سرايا - لا تُخفي دولة الاحتلال أنّ قوّة (حزب الله) العسكريّة تفوق قوّة حركة (حماس) بعشرات الأضعاف، وإذا أوحلت إسرائيل للشهر العاشر على التوالي في قطاع غزّة، فهل تخشى مُواجهة (حزب الله) في الشمال، الذي لم ينفّك يومًا منذ السابع من أكتوبر الماضي عن قصف شمال الكيان وهجّر أكثر من مائة ألفٍ من سُكّانه؟

وفي هذا السياق، كشف العديد من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين النقاب عن أنّ حزب الله لم يُخرِج حتى اللحظة إلى العلن قدراته البحريّة، لافتين في الوقت عينه إلى أنّ “التنظيم الإرهابيّ” سيُفاجئ الجيش الإسرائيليّ تحديدًا من هذا المجال، إذْ أنّ القوّة البحريّة تضُمّ مئات المُقاتلين.



وأوضح المسؤولون، كما نقلت عنهم صحيفة (كالكاليست) العبريّة أنّ حزب الله يمتلك مئات الصواريخ ضدّ السفن، بما في ذلك صواريخ من طراز سي.802، والذي يصل مداه إلى 120 كيلومترًا، ويحمل متفجرّاتٍ بزنة 165 كيلوغرامًا، وبالإضافة إلى ذلك فإنّه بحوزة الحزب صواريخ من طراز (ياخونت)، والتي يصل مداها إلى 300 كم وباستطاعتها حمل متفجرّاتٍ بزنة 300 كغم.

علاوةً على ذلك، أكّدت المصادر عينها أنّ حزب الله يملك ويُفعِّل قوات كوماندوز بحريّة، تضُمّ سفنًا صغيرةً وسريعةً وتعمل أساسًا على جميع المعلومات عن المناطق الحساسة والإستراتيجيّة داخل العمق الإسرائيليّ، وفق ما أكّده أيضًا مركز (علما) في تل أبيب.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها على أنّ حزب الله يملك غواصّاتٍ صغيرةٍ من طراز (غدير)، والتي يصل طولها إلى 29 مترًا وبمقدورها حمل 10 حتى 18 مقاتلاً مختّصًا في المجال البحريّ.

بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، فإنّ الحزب يملك غوّاصاتٍ دون غوّاصين، مثل الطائرات دون طيّارٍ، وبواسطة هذا السلاح، تابعت المصادر في تل أبيب، أصبح الحزب قادرًا على تهديد حقل الغاز في (كريش) المتاخم للحدود الاقتصاديّة مع لبنان، كما أنّها تُشكِّل تهديدًا على قطع الأسلحة التابعة لسلاح البحريّة الإسرائيليّة، وضرب الكوابل المنصوبة في أعماق البحر، ومنها الكابل الواصل بين مدينتيْ نهاريا وحيفا، على حدّ قولها.

ولفتت المصادر عينها إلى أنّ هناك تهديدًا إضافيًا يُمكِن أنْ يُستشّف من عمليات جماعة (أنصار الله) في اليمن، وهو القطعة البحريّة دون قائدٍ إنسانيٍّ، حيثُ تمكن مقاتلو الحركة من ضرب عدّة سفنٍ تابعةٍ لدولٍ غربيّةٍ حاولت المرور من باب المندب وفي البحر الأحمر، مُوضحةً أنّ الحديث يجري عن قطعةٍ بسيطة نسبيًا للإنتاج والتفعيل، إذْ أنّه من الممكن تحويل سفينة صيدٍ عاديّةٍ، وتحميل مئات الكيلوغرامات من المتفجرّات عليها، وإرسالها صوب الهدف الذي تُقرره القيادة.

وأشارت المصادر إلى أنّه بسبب العلاقات المُميّزة بين إيران وأنصار الله في اليمن وحزب الله في لبنان، فإنّه من الوارد جدًا أنْ يكون بحوزة حزب الله قطع الأسلحة والغواصّات التي يستخدمها أنصار الله في حربهم ضدّ السفن الغربيّة، على حدّ قول المصادر.

