سودانايل:
2024-12-22@19:35:10 GMT

السودان الذي نسعى لاسترداده

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

كلام الناس
نورالدين مدني
نشأتي في أسرة صوفية عصمتني من الوقوع في شباك الغلو والتطرف وجعلتني بحمد الله وتوفيقه متصالحاً مع نفسي ومع الاخرين منذ صباي الباكر في مدينة عطبره.
كانت عطبره في ذلك الوقت تجسد روح التسامح والتعايش بين مكونات نسيجها المجتمعي التعدد الثقافات والأعراق كما كان السودان التليد حينها وكانت لي علاقات طيبة مع عدد من أسر الأقباط السودانيين.


أثرت روح التسامح الصوفي بصورة إيجابية في تشكيل شخصيتي وتوجهاتي السياسية والفكرية منذ أن بدأت التعاطف مع أطروحات الحزب الوطني الإتحادي وشاركت في ليلة انتخابية لمرشح الحزب في ذلك الوقت إبراهيم المحلاوي لكنني لم انتم لتنظيم الحزب.
بعدها فشلت محاولة لاستقطابي للانضمام لتنظيم الأخوان المسلمين الذي كان ناشطاً في تنظيم خلاياه في المساجد، وظللت محتفظاً باستقلالي الفكري رغم تعاطفي من على البعد مع أطروحات الحزب الوطني الإتحادي.
عندما انتشرت التيارات الاشتراكية والعروبية بعد 23 يوليو 1952م المصرية وسطوع نجم الزعيم جمال عبدالناصر تعاطفت مع الطرح الناصري لكنني لم أنضم لأي حزب حتى بعد قيام الحزب الناصري في السودان وكذلك تعاطفت من على البعد مع الجبهة الديمقراطية لكنني لم أنتم للحزب الشيوعي السوداني.
هكذا ظللت عصياً على التحزب والتعصب حتى عندما تعمقت علاقتي بحزب الأمة القومي إبان زعامة الإمام الصادق المهدي عليه رحمة الله ورضوانه له وبالأمين العام لهيئة سؤون الأنصار الشيخ عبدالمحمود أبو لم انتم لحزب الأمة ولا كيان الانصار.
ذكرت لكم من قبل كيف أنني رفضت العمل مع الحركة الاسلامية السياسية التي كانت تحكم السودان تحت مظلة نظام الانقاذ وكيف انتصر الصحفي على السياسي حتى انتقلت للعيش في دولة أستراليا.
قصدت بهذا السرد المختصر لجانب من سيرتي الذاتية التأكيد على حيادي الإيجابي تجاه الأحزاب مع كامل احترامي للحراك الحزبي السياسي بعيداً عن الغلو والتطرف، ووجدت في أستراليا النموذج الديمقراطي الذي ظللنا نسعي لتحقيقه في السودان، ومازلنا نسعى لوقف الحرب واسترداد الحكم المدني الديمقراطي وتحقيق السلام الشامل وبسط العدالة والعدالة الانتقالية وتأمين الحياة الحرة الكريمة لكل المواطنين رغم كل الانقلابات العسكرية التي عطلت مسار الحراك السياسي الديمقراطي ورغم المحاولات البائسة القائمة عبر تأجيج الحرب العبثية للعودة من جديد للتسلط الأحادي المرفوض.

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

معارك عنيفة وطاحنة بين قوات سوريا الديمقراطي والقوات المدعومة من تركيا

بغداد اليوم -  

مصدر كردي سوري: معارك عنيفة وطاحنة تدور بين قوات سوريا الديمقراطي والقوات المحسوبة والمدعومة من تركيا بالقرب من سد تشرين ومازالت المعارك مستمرة ولحد الآن تم قتل ٣٥ عنصرا من داعش وتدمير العديد من الآليات والمدرعات التابعة لتلك الجماعات

مقالات مشابهة

  • المصري الديمقراطي يحصل على العضوية الكاملة في الاشتراكية الدولية
  • في اشارة إلى الحزب الديمقراطي.. الجعيدي: “المتأسلمون” أشد ضرراً من العلمانيين في المشهد السياسي
  • رسالة ماجستير تناقش تدعيم البعد البيئي بشركات البترول
  • هل صارت الخدمات من أدوات الصراع السياسي في السودان؟
  • معارك عنيفة وطاحنة بين قوات سوريا الديمقراطي والقوات المدعومة من تركيا
  • الجيل الديمقراطي: المشروعات القومية في مصر حققت طفرة غير مسبوقة
  •  المالكي: نسعى للتتويج بـ “خليجي 26”
  • اليوم نرفع راية استقلالنا (1)
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
  • الحكومة الأمريكية تقترب من الإغلاق بعد رفض الجمهوريون مشروع قانون الإنفاق الذي يدعمه ترامب