لبنان ٢٤:
2024-08-27@16:31:30 GMT

هل يمكن الوصول الى اتفاق دوحة جديد؟

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

هل يمكن الوصول الى اتفاق دوحة جديد؟

بين لحظة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 وبين حرب تموز، عانى "حزب الله" بشكل فعلي مما يمكن وصفه بالعزل السياسي في الداخل اللبناني، اذ ان الحزب وجد نفسه من دون اي تحالفات وطنية، ولولا التفاهم الذي وقع مع الرئيس السابق ميشال عون في كنيسة مار مخايل لكانت "حارة حريك"بعيدة بشكل كامل عن المجتمع السياسي اللبناني في تلك الفترة، لكن هذه العزلة تبدلت بعد حرب تموز إذ تراجعت الضغوط السياسية واستطاع الحزب استعادة المبادرة السياسية والبدء بمرحلة جديدة اوصلته الى ما هو عليه اليوم.



عملياً، وجد "حزب الله" يومها أن التوازنات التي تكرست قبل حرب تموز لم تعد صالحة بعد الحرب، وكان لابد من "تقريش" انتصاره العسكري وتعديل موازين القوى لصالحه، وهذا ما حصل بعد سنوات من الكباش الداخلي حيث ذهبت الامور الى تسوية سياسية في الدوحة أعطت الحزب وحلفاءه نفوذاً جديداً داخل المؤسسات الدستورية وبات يملك الثلث المعطل، اي جزءا من القرار في السلطة التنفيذية، امام هذا الواقع يمكن قراءة المشهد المقبل بعد انتهاء الحرب الحالية، خصوصاً اذا تمكن الحزب من الخروج منها منتصراً.

رعت الدوحة "الميني طائف" عام 2008، بعد ان استطاعت في سنوات ما بعد الحرب فتح علاقة عميقة مع "حزب الله" بسبب اعادة الاعمار، واليوم بدأ القطريون يتحدثون عن جهوزيتهم للمساهمة بإعمار القرى الامامية بالتوازي مع تسوية شاملة في الداخل اللبناني، او الاصح ستكون اعادة الاعمار مشروطة بحل متكامل. ومن الطبيعي ان يكون لقطر دور كبير فيه، لذلك فإن المرحلة المقبلة قد تشهد اعادة احياء المبادرة القطرية خصوصاً أن الدوحة قادرة على لعب دور اكبر من باقي الدول المعنية بسبب علاقتها بحماس و"حزب الله" اولاً وقدرتها على الحديث بإسم الاميركيين ثانياً.

بحسب مصادر مطلعة فإن القطريين سيقومون في المرحلة المقبلة بدور متزايد من اجل وقف الحرب في غزة ولبنان، ولعل حصول جزء كبير من عملية التفاوض الحاصلة اليوم في الدوحة، وليس في القاهرة، دليل واضح على ان المساحة التي تأخذها قطر تتسع بسرعة في الواقع السياسي الاقليمي. من هنا يصبح الحديث عن تعديل في التوازنات الداخلية جزءا من الكباش والتفاوض حول "اليوم التالي" لذلك ستعمل الاحزاب والقوى المؤثرة، الداخلية والخارجية على تعزيز نفوذها وانجازاتها العملية تمهيداً للحل.

لا يبدو "حزب الله" راغباً في الدخول في اي اشتباك سياسي مع الطائفة السنيّة، لا بل على العكس من ذلك، سيعمل في المرحلة المقبلة على تعزيز التقارب الذي خلق في معركة "طوفان الأقصى" داخلياً وخارجياً، اذ يعتبر هذا الامر مكسبا فعليا يجب البناء عليه، من هنا يصبح الحديث عن تعديل النظام الدستوري في لبنان غير منطقي وغير متوقع من الحزب حتى لو كان في الامر مكسب سياسي استراتيجي له، لان الطائف سيبقى ثابتة اساسية للسنّة اللبنانيين، وحتى لحاضنتهم الاقليمية، اي المملكة العربية السعودية.

