالحرص على الحفاظ عليها. وتم نقلها فعلا إلى المتحف البريطاني، ومنذ ذلك الحين أصبحت هناك نقطة خلاف كبيرة بين المملكة المتحدة واليونان.
يزعم البعض أن اللورد إلجين كان يحاول إنقاذ المنحوتات من الدمار، بينما يزعم آخرون أن السيد الاسكتلندي كان أرستقراطياً جشعاً وقد سرق الرخاميات من موطنها، ما يعكس المطامح الاستعمارية البريطانية الأوسع نطاقاً في ذلك الوقت.
وغالباً ما يؤدي هذا النقاش إلى نفاش أوسع أوسع حول ما إذا كان ينبغي على المملكة المتحدة أن تعيد الرخاميات إلى بلدانها الأصلية، فضلاً عن المزاعم بأن المتحف البريطاني سيصبح فارغا إذا أعيدت منه كل "مسروقات" المملكة المتحدة المزعومة.
الزوار ينظرون إلى المنحوتات التي تعد جزءًا من رخام البارثينون في المتحف البريطاني في لندن 28 تشرين الثاني نوفمبر 2023AP Photo/Kirsty Wigglesworthإنجلترا أكبر مساهم.. معظم القطع تأتي منهاعند إجراء بحث عن العلامات الخاصة بالبلدان في مطويات المتحف البريطاني المنشورة على الإنترنت، يظهر أن أكثر من 650,000 قطعة أثرية مصدرها إنجلترا أو اسكتلندا أو ويلز أو إيرلندا الشمالية، ويأتي الجزء الأكبر من إنجلترا.
وتُعد بريطانيا أكبر مساهم منفرد بالقطع الأثرية في المتحف البريطاني من بين دول أوروبا والعالم. فهي تمتلك حوالي أربعة أضعاف ما تمتلكه البلدان التالية الأكثر انتشاراً، بما في ذلك العراق وإيطاليا. وتأتي حوالي 66,000 قطعة أثرية من اليونان، وفقًا لقاعدة البيانات على الإنترنت.
وقال المتحف البريطاني إنه حتى مع وجود أكثر من مليوني سجل لمجموعاته الأثرية، فإن المفهرس منها على الانترنت لا يتجاوز النصف.
ويذكر أن "القطع الأثرية" يمكن أن تشير إلى أي شيء كالصور والأوراق النقدية والقطع الصغيرة من الفخار وحتى المنحوتات والمجوهرات الأكبر والأكثر فخامة، كما أن الطريقة التي حصل عليها المتحف البريطاني تختلف أيضًا.
أكبر قطع المتحف من أماكن أخرى.. مطالبات لاستعداتهاعلى الرغم من أن إنجلترا هي أكبر مساهم في المتحف من حيث الحجم، إلا أن القطع الأكثر تميزاً في المتحف هي الأكثر إثارة للجدل، وقد جاءت من الخارج غالبا.
من أشهر المعروضات في المتحف تماثيل من ضريح هاليكارناسوس (وهي مدينة إغريقية تعرف اليوم على أنها في بودروم التركية)، وتمثال نصفي لرعمسيس الأكبر، وحجر رشيد من مصر، وهو لوح شهير منقوش عليه بلغتين وثلاثة نصوص.
يُعتقد أنه تم العثور على حجر رشيد في أواخر القرن الثامن عشر، أثناء حملة نابليون بونابرت في مصر. اكتشف الجنود الفرنسيون اللوح صدفة أثناء الحفر، وتم تسليمه لاحقًا إلى البريطانيين بموجب معاهدة الإسكندرية عام 1801 بعد هزيمة نابليون.
Relatedبسبب ارتدائهن الكوفية الفلسطينية.. متحف في نيويورك يفصل 3 موظفاتاكتشف ثقافة سكان اليابان الأصليون من قبائل الآينو: متحف أوبوبوي ومهرجان ماريمومتحف التاريخ الطبيعي يطلق موسم الأعياد بتصميم جديد لسترة عيد الميلادوطالب نشطاء مصريون بإعادته قائلين إن احتفاظ المتحف البريطاني بالحجر هو رمز "للعنف الثقافي الغربي ضد مصر".
وفي مكان آخر في أفريقيا، طالبت نيجيريا بإعادة منحوتات بنين البرونزية، وهي مجموعة من المنحوتات التي تضم رؤوسًا تذكارية وقطعًا من الشعارات الملكية والحلي الشخصية.
اعلانوادعى المسؤولون النيجيريون أن القطع الأثرية هي "موضوع نهب"، بينما يقول المتحف البريطاني أن لديه "علاقات إيجابية" مع القصر الملكي في مدينة بنين. كما تريد إثيوبيا استعادة مجموعة "مقدالا" التي تتضمن قطعًا لها علاقة بالطقوس مثل الكؤوس والأسلحة والمجوهرات وتوابيت.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تريد لقاءهم بعد 35 عاما من تصوريهم.. أمل خارج المألوف تسعى له مصورة تقيم معرضا في متحف تيت بلندن المتحف البريطاني يتلقّى أكبر تبرع في تاريخه بدفع أكثر من خمسة ملايين يورو.. استطاع متحف أكسفورد الاحتفاظ بلوحة من عصر النهضة ومنع بيعها للأجانب متحفإثيوبياآثاراليوناننيجيريامصراعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب بيومها الـ437: قتلى في غزة ولبنان وقصف على سوريا وكاتس يعلن عن جهوزية الجيش لضرب إيران يعرض الآن Next المستشار سولتش يفشل في الحصول على ثقة البرلمان.. والألمان يستعدون لانتخابات مبكرة يعرض الآن Next مشاورات لتشكيل حكومة فرنسية جديدة.. رئيس الوزراء المكلف فرانسوا بايرو يتحرك تحت ضغط ميزانية 2025 يعرض الآن Next تقرير: ربع سكان إسرائيل يعيشون الفقر ويعانون من انعدام الأمن الغذائي يعرض الآن Next مجموعة دول غرب أفريقيا "الإيكواس" تمنح مهلة أخيرة للدول الثلاث التي شب انقلابيوها عن الطوق اعلانالاكثر قراءة بشار الأسد: لم أغادر الوطن وبقيت في دمشق حتى 8 ديسمبر الكرملين: لا قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد الروسية في سوريا حتى الآن زلزال بقوة 4.9 درجة يهز الجزائر مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدضحاياإسرائيلهيئة تحرير الشام قطاع غزةدونالد ترامبروسياإعصارتغير المناخعيد الميلادقصفالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024