شبكة اخبار العراق:
2024-11-18@08:24:11 GMT

الرئيس الإيراني والأسئلة الحقيقية

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

الرئيس الإيراني والأسئلة الحقيقية

آخر تحديث: 17 يوليوز 2024 - 12:38 مبقلم:خيرالله خيرالله  لم يوضح الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان كيف يريد تطبيق برنامج إصلاحي في “الجمهوريّة الإسلامية” الإيرانية في وقت يعرف تماما أنّه قبل بأن يكون رئيسا للجمهوريّة في ظلّ نظام يرفض الاعتراف بوجود معارضة ذات أي وزن أو تأثير… أو دور. لو لم يكن بزشكيان يحظى برضا “المرشد الأعلى” علي خامنئي لما كان وصل إلى موقع رئيس الجمهورية.

مثل هذا الرضا هو الشرط الأوّل والأخير لاحتلال هذا الموقع، خصوصا أنّ “المرشد” يستطيع منع أيّ شخص لا يعجبه من الترشح للرئاسة أصلا. كلّ ما في الأمر أن الرجل حاجة إلى النظام في الوقت الحاضر وهو فضلا عن ذلك حاجة لإعطاء صورة غير صحيحة عن “إيران المعتدلة” في عالم مقبل على تغييرات كبيرة ومنطقة تعيش في حال غليان. في مقال طويل نشره أخيرا في صحيفة “طهران تايمز”، حرص بزشكيان على تأكيد الولاء لخامنئي أوّلا. قال في هذا المجال “في ظل الحرب والاضطرابات السياسية في المنطقة، أظهر النظام السياسي في إيران استقراره، من خلال إجراء الانتخابات بطريقة تنافسية وسلمية ومنظّمة، ودحض مزاعم بعض خبراء الشؤون الإيرانية في بعض الحكومات”، مشددا على أنّ “هذا الاستقرار السياسي وأسلوب إجراء الانتخابات الزاخر بالفخر يؤكدان فطنة قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي، وتفاني الشعب الإيراني في الانتقال الديمقراطي للسلطة، حتى في الظروف الصعبة”. ليس معروفا عن أي “انتقال ديمقراطي للسلطة”؟ يتحدث بزشكيان أيضا عن التعاون مع الدول الأخرى في المنطقة والعالم من دون أيّ إشارة بالاسم إلى الولايات المتحدة. يقول الشيء وعكسه، خصوصا عندما يتطرق إلى العلاقات مع العالم والمحيط القريب. يقول مثلا “سنبادر إلى التعاون مع تركيا والسعودية وسلطنة عُمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات والمنظمات الإقليمية لتعميق العلاقات الاقتصادية وتعزيز العلاقات التجارية وزيادة الاستثمار المشترك ومعالجة التحديات المشتركة والمضي قدما نحو إنشاء إطار إقليمي للحوار وبناء الثقة والتنمية. إن منطقتنا تعاني منذ فترة طويلة من الحرب والتوترات الطائفية والإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات ونقص المياه وأزمة اللاجئين والدمار البيئي والتدخلات الأجنبية وأنّ الوقت قد حان لمعالجة التحديات المشتركة بين الدول في المنطقة لمستقبل أفضل للأجيال القادمة”. اعتبر بزشكيان أنّ “التعاون من أجل التنمية والازدهار الإقليميين سيكون المبدأ التوجيهي لسياستنا الخارجية”. أكد “أننا كدول تمتلك موارد كثيرة ومعتقدات مشتركة نابعة من تعاليم الإسلام السمحة يجب علينا أن نتحد وأن نعتمد على قوة المنطق وليس منطق القوة”، مضيفا “من خلال الاستفادة من طاقاتنا لإيجاد المعيار، يمكننا أن نؤدي دورا حاسما في النظام العالمي الناشئ بعد القطبية من خلال تعزيز