عبد الله جلاب .. بارا (بسواقيها) تبكيك
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
محمد المكي أحمد
فقدنا مبدعا أنجبته مدينة بارا للسودان وأفريقيا والعالم ..
رحل في أميركا بروفيسور عبد الله جلاب.
برحيله ( ١٦ يوليو ٢٠٢٤ )فقد السودان ، و زملاؤه وعارفو أدواره الايجابية في عالم الصحافة والأدب والبحث العلمي رجلا متميزا، وإنسانا دافيء القلب ، ومبدعا متميزا، وعاشقا محبا لأهله في مدينة بارا في إقليم كردفان بغرب السودان.
بارا بسواقيها (مزارعها) تبكيك يا جلاب ..
المدينة التي تنام على احضان الرمال، وتستيقظ مع آذان الفجر و انسياب المياه في مزارعها لتدب الحياة المتجددة في (السواقي) تبكيك، فأنت العاشق لتاريخها وسمات أهلها وتطلعاتهم وهمومهم.
جلاب أحب مدينة بارا التي استمدّ منها الوجدان الأخضر، فبادلته الحب بالحب، وبادلها العشق بالعشق ، وكتب وتغنى بنضارها ووجدانها الأخضر . .
جلاب كان محبا للنضار والجمال ، أحب مناخ بارا الذي يزرع بذور المودة و الطمأنينة وقيم التواصل التي تسود علاقات الناس.
بارا قدمت للسودان عددا من المبدعين وجاء جلاب في صدارة مواكب العطاء التي سطع نجمها في سماء الوطن السودان، خلال سنوات مضت ، قبل أن تداهم الناس حياة البؤس والشقاء والقتل والتشريد والإذلال للإنسان كما هو الحال الآن، بسبب حرب تقتل الناس بالمواجع قبل أن تقتلهم بالرصاص والجوع والتشريد واللجوء القاسي .
جلاب كان موجوعا بما آلت اليه أوضاع السودان…
كثيرون، وأعني عشاق الحرية والكلمة الخضراء المشحونة بنبض الناس فقدوا برحيلك صحافيا له تاريخ وبصمات حيوية في عالم الكلمة ،
السودان فقد أديبا ، وصاحب رأي ورؤية وموقف وطني منذ أيام الدراسة في المرحلة الثانوية في مدرسة خور طقت التاريخية التي كانت منارة للعلم وقلعة للنضال .
فقدنا استاذاً جامعيا وعالما شق طريقه الأكاديمي بنجاح واقتدار في أميركا بعدما غادر السودان الى الولايات المتحدة قبل سنوات عدة، وهناك حصل على درجة الدكتوراة .
هناك بدأت مسيرة عطاء حيوية عكست رؤاه، وفكره، وعلمه ،ونبضه المبدع، وموهبته الصحافية التي صقلها بالعلم والتجربة، وحصنها بموقف مكتوب ومعلن ومنحاز لنبض الشعب في الحرية والعدالة والسلام .
أضاف الى كل هذا العطاء نجاحا في مجالات البحث العلمي اذ عمل استاذاً جامعيا في الولايات المتحدة، فاصدر كتبا ونشر بحوثا .
كان جلاب عمل بعدما تخرج في جامعة الخرطوم في وزارة الثقافة والإعلام ،وكان ترأس على سبيل المثال مجلة الإذاعة والتلفزيون، كما عمل مستشارا إعلاميا، وتولى مواقع مسؤوليات عدة داخل السودان وأميركا.
اهلك في بارا يودعونك بدموع غزيرة وأنت الذي لم تنفصل يوما عن مجتمعك وذكريات الطفولة والشباب .
مثلما كان جلاب منحازا لقضايا شعب السودان العادلة والمشروعة كان أيضا صاحب موقف مكتوب ومعلن ومنحاز لأهله في بارا حينما حاصرتهم ممارسات الأشرار.
سيذكر أهلك والتاريخ - على سبيل المثال- حروفك الرافضة للظلم بعدما صادر والي كردفان السابق أحمد هارون عددا من سواقي بارا ( مزارعها ) بأشجارها وثمارها وأزالها من الوجود ، فقتل الشجرة والخضرة والجمال ، أي انتهك حقوق عدد من أصحاب المزارع ، في أواخر فترة حكم البشير .
بارا تودعك بوجع وحزن شديد لأنك إبن بار.
زملاء الحرف الأخضر والكلمة المنحازة لنبض الشعب السوداني وعارفو أدوارك الايجابية يودعونك بأجمل الدعاء.
أفريقيا التي كتبت عنها بحوثا و دراسات تودعك أيضا.
.
أسأل الله أن يتغمد عزيزنا و مصدر فخرنا في عالم الصحافة والإبداع عبد الله جلاب بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء .
التعازي لزوجه الدكتورة سعاد تاج السر ولأبنائه أحمد وعزه وشيراز وللأخوين العزيزين دكتور بشير محمد إسماعيل وعاصم محمد إسماعيل والأسرة والأهل وزملاء وأصدقاء الفقيد في السودان وأميركا والعالم .
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
لندن ١٦ يوليو ٢٠٢٤
modalmakki@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أحمد بن محمد: إنجازات الإمارات تعلو برايتها وسيظل علمها رمزاً لرفعة الوطن بين الأمم
دبي-وام
تلبيةً لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لرفع عَلَم الإمارات، الجمعة، في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، قام سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام برفع عَلَم الدولة في متحف دار الاتحاد بدبي، وذلك ضمن الفعالية التي نظّمتها مؤسسة «وطني الإمارات» تحت شعار «عَلَمنا عالٍ في السما.. وحمايته عهد ووفا».
