وول ستريت جورنال: إسرائيل تستخدم وحدات سرية متنكرة للقيام بمهام في قطاع غزة
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن إسرائيل استخدمت قوات سرية متنكرة كفلسطينين في مهمة تحرير المحتجزين التي نُفذت في النصيرات وسط قطاع غزة الشهر الماضي، لتظهر هذه القوات كلاعب جديد في ساحة المعركة في القطاع.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم الأربعاء، إن الكوماندوز الإسرائيليين الذين أنقذوا أربعة محتجزين في غزة قادوا شاحنتين بيضاوين متهالكتين واحدة تعرض إعلانًا للصابون، والأخرى تحمل فراشًا وأثاثًا على السطح، مشيرة إلى أن الفريق كان مسلحا، لكن سلاحهم الرئيسي كان التنكر، حيث اندمجوا في معقل «حماس» حتى بدأت البنادق في إطلاق النار.
وأضافت أن مهمة التحرير التي جرت في أوائل يونيو الماضي، أصبحت المثال الأبرز لوحدات إسرائيل السرية الشهيرة في ساحة المعركة في قطاع غزة، وهي مغامرة خطيرة في منطقة كانت قواتها السرية تجدها تقريبًا غير قابلة للاختراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن التخفي هو مهارة قامت الخدمات الأمنية الإسرائيلية بصقلها لعقود في الضفة الغربية، حيث يُعرف العملاء باسم «مستعربين» وهو لقب عبري مستعار من مصطلح عربي للأشخاص المتشبعين بالثقافة العربية.
لكن الآن وفقا للصحيفة، يُضيف وجود الوحدة السرية في غزة عنصرًا جديدًا متفجرًا إلى منطقة الحرب، حيث يمكن أن تكون العواقب وخيمة في حالة كشف الغطاء، وأحيانًا يعتبر التنكر بالملابس المدنية جريمة حرب.
ونقلت الصحيفة عن آفي إيساخاروف عضو سابق في وحدة سرية عسكرية قوله إن عملية تحرير المحتجزين في النصيرات كانت غير مسبوقة خاصة أن معظم العمليات تتم في الضفة الغربية، حيث تسيطر إسرائيل أمنيًا منذ فترة طويلة. وأضاف: الجديد هو أنهم يقومون بعمليات سرية خلال الحرب داخل غزة، هذا هو الأمر الجنوني.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية النصيرات اعتمدت بوسط غزة على أسابيع من جمع المعلومات الاستخباراتية حيث تدرب كوماندوز على نسخ متماثلة للمباني التي تأوي المحتجزين، وكان التنكر حيوي للعملية التي جرت في وضح النهار بحسب المسؤولين العسكريين الإسرائيليين.
ونقلت عن تومر تزبان، عضو في وحدة عسكرية سرية صغيرة عملت في قطاع غزة في فترة التسعينيات قوله، إن العملاء السريين ربما كانوا في المخيم لأسابيع قبل عملية التحرير وكانوا حاضرين عند بدء العملية للتعامل مع حراس حماس".
ولفتت الصحيفة إلى أنه في حقبة تزبان، كان الأمر في غزة صعبًا حتى قبل أن تفرض إسرائيل حصارًا في 2006، فلم يكن هناك العديد من الزوار، لذا لم يكن هناك العديد من التنكرات المتاحة غير مثلا عمال البناء لكن السياح لا يمكنهم ذلك.
وأضاف تزبان أنه اليوم، غزة مختلفة كثيرًا حيث أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 38 ألف شخص، وفقًا للسلطات الصحية في القطاع، كما أن العمليات العسكرية الإسرائيلية دمرت أجزاء كبيرة من القطاع ونزح معظم سكانه البالغ عددهم مليوني شخص، ما يجعل الأمر أسهل للعملاء السريين، مؤكدًا: الآن، هناك فوضى كبيرة".
وكشفت الصحيفة أنه في فبراير الماضي، حررت القوات السرية محتجزتين في مدينة رفح أقصى جنوب غزة كما في عملية النصيرات، تسللت القوات إلى عمق أراضي حماس دون أن تُكتشف.
ولفتت إلى أنه مع زيادة سيطرة إسرائيل على غزة، من المتوقع أن تصبح أكثر شبهاً بالضفة الغربية، مع غارات إسرائيلية متكررة لاعتقال أو قتل أفراد حماس، هذا يعني أن العمليات السرية من المرجح أن تستمر داخل القطاع في المستقبل المنظور.
ونقلت عن شخص مطلع على استراتيجية العمليات الخاصة الإسرائيلية قوله: إذا كنت تريد العثور على محتجزين أو البحث عن قادة كبار في حماس، يجب أن يكون لديك أشخاص على الأرض، ولا يمكنهم التجول وهم يحملون علم إسرائيل.
