كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن إسرائيل استخدمت قوات سرية متنكرة كفلسطينين في مهمة تحرير المحتجزين التي نُفذت في النصيرات وسط قطاع غزة الشهر الماضي، لتظهر هذه القوات كلاعب جديد في ساحة المعركة في القطاع.

وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم الأربعاء، إن الكوماندوز الإسرائيليين الذين أنقذوا أربعة محتجزين في غزة قادوا شاحنتين بيضاوين متهالكتين واحدة تعرض إعلانًا للصابون، والأخرى تحمل فراشًا وأثاثًا على السطح، مشيرة إلى أن الفريق كان مسلحا، لكن سلاحهم الرئيسي كان التنكر، حيث اندمجوا في معقل «حماس» حتى بدأت البنادق في إطلاق النار.

وأضافت أن مهمة التحرير التي جرت في أوائل يونيو الماضي، أصبحت المثال الأبرز لوحدات إسرائيل السرية الشهيرة في ساحة المعركة في قطاع غزة، وهي مغامرة خطيرة في منطقة كانت قواتها السرية تجدها تقريبًا غير قابلة للاختراق.

وأشارت الصحيفة إلى أن التخفي هو مهارة قامت الخدمات الأمنية الإسرائيلية بصقلها لعقود في الضفة الغربية، حيث يُعرف العملاء باسم «مستعربين» وهو لقب عبري مستعار من مصطلح عربي للأشخاص المتشبعين بالثقافة العربية.

لكن الآن وفقا للصحيفة، يُضيف وجود الوحدة السرية في غزة عنصرًا جديدًا متفجرًا إلى منطقة الحرب، حيث يمكن أن تكون العواقب وخيمة في حالة كشف الغطاء، وأحيانًا يعتبر التنكر بالملابس المدنية جريمة حرب.

ونقلت الصحيفة عن آفي إيساخاروف عضو سابق في وحدة سرية عسكرية قوله إن عملية تحرير المحتجزين في النصيرات كانت غير مسبوقة خاصة أن معظم العمليات تتم في الضفة الغربية، حيث تسيطر إسرائيل أمنيًا منذ فترة طويلة. وأضاف: الجديد هو أنهم يقومون بعمليات سرية خلال الحرب داخل غزة، هذا هو الأمر الجنوني.

وأشارت الصحيفة إلى أن عملية النصيرات اعتمدت بوسط غزة على أسابيع من جمع المعلومات الاستخباراتية حيث تدرب كوماندوز على نسخ متماثلة للمباني التي تأوي المحتجزين، وكان التنكر حيوي للعملية التي جرت في وضح النهار بحسب المسؤولين العسكريين الإسرائيليين.

ونقلت عن تومر تزبان، عضو في وحدة عسكرية سرية صغيرة عملت في قطاع غزة في فترة التسعينيات قوله، إن العملاء السريين ربما كانوا في المخيم لأسابيع قبل عملية التحرير وكانوا حاضرين عند بدء العملية للتعامل مع حراس حماس".

ولفتت الصحيفة إلى أنه في حقبة تزبان، كان الأمر في غزة صعبًا حتى قبل أن تفرض إسرائيل حصارًا في 2006، فلم يكن هناك العديد من الزوار، لذا لم يكن هناك العديد من التنكرات المتاحة غير مثلا عمال البناء لكن السياح لا يمكنهم ذلك.

وأضاف تزبان أنه اليوم، غزة مختلفة كثيرًا حيث أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 38 ألف شخص، وفقًا للسلطات الصحية في القطاع، كما أن العمليات العسكرية الإسرائيلية دمرت أجزاء كبيرة من القطاع ونزح معظم سكانه البالغ عددهم مليوني شخص، ما يجعل الأمر أسهل للعملاء السريين، مؤكدًا: الآن، هناك فوضى كبيرة".

وكشفت الصحيفة أنه في فبراير الماضي، حررت القوات السرية محتجزتين في مدينة رفح أقصى جنوب غزة كما في عملية النصيرات، تسللت القوات إلى عمق أراضي حماس دون أن تُكتشف.

ولفتت إلى أنه مع زيادة سيطرة إسرائيل على غزة، من المتوقع أن تصبح أكثر شبهاً بالضفة الغربية، مع غارات إسرائيلية متكررة لاعتقال أو قتل أفراد حماس، هذا يعني أن العمليات السرية من المرجح أن تستمر داخل القطاع في المستقبل المنظور.

ونقلت عن شخص مطلع على استراتيجية العمليات الخاصة الإسرائيلية قوله: إذا كنت تريد العثور على محتجزين أو البحث عن قادة كبار في حماس، يجب أن يكون لديك أشخاص على الأرض، ولا يمكنهم التجول وهم يحملون علم إسرائيل.

وفقا للصحيفة، أصبحت العمليات السرية جزءًا أساسيًا من الترتيبات الأمنية الإسرائيلية قبل حوالي 24 عامًا، خلال الانتفاضة الفلسطينية المعروفة بالانتفاضة الثانية، عندما ظهرت شبكات كبيرة من المقاتلين الفلسطينيين.

وأوضح عملاء سابقون أن الوحدات السرية تقوم بتجنيد أشخاص من جميع أنحاء إسرائيل حيث يندمجون كسياح، أو رجال الدين، أو أطباء خاصة أن أكثر من 20% من سكان إسرائيل هم من الناطقين الأصليين بالعربية بينما يركز معظم المستعربين على جمع المعلومات الاستخبارية.

من جانبهم، رفض المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي والشرطة وجهاز الأمن الداخلي، المعروف باسم «الشاباك»، الإجابة على الأسئلة المتعلقة بمسألة الخداع وعملياتهم السرية بما في ذلك استخدام التنكر.

