عربي21:
2025-02-02@11:26:19 GMT

قراءة في تصريحات فيدان حول التطبيع مع سوريا

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

عقد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مساء الأحد، مؤتمرا صحفيا في إسطنبول مع نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، وتطرق فيه إلى موقف تركيا من فصائل الثورة السورية واللاجئين السوريين، ردا على سؤال حول لقاء محتمل يجمع رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد. وكانت تصريحاته تجيب على أسئلة عديدة أثيرت بعد إعلان أردوغان استعداده للقاء الأسد.



فيدان، في بداية جوابه على السؤال، لفت الانتباه إلى حاجة المنطقة للسلام والاستقرار، في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم، كما أشار إلى أن رغبة أردوغان في لقاء الأسد ليست نابعة من نقطة ضعف، وأن رئيس الجمهورية التركي لا يتهرب من المواجهة، إلا أنه يترك دائما قناة للحوار، ولو كانت المواجهة في عزها. وذكر أن تركيا حققت مكاسب استراتيجية عديدة خلال المحادثات المباشرة وغير المباشرة التي جرت بين الطرفين على مختلف المستويات. ثم عرج على موقف بلاده من اللاجئين السوريين والفصائل المعارضة للنظام السوري.

التصريحات الأخيرة التي أدلى بها فيدان وبشار الأسد، تشير إلى أن عملية التطبيع بين تركيا والنظام السوري في طريق مسدود، وأن هناك بونا شاسعا بين أهداف الطرفين وموقفيهما من حاضر سوريا ومستقبلها وثورتها المجيدة، يجعل التقريب بينهما أمرا مستحيلا. وبالتالي، تبدو التصريحات التي تظهر الاستعداد للقاء بين أردوغان والأسد، مجرد مناورة تفرضها الظروف لإرضاء الوسطاء.إعلان أردوغان عن استعداده للقاء الأسد أثار تساؤلات حول وجود تغيير في موقف تركيا من الثورة السورية. وأكد فيدان أن موقف أنقرة من فصائل الثورة السورية التي يطلق عليها أيضا "المعارضة السورية"، لم يتغير. كما شدد على أن فصائل الثورة حرة في قراراتها، وأن قرارها هو الأساس في طبيعة علاقاتها مع النظام، مشيرا إلى أن تركيا ستلعب دورا بناء في أي قرار يتخذه المعارضون. وبعبارة أخرى، أكد أن تركيا ليست "وصيا" على فصائل الثورة السورية، وأنها لن تضغط عليها بأي اتجاه، بل تحترم قراراتها. وكما أكد وزير الدفاع التركي، ياشار غولر، أمس الثلاثاء، أن الشعب السوري هو الذي سيقرر مصير سوريا.

الأهم في تصريحات وزير الخارجية التركي هو تطرقه إلى قتال فصائل الثورة السورية جنبا إلى جنب مع الجيش التركي ضد التنظيمات الإرهابية، مثل حزب العمال الكردستاني وداعش، في عفرين وتل أبيض ورأس العين وغيرها، وسقوط شهداء من الجنود الأتراك والثوار السوريين في تلك المعارك، في إشارة إلى متانة العلاقات بين تركيا وفصائل الثورة السورية. وأكد أن تركيا، كدولة كبيرة ووفية، لا يمكن أن تنسى تلك التضحيات، كما لا يمكن أن تخذل هؤلاء الثوار. ومن المؤكد أن هذه الشراكة الأخوية التي كتبت بدماء الشهداء غالية وأن حمايتها لصالح الطرفين.

وفي رسالة إلى المجتمع التركي، لفت فيدان إلى أن فصائل الثورة السورية تخدم في المناطق المحررة مصالح بلاده الإستراتيجية من خلال الحيلولة دون حدوث موجات نزوح جديدة نحو تركيا، والتعاون مع قوات الأمن والاستخبارات التركية في مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة وشبكات التهريب، مضيفا أن هناك اجتماعات دورية تعقد بمشاركة مسؤولين أتراك وقادة الفصائل لمتابعة هذه الملفات وغيرها. كما شدد على أن موقف تركيا من اللاجئين السوريين لم يتغير، وأنه لن يتم ترحيل أحد من اللاجئين لا يرغب في العودة إلى بلاده.

