توقع استطلاع رأي أجرته وكالة "بلومبرج" عن تحركات البنوك المركزية الإفريقية، أن يتجه البنك المركزي المصري نحو الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع لجنة السياسات النقدية غداً الخميس 18 يوليو.

وقال المحللون للوكالة، إنه من المقرر أن ترفع الدول ذات العملات المحلية الضعيفة أسعار الفائدة، فيما لا تزال الدول الأخرى التي تعاني من التضخم الثابت على استعداد لإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير.

وأضافت "بلومبرج" من المقرر أن تتخذ أغلب البنوك المركزية الإفريقية قرارات خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة بشأن أسعار الفائدة، لافتا إلى أنه من غير المرجح أن تتبع البنوك المركزية موجة التيسير العالمي على أن تحافظ على سياسات نقدية متشددة، باستثناء الموزمبيق.

وقالت أنجليكا جوليجر، كبيرة الاقتصاديين في شركة EY للاستشارات في أفريقيا: "الموضوع الأوسع هو الحذر والاعتماد على البيانات مع مراقبة البنوك المركزية عن كثب للتضخم واتجاهات العملة".

ويتوقع المحللون أن تقوم نيجيريا وأنجولا، أكبر منتجين للنفط في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، واللتان لا تزالان تعانيان من معدلات تضخم مزدوج الرقم وعملات محلية ضعيفة، برفع أسعار الفائدة.

وتابعت، لكن من المتوقع أن تحتفظ جنوب أفريقيا ومصر وكينيا وغانا بأسعار الفائدة، في حين من المتوقع أن تستمر موزمبيق، وهي حالة شاذة، في خفض تكاليف الاقتراض.

وأكملت، يكمن السبب الذي يجعل أغلب هذه الدول الإفريقية ستبقي على أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول هي ضغوط العملة.

وكانت عملات كل من أنجولا ونيجيريا وغانا من بين الأسوأ أداءً في إفريقيا هذا العام، ولم يتوقف ضعفها بعد مقابل الدولار وسط زيادة الطلب على الدولار.

وأضافت، لقد كان تأثير هذه الإجراءات على الأسعار كبيرا، ففي نيجيريا، حافظت على التضخم عند أعلى مستوياته منذ ثلاثة عقود تقريبا، وفي أنجولا، دفعته إلى أعلى مستوياته منذ سبع سنوات، وفي غانا، كان يعني ذلك أن عملية خفض التضخم لم تكن بالسرعة التي توقعها البنك المركزي.

وأدى ارتفاع التضخم في هذه الدول إلى قيام أنجولا بمضاعفة الحد الأدنى للأجور إلى أكثر من 70 ألف كوانزا "79 دولارا" في يونيو، ما دفع نيجيريا إلى إعادة دعم الوقود جزئيا، الأمر الذي وضع ضغوطا على ماليتها العامة.

وقال "غبولاهان تايوو" من جي بي مورجان تشيس آند كو، إن ضعف العملة والسياسة المالية المتساهلة وضغوط رفع التكاليف من المرجح أن تجبر هذه البنوك المركزية على الحفاظ على موقف أكثر تشددا لفترة أطول.

وأكد محافظ البنك المركزي النيجيري، أولايمي كاردوسو، أن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي ستفعل كل ما يلزم لكبح التضخم.

التضخم اللزج

ومن المرجح أن تبقي جنوب إفريقيا ومصر يوم الخميس أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير عند 8.25% و27.25% على التوالي، بسبب ضغوط الأسعار الثابتة.

وأوضح محافظ البنك المركزي في جنوب أفريقيا، ليسيتيا كجانياجو، أنه وزملاؤه في لجنة السياسة النقدية سوف يترددون في خفض أسعار الفائدة حتى يعود التضخم إلى نقطة المنتصف البالغة 4.5% من نطاقه المستهدف على أساس مستدام.

ورغم أن معدل التضخم السنوي استقر عند 5.2% في مايو، فقد ظل أعلى من نقطة المنتصف لأكثر من ثلاث سنوات.

وقال "كجانياجو" في رسالة في التقرير السنوي للبنك المركزي الذي نشر الشهر الماضي إنه "من المهم أن نعيد بناء الثقة في قدرتنا على تحقيق هدفنا".

