نظمت المديرية العامة للرعاية والتطوير الرياضي ممثلة بدائرة الطب وعلوم الرياضة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب الحلقة التخصصية للمدربين في الإعداد النفسي للرياضيين كمدخل لتخطيط برامج التدريب، وأقيمت الحلقة في فندق انتر ستي بالخوير، والتي تأتي ضمن سلسلة المحاضرات والحلقات التي يقدمها قسم الرعاية النفسية بالدائرة، وبلغ عدد المشاركين في الحلقة أكثر من ٣٠ مدربا ومدربة يمثلون أكثر من ٢٠ جهة من الاتحادات الرياضية والعسكرية والأندية الرياضية في مختلف محافظات سلطنة عمان، وقدم الحلقة البروفيسور وليد الرفاعي أستاذ علم النفس الرياضي بكلية التربية الرياضية بجامعة حلوان في جمهورية مصر العربية.

برنامج الحلقة

في اليوم الأول من الحلقة تم التطرق لعدة محاور مهمة منها، تحديد القائم بخدمة الإعداد النفسي للرياضيين، والفرق بين الطبيب النفسي والمعد النفسي، وأهمية الإعداد النفسي للرياضيين لعمل برنامج التدريب الرياضي، وتحديد التعريف الأمثل للإعداد النفسي، وكيفية تقديم خدمة الإعداد النفسي للرياضيين قبل المنافسة وأثناء المنافسة وبعد المنافسة، وتحديد الأماكن التي يتم تقديم الخدمة فيها، وفي اليوم الثاني تمت مناقشة أبعاد ومكونات الإعداد النفسي للاعبين بشقيها طويلة المدى وقصيرة المدى، بالإضافة إلى تدريب المشاركين على مهارات استرخاء التنفس لخفض ومواجهة الضغوط النفسية لدى الرياضيين.

أهمية المعد النفسي

وحول برنامج الحلقة قال البروفيسور وليد الرفاعي: ناقشت الحلقة مواضيع عديدة متعلقة بالإعداد النفسي للرياضيين، وحفلت بتفاعل كبير من المدربين والمدربات المشاركين، كما تناولت الحديث عن الإعداد النفسي للرياضيين في مختلف الألعاب الرياضية، وركزت أيضا على تحديد مفهوم الإعداد النفسي وأهميته للرياضيين والفرق بين المعد النفسي الرياضي والطبيب النفسي، وتحديد الأماكن الخاصة بالإعداد النفسي للاعبين، وتحديد أوقات الإعداد النفسي حسب نوع ونظام البطولة أو المسابقة الرياضية، وتحديد احتياجات الرياضيين من التغذية النفسية المناسبة للمشاركة في البطولات وكيفية جمع البيانات النفسية للفريق الخصم أو المنافس، كما ركزت الحلقة على عملية الإبعاد والشحن النفسي وتأثيره على أداء اللاعبين، بالإضافة إلى كيفية احتواء اللاعبين بعد الفشل أو الإخفاق في المشاركات، وتوضيح الملامح الرئيسية لبرنامج الإعداد النفسي طويل المدى، وتعزيز الثقة بالنفس لدى الرياضيين، وبناء الأهداف وتنظيم الطاقة النفسية أثناء المنافسات، والاطلاع على استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية، كذلك أكدت الحلقة على أهمية وجود معد نفسي في المنتخبات والفرق الرياضية، وتم تطبيق هذه التجربة في عدة دول عربية منها جمهورية مصر العربية، حيث تم توظيف معد نفسي في المنتخبات الوطنية، وبوجود المعد النفسي استطاع اللاعبون تجاوز الضغوطات النفسية وتحقيق إنجازات وميداليات دولية.

استفادة كبيرة

من جانبه قال المشارك خالد بن مبارك العريمي، مدرب في الاتحاد العماني لكرة اليد: خرجنا من الحلقة بحصيلة كبيرة من المعلومات في الإعداد النفسي للرياضيين، حيث ساهمت الحلقة في تجهيز المدربين والإداريين للتعامل مع الضغوطات النفسية التي يمر بها اللاعبون خلال مشاركاتهم المحلية والخارجية، كما نشرت الحلقة الوعي بأهمية وجود المعد النفسي في المنتخبات الوطنية وتأثيره المباشر على أداء اللاعبين، وندعو دائرة الطب وعلوم الرياضة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب لتنظيم المزيد من الحلقات في الإعداد النفسي لنشر الثقافة النفسية بين المدربين والمدربات.

فيما قالت المشارِكة وفاء زغدود، مدربة في الاتحاد العماني لكرة السلة: يعد الجانب النفسي من الركائز الأساسية في إعداد وتجهيز اللاعبين للمشاركة في البطولات والمسابقات لتحقيق أفضل النتائج الممكنة، وفي هذه الحلقة اطّلعنا على كيفية التعامل مع الحالات والضغوطات النفسية التي يمر بها اللاعبون وأهم التطبيقات العلمية والعملية في هذا الجانب، والمنتخبات الوطنية بحاجة إلى وجود معد نفسي متخصص للتعامل مع الظروف النفسية التي يمر بها اللاعبون لتفادي الإخفاق في المشاركات، ووجود المعد النفسي الرياضي يؤثر بشكل إيجابي على أداء اللاعبين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المعد النفسی

إقرأ أيضاً:

الشفاء النفسي.. تحويل الحيل الدفاعية إلى قوة داخلية

 

 

د. خلود بنت أحمد العبيدانية **

 

يمُرُّ كُل مِنَّا بمواقفَ كثيرةٍ وتحدياتٍ تجعلنا نستخدم حيلًا دفاعية نفسية للتشافي، تُعرف بأنها استراتيجيات نفسية يستخدمها العقل الباطن لحماية الفرد من التوتر والقلق، الناتج عن المواقف الصعبة أو المشاعر غير المرغوب فيها.