أمام هذا المشهد قد يكون التفاوض على ما هو "تحت سقف الطائف" أو ما يشبه "إتفاق الدوحة" هو المسار الذي سيتبع، بحيث يكرس الحزب بعض المكتسبات السياسية الداخلية من دون ان يمسّ بالقواعد الاساسية لدستور الطائف،خصوصاً اذا كانت قطر هي الراعي الرسمي لهذه التسوية. وعليه لن تكون الدوحة راغبة، ولا حتى "حزب الله"، بإستفزاز الرياض والذهاب نحو إخراجها سياسياً من المعادلة السياسية، لان الاخيرة اثبتت في السنوات الماضية أنها الممر الإلزامي لأي حل في لبنان.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل توقفت الحرب ؟: نصر الله يتفهم المزاج الشعبي ويعد اللبنانيين بفرصة لتنفس الصعداء

بيروت - محمد شقير - شكَّل الخطاب الذي ألقاه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وأعلن فيه انتهاء المرحلة الأولى من رد «الحزب» على إسرائيل باغتيالها أحد أبرز قيادييه العسكريين فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية قبل أسابيع، مناسبة للتوجه إلى جمهوره، ليس لتبديد القلق الذي يساوره حيال تأخره في الرد فحسب، وإنما لمصارحته بطبيعة المرحلة السياسية الراهنة في ظل استمرار مساندته لحركة «حماس»، انطلاقاً من أنه لا نية لديه لتوسعة الحرب، وإن كان الموقف نفسه ينسحب على إسرائيل، وإنما على قاعدة أن لكل منهما حساباته الذاتية في ضوء الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة الأميركية، وأدى إلى توافق الخصمين على إنهاء المرحلة الأولى.

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية غربية أن واشنطن تصدرت الضغوط الدولية لنزع فتيل التفجير، ومنع تدحرج المواجهة بين إسرائيل و«الحزب» نحو إشعال الحرب على نطاق واسع، وأن الضغوط أدت لتجاوب الطرفين لمنع تفلت الوضع وإبقائه تحت السيطرة.

وكشفت المصادر الدبلوماسية المواكبة للاتصالات التي تولتها واشنطن بين بيروت وتل أبيب بأن الأخيرة تجاوبت مع دعوتها للإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى، وقوبلت برد مماثل من «حزب الله»، مع أنها كانت قد بادرت للقيام بهجوم استباقي. وقالت إنه لا مجال أمامها سوى العودة إلى قواعد الاشتباك التي اهتزت أخيراً تحت ضغط ارتفاع منسوب المواجهة العسكرية لتطول العمقين اللبناني والإسرائيلي.

ولفتت إلى أن «الحزب» تجاوب مع الوساطة الأميركية من خلال الحكومة اللبنانية. وأكدت أن هناك ضرورة للتقيُّد بقواعد الاشتباك في ظل عدم استعدادهما لتوسعة الحرب وذلك بامتناعهما عن استهداف البنى التحتية والمدنيين، وتحييدهما لضاحيتي بيروت الجنوبية وتل أبيب عن القصف.

ورأت أن «الحزب» لم يكن في وارد توسعة الحرب، وإلا فلماذا نأى بنفسه عن استخدامه ما في مخزونه من صواريخ دقيقة وذكية رداً على الغارات التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي استباقاً لرده على اغتيال شكر؟

وقالت إن المواجهة بين الطرفين يُفترض أن تبقى تحت سقف تلك التي انطلقت مع مساندة «الحزب» لـ«حماس» وما تخللها من تبادل للخروق التي تتراوح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة.

أما على صعيد التداعيات اللبنانية لمساندة «الحزب» لـ«حماس»، فأكدت المصادر السياسية أن ما يهم «الحزب»، بعد انقضاء أكثر من 10 أشهر عليها، التوجه إلى جمهوره، وعبره إلى اللبنانيين، لأن من حق جميع هؤلاء أن يلتقطوا أنفاسهم، لأن طول أمد المساندة شكّل مفاجأة لهم لم تكن في حسبانهم فأتعبتهم، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الجنوبيين من بلداتهم الأمامية الواقعة على خط النار بين «الحزب» وتل أبيب.

