٢٦ سبتمبر نت:
2025-01-12@18:11:29 GMT

موجبات التغيير الجذري

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

موجبات التغيير الجذري

ولان الانسان هو الاساس في التغيير فلا بد ان تكون البنية النفسية والقيمية والاخلاقية تحمل هذا التغيير ليكون ايجابي يخدم المجتمعات المستهدفة به وبما يوجد بنية مؤسسية لا مجال فيها للرغبات والتمنيات والعشوائية.. والمؤسسية تحتاج الى فكر ومنظومة تشريعية وقانونية حتى تستقيم الامور وتمضي الى الامام .

كي لا يكون كلامنا او طرحنا غير واقعي علينا الاخذ في الاعتبار العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة سلباً وايجاباً على ما نسعى اليه ونعمل من اجله لاحداث تحولات تحقق الاماني والاحلام وتحولها الى واقع .

كثيرة هي التطلعات والآمال التي كان يفترض تحققها منذ أمد بعيد ولكن عدم القدرة على تجاوز الواقع الداخلي وتدخلات الخارج كان دائماً يعيدنا الى المربع الاول او الى نقطة الصفر من جديد وياتي السؤال هذه المرة هل سننجح في إحداث تغيير جذري ؟! .. بطبيعة الحال التغيير الجذري الذي نريده ينبغي ان يكون فيه مصلحه وطنية والمصلحة الوطنية تتعارض مع اجندات ومخططات الخارج والقوى الداخلية المرتبطة به وعلينا ان ننتصر في هذه المعركة ونتجاوز هذه العوائق وهذا لا يعني اننا ننتظر بل نبدأ بالعمل بالتوازي مع هذه المواجهة .

مصيبتنا في اننا شعب مفقر وبجوارنا نظام يمتلك المال لكنه خبيث ولئيم ووجوده يقتضي ان ينفذ مخططات صنّاعه وحماته وبماله استطاع اللعب على التناقضات الداخلية تحت ضغط ليس الفقر بل الافقار المتعمد بسبب الفتن  والصراعات التي كان يخلقها مع اسياده البريطانيين والامريكان و الصهاينة ولان تجاربنا طويلة ومريرة  مع هذا الجار فلايجوز هذه المرة تكرار التعاطي الذي كان يحصل في الماضي فلابد ان نصل الى انهاء هذه الحالة التي دائماً تجعلنا ندور في حلقة مفرغة .

لقد انتصرنا ولم يتبقى امامنا الا تحويل هذا النصر الى واقع وهذا لن يتحقق اذا بقينا نتعاطى بالاسلوب الذي جربناه في الماضي مع النظام السعودي ويحاول البعض جرنا اليه من جديد وكما قيل قديماً ( القرش يلعب بحمران العيون ) ونعرف هذا النظام بانه لا يملك الا المال ويعتقد ان بامكانه شراء كل شي واي شي به  .

 الخلاصة علينا ان نفهم ما الذي يتوجب علينا القيام به والطريق واضح والدليل موجود وفي نفس الوقت الفاسدين والمفسدين في الارض كثر.. وهنا يكمن أهمية الوعي .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

