سودانايل:
2024-12-23@17:36:20 GMT

عبد الله جلاب .. بارا (بسواقيها) تبكيك

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

محمد المكي أحمد

فقدنا مبدعا أنجبته مدينة بارا للسودان وأفريقيا والعالم ..

رحل في أميركا بروفيسور عبد الله جلاب.

برحيله ( ١٦ يوليو ٢٠٢٤ )فقد السودان ، و زملاؤه وعارفو أدواره الايجابية في عالم الصحافة والأدب والبحث العلمي رجلا متميزا، وإنسانا دافيء القلب ، ومبدعا متميزا، وعاشقا محبا لأهله في مدينة بارا في إقليم كردفان بغرب السودان.



بارا بسواقيها (مزارعها) تبكيك يا جلاب ..

المدينة التي تنام على احضان الرمال، وتستيقظ مع آذان الفجر و انسياب المياه في مزارعها لتدب الحياة المتجددة في (السواقي) تبكيك، فأنت العاشق لتاريخها وسمات أهلها وتطلعاتهم وهمومهم.

جلاب أحب مدينة بارا التي استمدّ منها الوجدان الأخضر، فبادلته الحب بالحب، وبادلها العشق بالعشق ، وكتب وتغنى بنضارها ووجدانها الأخضر . .

جلاب كان محبا للنضار والجمال ، أحب مناخ بارا الذي يزرع بذور المودة و الطمأنينة وقيم التواصل التي تسود علاقات الناس.

بارا قدمت للسودان عددا من المبدعين وجاء جلاب في صدارة مواكب العطاء التي سطع نجمها في سماء الوطن السودان، خلال سنوات مضت ، قبل أن تداهم الناس حياة البؤس والشقاء والقتل والتشريد والإذلال للإنسان كما هو الحال الآن، بسبب حرب تقتل الناس بالمواجع قبل أن تقتلهم بالرصاص والجوع والتشريد واللجوء القاسي .

جلاب كان موجوعا بما آلت اليه أوضاع السودان…

كثيرون، وأعني عشاق الحرية والكلمة الخضراء المشحونة بنبض الناس فقدوا برحيلك صحافيا له تاريخ وبصمات حيوية في عالم الكلمة ،

السودان فقد أديبا ، وصاحب رأي ورؤية وموقف وطني منذ أيام الدراسة في المرحلة الثانوية في مدرسة خور طقت التاريخية التي كانت منارة للعلم وقلعة للنضال .

فقدنا استاذاً جامعيا وعالما شق طريقه الأكاديمي بنجاح واقتدار في أميركا بعدما غادر السودان الى الولايات المتحدة قبل سنوات عدة، وهناك حصل على درجة الدكتوراة .

هناك بدأت مسيرة عطاء حيوية عكست رؤاه، وفكره، وعلمه ،ونبضه المبدع، وموهبته الصحافية التي صقلها بالعلم والتجربة، وحصنها بموقف مكتوب ومعلن ومنحاز لنبض الشعب في الحرية والعدالة والسلام .

أضاف الى كل هذا العطاء نجاحا في مجالات البحث العلمي اذ عمل استاذاً جامعيا في الولايات المتحدة، فاصدر كتبا ونشر بحوثا .

كان جلاب عمل بعدما تخرج في جامعة الخرطوم في وزارة الثقافة والإعلام ،وكان ترأس على سبيل المثال مجلة الإذاعة والتلفزيون، كما عمل مستشارا إعلاميا، وتولى مواقع مسؤوليات عدة داخل السودان وأميركا.

اهلك في بارا يودعونك بدموع غزيرة وأنت الذي لم تنفصل يوما عن مجتمعك وذكريات الطفولة والشباب .

مثلما كان جلاب منحازا لقضايا شعب السودان العادلة والمشروعة كان أيضا صاحب موقف مكتوب ومعلن ومنحاز لأهله في بارا حينما حاصرتهم ممارسات الأشرار.

سيذكر أهلك والتاريخ - على سبيل المثال- حروفك الرافضة للظلم بعدما صادر والي كردفان السابق أحمد هارون عددا من سواقي بارا ( مزارعها ) بأشجارها وثمارها وأزالها من الوجود ، فقتل الشجرة والخضرة والجمال ، أي انتهك حقوق عدد من أصحاب المزارع ، في أواخر فترة حكم البشير .

بارا تودعك بوجع وحزن شديد لأنك إبن بار.

زملاء الحرف الأخضر والكلمة المنحازة لنبض الشعب السوداني وعارفو أدوارك الايجابية يودعونك بأجمل الدعاء.

أفريقيا التي كتبت عنها بحوثا و دراسات تودعك أيضا.
.

أسأل الله أن يتغمد عزيزنا و مصدر فخرنا في عالم الصحافة والإبداع عبد الله جلاب بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء .

التعازي لزوجه الدكتورة سعاد تاج السر ولأبنائه أحمد وعزه وشيراز وللأخوين العزيزين دكتور بشير محمد إسماعيل وعاصم محمد إسماعيل والأسرة والأهل وزملاء وأصدقاء الفقيد في السودان وأميركا والعالم .
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
لندن ١٦ يوليو ٢٠٢٤
modalmakki@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة  : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.

وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».

فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.

دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.

الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد :  »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».

وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.

الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ  :   »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».

ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.

ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.

قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.

علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.

مقالات مشابهة

  • مشتركة فوق -الفرق بين السودان والشتات!
  • وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
  • أبو العينين يقدم واجب العزاء في وفاة والدة المستشار أحمد مناع
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • حمد إبراهيم يعلن تشكيل الإسماعيلي لمواجهة بيراميدز في الدوري
  • 7 فئات يظلهم الله يوم القيامة.. ومنهم فئة لن تخطر ببالك
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • أيامُ الناس في مِكناس (02) جسر الوجدان بين المغرب والسودان