سودانايل:
2025-01-22@09:48:47 GMT

صرف الانظار عن المجرم الحقيقي «1»!

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

رشا عوض

تدور الحرب بين اطراف عسكرية كل طرف منها يرغب في حيازة السلطة السياسية وتبعا لذلك ، نهب موارد البلاد بلا حسيب او رقيب، هذه الاطراف هي: الطرف الاول والرئيس هو الكيزان المسيطرون على الجيش والى جانب ذلك لديهم مليشياتهم الخاصة وجهاز امنهم وهيئة عملياتهم واحتياطيهم المركزي وكل هذه المنظومة الامنية العسكرية ظلوا يسخرونها منذ ١١ ابريل ٢٠١٩ وحتى الان لمعركة عودتهم الى السلطة لمواصلة النهب والسرقة، الطرف الثاني هو الجيش وفيه طرفان متنافسان: جنرالات غير ملتزمين كيزانيا وطامعون في سلطة عسكرية خالصة بدون كيزان لحماية مصالح اقتصادية ضخمة تخصهم تراكمت عبر الفساد وعبر خدمة المصالح الكيزانية والتواطؤ معها ابان حكمهم، وجنرالات كيزان مسيطرون على مفاصل الجيش لدرجة كبيرة وهم جزء من النواة الصلبة لشبكة امنية عسكرية موحدة حول هدف استراتيجي هو تصفية ثورة ديسمبر واعادة هيمنة الكيزان ممثلين في هذه الشبكة لحكم السودان عسكريا، والطرف الثالث هوقوات الدعم السريع التي تسيطر قيادتها على امبراطورية اقتصادية ضخمة تحتاج حمايتها الى سلطة سياسية قابضة وغير مساءلة وجيش موازي يحميها من الجيوش الاخرى التي تشاركها ذات الاطماع( جميعهم يتنافسون على سلطة عسكرية استبدادية وعلى حيازة الجزء الاكبر من موارد البلاد بلا حسيب او رقيب او مساءلة شعبية مؤطرة بالدستور والقوانين والاجهزة العدلية والاعلام الحر)
باختصار شديد هذه هي الحرب واطرافها واهدافها!
هذه الاطراف العسكرية في سبيل اطماعها في السلطة والثروة اشعلت النيران في اجساد المواطنين السودانيين وحولت حياتهم الى جحيم!
لسان حالهم وهم يتقاتلون بالاسلحة الثقيلة والطيران وسط المدن والقرى المأهولة يقول ان حياة المواطن السوداني البرئ لا تختلف عن حياة اي حشرة يدهسها المرء بحذائه دون ان ينتبه وهو في طريقه الى العمل او السوق او المدرسة!
هل يعقل ان يخرج المواطن المكتوي بنار هذه الحرب من تحت الانقاض او من مذلة مراكز الايواء او من دول اللجوء ليصب جام غضبه على قحت وتقدم وغيرهما من القوى السياسية المدنية التي لم تشعل حربا ولا تحمل عكازا ولا عصا! بل سعت جاهدة لتفادي سيناريو الحرب قبل اندلاعها وبعد ان اندلعت ومنذ يومها الاول قالت لا للحرب ، نعم للحل السياسي التفاوضي! والاهم من ذلك هو ان هذه القوى تتبني فكرة توحيد الجيوش المتعددة في جيش واحد قومي ومهني يمارس دوره في حماية الوطن ولا يتدخل في السياسة والاقتصاد، وتسعى لترسيخ الحكم المدني الديمقراطي لان هذا هو الطريق الامثل لتجنيب الوطن ويلات الحرب، لان تكريس فكرة ان تكون البندقية هي وسيلة الصعود الى السلطة هي وصفة نموذجية للحروب في واقعنا السوداني!
فهل يعقل ان يغضب الشعب المكتوي بنيران الحرب من دعاة السلام والديمقراطية وان يكون راضيا تمام الرضا بل مقاتلا شرسا بالسلاح او بالكلمة في صفوف مشعلي الحرب واصحاب التوجه السياسي الذي لا ينتج سوى مزيد من الحروب!
لا يفعل ذلك الا من تم تضليله بالمعلومات الخطا، وتزييف وعيه بالاكاذيب المصنوعة بمكر وخبث واجرام بواسطة غرف اعلامية قوامها اصحاب المصلحة في صرف الانظار عن المجرم الحقيقي!
تحاول كتائب الظل الاعلامية جاهدة ان تقنع الرأي العام بان مشروعها التضليلي نجح مع اغلبية الشعب السوداني، ولكن لان الباطل لجلج مهما تفانى اهله في ترويجه فان هذا المشروع يمضي نحو الانحسار ، صحيح ان ضحاياه كثر، ولكن الناجين منه في تزايد ، خصوصا بعد ان مد الواقع لسانه لكثير من الاكاذيب ( ساعة الحسم واخواتها) !
امامنا كسعاة سلام وديمقراطية تحديات كبيرة في ترجيح كفة البديل المدني الديمقراطي كثقافة سياسية وكالتزام اخلاقي وفكري لقيم الحرية والعدالة والاخاء ، وكمشروع مرتبط عضويا بضرورات الحياة التي باتت في سودان الحرب امنية عزيزة.


