الجزيرة:
2024-08-27@15:03:16 GMT

شاهد.. سودانيون يتشبثون بالدراسة في وجه النزوح

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

شاهد.. سودانيون يتشبثون بالدراسة في وجه النزوح

على الرغم من معاناتهم جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، وموجة النزوح الكبيرة التي تحيط بهم، أبت مجموعة من المعلمين والمعلمات في السودان إلا مقاومة الظروف بالتطوع لاستئناف التعليم، رافضين أن تنال الحرب وتداعياتها من العام الدراسي.

فبجهودهم الذاتية وفي ظل التحديات الأمنية وصعوبة الأوضاع الاقتصادية، جسد هؤلاء في إحدى مدارس منطقة مروي بالولاية الشمالية هذه المبادرة لتكون "بارقة أمل" لكثيرين عبر الدفع بالتعليم نحو الاستمرار وعدم انقطاع الطلبة عن الدراسة جراء واقع البلاد الراهن.

التعليم لمواجهة الحرب

وبقدر ما مثلت هذا المبادرة فرصة للطلبة، فقد نالت إشادة أولياء الأمور، وزادت حرصهم للدفع بأبنائهم للاستفادة من التعليم، كوسيلة اعتبرها معلمون واحدة من أدوات مواجهة الصراع الذي أثر في مختلف مناحي الحياة لدى الناس وضاعف النزوح معاناتهم.

وفي ظل هذ المعادلة صعبة، تقول المعلمة المتطوعة رنا عبد الله، في حديثها للجزيرة، إن هناك العديد من الصعوبات التي واجهتهم مع تدشين العام الدراسي، معتبرة أن الإقبال الكبير على المدرسة من قبل الطلاب النازحين مثل تحديا حقيقيا للمعلمين خاصة مع الطاقة الاستيعابية المحددة للمدرسة.

وأشارت رنا إلى أن شح الموارد التعليمية تسبب بحالة عجز بالغة في توفير احتياجات المدرسة الأساسية، منها الطاولات الدراسية ونقص المناهج، واحتياجات أخرى ضرورية كمياه الشرب والمأكل، ناهيك عن النقص الكبير في أعداد المعلمين الرسميين في ظل تزايد أعداد النازحين.

أما المعلمة إيمان بابكر، فتحدثت عن الفوارق الزمنية لتجربتها في التدريس بمقارنة الوضع العام قبل الحرب المشتعلة في بلادها وبين ما آلت إليه الأمور في الوقت الراهن، وأشارت إلى الصعوبات التي طرأت على المعلمين في ظل الإقبال الكبير على التسجيل في المدرسة من قبل أبناء الأسر النازحة التي عانت كثيرا من ويلات الحرب.

وأضافت إيمان أن التحديات التي تواجه التعليم كبيرة جدا مما مثل صعوبة بالغة التعقيد في التعامل مع الوضع العام في المدرسة، وتطلب معه بذل المزيد من الجهود من قبل المعلمين للتعامل معه، وفرض واجبا أخلاقيا للتعامل بإيجابية مع كل الإشكاليات رغبة في تذليل الصعاب أمام الطلاب وأسرهم النازحة.

إرشاد اجتماعي ونفسي

يعيش كثير من الطلاب في المرحلة الأساسية وما بعدها معاناة الحرب والصراع، وما نتج عن ذلك من تجربة نفسية قاسية، تتفاوت مستوياتها مع ما أفرزته الأحداث من مشاهد وانتهاكات تعرض لها أفراد وعائلات الأسر النازحة، مما تتطلب جهودا موازية إلى جانب التعليم لتخفيف تلك الآثار والمساعدة على تجاوزها.

وهو ما يشير إليه للجزيرة علي المقدم (معلم متطوع) مستعرضا تجربته في التدريس التي مضى عليها 5 عقود، مشيرا إلى أن هذه الحرب أفرزت واقعا جديدا على البيئة المجتمعية.

وقال المقدم إن المدرسة عملت على توسيع طاقتها الاستيعابية كأمر واجب في ظل تزايد أعداد الطلاب المتقدمين للتسجيل، مع مراعاة ظروف الناس في الحرب رغبة في استمرار العملية التعليمية، وكخطوة تشجيعية للأسر النازحة التي أثرت الحرب على مستواها المعيشي فقد تم إعفاء الكثير من الطلاب من رسوم التسجيل والدراسة، والتي تعتبر رمزية ولا تسد الحد الأدنى من احتياجات المعلمين والمدرسة.

كما تؤكد المعلمة إيمان أن التدريس في ظل الحرب مثل تجربة جديدة لها وللكثير من زملائها في التعامل مع الطلاب القادمين من مناطق الصراع، مشيرة إلى أن الكثير من المدرسين يحاولون بدورهم معالجة الأزمات النفسية والمجتمعية للطلاب المتضررين من الحرب.

وتلفت إلى أهمية الدور المجتمعي لمساندة المدرسين في التغلب على مثل هذه الصعوبات والتي تظل ملازمة للكثير من الطلاب، وأهمية دور المجتمع في مساندة المدارس ودعم الطلاب، مشيدة بجهود مجالس الآباء في تذليل تلك الصعاب.