اقرأ أيضاًشهداء وجرحى في قصف الاحتلال الإسرائيلي لعدة مناطق بقطاع غزة

قصف إسرائيلي يستهدف منزلا جنوب مخيم النصيرات بغزة

49 شهيدا و 69 مصابا.. جيش الاحتلال يرتكب مجزرتين في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل الشعب الفلسطيني القضية الفلسطينية النصيرات غزة قطاع غزة قطاع غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

وسائل إعلام فلسطينية: 3 شهــداء وعدد من الجرحى جراء قصف طيران العدو الإسرائيلي منزلاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

2024-11-23mousaسابق وزارة الصحة اللبنانية: 24 شهيداً و45 جريحاً في حصيلة غير نهائية لغارات طيران العدو الإسرائيلي على بلدات شمسطار وبوداي وفلاوي والفكهاني وبريتال وحورتعلا وراس العين في محافظة بعلبك الهرمل انظر ايضاًوزارة الصحة اللبنانية: 24 شهيداً و45 جريحاً في حصيلة غير نهائية لغارات طيران العدو الإسرائيلي على بلدات شمسطار وبوداي وفلاوي والفكهاني وبريتال وحورتعلا وراس العين في محافظة بعلبك الهرمل

آخر الأخبار 2024-11-23مظاهرات في عواصم ومدن عالمية تنديداً بالعدوان على قطاع غزة ولبنان 2024-11-23روسيا: صاروخ أوريشنيك الجديد قادر على ضرب أهداف في جميع أنحاء أوروبا 2024-11-23غداً… انخفاض ملموس على درجات الحرارة في أغلب المناطق 2024-11-23صباغ يهنئ عطاف بتجديد الثقة له وزيراً للخارجية الجزائرية 2024-11-23الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد المجلس الدولي للاتصالات قراراً حول حماية الصحفيين الفلسطينيين 2024-11-23طهران.. قرار مجلس حكام وكالة الطاقة الذرية ضد ايران يفتقر لأي مبرر 2024-11-23القوات العراقية تحبط مخططاً إرهابياً خطيراً في كركوك شمال البلاد 2024-11-23حركة حماس: مجازر الاحتلال في غزة استخفاف مهين بالإنسانية والأعراف والقوانين الدولية 2024-11-23القوات الروسية تقضي على أكثر من 360 عسكرياً أوكرانياً في كورسك 2024-11-23الجيش الروسي يدمر 59 مسيرة أوكرانية ومقاتلة “ميغ 29”

مراسيم وقوانين مرسومان بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرة دمشق وآخر في دائرة مناطق حلب 2024-11-20 الرئيس الأسد يصدر ثلاثة قوانين تسهم في تطوير آليات العمل بالقطاع السياحي 2024-11-14 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضية في النياية العامة التمييزية 2024-11-02الأحداث على حقيقتها القوات الروسية تقيم 9 نقاط مراقبة بريفي القنيطرة ودرعا قرب “منطقة فصل القوات” 2024-11-18 الجيش يدمر 15 طائرة مسيرة للإرهابيين في أرياف حلب واللاذقية وإدلب 2024-11-18صور من سورية منوعات مركبة الشحن الفضائية الصينية “تيانتشو-8″تلتحم مع محطة الفضاء الصينية تيانقونغ 2024-11-16 انبعاثات الكربون العالمية تصل إلى مستوى قياسي خلال العام الجاري 2024-11-13فرص عمل الخارجية تعلن عن برنامج تدريب المقبولين للتقدم إلى المرحلة الثالثة من مسابقتها 2024-11-06 التعليم العالي تسمح للجامعات الخاصة فتح التسجيل المباشر لملء الشواغر في كلياتها 2024-11-04الصحافة متوالية الأحداث الصعبة… بقلم: منهل إبراهيم 2024-11-22 استكمال المــهــمــة!!! بقلم: أ. د.بثينة شعبان 2024-11-18حدث في مثل هذا اليوم 2024-11-2323 تشرين الثاني 1989- هدم جدار برلين بالكامل 2024-11-2222 تشرين الثاني عيد الاستقلال في لبنان 2024-11-2121 تشرين الثاني-اليوم العالمي للتلفاز 2024-11-2020 تشرين الثاني- اليوم العالمي للطفل 2024-11-1919 تشرين الثاني 1954 – بدء بث «تلفزيون مونتي كارلو» وهي أقدم قناة تلفزيونية خاصة في أوروبا 2024-11-1717 تشرين الثاني 1969 -مفاوضات بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة للحد من عدد الأسلحة الإستراتيجية على كلا الجانبين
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل انتصارا لإدارة بايدن
  • إسرائيل تقتل قياديا في حماس.. و4 أشخاص في رفح
  • حماس: الوضع الإنساني في غزة يتفاقم مع فظاعة ما تفعله إسرائيل
  • «خيار مطمئن للأسواق المالية».. وول ستريت جورنال تعلق على اختيار ترامب لبيسنت وزيرًا للخزانة
  • مظاهرة في إسرائيل تطالب باتفاق لإطلاق المحتجزين لدى حماس
  • الاحتلال يقصف مسجدا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة
  • سقوط 6 شهداء جراء قصف الاحتلال مخيم النصيرات مساء اليوم
  • وسائل إعلام فلسطينية: 3 شهــداء وعدد من الجرحى جراء قصف طيران العدو الإسرائيلي منزلاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • 36 عضواً في الكونغرس يطالبون بجلسة إحاطة سرية حول علاقة تركيا بحماس