وفقا للصحيفة، أصبحت العمليات السرية جزءًا أساسيًا من الترتيبات الأمنية الإسرائيلية قبل حوالي 24 عامًا، خلال الانتفاضة الفلسطينية المعروفة بالانتفاضة الثانية، عندما ظهرت شبكات كبيرة من المقاتلين الفلسطينيين.
وأوضح عملاء سابقون أن الوحدات السرية تقوم بتجنيد أشخاص من جميع أنحاء إسرائيل حيث يندمجون كسياح، أو رجال الدين، أو أطباء خاصة أن أكثر من 20% من سكان إسرائيل هم من الناطقين الأصليين بالعربية بينما يركز معظم المستعربين على جمع المعلومات الاستخبارية.
من جانبهم، رفض المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي والشرطة وجهاز الأمن الداخلي، المعروف باسم «الشاباك»، الإجابة على الأسئلة المتعلقة بمسألة الخداع وعملياتهم السرية بما في ذلك استخدام التنكر.
اقرأ أيضاًشهداء وجرحى في قصف الاحتلال الإسرائيلي لعدة مناطق بقطاع غزة
قصف إسرائيلي يستهدف منزلا جنوب مخيم النصيرات بغزة
49 شهيدا و 69 مصابا.. جيش الاحتلال يرتكب مجزرتين في غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الشعب الفلسطيني القضية الفلسطينية النصيرات غزة قطاع غزة قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توقف المساعدات إلى غزة وحماس ترفض مقترح ويتكوف لهدنة في رمضان
أغلقت إسرائيل، الأحد، جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة وقررت وقف دخول الإمدادات والمساعدات الإنسانية، في خطوة قالت إنها جاءت ردًا على رفض حركة حماس لمقترح أميركي جديد لتمديد الهدنة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحكومة أمرت الجيش بتنفيذ القرار فورًا، بينما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من "عواقب إضافية" إذا استمرت حماس في رفضها للمقترح، مؤكدًا أن إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق نار دون إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة.
وكانت إسرائيل قد وافقت على خطة اقترحها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، تنص على وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، من 12 إلى 20 أبريل. وبموجب المقترح، يتم إطلاق سراح نصف الرهائن الإسرائيليين في اليوم الأول، على أن يتم الإفراج عن البقية عند التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.
ورفضت حماس الخطة، معتبرة أنها محاولة إسرائيلية للتهرب من تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق السابق، والتي تتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، ووقف الحرب بشكل دائم، والبدء بإعادة الإعمار في القطاع المدمّر.
من جانبه، قال محمود مرداوي، القيادي في الحركة، إن الحل الوحيد لاستقرار المنطقة هو الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقًا.
وبحسب تقديرات تل أبيب، فإن هناك 62 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينهم أحياء وأموات، بينما لم تعلن الفصائل الفلسطينية العدد الفعلي لديها. وخلال المرحلة الأولى من الهدنة، التي بدأت في 19 يناير الماضي واستمرت 42 يومًا، أُطلق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم 8 متوفين، مقابل إفراج الدول العبرية عن نحو 1700 أسير فلسطيني.
وكان من المفترض أن تشمل المرحلة الثانية استكمال تبادل الأسرى مقابل انسحاب إسرائيلي كامل، لكن المفاوضات تعثرت بسبب الخلاف حول آلية التنفيذ، حيث تؤكد حماس استعدادها لإطلاق جميع الأسرى لديها دفعة واحدة بمجرد بدء الانسحاب، بينما ترفض إسرائيل ذلك.
يظل مستقبل غزة غير واضح في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية، بينما تقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بأكثر من 53 مليار دولار. ويرتبط تنفيذ هذه المرحلة باتفاق سياسي أوسع، في ظل غياب التزام إسرائيلي واضح بشأن إعادة بناء القطاع.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الولايات المتحدة أو قطر أو مصر، وهي الدول الوسيطة التي ترعى المفاوضات، كما لم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل ستتخذ خطوات تصعيدية إضافية في الأيام المقبلة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تحقيق لـ"الغارديان" يوثق لحظات مقتل الطفل أيمن الهيموني برصاص إسرائيلي في الخليل تقرير هجوم 7 أكتوبر: فشل دفاعي إسرائيلي ومعلومات صادمة عن خطط حماس طويلة الأمد محور فيلادلفيا إلى الواجهة مجددا.. هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟ قطاع غزةحركة حماسإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني المساعدات الإنسانية ـ إغاثةبنيامين نتنياهو