والأخطر ممّا ذُكِر أعلاه، أكّدت الصحيفة العبريّة أنّه فقط عن طريق اجتياح جنوب لبنان يُمكِن الكشف عن قوّة حزب الله الحقيقيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ كمية الأنفاق التي تُثير القلق العارم في دولة الاحتلال، إذْ أنّه، مضت الصحيفة العبريّة، بحسب تقريرٍ نشرته صحيفة (ليبراسبيون) الفرنسيّة، فإنّ كوريا الشماليّة ساعدت حزب الله منذ أوائل الثمانينات من القرن الماضي ببناء منظومة دفاع تحت الأرض يصل طولها إلى مئات الكيلومترات، والتي تصِل من بيروت إلى البقاع وحتى سوريّة، كما أكّدت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها.

وشدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّ تقرير نظيرتها الفرنسيّة (ليبراسيون) اعتمد على مركز (علما) الإسرائيليّ الذي قدّر أنّ شبكة دفاع حزب الله تشمل عشرات المراكز العملياتيّة، والتي تقوم بإدارة شلكة الأنفاق المحليّة وأيضًا الواصلة بين المناطق، مُضيفةً أنّ عمق النفق يصل إلى ما بين 40 حتى 80 مترًا في أرضٍ صخريّةٍ، وأنّ جميعها مزوّدة بصواريخ إيرانيّةٍ من طراز (فاتح 110) قصيرة المدى، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستيّة.

أمّا المنظومة الجويّة الهجوميّة للحزب فإنّها تعتمد على صواريخ ومقذوفات ومُسيّرات، وكلّ ذلك بدعمٍ إيرانيٍّ، وأوضحت المصادر أنّه حتى اللحظة بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على الحرب لم يستخدِم حزب الله قدراه في مجال الطائرات دون طيّارٍ، إذْ أنّه يملك مُسيّراتٍ تحمل الواحدة منها 400 كيلوغرام متفجّرات، وبحسب آخر تقرير لوكالة المخابرات المركزيّة الأمريكيّة فإنّ حزب الله يملك أكثر من 150 ألف صاروخٍ ومقذوفةٍ.

أمّا فيما يتعلّق بمُسيّرات حزب الله، فقالت المصادر الإسرائيليّة إنّها تستغّل الطوبوغرافيّة في الشمال، وتعبر الحدود قريبًا من الأرض، وترتفع بالقرب من الجبال وتنزل إلى الوديان، الأمر الذي يُصعِّب على جيش الاحتلال رصدها، علمًا أنّ سرعة المسيرّة تصِل إلى 200 كم بالساعة.

وفي الختام أوضحت المصادر في تل أبيب أنّ حزب الله يملك معلوماتٍ استخباراتيّةٍ إستراتيجيّةٍ حساسّةٍ ومهمّةٍ، لافتةً إلى أنّه تمكّن من إصابة مصنعيْن عسكريين متطوريْن جدًا في كلٍّ من مدينة كرميئيل وعكّا، كما أنّ الحزب في فيديو (الهدهد رقم واحد) عرض صورًا لأماكن حساسّةٍ جدًا في منطقة حيفا، على حدّ تعبيرها.

ومن نوافل القول إنّ الكيان يؤمن بأنّ المواجهة مع (حزب الله) ستؤدّي لاندلاع حربٍ إقليميّةٍ طاحنةٍ على جميع الجبهات، في الوقت الذي يُقّر به قادته بأنّ الجيش مُستنزف وينقصه العتاد العسكريّ.

 

إقرأ ايضاَ‏منافسة ترمب السابقة نيكي هيلي بالمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري: "دونالد ترمب يحظى بتأييدي المطلق"لافروف: نشر صواريخ أميركية في ألمانيا بمثابة إذلال لبرلينمشاهد مؤلمة .. غزة تباد من شمالها لجنوبها - فيديو

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: ت الصحیفة العبری ة حزب الله یملک البحری ة من طراز إلى أن ه یملک

إقرأ أيضاً:

الضربة الاستباقية ضد حزب الله.. رسالة إسرائيلية لإيران

ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن الضربة الاستباقية التي نفذتها إسرائيل ضد "حزب الله" هي رسالة إلى إيران، وخطوة مهمة في تشكيل المفهوم الأمني الإسرائيلي المُحدث.