أمنيات العودة

ووسط هذه التحديات، تبرز أمنيات الطلبة نحو مستقبل بلا حروب ووطن معافى وأمنيات بمستقبل تتحقق فيه الطموحات، إذ تحكي الطالبة أفنان نادر، وهي يتيمة الأب، قصة كفاحها وآمالها، بعد أن نزحت بصعوبة بالغة من أم درمان عبر محطات عدة وصولا إلى الولاية الشمالية.

وتضيف أفنان "أتمنى أن أكون طبيبة في المستقبل لأنقذ الناس من الحروب والصراعات الدائرة" وتتمنى كذلك أن تنتهي الحرب الدائرة في وطنها والتي جعلتها تعيش في خوف وتوتر، وأن تعود إلى منزلها الذي لا تزال وعائلتها يجهلون مصيره حتى اليوم.

ويتفق الطالب أحمد عادل مع زميلته أفنان -إلى جانب مجموعة أخرى من الطلاب الذين أجرت الجزيرة مقابلات معهم- على أملهم في إكمال تعليمهم الدراسي حتى المرحلة الجامعية، والتخصص في المجالات الصحية، رغبة منهم في إنقاذ وتقديم يد العون والمساعدة للمصابين والمتضررين من الحرب.

وتأتي هذه المبادرة التعليمية والمجتمعية، مع مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب وامتداد الصراع إلى مناطق واسعة بالبلاد، ودعوات حقوقية وأممية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين للمجاعة والموت، جراء نقص الغذاء وتزايد النزوح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من الطلاب

إقرأ أيضاً:

مع بداية العام الدراسي.. 8 نصائح للمعلمين

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
مع بداية العام الدراسي الجديد يتشكل في نفوس الطلاب مزيج من المشاعر المختلطة بين متعة الصفوف الدراسية والقلق، ولمساعدة الكوادر التعليمية على بدء العام الدراسي براحة تامة، وتحفيز الطلاب، وتخفيف التوتر، وإزالة القلق من نفوسهم، يقدم الدكتور حبيب عبد الله، اختصاصي علم النفس السريري للأطفال في مبادلة للرعاية الصحية بدبي، عدداً من النصائح المفيدة للمعلمين، بدءاً من إقامة علاقات وثيقة لدعم الأطفال من أصحاب الهمم بكفاءة عالية. وتهدف هذه النصائح إلى توفير بيئة تعليمية مثمرة وإيجابية لينعم بها أفراد الأسرة المدرسية. 

أخبار ذات صلة عقارات الإمارات تنتعش بدعم المبادرات الحكومية مكتبة محمد بن راشد تناقش تقنيات الذكاء الاصطناعي