وشاركت في فعالية رفع العَلَم في متحف الاتحاد الفرق العسكرية والخيالة في شرطة دبي، ومرشحو أكاديمية شرطة دبي، وطلبة المدارس الحكومية والخاصة ومدارس حماية، وخريجو برنامج سفراء الهوية الوطنية الإماراتية، كما ضمت الفعالية معرض «فرسان العلم» الذي جسّد أبيات من قصيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في لوحات فنية، عبّر من خلالها طلبة مدارس حماية عن معاني الأبيات التي تغنّت بالعَلَم وحب الوطن.
وأكد سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم أن يوم العَلَم هو مناسبة تبرز فيها قيم الولاء والانتماء المتأصّلة في نفوس أبناء الوطن بالتفافهم حول رايتهم الموحدة التي ارتفعت قبل أكثر من خمسة عقود إيذاناً بميلاد دولة فتيّة، تمكنت خلال تلك الفترة الزمنية الوجيزة من تجاوز كل التحديات بعقيدة حولتها إلى فرص تخدم طموحاتها الكبيرة في أن تفسح لنفسها مكانةً مرموقة بين مصاف الدول صانعة المستقبل.. وقد كان ما أراد لها قادتها وما تطلّع إليه شعبها من تحقيق أعلى مراتب التميز لتتصدر اليوم مؤشرات التنافسية العالمية في شتى المجالات.
وقال سموّه: «إنجازات الإمارات تعلو برايتها.. وسيظل علَمَها رمزاً يكلّل هامات أبنائها رمزاً لرفعة وطنهم بين الأمم.. فقد ارتفع علم الإمارات بأيادي أبنائها طوال مسيرة نماء مباركة مضت فيها دولتنا بعزيمة لا تلين وإصرار على الوصول إلى المركز الأول الذي لم ترض قيادتها الرشيدة بديلاً له في سباق التطوير والتنمية.. مسيرة بدأها المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، مع إخوانهما الآباء المؤسسين، رحمهم الله... ويواصل أهل الإمارات اليوم استكمالها مصطفين وراء قيادتهم الرشيدة، واضعين نصب أعينهم غدا يتبارون فيما بينهم في إرساء أسسه وضمان ما سيحمله لهم من فرص».
وأضاف سموّه: «تمضي دولة الإمارات اليوم بيقين راسخ وطموح يطاول عنان السماء نحو المستقبل الذي تنشده لأبنائها وأجيالها القادمة بقيادة ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة»حفظه الله«، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي»رعاه الله«، بخطط إستراتيجية وأهداف واضحة وفرق عمل تتسابق في تحويل تلك الأهداف إلى إنجازات تضاف إلى سجل حافل بالنجاحات جعل من الإمارات مصدر إلهام للدول والحكومات في مختلف مجالات التنمية والتطوير.. ونموذج يحتذى به في تحويل التحديات إلى فرص والطموحات إلى أرقام تؤكد نجاح تجربتها التنموية».
ونوّه سموّ رئيس مجلس دبي للإعلام بالدور الوطني الكبير الذي اضطلع به إعلام الإمارات على مدار أكثر من خمسين عاماً كان فيها مواكباً للمحطات المتتالية التي مضت فيها دولتنا ضمن مسيرتها التنموية المحفوفة بالنجاح، وكان صُنّاع الإعلام من أبناء الوطن سفراء ينقلون بكل المهنية والوفاء تفاصيل فصول قصة نجاح أبهرت العالم ونالت تقديره واحترامه، تأكيداً لدور الإعلام كرافد يدعم الجهود ويحفز الطاقات ويحتفي بكل إنجاز يسهم في دفع المسيرة خطوة جديدة إلى الأمام.
وأكد سموّه أهمية مواصلة هذا الدور، من خلال الاهتمام بتنمية القدرات وإعداد الكوادر الإعلامية الوطنية القادرة على توظيف ما وفرته التكنولوجيا من تقنيات حديثة بأسلوب يخدم في تعزيز رسالة الإمارات وتأكيد وصولها إلى ربوع العالم، رسالة جوهرها الوئام والتفاهم وغايتها الأمل والسلام والتسامح، وهي الرسالة التي ارتبطت بعلم الإمارات واسمها الذي بات رمزاً للأمل والتفاؤل بغد أفضل يحمل أسباب الخير للجميع.
وقال ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات: «تُجسد مناسبة يوم العلم مدى ترابط وتلاحم أفراد المجتمع في مناسبة وطنية تُعبر عن أسمى معاني الفخر والاعتزاز بالانتماء لدولة الإمارات، وتؤكد وحدة الجهود لخدمة الوطن ورفع رايته عالياً. ويعكس هذا اليوم مدى تكاتف شعب دولة الإمارات والمُقيمين على أرضها للتعبير عن تقديرهم لمسيرة التنمية الشاملة والرائدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة»حفظه الله«، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي»رعاه الله«، وإخوانهما أصحاب السموّ الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكّام الإمارات».
وأضاف: «تُنظّم مؤسسة وطني الإمارات، فعالية يوم العَلَم، انطلاقاً من رسالتها في ترسيخ الهوية الوطنية، وقيم المواطنة الصالحة، وحرصاً على تعزيز ونشر مفاهيم الانتماء والولاء الوطني، والتمسك بالقيم الأصيلة عبر مبادراتٍ وطنية تستهدف جميع فئات وأفراد المجتمع».