وقالت "جوليجر"، إن صناع السياسات المصريين سوف يترددون أيضا في خفض أسعار الفائدة لأن التضخم السنوي الذي تباطأ للشهر الرابع على التوالي في يونيو يظل مرتفعا عند 27.5%، وعوامل مثل زيادات الأجور وتعديلات أسعار الوقود قد تؤدي إلى إبطاء وتيرة الانكماش.

وقال "تايوو" إنهم سيرغبون أيضا في الانتظار حتى "ينخفض التضخم بشكل أكثر أهمية ويصل إلى مستوى أعلى من أسعار الفائدة الحقيقية قبل التفكير في خفض الفائدة".

العوامل المحلية

ومن المرجح أن تتردد كينيا أيضاً في خفض تكاليف الاقتراض، في ظل المظاهرات المناهضة للحكومة المستمرة والتي قد توقف عملية خفض التضخم، وقد أدت الاحتجاجات إلى إغلاق الشركات وتجدد الضغوط على العملة بعد أن ألغت الحكومة خطة لجمع ما يصل إلى 346 مليار شلن (2.7 مليار دولار) من الضرائب.

كما أضاف "تايو" أن لجنة السياسة النقدية قدمت مؤخرا قرارات أسعار الفائدة التي يتخذها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي كعامل خطر رئيسي للسياسة النقدية، وهذا يعني أنها قد تحجم عن خفض أسعار الفائدة حتى تفعل الولايات المتحدة ذلك. ويتوقع المستثمرون أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتين على الأقل هذا العام.

اقرأ أيضاًخبير مصرفي يكشف السيناريوهات المنتظرة من اجتماع لجنة السياسات بالبنك المركزي

قبل حسم الفائدة في المركزي المصري.. أعلى شهادات ادخار بعائد شهري في 10 بنوك

المركزي للإحصاء: تراجع عجز الميزان التجاري لـ 2.68 مليار دولار في أبريل 2024

بقيمة 1.12 تريليون جنيه.. المركزي المصري يجذب فائض سيولة في عطاء الوديعة الثابتة

«تثبيت الفائدة».. توقعات اجتماع المركزي المصري حتى الربع الأخير من 2024

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أسعار الفائدة اجتماع البنك المركزي البنك المركزي البنك المركزي المصري البنوك المركزية الافريقية المركزي المركزي المصري موعد اجتماع البنك المركزي البنوک المرکزیة المرکزی المصری البنک المرکزی أسعار الفائدة المرجح أن فی خفض

إقرأ أيضاً:

أثر الاقتصاد النقدي على النظام المصرفي

د. نازك حامد الهاشمي

تؤدي النقود دورًا محوريًا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، حيث تؤثر على مجالات متعددة مثل الإنتاج والاستهلاك والتداول والدخل والبطالة في العصر الحديث. ومع ظهور النقود الإلكترونية، أصبحت المعاملات المالية أكثر سلاسة وسهولة عبر البلدان. ويُعد النظام المالي، الذي يضم المؤسسات المالية والمصرفية، حجر الزاوية للاقتصاد الوطني، حيث يسعى لتحقيق الأرباح وتوفير التمويل اللازم من خلال الأسواق المالية. بينما يمثل الاقتصاد النقدي، الذي يعتمد على النقد كوسيلة رئيسية لتبادل السلع والخدمات، نظامًا مبسطًا للمعاملات التجارية. عوضاً من المقايضة. وتُستخدم العملات المعدنية والأوراق النقدية لتسهيل التداول، كما أنها تعمل كوسيلة لتخزين القيمة ووحدة حساب. وهذا النظام أساسي في معظم الاقتصادات الحديثة، حيث يسهم بشكل كبير في تنظيم وتيسير الأنشطة الاقتصادية.
وفي ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية في الدول التي تعاني من عدم الاستقرار المالي، يتزايد الاعتماد بشكل كبير على التعاملات النقدية (الكاش). وبالإضافة إلى تراجع الثقة في القطاع المصرفي وانتشار القيود المفروضة على السحوبات المصرفية، يلجأ المواطنون إلى استخدام النقد بشكل متزايد في تعاملاتهم اليومية. ومعلوم أن الاقتصاد النقدي يُساهم في تجاوز القيود المصرفية وحل المشكلات المرتبطة بتعدد أسعار الصرف. ومع غياب التدخل من قِبَل صانعي السياسات النقدية، يُتوقع أن يستمر توسع حجم الاقتصاد النقدي، مما سيضيف تحديات جديدة أمام تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي في البلاد. لذلك تلجا الدول التي تواجه أزمات، سوءاً أكانت مالية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، أو نتيجة لكوارث طبيعية، إلى دعم القطاع المصرفي لاستعادة التوازن، حتى لا يغدو النظام المصرفي نفسه جزءاً أساسياً من الأزمة، وذلك تجنبا للأثار المدمرة التي ينتجها الاعتماد المفرط على الاقتصاد النقدي. ومن أهم تلك الآثار زيادة حجم الاقتصاد غير الرسمي، حيث تصبح العديد من المعاملات غير مسجلة أو خارج نطاق الرقابة الحكومية ومؤسسات الرقابة المالية. وهذا مما قد يؤدي إلى تقليص قدرة الدولة على تحصيل الضرائب وزيادة نشاط السوق السوداء وغيرها من أنشطة الاقتصاد الخفي. كذلك تعمل زيادة الاعتماد على النقد على إضعاف مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ونظرًا لصعوبة تتبع التدفقات المالية في الاقتصاد النقدي مقارنةً بالتعاملات الرقمية. وبالإضافة إلى ذلك، قد يبطئ الانتقال الكبير إلى الاقتصاد النقدي من عملية التحول الرقمي في الاقتصاد، مما يقلل من فرص الاستثمار في التقنيات المالية المبتكرة. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يكون للاقتصاد النقدي تأثيرات على القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة في ظل التضخم المتزايد، حيث قد يؤدي زيادة الطلب على النقد إلى انخفاض قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية. وهذا مما من شأنه أن يضع ضغوطًا إضافية على الاقتصاد الوطني ويضاعف من تعقيد الأزمات الاقتصادية القائمة.
وفي تقرير صدر عن البنك الدولي في 15 أبريل 2024، تحت عنوان "الانتكاسات الكبرى: الآفاق والمخاطر والسياسات في البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية"، قُدمت فيه نظرة شاملة عن التحديات والفرص التي تواجه 75 بلدًا تُعد من بين الأكثر ضعفًا على مستوى العالم. وهذه البلدان مؤهلة للحصول على منح وقروض بدون فوائد أو بفوائد منخفضة من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي.
وركز ذلك التقرير على مفهوم اتساع الفجوة في الدخل، حيث أشار إلى أن نصيب الفرد من الدخل في نصف هذه البلدان كان قد نما بوتيرة أبطأ من البلدان الغنية بين عامي 2020 و2024م. وهذا التباطؤ هو الأكبر منذ بداية القرن، مما أدى إلى زيادة الفجوة في الدخل بين هذه البلدان والاقتصادات الأكثر تقدمًا. كذلك تفاقمت حالات الفقر والجوع، إذ أن حوالي 33% من هذه البلدان شهدت زيادة في معدلات الفقر مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل جائحة كورونا. كما يعاني 90% من السكان في هذه البلدان من الجوع أو سوء التغذية، حيث يعيش واحد من كل أربعة أشخاص على أقل من 2.15 دولار يوميًا. مما يتطلب الأمر حاجة ملحة إلى الدعم الدولي لتحقيق التنمية المستدامة، بإضافة إلى تنفيذ إصلاحات هيكلية شاملة لتحسين إدارة الموارد الاقتصادية والبشرية.