رحلة مثمرة
أكد الدكتور عبد الله على أن إقامة علاقات وثيقة منذ أول يوم دراسي تعتبر أساس نجاح العام بأكمله، مشيراً إلى أن تلك العلاقات لا تقتصر على تذكر أسماء الطلاب فحسب، بل كذلك على معرفة جميع أفراد الكادر المدرسي باختلاف تخصصاتهم من معلمين وكوادر وإدارة. وقال: تُعتبر البساطة مفتاح الرحلة التعليمية المثمرة، لذلك من الأفضل تأجيل الدروس الأكثر تعقيداً وتفصيلاً لوقت آخر من العام، وبدء العام الدراسي بإقامة نشاطات أكثر بساطة. ويمكّن ذلك المعلمين من توجيه كامل اهتمامهم لطلابهم، خصوصاً في الأيام الأولى.
بيئة ممتعة
من النصائح المهمة الأخرى للحفاظ على بيئة تعليمية تعمها الإيجابية، اختيار النشاطات التي يمكن للطلاب القيام بها لوحدهم. وسواءً كان ذلك البحث عن كلمة أو تلوين صفحة، فإن وجود مثل هذه المواد بالمتناول يعتبر أمراً مهماً خصوصاً عند نشوء أي مشكلة أو الحاجة إلى فترة راحة قصيرة. وشدد الدكتور عبد الله على أهمية تأسيس بيئة تعلمية ممتعة، وأضاف: تذكروا أن أسلوب التعليم يجب أن يكون ممتعاً. فتأسيس بيئة تعلمية يعمّها السرور، أمر يشجع على الإبداع والتفاعل ويمكّن الطلاب من إيجاد حلول للتحديات. لذلك فإن الجمع بين التعليم والمتعة يزيل أي قلق أو توتر عن كاهل الطلاب ويساعدهم في استيعاب المعلومات بشكل أكثر كفاءة.
دعم أصحاب الهمم
يتطلب تعليم الأطفال من أصحاب الهمم منهجية خاصة تراعي قدرتهم على استيعاب المعلومات، وتتبنى أسس التعاطف وتعمل وفق استراتيجيات مصممة وفق احتياجاتهم. لذلك نصح الدكتور عبد الله المعلمين بالحفاظ على تنظيم الصفوف المدرسية، إذ ينطوي التنظيم على أهمية كبيرة ليس بالنسبة لهم فحسب، بل كذلك لطلابهم أيضاً. فتبني روتين يومي منتظم والحفاظ عليه يساعد في تخفيف التوتر والحد من العوامل  التي تشتت الانتباه.
ومن المهم معرفة الاحتياجات الفردية والخصائص الفريدة لكل طالب من أصحاب الهمم، ولا بد من تشجيع المعلمين على معرفة شخصية لطلابهم، بدلاً من التعامل معهم بناءً على حالاتهم الصحية. وإن تطوير خطط تعليمية فردية بالتعاون مع أولياء أمور الطلبة يشكل أداة فعالة لتصميم مسار تعليمي مناسب لكل طفل، كما أن تأسيس بيئة داعمة هو أمر أساسي ليتمكن الأطفال من أصحاب الهمم من تحقيق أفضل تحصيل دراسي ممكن. 
تقسيم المهام
وذكر الدكتور حبيب عبد الله أن تقدم الطلاب دراسياً يختلف من طفل لآخر، وقد يكون أكثر صعوبة لدى البعض، لذلك من المهم أن يعمل المعلمون على توفير فرص تعليمية مناسبة لطلابهم، حتى لو كان تحقيقهم للنجاح تدريجياً، إلى جانب إلقاء الضوء على إنجازاتهم والاحتفاء بها لإبقائهم متحفزين للنجاح. ومن المفيد أن يتعاون معلمو الأطفال من أصحاب الهمم مع فريق متنوع من الخبراء، إذ إن بناء علاقات وثيقة والتواصل مع المعلمين الآخرين والمعالجين وأولياء الأمور، أمر مهم للنجاح. وأوصى عبد الله المعلمين بالحفاظ على بساطة العملية التعليمية، لأن تعليم الأطفال من أصحاب الهمم يتطلب تقسيم المهام إلى خطوات بسيطة يمكن لهم القيام بها وتصميم واجبات دراسية مناسبة لقدراتهم، لأن المهام المعقدة قد تتسبب بإرباكهم وإزعاجهم. وفي ضوء ذلك، تظهر أهمية البساطة في المنهجية التعليمية بوصفها عنصراً حاسماً لتحسين التجربة التعليمية ككل. 
1- تعد البساطة مفتاح الرحلة التعليمية المثمرة، لذلك من الأفضل تأجيل الدروس الأكثر تعقيداً وتفصيلاً لوقت آخر من العام، وبدء العام الدراسي بأنشطة بسيطة. 
2- اختيار النشاطات التي يمكن للطلاب القيام بها بمفردهم، مثل البحث عن كلمة أو تلوين صفحة.
3- تأسيس بيئة تعلمية ممتعة يعمّها السرور، تشجع على الإبداع والتفاعل، وتمكّن الطلاب من إيجاد حلول للتحديات.
4- دعم الأطفال من أصحاب الهمم، حيث يتطلب تعليمهم منهجية خاصة تراعي قدرتهم على استيعاب المعلومات، وفق استراتيجيات مصممة لاحتياجاتهم.
5- الحفاظ على تنظيم الصفوف المدرسية، فإن ذلك يساعد على تخفيف التوتر، والحد من أي عوامل تشتت الانتباه.
6- من المهم معرفة الاحتياجات الفردية، لأن تطوير خطط تعليمية فردية بالتعاون مع أولياء أمور الطلاب، يشكل أداة فعالة لتصميم مسار تعليمي مناسب لكل طفل.
7- على المعلمين توفير فرص تعليمية مناسبة لطلابهم، إلى جانب إلقاء الضوء على إنجازاتهم والاحتفاء بها.
8- بناء علاقات وثيقة مع المجتمع المدرسي، لأن التواصل مع المعلمين وأولياء الأمور وعناصر البيئة التعليمية أمر دافع ومحفز للنجاح.

مقالات مشابهة

  • التدخين والعنف.. عقوبات مشددة على السلوكيات الخطرة في المدارس الابتدائية
  • التدخين والعنف.. عقوبات مشددة على السلوكيات الخطرة في المدارس الابتدائية #عاجل
  • تعليم قنا يناقش آليات عمل مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"
  • «نهر النيل» تشيد بجهود المعلمين في تصحيح امتحانات الشهادة المتوسطة
  • التعليم: إحالة الطالب المتحرش للأمن إذا لزم الأمر وحرمانه من 15 درجة
  • عاجل | التعليم: إحالة الطالب المتحرش للأمن إذا لزم الأمر وحرمانه من 15 درجة
  • مع بداية العام الدراسي.. 8 نصائح للمعلمين
  • في وقفة أمام محطة سيئول للقطارات.. سودانيون يطلبون حق اللجوء (صور)
  • طلاب الشمال السوري.. تفوق رغم الحرب ومعاناة النزوح
  • لحين اكتمال العدد.. مدرسة نايل لينين للتعليم والتدريب مستمرة في قبول الطلاب