القاعدة الشعبية وإمتلاك ناصية التغيير

زين العابدين صالح عبد الرحمن

من حكم وليم شكسبير يقول في واحدة " التفاوض فن تقسيم الكعكة بطريقة ينصرف بعدها كل من الحضور معتقدا أنه حصل على الجزء الأكبر"
قبل الحرب كان الطريق إلي التفاوض سالكا، و كانت الأغلبية تنادي بتوسيع وزيادة عدد مقاعد الحوار من أجل التفاكر حول حل الأزمة، و الوصول إلي توافق وطني.. لكن كانت الأقلية ترفض ذلك بقوة بمقولة " لا للإغراق السياسي" و كانت الدول الخارجية؛ و خاصة في الرباعية و الاتحاد الأوروبي تصر على أن تظل مقاعد الحوار محدودة، لأنها لا تريد زيادة عدد الذين توظفهم من أجل انجاز أجندتها..أن الإصرار بهدف تضيق العملية السياسية لابد أن يعقد الأزمة أكثر، حتى وصلت إلي المحاولة الانقلابية التي قامت بها الميليشيا.. و تناول القضية يجب أن يكون بصراحة و وضوح كاملين دون تغبيش للحقائق و مداراتها.. أن وقف الحرب إذا لم تتغير فيها المعادلة السياسية بصورة كاملة سوف تنذر بحرب قادمة أخرى اشرس من سابقتها.. لذلك هزيمة الميليشيا أو استسلامها هي الإستراتيجية التي يجب أن تكون...
الآن أصبح الخطاب معكوسا؛ أن الأغلبية التي تساند القوات المسلحة من الشعب و مجموعات المستنفرين و المقاومة الشعبية تضغط قيادة الجيش أن لا تقبل أية دعوة للتفاوض أو الحوار، لكي تعاد الميليشيا من خلالها إلي تاريخ ما قبل الحرب، و الأغلبية تقف مع دعوة عدم عودة الميليشيا إلي الساحتين السياسية و العسكرية مطلقا.. و الجيش عندما يرفض الذهاب إلي دعوات التفاوض، هو ينفذ إرادة الأغلبية، التي تقف معه في جبهات القتال كتفا بكتف، و الآن بدأ العالم يفهم أن الحرب لابد أن تحدث تغيرات جوهرية على الساحة السياسية في السودان، خاصة دخول عناصر جديدة مدركة لدورها و مستوعبة للتحولات التي تحدث في المجتمع من جراء الحرب.. و اصحاب المصالح دائما يغيرون مواقفهم وفقا للمتغيرات الجديدة في المجتمع.. و الذين يعتقدون أن تحقيق مصالح المجتمع الخارجي بالضرورة سوف يحقق أهدافهم الساعية نحو السلطة، تنقصهم الحنكة السياسية، لأنهم من الأول جعلوا انفسهم أدوات و ليس أصحاب حق..
أن التغيير بالفعل قد حدث في المواقف، خاصة محاولات الأقلية الساعية " للتفاوض" من منظور الحاجة.. هؤلاء يدركون أن رجوعهم للساحة السياسية لا يتم إلا من خلال " تسوية سياسية تحدث بين السلطة في البلاد و الميليشيا" التي بموجبها تعود الميليشيا للساحتين و يعود معها جناحها السياسي.. لكن هزيمة الميليشيا أو استسلامها يعني تغيير جذري في الخارطة السياسية.. و مقولة الفزاعة " الكيزان و الفلول" و وصفهم هم اصحاب القرار و الأمر في رفض التفاوض، أصبحت لا تفيد كثيرا، الهدف منها كان تخويفا للغرب و بعض الدول الخليجية و المعادلات السياسية الجارية في الإقليم تجاوزت ذلك.. لذلك أية عملية سياسية يجب أن تراع متطلبات الواقع و مصلحة البلاد و الشعب..
الشعب وحده هو القادر على تغيير المعادلات السياسية في البلاد، و وحده هو الذي يستطيع أن يضع أجندة جديدة يلزم بها الآخرين، لذلك قيادة الجيش تفهم هذه المعادلة، و لا تستطيع أن تتجاوزها بعد أن ضمنت تأييد الأغلبية لها.. الآخرون الذين يحاولون التشكيك في أن أغلبية الشعب تقف مع الجيش في معركته العسكرية ضد الميليشيا هؤلاء يحاولون طمأنة أنفسهم حتى لا يشعروا بالهزيمة السياسية، و أنهم أداروا معركتهم دون الوعي السياسي المطلوب، حيث أصبحوا في موقف مضاد لمطالب الشعب، الأمر الذي يطالبهم بتغيير قناعاتهم الخاسرة و النظر للقضية بموضوعية وفقا لحقائق الواقع.. و هؤلاء يعتقدون أن الذي يجري هو فقط صراعا سياسيا، رغم أن الأمر قد تعدى ذلك، لأنه استهدف وحدة البلاد و محاولات للتغيير الديمغرافي فيها، و محاولات نهب ثروات البلاد و الاستيلاء عليها من قبل الدول الداعمة للميليشيا.. و التي توظف عددا كبيرا من السياسيين و المثقفين و الإعلاميين..
أن الحرب سوف تنتهي و الميليشيا سوف تخرج من المعادلات القادمة، و سوف تبرز الحرب قيادات جديدة و أجندة جديدة، فالذين يريدون أن يكونوا جزءا من مستقبل العملية السياسية يجب عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم، و تغيير الواجهات التي فشلت في إدارة الأزمة حتى أوصلت البلاد للحرب، و تغيير القيادات التي وظفت نفسها لأجندة خارجية،، أما محاولات التلويح بأن البعض يريد أن يعلن حكومة في المنفى أو حكومة في الأراضي التي تقع تحت سيطرة الميليشيا هؤلاء اثبتوا فشلهم تماما، و أنهم باحثين عن سلطة و ليس عن حلول جذرية للأزمة و ليس لهم أية قواعد اجتماعية تسندهم، فقط يلوحون ببندقية الميليشيا و في ذات الوقت ينكرون أنهم جناحها السياسي.. الحرب سوف تخلق واقعا جديدا للسودان مثله مثل الاستقلال.. سوف يأتي بعناصر جديدة قدمت تضحيات جسام لكي يظل السودان مستقلا موحدا، و هزمت المؤامرة التي تمت إحاكتها ضده... نسأل الله حسن البصيرة...

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • فليك: علينا توخي الحذر أمام ريال مدريد
  • ميقاتي: علينا أن نستعين بمساعدة الخارج لا أن نستقوي به على الداخل
  • أخنوش: الحكومة نجحت في تنزيل ورش الحماية الاجتماعية والبعض يشوش علينا لأنهم لم يستطيعوا تحقيق النجاحات التي نحققها
  • ‏الرئيس اللبناني جوزيف عون: لدينا فرصة كبرى إما نربحها أو نخسرها ولكي نستفيد منها علينا أن نكون يدا بيد
  • أنشيلوتي: علينا ان نتعلم من خسارتنا برباعية من برشلونة
  • برج الجدي حظك اليوم السبت11 يناير 2025.. لا تخف من التغيير
  • حكومة التغيير تؤكد: أي عدوان على اليمن لن يمر دون عقاب وقواتنا المسلحة قادرة على الرد
  • كاتس: علينا تغيير طريقة العمل في غزة
  • القاعدة الشعبية وإمتلاك ناصية التغيير
  • الجيش الإسرائيلي: عشرات الصواريخ ومئات المسيرات أطلقت علينا من اليمن