وقالت "يسرائيل هيوم" تحت عنوان "الضربة الاستباقية ضد حزب الله إشارة إلى إيران"، أن الهجمات واسعة النطاق التي نفذتها إسرائيل في وقت مبكر من صباح اليوم، أدت إلى تخفيف تأثير العملية الانتقامية التي خطط لها حزب الله للانتقام من مقتل القيادي فؤاد شكر، موضحة أن إسرائيل دمرت جميع منصات الإطلاق الذي كان حزب الله ينوي شن هجومه المفاجئ على إسرائيل منها، والذي توعد  به  الأمين العام حسن نصر الله، في خطابه يوم 31 يوليو (تموز) الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر في ضربة استباقية منصات الإطلاق.

رواية إسرائيلية.. تفاصيل الهجوم الاستباقي على "حزب اللهhttps://t.co/tHQLcPfggX pic.twitter.com/udS92sh1Pl

— 24.ae (@20fourMedia) August 25, 2024
مناقشات حزب الله وإيران

وقالت إن هناك مناقشات تدور بين إيران وحزب الله منذ اغتيال شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حول كيفية الرد على إسرائيل، ولكن حزب الله لم يعد ينتظر إيران، وكان ينوي تنفيذ عملية انتقامية بشكل مستقل.
وتناولت الصحيفة بيان حزب الله الذي هدد المدنيين في إسرائيل بطريقة العين بالعين، من خلال الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، وذلك بحال تسبب الجيش الإسرائيلي في إلحاق أضرار بالمدنيين في لبنان، كما ألمح مجدداً إلى أنه غير مهتم بتوسيع الحرب ضد إسرائيل إلى حرب شاملة.


قيود الداخل اللبناني

وفقاً للصحيفة، فإن أحد القيود المهمة في هذا السياق، هو الرأي العام في لبنان الذي يعارض توسيع الحرب، مشيرة إلى أنه يمكن رؤية ذلك في استطلاع رأي نُشر مؤخراً في وسائل الإعلام اللبنانية حول هذا الموضوع، وفي الوقت نفسه، نقلت عن المُحلل السياسي روعيه كياس، أن حسن نصرالله يواجه صعوبة في التعافي من الأضرار الجسيمة التي لحقت بتنظيمه بعد اغتيال شكر، ويواجه صعوبة في تسمية بديل له.

"فاتح 110".. لماذا تخشى إسرائيل صاروخ حزب الله؟https://t.co/cITZ3u4tM9 pic.twitter.com/ohizVENIOw

— 24.ae (@20fourMedia) August 23, 2024
مفهوم أمني جديد

وأشارت إلى أن الضربة الاستباقية الإسرائيلية، تشكل خطوة مهمة في تشكيل المفهوم الأمني الإسرائيلي المُحدث، وتوضح أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة نية إيران ووكلائها للتقدم بخطوة مهمة ضدها، مستطردة: "لكن في ضوء تركيز الحكومة على غزة وإطلاق سراح الرهائن، فإن إسرائيل ليست حرة في التحرك على نطاق واسع لإزالة تهديد حزب الله، الأمر الذي يتطلب حملة برية في لبنان".


إشارة لإيران

واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة: "مع ذلك، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يجد الصيغة التي سيسعى من خلالها إلى إخراج حزب الله من المعادلة، وكبح جماح نصر الله وخلية كبار القادة ذوي الخبرة، ويبدو أن الإيرانيين في طهران يراقبون الأنشطة الإسرائيلية ويفهمون التلميحات".

مقالات مشابهة

  • المخفي أعظم! لماذا لا ينفي الكيان إصابة مقّر الموساد والاستخبارات العسكريّة في (غليلوت) بصواريخ حزب الله؟
  • مستوطنون في الشمال يشتكون من تهميشهم لصالح تل أبيب
  • خبير دولي: حزب الله وإسرائيل لا يريدان حربا شاملة.. والاغتيال سياسة الاحتلال
  • صحيفة بريطانية: أسباب مهمة تدفع إسرائيل وحزب الله لتجنب الحرب الشاملة
  • تفاعل واسع مع هجمات حزب الله والاحتلال الإسرائيلي.. هل تتحّول لحرب شاملة؟
  • الضربة الاستباقية ضد حزب الله.. رسالة إسرائيلية لإيران
  • باحث سياسي: إسرائيل لن تشن حربا شاملة على لبنان دون موافقة أمريكا
  • هل تنزلق المواجهة بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة؟
  • مؤشرات من إسرائيل تكشف.. هل ستبدأ الحرب الشاملة؟
  • إسرائيليون يلجأون لبناء غرف محصنة خشية تصعيد واسع النطاق