خطابات الجهالة والانحطاط منظمة ومثابرة ومنهجية في استهدافها لعقول السودانيين، بينما خطابات الاستنارة والقيم الديمقراطية ليست كذلك ، في ظرف يستوجب اقصى درجات المقاومة لمشروع الاستبداد والفساد وعودة النظام المدحور في نسخة جديدة من الحكم العسكري البغيض.
ان رفض الحكم العسكري لا يعني تبني موقف عدائي ضد كل المنخرطين في سلك العسكرية من ضباط وجنود ، فهؤلاء جزء من الشعب السوداني ويجب ان يكونوا جزء من اصحاب المصلحة في التغيير دون ادنى مبالغة ، فاحد اسباب رفضنا للحكم العسكري هو انه يصعد الى السلطة على اكتاف هؤلاء ويتبنى سياسات تقود الى افقارهم وتخلف مؤسستهم على مستوى التدريب والتأهيل والانضباط والقيم الوطنية، بل الرفض هو للعصابات المنظمة من كبار وصغار الجنرالات المجرمين الفاسدين الذين يبتلعون موارد الدولة ويبددونها في غير مصلحة الشعب وفي غير مصلحة السواد الاعظم من المؤسسات العسكرية نفسها. هذه العصابات هي التي يجب علينا جميعا مقاومتها.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حزب الله يبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته ولكل القوى التي ساندت غزة الانتصار الكبير

يمانيون../ بارك حزب الله اللبناني للشعب الفلسطيني ومقاومته ولكل قوى المقاومة التي ساندت غزة، الانتصار الكبير الذي جاء تتويجًا للصمود ‏التاريخي على مدار أكثر من 15 شهرًا من بدء ملحمة طوفان الأقصى، والذي ‏شكّل مثالًا يُحتذى به في مواجهة العدوان “الإسرائيلي-الأميركي” على أمتنا ومنطقتنا‎.‎

وقال حزب الله في بيان له مساء اليوم الإثنين، إن هذا الانتصار التاريخي يؤكّد من جديد أنّ خيار المقاومة هو الوحيد القادر على ‏ردع الاحتلال ودحر مخططاته العدوانية، ويمثّل هزيمةً استراتيجية جديدةً للعدو الصهيوني ‏وداعميه، كما يؤكّد أنّ زمن فرض الإملاءات قد ولّى، وأنّ إرادة الشعوب الحرّة عصيّة على ‏الانكسار، وهي أقوى من كل آلات الحرب والإرهاب الصهيوني والأميركي.‏

وشدد حزب الله، على أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بفرضِ شروط المقاومة ودون التنازل عن حقوق ‏الشعب الفلسطيني، يمثّل انتصارًا سياسيًا يُضاف إلى الإنجاز العسكري، ويدل على أنّ العدو ‏لم يستطع تحقيق أيّ من أهدافه بالقوة أو كسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني‎.