السلام، وخلق بيئة هادئة مواتية للتنمية المستدامة، وتعزيز الحوار، وتبديد معاداة الإسلام”. زاد “إيران مستعدة للقيام بنصيبها العادل في هذا الصدد. سأعمل على وقف المذبحة في غزة ومنع اتساع الحرب”. من أطرف ما ورد في المقال قول الرئيس الإيراني الجديد إنّ طهران “ستضع تعزيز العلاقات مع جيراننا على رأس أولوياتها، وستعمل على إرساء أسس منطقة قوية، بدلا من منطقة تسعى فيها دولة واحدة إلى فرض هيمنتها وسيطرتها على الدول الأخرى”، معربا عن اعتقاده بأنّ “الدول المجاورة والشقيقة ينبغي ألا تهدر مواردها الثمينة في منافسات استنزافية، أو سباقات تسلح، أو تقييد بعضها بعضا بلا داع، وبدلا من ذلك، يجب أن يكون هدفنا خلق بيئة تمكّن الدول من تخصيص مواردها لتحقيق التقدم والتنمية في المنطقة لصالح الجميع”. كان مفيدا لبزشكيان طرح أسئلة حقيقية موجهة، أصلا، إلى إيران نفسها وليس إلى الآخرين عن كيفية “هدر الموارد الثمينة”، خصوصا أن كلام الرئيس الإيراني الذي يتطرق إلى “سباقات تسلح” جاء في سياق إشارته إلى أن “منطقتنا تعاني منذ فترة طويلة من الحرب والتوترات الطائفية والإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات (…)”. طرح بزشكيان أسئلة كثيرة مطلوب من “الجمهورية الإسلاميّة”، قبل غيرها، الإجابة عنها بدءا بالنشاطات التي تمارسها الميليشيات المذهبيّة في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومناطق مختلفة من هذا العالم. ليس مفهوما، في طبيعة الحال، كيف يتحدث الرئيس الإيراني الجديد بهذه الأريحية عن “الحرب والتوترات الطائفية والإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات”، كما لو أن الميليشيات التابعة لـ”الحرس الثوري” تكافح هذه الظواهر في حين أنّها تشجعها… بل هي جزء لا يتجزّأ منها! من أجل أن يؤخذ كلام الرئيس الإيراني الجديد على محمل الجدّ، توجد حاجة إلى عودته إلى الواقع. ما دام لا يستطيع القيام بمثل هذه العودة، يبقى كلامه كلاما جميلا لا أكثر. من السهل الخروج بمثل هذا الكلام الجميل، لكن من الصعب إقناع أيّ دولة من دول المنطقة به. بكلام أوضح، إن الشعوب العربيّة تعرف جيدا ما تفعله إيران في المنطقة وطبيعة العلاقة بين “الجمهوريّة الإسلاميّة” ونظام مثل النظام الأقلّوي في سوريا الذي يخوض حربا مع شعبه منذ ما يزيد عن 13 عاما. هل تشارك إيران، عبر ميليشياتها في هذه الحرب من أجل خدمة الاستقرار في المنطقة أم بسبب دعمها لنظام تعتقد أنّه تابع لها، نظام مستعد لكلّ أنواع القمع من أجل تهجير أكبر عدد من السنّة من الأراضي السوريّة؟ كان لافتا في المقال الذي نشره بزشكيان غياب أيّ إشارة إلى لبنان. هل سأل نفسه ما الذي تفعله “الجمهوريّة الإسلاميّة” في لبنان وما طبيعة ممارسات الحزب التابع لها على الأرض اللبنانية، منذ قيام هذا الحزب مطلع ثمانينات القرن الماضي… وصولا إلى فتح جبهة الجنوب اللبناني؟ يمكن الكلام عن تغيير حقيقي في إيران وعن إصلاحات في العمق وعن دور إيجابي لهذا البلد على الصعيد الإقليمي متى تطرح في طهران الأسئلة الحقيقية بدل الكلام المضحك المبكي عن “الانتقال الديمقراطي للسلطة”…