وتشمل هذه الحيل التبرير؛ حيث يجد الشخص أسبابًا منطقية للسلوكيات أو المشاعر غير المقبولة لتجنب الشعور بالذنب أو الخجل، والإسقاط، حيث ينقل الشخص مشاعره أو أفكاره غير المقبولة إلى شخص آخر. كما تشمل الكبت، وهو محاولة دفن أو إخفاء الأفكار أو المشاعر المؤلمة من الوعي والإنكار؛ حيث يرفض الشخص الاعتراف بوجود مشكلة أو حقيقة مؤلمة، والتعويض. ويُركِّز الشخص على نقاط القوة لتعويض نقاط الضعف أو الفشل في مجالات أخرى. استخدام هذه الحيل بشكل معتدل يمكن أن يكون مفيدًا، ولكن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى مشاكل نفسية وصعوبات في التكيف مع الحياة اليومية.

واستخدام الحيل الدفاعية جزءٌ طبيعيٌ من التجربة الإنسانية، ولكن من المهم أن يكون الفرد واعيًا بها ويعمل على تطوير طرق صحية للتعامل مع الضغوط النفسية. ويمكن أن يكون له آثار إيجابية وسلبية على الجانب الإيجابي، تساعد هذه الحيل في تقليل القلق والحفاظ على التوازن النفسي. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي إلى تجنب مواجهة المشاكل الحقيقية وتأخير الحلول الفعالة، مما يزيد من تعقيد المشكلات على المدى الطويل.

وتحسين الوعي الذاتي يتطلب التزامًا وجهدًا مُستمريْن. ويمكن أن تبدأ بتخصيص وقت يومي للتأمل والتفكير في مشاعرك وأفكارك؛ مما يساعدك على فهم نفسك بشكل أعمق. كتابة اليوميات تعد وسيلة فعَّالة للتعبير عن مشاعرك وتحليلها. بالإضافة إلى ذلك، طلب الملاحظات من الأشخاص المقربين يمكن أن يوفر لك وجهات نظر جديدة تساعدك على رؤية نفسك من زاوية مختلفة. لا تنسَ أهمية التعلم المستمر من خلال قراءة الكتب والمقالات حول النمو الشخصي. وإذا كنت تشعر بالحاجة إلى دعم إضافي، فإن التحدث مع مختص نفسي أو مدرب حياة يمكن أن يكون خطوة مفيدة. وممارسة التأمل يمكن أن تساعدك في تهدئة العقل وزيادة التركيز على اللحظة الحالية، مما يعزز من وعيك الذاتي.

أما التشافي من الاضطرابات النفسية فيتطلب مزيجًا من الجهد الشخصي والدعم الروحي. ومواجهة هذه المشاعر والضغوط بشكل مباشر والعمل على معالجتها بطرق صحية. ويمكن أن يبدأ الشخص بالبحث عن السلام الداخلي من خلال الصلاة والتأمل في آيات القرآن الكريم. على سبيل المثال، يمكن أن يجد الشخص الراحة في قول الله تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28)؛ حيث يشير إلى أن ذكر الله يبعث الطمأنينة في النفس. والجمع بين الدعم الروحي والعلاج النفسي، يُمكِن أن يكون وسيلة فعّالة لتحقيق الشفاء والتوازن النفسي.

الحيل الدفاعية النفسية والتشافي يمكن أن يكونا مرتبطيْن بشكل وثيق بعملية التعامل مع الضغوط النفسية. والحيل الدفاعية مثل الإنكار، والإسقاط، والتبرير، تعمل كآليات مؤقتة لحماية النفس من المشاعر السلبية والضغوط. ومع ذلك، الاعتماد المفرط على هذه الحيل يمكن أن يمنع الشخص من مواجهة مشاكله بشكل فعال بهذا الشكل يمكن أن تكون الحيل الدفاعية خطوة أولى في عملية التشافي، ولكن من المهم أن يتبعها خطوات أكثر عمقًا لمعالجة الجذور الحقيقية للمشاكل النفسية. وأخيرًا، حاول دائمًا تحليل تصرفاتك وأفكارك بشكل نقدي لتفهم الأسباب الكامنة وراءها.

** باحثة تربوية في مجال علم النفس والإرشاد، وعضو المجلس الاستشاري الأسري العُماني

مقالات مشابهة

  • جامعة الملك عبدالعزيز تطلق العيادات التخصصية بالشراكة مع تجمع جدة الصحي الثاني
  • صلاح الثاني وميسي الـ16.. أغلى اللاعبين المتاحين مجاناً في صيف 2025
  • مران الزمالك.. جروس يشرح بعض التعليمات الفنية بجلسة مع اللاعبين
  • جامعة إدلب تعلن عن مفاضلة الدراسات العليا التخصصية في كلية الطب ‏البشري ‏
  • اليابان تطلق قمرا صناعيًا جديدا لخدمات الملاحة وتحديد المواقع
  • انتشال وتحديد هويات 55 ضحية من ضحايا التصادم الجوي المأساوي قرب واشنطن
  • توهج اللاعبين المغاربة على مستوى الهجوم يبعثر أوراق الركراكي
  • الجمهور يشيد بالحلقة الأولى من مسلسل ساعته وتاريخه 2.. «فوق العظمة»
  • الشفاء النفسي.. تحويل الحيل الدفاعية إلى قوة داخلية
  • تشكيل لجنة لتقييم الالتزام بالمعايير في صرف نصف الراتب وتحديد الاختلالات في بريد الحديدة