تركيا نصحت بشار الأسد في بداية الثورة السورية أن يقوم بإصلاحات يطالب بها الشعب السوري، إلا أنه اختار أن يمزق سوريا ويحرقها بدعم من روسيا وإيران. وها هو اليوم في موقف أضعف، ونظامه غير قابل للإصلاح وإعادة التدوير والتأهيل. وأما تصريحاته المطالبة بانسحاب القوات التركية فينطبق عليها المثل القائل: "إذا أعطيت الحمار قيمة أكثر مما يستحقها يظن نفسه خيلا".تصريحات فيدان دحضت كافة المزاعم والشبهات التي بدأ الموالون للنظام السوري وحلفائه يثيرونها في الآونة الأخيرة، وخيبت آمال العنصريين، كما نفت الشائعات القائلة بأن تركيا ستتخلى عن الوقوف إلى جانب فصائل الثورة السورية وستقوم بترحيل جميع اللاجئين إلى سوريا بالتعاون والتنسيق مع النظام السوري. وبعثت رسائل هامة لتطمئن فصائل الثورة السورية واللاجئين السوريين. وإضافة إلى ذلك، رسمت تلك التصريحات أطر أي لقاء محتمل يجمع أردوغان والأسد.

التصريحات التي أدلى بها فيدان في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية السعودي، لم تعجب النظام السوري الذي يعتبر فصائل الثورة السورية "تنظيمات إرهابية". وفي رد غير مباشر على تلك التصريحات، ذكر بشار الأسد، بعد الإدلاء بصوته في مسرحية الانتخابات البرلمانية، أن انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية وتخلي تركيا عن "الإرهابيين"، في إشارة إلى الثوار، يجب أن تتم مناقشتهما في أي لقاء مع أردوغان، ما يعني أن النظام السوري تخلى عن اشتراط انسحاب القوت التركية قبل اللقاء، ولكنه يشترط أن يكون اللقاء بذات الأجندة.

التصريحات الأخيرة التي أدلى بها فيدان وبشار الأسد، تشير إلى أن عملية التطبيع بين تركيا والنظام السوري في طريق مسدود، وأن هناك بونا شاسعا بين أهداف الطرفين وموقفيهما من حاضر سوريا ومستقبلها وثورتها المجيدة، يجعل التقريب بينهما أمرا مستحيلا. وبالتالي، تبدو التصريحات التي تظهر الاستعداد للقاء بين أردوغان والأسد، مجرد مناورة تفرضها الظروف لإرضاء الوسطاء.

تركيا نصحت بشار الأسد في بداية الثورة السورية أن يقوم بإصلاحات يطالب بها الشعب السوري، إلا أنه اختار أن يمزق سوريا ويحرقها بدعم من روسيا وإيران. وها هو اليوم في موقف أضعف، ونظامه غير قابل للإصلاح وإعادة التدوير والتأهيل. وأما تصريحاته المطالبة بانسحاب القوات التركية فينطبق عليها المثل القائل: "إذا أعطيت الحمار قيمة أكثر مما يستحقها يظن نفسه خيلا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا سوريا العلاقات سوريا تركيا علاقات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین السوریین النظام السوری بشار الأسد أن ترکیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

للمرة الأولى بعد انتصار الثورة وسقوط النظام… الفرقة السيمفونية السورية تعزف لشهداء سوريا ولمجدها

دمشق-سانا

في ليلةٍ جمعت بين الفن والأمل قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية على مسرح دار الأوبرا للمرة الأولى بعد سقوط النظام وانتصار الثورة حفلاً موسيقياً مميزاً مساء أمس تحت عنوان “للشهداء ولمجد سوريا”، ضمن مبادرة تطوعية تهدف إلى التأكيد على وحدة سوريا وأبنائها عبر لغة الموسيقا التي تتجاوز الحدود وتلامس القلوب.