وأوضح أن المقاومة الفلسطينية أثبتت خلال هذه المعركة أنها قوية وقادرة على كسر عنجهية ‏وجبروت العدو الصهيوني، رغم كل جرائمه وعدوانه الوحشي، كما أكدت أنّ هذا الكيان المؤقت ‏كيان هش لا قدرة له على البقاء والاستمرار، وأنّه لن ينعم بأمن أو استقرار طالما استمر في ‏عدوانه على شعبنا وأرضنا ومقدساتها‎.‎

ولفت إلى أن هذا الانتصار إنّما تحقّق بفضل مقاومة وصمود وثبات وصبر الشعب الفلسطيني أطفالًا ‏ونساءً وشيوخًا ورجالًا، وبفضل دماء الشهداء الذين ارتقوا في أشرف وأعظم معركة وفي ‏مقدمتهم الشهداء القادة، “إسماعيل هنية ويحيى السنوار”، اللذين تصدرا ميادين العز ‏والفداء، وجسدا أسمى معاني التضحية والبذل، وسطرا بدمائهما ملاحم البطولة التي ‏أحبطت أهداف العدو ومشاريعه.

وأضاف حزب الله: “ما قام به العدو الصهيوني خلال هذه الحرب من ارتكاب أفظع الجرائم والإبادة الجماعية، ‏والتي طالت المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ سيبقى شاهدًا تاريخيًا على همجية هذا الكيان ‏وداعميه وسيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال، ووصمة عارٕ في جبين المجتمع الدولي الصامت ‏والمتخاذل”‎.

وأكد أن الولايات المتحدة الأميركية هي شريكة كاملة في الجرائم والإبادة الجماعية التي ارتكبها ‏العدو بحق الشعب الفلسطيني، وهي تتحمّل كل المسؤولية بسبب دعمها المستمر والمتواصل لهذا ‏الاحتلال عسكريًا وأمنيًا واستخباريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا. ‏

‏وبارك حزب الله “جهود قوى جبهات الإسناد، شركاء النصر الكبير الذين كان لهم دور محوري في دعم ‏المقاومة وتعزيز صمودها وقدموا كوكبة من الشهداء الأبرار على طريق القدس”.

وجاء في البيان “نُحيي ‏الجمهورية الإسلامية في إيران التي شكّلت ‏عمودًا أساسيًا في صمود المقاومة وتحمّلت كل الضغوطات والمخاطر لأجل فلسطين، ونُحيي ‏المقاومة الإسلامية في العراق التي لم تتوقف مُسيراتها وصواريخها وتجاوزت كل العوائق إسنادًا ‏لغزة، كما نُحيي قوة وشجاعة إخواننا المجاهدين في اليمن الذين فرضوا حصارًا على الكيان ‏الصهيوني وتحدّوا اساطيل دول كبرى في سبيل نصرة فلسطين”‎.‎

وأعرب حزب الله عن فخره واعتزازه بهذا الانتصار المبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته والذي كان شريكاً في تحقيقه من خلال صمود وثبات وتضحيات المقاومة وشعبها في لبنان والتي قدّمت في سبيل ذلك الشهيد حسن نصرالله، ومعه هاشم صفي الدين، وعدد كبير من القادة والمجاهدين، ومن حملوا راية الدفاع عن ‏فلسطين.

وجدد حزب الله تأكيد وقوفه الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته في معركة ‏التحرير والكرامة حتى زوال الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • عن عملية الاحتلال العسكرية في جنين.. ما الذي يحدث وما علاقة السلطة؟ 
  • فور نهاية الحرب..قطر: نأمل عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة
  • سموتريتش: سنستأنف الحرب على غزة فور استبدال القيادة العسكرية
  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • السودان (الجحيم الذي يسمي وطن)!!
  • متحدث “العفو الدولية” بإيطاليا: القبض على المجرم “نجيم” أمر جيد
  • حزب الله يبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته ولكل القوى التي ساندت غزة الانتصار الكبير
  • مستقبل حماس بعد الحرب.. هذا ما لا يمكن تجاهله
  • القنصل السوداني بأسوان يشيد بدور مصر في أزمة الحرب
  • التحالف السوداني للحقوق: رسالة مفتوحة… دعوة الي العمل والتضامن مع السودان في يوم التنصيب 2025