وعندما أشار ذلك التقرير إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجها البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية - بما في ذلك التباطؤ في نمو نصيب الفرد من الدخل واتساع فجوة الفقر- كان يهدف إلى ربط تلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة بتحديات إضافية ناتجة عنها مثل التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة. وفي ظل هذه الأزمات، يتضاعف الاعتماد على الاقتصاد النقدي (الكاش) في هذه البلدان، حيث يفضل المواطنون الاحتفاظ بالنقد وتجنب التعاملات المصرفية بسبب ضعف الثقة في المصارف وعدم استقرار أسعار الصرف. ويمكن أن يساهم هذا الاعتماد المتزايد على النقد في تفاقم التضخم، حيث قد يؤدي إلى زيادة الطلب على العملات المحلية، مما يضع ضغطًا على قيمتها. ومع استمرار التضخم وارتفاع أسعار السلع والخدمات، يصبح من الصعب على الحكومات تحقيق الاستقرار الاقتصادي، مما يزيد من التحديات أمام هذه البلدان ويعقد جهودها في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، وهي سلسلة من الازمات مرتبطة ببعضها البعض. كذلك من الموضوعات المهمة في التقرير، أنه تحدث عن الإمكانات غير المستغلة في تلك البلدان رغم كل هذه التحديات، حيث تمتلك هذه البلدان إمكانات هائلة مثل القوى العاملة الشابة، الموارد الطبيعية الغنية، والإمكانات الكبيرة للطاقة الشمسية. هذه العوامل يمكن أن تسهم في تحقيق تحول اقتصادي إيجابي إذا تم استغلالها بشكل صحيح، غير أن التقرير لم يذكر أسماء محددة لجميع البلدان، ولكنه كان يشير فقط إلى بعض الفئات الإقليمية مثل دول افريقيا جنوب الصحراء "ويذكر أن 33 دولة في المجمل منها توصف بأنها "هشة ومتأثرة بالصراعات."
وأهمية التقرير نابعة من العلاقة بين التضخم والاقتراض، حيث دائما ما يشار للتضخم ودوره المهم في تفاقم الأزمات الاقتصادية التي تواجهها البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية، حيث تتأكل القوة الشرائية في البلدان التي تعاني من ارتفاع معدلات التضخم، وتزداد تكلفة السلع والخدمات بشكل كبير، مما يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للمواطنين. هذا يؤثر بشكل خاص على الفئات الفقيرة التي تنفق نسبة كبيرة من دخلها على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والطاقة. مما يدفع الناس في ظل هذه الظروف إلى استخدام الاقتصاد النقدي بشكل أكبر باعتباره وسيلةً للتعامل مع عدم اليقين الاقتصادي، مما يزيد من الطلب على العملات المحلية ويؤثر سلباً على قيمتها. وبالتالي تجد الفئات الأقل دخلًا صعوبة أكبر في مواجهة ارتفاع الأسعار. وعندما يجتمع عاملا التضخم وعدم استقرار الأسعار معا، يدفع ذلك المواطنين في هذه البلدان إلى تفضيل النقد على الادخار في المصارف أو الدخول في الاستثمارات، بسبب الخوف من تآكل قيمة مدخراتهم، مما يفضي الى زيادة الاعتماد على الاقتصاد النقدي. وهذا التحول نحو الاقتصاد النقدي يضعف النظام المالي الرسمي ويزيد من صعوبة تنفيذ السياسات النقدية التي تهدف إلى السيطرة على التضخم. وبالتالي، فإن زيادة معدلات التضخم لا تحدث فقط بسبب الأزمات الاقتصادية التي تواجهها هذه البلدان، بل هو أيضًا بسبب عامل يزيد من تعقيد هذه الأزمات ويعوق الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي المستدام، بينما تسعى المصارف المركزية في البلدان الفقيرة إلى تقليص معدلات التضخم عبر تطبيق سياسات نقدية تقييدية، فإنها تواجه مجموعة من التحديات الكبيرة. ولتحقيق فعالية هذه الاستراتيجيات وتخفيف من آثارها السلبية على الاقتصاد، قد تحتاج هذه البلدان إلى دعم دولي مستمر. وعلى سبيل المثال في القارة الافريقية تُعتبر تجربة دولة "غانا" خلال الفترة ما بين 2015 و2019م