بداية الحفل كانت بمقطوعة “لشهداء ولمجد سوريا”، حملت في نغماتها روح التضحية والفخر والاحترام لدماء الشهداء الذين كان دمهم طريقاً لانتصار الثورة، وبعدها عزفت الفرقة مقطوعة “الدوامة” للموسيقي عاصم مكارم، التي جاءت كتحيةٍ صادقة للإنسان السوري الذي تعرض للاختفاء القسري مع عرض بصري مؤثر جسد معاناة الغياب القسري وأمل العودة.

بعد ذلك، عزفت الفرقة مقطوعة “القدر” لبيتهوفن من السمفونية الخامسة، التي عبرت عن رحلة الشعب السوري منذ بداية الثورة، مروراً بآلام القتل والتهجير والتعذيب، وصولاً إلى بريق النصر والأمل.

 كما قدمت الفرقة مقطوعة “خطوتين من كسارة البندق” لتشايكوفسكي، كرسالة تفاؤلية بأن السوريين سيسيرون معاً لبناء مستقبلٍ يليق بدماء الشهداء .

ورافق كل مقطوعة عرض بصري جسّد المعاني العميقة للعزف، ما أضاف بعداً مرئياً أثرى التجربة وأوصل الرسالة بشكلٍ أقوى، وصولاً إلى ختام الحفل برسالة أمل: “نخطو معاً لبناء سوريا، لأجل غدٍ يليق بنا جميعاً”.

عازفة الفيولا راما البرشا أشارت إلى أهمية هذا الحفل كخطوة نحو إعادة إحياء المؤسسات الثقافية، معربةً عن أملها بعودة الموسيقيين السوريين الذين غادروا البلاد خلال السنوات الماضية، كما دعت إلى تقديم الدعم المعنوي والمادي للموسيقيين لتمكينهم من تقديم المزيد من الحفلات الكبيرة، واستضافة فنانين عرب وأجانب.

من جهته قال عازف الكمان أندريه مقدسي: “هذا الحفل هو تعبير عن مشاركتنا في المشهد الثقافي، وهو رسالة تفاؤل بأن القادم أجمل”، مضيفاً..”اخترنا برنامجاً متنوعاً ليعبر عن الحالة الإنسانية، من تحية للشهداء إلى معزوفات تحمل في طياتها الأمل والانتصار”.

هذا الحفل لم يكن مجرد عزفٍ موسيقي؛ بل كان أكثر من ذلك.. كان رسالة أملٍ وتضامن، وخطوةً نحو بناء مستقبلٍ يليق بسوريا وشعبها.

مقالات مشابهة

  • عاطف نجيب.. مقتلع أظافر أطفال درعا وشرارة الثورة السورية
  • عاطف نجيب مقتلع أظافر أطفال درعا وسبب الثورة السورية
  • اعتقال عاطف نجيب ابن خالة الأسد السبب بانفجار الثورة السورية
  • بالفيديو .. من هو عاطف نجيب ابن خالة الأسد الذي تسبب باشتعال الثورة السورية؟
  • اعتقال عاطف نجيب ابن خالة الأسد.. تسبب بانفجار الثورة السورية
  • NYT: لماذا تخشى مصر من انتشار عدوى الثورة السورية؟
  • ابن خالة الأسد.. اعتقال المتسبب باندلاع شرارة الثورة السورية
  • للمرة الأولى بعد انتصار الثورة وسقوط النظام… الفرقة السيمفونية السورية تعزف لشهداء سوريا ولمجدها
  • 5 أولويات للمرحلة المقبلة حددها الرئيس السوري الجديد
  • الرئاسة السورية تعلن عن موعد أول خطاب للشرع موجه إلى الشعب