وتتوقف أمام التوقيت الذي اختاره «الحزب» للرد على إسرائيل، وتقول إنه حدد التوقيت المناسب، فجر الأحد الماضي، حرصاً منه على عدم تعريض الجنوبيين إلى الخطر في حال قرر تحديده لساعة الصفر في وضح النهار الذي يصادف يوم عطلة ما يضطر هؤلاء للخروج من منازلهم.

وتقول إن نصر الله توخى أيضاً من خطابه بقوله إنه يمكن للبنان أن يرتاح، بما يسمح للبنانيين أن يريحوا أعصابهم ويلتقطوا أنفاسهم، ومن يريد العودة إلى بيته فليعد إليه مطمئناً وآمناً، ويستطيع أن يأخذ النفس ويرتاح ويزاول عمله كالمعتاد، وهذا من حقه، بعد أن «أعلن العدو أن ما جرى اليوم انتهى».

وتؤكد أنه يخص بدعوته هذه سكان الضاحية الجنوبية لاضطرار معظمهم لترك منازلهم والنزوح إلى مناطق آمنة خوفاً من استهداف إسرائيل للضاحية في ردها على رد «الحزب» ثأراً منها لاغتيالها شكر.

وتتعامل مع دعوة نصر الله هذه من زاوية أنه أخذ على عاتقه مسؤولية دعوتهم للعودة إلى منازلهم ومزاولة أعمالهم بصورة طبيعية. وترى أنه لم يكن مضطراً ليغامر بمصيرهم لو لم تتوافر له جملة من المعطيات السياسية بأنه لا نية لديه لتوسعة الحرب، وهذا ما ينسحب أيضاً على إسرائيل التي تحاصرها الضغوط الأميركية لمنع رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو من الجنوح نحو توسعتها، خصوصاً أن القطع البحرية الأميركية الموجودة في المتوسط مخصصة للدفاع عنها في حال تعرضت لهجوم من محور الممانعة، ولن توضع تحت تصرفه لاستدراج واشنطن للدخول في صدام مع إيران.

وترى المصادر نفسها أن نصر الله رسم في خطابه سقفاً لطبيعة مساندة محور الممانعة لـ«حماس» لا يمكنه إلا التقيُّد به، ولن يحيد عنه، لأن طهران، وإن كانت تحتفظ لنفسها بحق الرد على إسرائيل باغتيالها رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، فإنها ليست في وارد إشعال المنطقة، بينما لم تنقطع عن التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وتراهن على انتخاب نائبته كامالا هاريس خلفاً له، وبالتالي لا تحبذ حرق المراحل باستدراج المنطقة إلى المجهول.

وعليه فإن الإيجابية التي أبداها نصر الله، بحسب المصادر، في محاكاته لجمهور المقاومة لا يأتي من فراغ، وإنما ينطق بلسان مزاج السواد الأعظم من اللبنانيين، والجنوبيين خصوصاً، الذي هم بحاجة لتنفس الصعداء ليكون في وسعهم ترتيب أوضاعهم بعد أن أتعبتهم فترة الانتظار المترتبة على اشتعال الوضع جنوباً والتي لا يمكن التكهن بموعد وكيفية نهايتها.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • من اغتيال فؤاد شكر إلى الردّ على اغتياله.. نظرة في الموقف الراهن
  • هل توقفت الحرب ؟: نصر الله يتفهم المزاج الشعبي ويعد اللبنانيين بفرصة لتنفس الصعداء
  • إسبانيا: يمكن تجنب حرب شاملة بالمنطقة بوقف إطلاق النار في غزة
  • صحيفة بريطانية: أسباب مهمة تدفع إسرائيل وحزب الله لتجنب الحرب الشاملة
  • عملية يوم الأربعين.. رد حزب الله يبدّد تكهّنات الحرب؟!
  • ردّ الحزب المسبق على اتفاق غزة يفتح باب الحل جنوباً؟
  • أستاذ علوم سياسية: تصعيد حزب الله متوقع ومحاولة لإعادة الزخم في المنطقة
  • روايتان متباينتان.. حزب الله وإسرائيل في أكبر مواجهة منذ بداية الحرب
  • عاجلٌ من داخل إسرائيل.. هذا ما قيلَ عن الحرب الشاملة مع لبنان
  • هل ستكرر القوي السياسية ذات الخطأ الذي ارتكبته في اتفاق السلام الشامل؟