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الرئیس الإیرانی الجدید فی المنطقة من أجل

إقرأ أيضاً:

مصر أكتوبر: مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين تعكس الثقل الدولي لمصر

أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن مشاركة الرئيس عبد السيسي في قمة العشرين التي تستضيفها العاصمة البرازيلية، ريو دي جانيرو، بعد دعوة من نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا، تعكس مكانة مصر كقوة فاعلة ومؤثرة في النطاق الإقليمي وجزء مهما في معالجة التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية الراهنة.

وأوضحت مديح في تصريحات صحفية لها اليوم، أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين، تعكس ثقل مصر ودورها المحوري في مجابهة التحديات الراهنة في المنطقة التي تتزايد فيه التوترات والصراعات، كونها ركيزة أساسية لحفظ السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، موضحة أن الرئيس حريص على تسليط الضوء على التحديات الإقليمية والتى لها تداعيات كبيرة على الاستقرار الدولى؛ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع فى لبنان  وتهديدات الملاحة في البحر الأحمر.

وأشارت مديح إلى أن القمة ستتيح الفرصة للقاء قادة وزعماء دول العالم بهدف تعزيز العلاقات الثنائية؛ وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، وفتح آفاق جديدة لزيادة التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي، كون القمة تضم أفضل القوى اقتصادية في العالم، فضلا عن تكثيف الجهود لاستعادة الأمن والسلم الدوليين، في مقدمتها القضية الفلسطينية، لافتة إلى أن الرئيس حريص على التأكيد أن السلام في الشرق الأوسط مرهون بحل القضية وحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة باعلان دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧.

ولفتت مديح إلى أن قمة العشرين هذه المرة تبرز عدد من القضايا المهمة المتعلقة بالتنمية المستدامة ومكافحة ظاهرة الجوع والفقر التي باتت عنوان رئيسيا لعواقب عدم الاستقرار والصراعات الإقليمية والدولية التى أثرت بشكل سلبي على زيادة عدد المشردين والنازحين والمهاجرين وعدم وصول المساعدات الإنسانية لهم.

واوضحت أن مصر لها تجربة رائدة في إعادة الإعمار وتطوير البنى التحتية وخلق مشروعات تنموية تحقق أهداف التنمية المستدامة، جعلتها مطلبا في عديد من الدول الإفريقية.

ونوهت بأن إطلاق "التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع"؛ سيسهم بشكل كبير في حشد الموارد المالية لمواجهة الفقر والجوع الذى يهدد العديد من شعوب العالم؛ وبصفة خاصة بعض الدول النامية التى تعانى من الحروب أو الصراعات السياسية؛ لافتة إلى أن تلك المبادرة تعكس التزام الدول المشاركة في قمة العشرين.

مقالات مشابهة

  • إيران: سنتعامل مع إدارة ترامب الجديدة بناء على سياساتها
  • مصر أكتوبر: مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين تعكس الثقل الدولي لمصر
  • وزير الدفاع الإيراني يجري مباحثات مع الأسد في دمشق.. هذا ما ناقشاه
  • الأسد لوزير الدفاع الإيراني: القضاء على الإرهاب مسؤولية إقليمية ودولية
  • سوريا.. الأسد يلتقي وزير الدفاع الإيراني في دمشق
  • الأسد يلتقي وزير الدفاع الإيراني في دمشق
  • ثاني لقاء مع مسؤول رفيع من طهران خلال أيام.. الأسد يستقبل وزير الدفاع الإيراني
  • وزير الخارجية الإيراني ينفي حدوث اجتماع بين إيلون ماسك ومندوب إيران بالأمم المتحدة
  • إيران تنتظر عودة سياسة «الضغط الأقصى» مع وصول ترامب للحكم
  • كبير مستشاري المرشد الإيراني يصل بيروت