تجربة تركيا المؤلمة.. التنظيمات الخفية تُهدد استقرار الدول
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
لدينا تجربة مؤلمة مررنا بها وعشناها في تركيا؛ ربما تعيشون في بلدان أخرى، ولا علاقة لكم بنا، لكن تجربتنا المأساوية والمخيفة قد تهمكم.
ماذا جرى في تركيا قبل 8 سنوات؟قبل 8 سنوات بالضبط، كانت تركيا تواجه خطر فقدان استقلالها وإرادتها الوطنية، ففي 15 يوليو/تموز 2016، قام تنظيم "فتح الله غولن" الإرهابي المدعوم من دول أجنبية بمحاولة انقلاب عسكري.
في ذلك اليوم، خرجت الدبابات والطائرات والمروحيات إلى الشوارع للهجوم على البرلمان، والرئاسة، ورئاسة الأركان، والمراكز الإعلامية، والمؤسسات الحيوية في البلاد.
ماذا حدث في تلك الليلة؟لقد واجهت هذه العملية الانقلابية مقاومة شعبية غير مسبوقة في التاريخ، فقد دعا الرئيس أردوغان جميع المواطنين للنزول إلى الشوارع، وزادت المقاومة ضد الانقلاب.
لقد نزل الشعب إلى الشوارع لحماية دولته واستقلاله ورئيسه المنتخب وحكومته. وأظهر الناس شجاعة نادرة فقد تصدوا للدبابات وحاولوا إيقافها الدبابات، وألقوا بأنفسهم أمام العربات العسكرية لإيقافها، وقاوموا الجنود المسلحين بصدورهم العارية.
وفي النهاية، فشل الانقلاب.
استشهد 251 من مواطنينا وأصيب أكثر من 2000 شخص، ولكن بفضل هؤلاء الأبطال، نجونا من كارثة كبيرة.
أما الجانب الذي يهمكم في هذه التجربة المؤلمة، فهو:
بلادكم أيضًا في خطركان تنظيم "فتح الله غولن" في بلادنا يظهر كجماعة دينية، وكانت لديهم مئات المدارس والمعاهد والجامعات التي تعمل في مجال التعليم، وكانوا نشطين أيضًا في الإعلام وعالم الأعمال والبيروقراطية الحكومية.
وقاموا بتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال الأذكياء في سنّ مبكرة وتدريبهم وفقًا لأهدافهم السرية، ومن ثم وضعهم في مناصب مهمة في الدولة والجيش والمؤسسات الإستراتيجية. بعد ذلك، أجبروا هؤلاء الأشخاص – الذين غسلوا أدمغتهم – على العمل ضد الدولة والحكومة؛ لأن زعيم التنظيم، فتح الله غولن، كان يعيش في أميركا وكان تحت سيطرتهم.
لكن هذا التنظيم لا ينشط في تركيا فقط، بل له أنشطة في حوالي 100 دولة أخرى، منها الشرق الأوسط، وأفريقيا، وآسيا، وأوروبا، وهذا هو الجانب الذي يهمكم.
كما أن التنظيم لديه أنشطة في التعليم والإعلام وعالم الأعمال والبيروقراطية الحكومية في تلك البلدان أيضًا، ويجمع الأطفال الأذكياء هناك ويقوم بتدريبهم لأهدافه الخبيثة ويحولهم إلى روبوتات تقريبًا.
وهذا يعني أنكم قد تشهدون أيضًا أحداثًا مؤلمة مشابهة في يوم من الأيام.
الاستيلاء على الحكمعندما تتعارض مصالح بلدكم مع أميركا، انتبهوا لمؤسسات ومدارس وإعلام ورجال أعمال تنظيم "فتح الله غولن" العاملين في بلدكم، ستلاحظون أنهم يلتزمون الصمت. لن يتحدثوا أبدًا ضد أميركا أو إسرائيل. وإذا تفاقمت الأزمة، سيبدؤون بانتقاد حكومتكم. وفي النهاية، عندما ترغب أميركا، سيحاولون السيطرة على الحكم في بلدكم. لا شك في ذلك.
احذروا من الأشخاص الذين تخرجوا في مدارس هذا التنظيم ثم بدؤوا العمل في المؤسسات الحيوية لبلدكم، فلديهم جميعًا أجندة وخطة وحساب لخدمة التنظيم، وليس لخدمة دولتكم. صدقوني، هؤلاء الأطفال لم يعد لهم ولاء لبلدكم، بل أصبحوا أطفالًا لتنظيم لا وطن له.
إجراءات عاجلةأعلم أنه في العديد من الدول العربية، توجد مدارس لهذا التنظيم، وجميعها تعمل بأسماء مختلفة. الآن، قد لا يصدق أصدقاؤنا الذين يقرؤون هذه السطور ما أقول، ويعتقدون أن أعضاء هذا التنظيم، الذين يظهرون تدينًا وورعًا، ويلتزمون بشعائر الإسلام، هم أبرياء.