مثالاً على كيفية إسهام السياسات النقدية الفعالة المدعومة بالإصلاحات الاقتصادية والاستثمارات في خفض التضخم واستعادة الاستقرار الاقتصادي حتى في ظل الظروف الصعبة. ومن الأمثلة الأخرى دولة تركيا التي بدأت في معالجة ارتفاع التضخم بشكل جدي في عام 2001م، عندما واجهت أزمة اقتصادية كبيرة. ففي تلك الفترة، قامت الحكومة التركية بالتعاون مع مصرفها المركزي بتنفيذ إصلاحات هيكلية شاملة وتبنت سياسات نقدية صارمة. وبفضل تلك الجهود، تمكنت تركيا بحلول عام 2005م من خفض معدل التضخم إلى أرقام فردية لأول مرة منذ عقود، مما اعتُبر إنجازًا كبيرًا على صعيد استقرار الاقتصاد التركي.
وللتخفيف من الآثار السلبية للاقتصاد النقدي على المصارف، ينبغي تبني سياسات واضحة ومستقرة تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي وبناء الثقة في النظام المصرفي. ومن بين هذه السياسات زيادة الاحتياطيات النقدية، حيث تعزز المصارف الاحتياطيات النقدية لمواجهة الطلب المتزايد على النقد، مما يساعد في تخفيف الضغط على السيولة؛ وتحسين إدارة التدفقات النقدية، حيث يتطلب الأمر تخطيطًا دقيقًا للسيولة وتوقعًا مستقبليًا للاحتياجات النقدية لضمان إدارة فعالة لها. كذلك يجب العمل على توسيع برامج التيسير الكمي (وبرنامج التيسير الكمي هو أداة تستخدمها المصارف المركزية لتحفيز الاقتصاد عندما تكون السياسات النقدية التقليدية (التي تشمل خفض أسعار الفائدة) غير فعالة. ويتضمن التيسير الكمي كذلك زيادة العرض النقدي في الاقتصاد عبر شراء الأصول المالية مثل السندات الحكومية والأوراق المالية من السوق) حيث يساهم استخدام برامج التيسير الكمي في زيادة السيولة داخل النظام المصرفي، مما يساعد على مواجهة الطلب المتزايد على النقد. ومن خلال هذه الإجراءات، يمكن تحقيق استقرار أكبر وتخفيف الآثار السلبية للاقتصاد النقدي على المصارف.
بالإضافة إلى ذلك فإن تطبيق السياسات النقدية وتخفيض أسعار الفائدة في حالة وجود ضغوط تضخمية منخفضة تتطلب استراتيجية نقدية مرنة، وعندها يمكن للمصرف المركزي خفض أسعار الفائدة لتحفيز النشاط الاقتصادي وتقليل الطلب على النقد. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي تحسين استراتيجيات الرقابة والإشراف من حيث تعزيز الرقابة على المصارف بتطوير آليات الإشراف والمراقبة فعالة لضمان أن المصارف تدير مخاطر السيولة بشكل جيد وتلتزم بمعايير السلامة المالية. ويجب كذلك ضمان تنفيذ اختبارات قدرة تحمل المصارف التعامل مع الاحتمالات المختلفة لضغط السيولة. ومن الحلول الأخرى أيضاً توسيع قاعدة التمويل من أجل تقليل الاعتماد على النقد والودائع التقليدية. ويتطلب ذلك أن تدفع السياسات النقدية المصارف إلى تنويع مصادر التمويل، من خلال إصدار أدوات مالية جديدة أو تطوير شراكات مع مستثمرين خارجيين. كذلك يُعتبر التعاون المثمر مع الهيئات المالية الدولية والاقليمية المختلفة، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الافريقي للتنمية وغيرها، أمرًا بالغ الأهمية للحصول على الدعم المالي والتقني اللازم لمواجهة التحديات الاقتصادية والنقدية. وبمقدور مثل هذا التعاون أن يمكّن المصارف من التعامل بفعالية مع آثار أزمات الاقتصاد النقدية، والمساهمة في تعزيز استقرار النظام المصرفي والمالي بشكل عام.

nazikelhashmi@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • المركزي التركي: مؤشرات على تباطؤ التضخم الشهري في آب
  • الفيتوري: الأقوال المتداولة عن التضخم وانخفاض قيمة الدينار مقابل الدولار غير دقيقة
  • المركزي التركي: الأسر تتوقع ارتفاع التضخم إلى 73.1 بالمئة في 12 شهرا
  • المركزي التركي: ارتفاع توقعات المواطنين للتضخم خلال الفترة المقبلة
  • اجتماع البنك المركزي سبتمبر 2024.. موعد انعقاد لجنة السياسات النقدية المقبل
  • إساءة فهم تأثير السياسة النقدية
  • لدراسة أسعار الفائدة.. موعد اجتماع البنك المركزي المصري القادم
  • أثر الاقتصاد النقدي على النظام المصرفي
  • مكاسب للبورصة السعودية بعد إشارة الفيدرالي إلى خفض الفائدة
  • قبل اجتماع 5 سبتمبر.. أبرز قرارات لجنة السياسة النقدية × 2024 بشأن أسعار الفائدة