ويظنون أن هناك خلافًا شخصيًّا بين الرئيس أردوغان وهذا التنظيم، لكن الأمر ليس كذلك حقًا. هذا التنظيم يستغل الدين والإسلام، ويخدع الناس الأبرياء ليقوم بأعمال خطيرة جدًا، وأهمها الأنشطة الاستخباراتية، وجميعها تُجمع لاستخدامها ضد بلدكم؛ لأن هذا التنظيم تحت سيطرة أميركا ويخدمها، ولا يعمل من أجل خدمة القضايا الإسلامية.
استفيدوا من تجربة تركيا المؤلمة، واتخذوا إجراءات لإخراج هذا التنظيم من بلدكم.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فتح الله غولن هذا التنظیم
إقرأ أيضاً:
«التنظيم والإدارة» يوافق على تعيين 40 ألف معلم بالمعاهد الأزهرية
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ظهر اليوم الأربعاء، الدكتور صالح الشيخ، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والوفد المرافق له، لبحث عددٍ من القضايا المتعلقة بسد احتياجات المعاهد الأزهرية من المعلمين.
وخلال اللقاء، أبلغ الدكتور صالح الشيخ، الإمام الأكبر، بموافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على تعيين 40 ألف معلم بالمعاهد الأزهرية في مختلف التخصصات العلمية على عدة سنوات مالية، بناءً على الدراسة التي أعدها الجهاز بالتعاون مع قطاع المعاهد الأزهرية لسد العجز الحالي في معلمي المعاهد في مختلف التخصصات العلمية.
شيخ الأزهر يستقبل رئيس جهاز التنظيم والإدارةكما استعرض وكيل الأزهر خلال اللقاء، الصورة النهائية للهيكل التنظيمي للأزهر الشريف، وفقًا للرؤية التي تقدمت بها مشيخة الأزهر في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر، تمهيدًا لاعتماده والموافقة عليه بشكل نهائي، موجهًا الشكر للإمام الأكبر على تذليل كل العقبات للخروج برؤية مستقبليَّة تستوعب كل الأجهزة الإدارية بالأزهر، كما أعرب عن تقديره للتعاون المشترك مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة خلال كل مراحل العمل المشترك.
شيخ الأزهر يستقبل رئيس جهاز التنظيم والإدارةمن جانبه، أعرب الإمام الأكبر عن تقديره لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للتعليم الأزهري، وحرصه على توفير كل أوجه الدعم لاستمرار الأزهر في نشر رسالته العالمية على الوجه الأكمل، وفي مقدمتها رسالة التعليم، الذي يعد ركيزةً أساسيةً لتقدم الأمم وصناعة نهضتها.
شيخ الأزهر يستقبل رئيس جهاز التنظيم والإدارةكما أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لجهود الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة برئاسة الأستاذ الدكتور صالح الشيخ، وفرق العمل بالجهاز، التي لم تدخر جهدًا في إنجاز هذا العمل المهم خاصة في ظل النقص الشديد في تخصصات معلمي الأزهر، مطالبًا بضرورة الخروج بشروط المسابقة والإعلان في أسرع وقت ممكن لاستثمار هذا العدد في منظومة تطوير التعليم الأزهري والارتقاء به.
شيخ الأزهر يستقبل رئيس جهاز التنظيم والإدارةوأعرب الدكتور صالح الشيخ عن سعادته بلقاء الإمام الأكبر، وتقديره لمواقفه العالميَّة في دعم قضايا الأمة، مؤكدًا أن الدولة المصرية تُولي اهتمامًا كبيرًا بالتعليم الأزهري، لما يتمتع به خريجو الأزهر من سمعة مرموقة داخليًّا وخارجيًّا، مشيرًا إلى أن الجهاز بصدد الإعلان عن مسابقة لشغل 10.000 وظيفة معلم أزهري في بعض التخصصات كإعلان أول يتبعه إعلانات أخرى في السنوات المالية القادمة، وسيتم الإعلان عنها بالتنسيق مع الأزهر الشريف، من خلال موقع بوابة الوظائف الحكومية في أقرب وقت.
وقدَّم الدكتور صالح الشيخ خالص شكره وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعمه المستمر لملف الإصلاح الإداري بشكل عام، وتوجيه سيادته بسد العجز في الموارد البشرية بوحدات الجهاز الإداري للدولة بشكل خاص.
اقرأ أيضاً3348 طالبا وطالبة يشاركون في مسابقة القرآن الكريم بمنطقة القليوبية الأزهرية
رابط نتيجة الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 الترم الأول
لماذا خلق الله بعضنا فقراء وآخرون أغنياء؟.. الأطفال يسألون شيخ الأزهر بمعرض الكتاب