الجزيرة:
2025-03-12@03:25:31 GMT

شاهد.. سودانيون يتشبثون بالدراسة في وجه النزوح

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

شاهد.. سودانيون يتشبثون بالدراسة في وجه النزوح

على الرغم من معاناتهم جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، وموجة النزوح الكبيرة التي تحيط بهم، أبت مجموعة من المعلمين والمعلمات في السودان إلا مقاومة الظروف بالتطوع لاستئناف التعليم، رافضين أن تنال الحرب وتداعياتها من العام الدراسي.

فبجهودهم الذاتية وفي ظل التحديات الأمنية وصعوبة الأوضاع الاقتصادية، جسد هؤلاء في إحدى مدارس منطقة مروي بالولاية الشمالية هذه المبادرة لتكون "بارقة أمل" لكثيرين عبر الدفع بالتعليم نحو الاستمرار وعدم انقطاع الطلبة عن الدراسة جراء واقع البلاد الراهن.

التعليم لمواجهة الحرب

وبقدر ما مثلت هذا المبادرة فرصة للطلبة، فقد نالت إشادة أولياء الأمور، وزادت حرصهم للدفع بأبنائهم للاستفادة من التعليم، كوسيلة اعتبرها معلمون واحدة من أدوات مواجهة الصراع الذي أثر في مختلف مناحي الحياة لدى الناس وضاعف النزوح معاناتهم.

وفي ظل هذ المعادلة صعبة، تقول المعلمة المتطوعة رنا عبد الله، في حديثها للجزيرة، إن هناك العديد من الصعوبات التي واجهتهم مع تدشين العام الدراسي، معتبرة أن الإقبال الكبير على المدرسة من قبل الطلاب النازحين مثل تحديا حقيقيا للمعلمين خاصة مع الطاقة الاستيعابية المحددة للمدرسة.

وأشارت رنا إلى أن شح الموارد التعليمية تسبب بحالة عجز بالغة في توفير احتياجات المدرسة الأساسية، منها الطاولات الدراسية ونقص المناهج، واحتياجات أخرى ضرورية كمياه الشرب والمأكل، ناهيك عن النقص الكبير في أعداد المعلمين الرسميين في ظل تزايد أعداد النازحين.

أما المعلمة إيمان بابكر، فتحدثت عن الفوارق الزمنية لتجربتها في التدريس بمقارنة الوضع العام قبل الحرب المشتعلة في بلادها وبين ما آلت إليه الأمور في الوقت الراهن، وأشارت إلى الصعوبات التي طرأت على المعلمين في ظل الإقبال الكبير على التسجيل في المدرسة من قبل أبناء الأسر النازحة التي عانت كثيرا من ويلات الحرب.

وأضافت إيمان أن التحديات التي تواجه التعليم كبيرة جدا مما مثل صعوبة بالغة التعقيد في التعامل مع الوضع العام في المدرسة، وتطلب معه بذل المزيد من الجهود من قبل المعلمين للتعامل معه، وفرض واجبا أخلاقيا للتعامل بإيجابية مع كل الإشكاليات رغبة في تذليل الصعاب أمام الطلاب وأسرهم النازحة.

إرشاد اجتماعي ونفسي

يعيش كثير من الطلاب في المرحلة الأساسية وما بعدها معاناة الحرب والصراع، وما نتج عن ذلك من تجربة نفسية قاسية، تتفاوت مستوياتها مع ما أفرزته الأحداث من مشاهد وانتهاكات تعرض لها أفراد وعائلات الأسر النازحة، مما تتطلب جهودا موازية إلى جانب التعليم لتخفيف تلك الآثار والمساعدة على تجاوزها.

وهو ما يشير إليه للجزيرة علي المقدم (معلم متطوع) مستعرضا تجربته في التدريس التي مضى عليها 5 عقود، مشيرا إلى أن هذه الحرب أفرزت واقعا جديدا على البيئة المجتمعية.

وقال المقدم إن المدرسة عملت على توسيع طاقتها الاستيعابية كأمر واجب في ظل تزايد أعداد الطلاب المتقدمين للتسجيل، مع مراعاة ظروف الناس في الحرب رغبة في استمرار العملية التعليمية، وكخطوة تشجيعية للأسر النازحة التي أثرت الحرب على مستواها المعيشي فقد تم إعفاء الكثير من الطلاب من رسوم التسجيل والدراسة، والتي تعتبر رمزية ولا تسد الحد الأدنى من احتياجات المعلمين والمدرسة.

كما تؤكد المعلمة إيمان أن التدريس في ظل الحرب مثل تجربة جديدة لها وللكثير من زملائها في التعامل مع الطلاب القادمين من مناطق الصراع، مشيرة إلى أن الكثير من المدرسين يحاولون بدورهم معالجة الأزمات النفسية والمجتمعية للطلاب المتضررين من الحرب.

وتلفت إلى أهمية الدور المجتمعي لمساندة المدرسين في التغلب على مثل هذه الصعوبات والتي تظل ملازمة للكثير من الطلاب، وأهمية دور المجتمع في مساندة المدارس ودعم الطلاب، مشيدة بجهود مجالس الآباء في تذليل تلك الصعاب.

أمنيات العودة

ووسط هذه التحديات، تبرز أمنيات الطلبة نحو مستقبل بلا حروب ووطن معافى وأمنيات بمستقبل تتحقق فيه الطموحات، إذ تحكي الطالبة أفنان نادر، وهي يتيمة الأب، قصة كفاحها وآمالها، بعد أن نزحت بصعوبة بالغة من أم درمان عبر محطات عدة وصولا إلى الولاية الشمالية.

وتضيف أفنان "أتمنى أن أكون طبيبة في المستقبل لأنقذ الناس من الحروب والصراعات الدائرة" وتتمنى كذلك أن تنتهي الحرب الدائرة في وطنها والتي جعلتها تعيش في خوف وتوتر، وأن تعود إلى منزلها الذي لا تزال وعائلتها يجهلون مصيره حتى اليوم.

ويتفق الطالب أحمد عادل مع زميلته أفنان -إلى جانب مجموعة أخرى من الطلاب الذين أجرت الجزيرة مقابلات معهم- على أملهم في إكمال تعليمهم الدراسي حتى المرحلة الجامعية، والتخصص في المجالات الصحية، رغبة منهم في إنقاذ وتقديم يد العون والمساعدة للمصابين والمتضررين من الحرب.

وتأتي هذه المبادرة التعليمية والمجتمعية، مع مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب وامتداد الصراع إلى مناطق واسعة بالبلاد، ودعوات حقوقية وأممية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين للمجاعة والموت، جراء نقص الغذاء وتزايد النزوح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من الطلاب

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يشهد العروض الفنية والعسكرية لطلاب مدرسة ناصر الثانوية ويضع إكليل الزهور على النصب التذكاري

شهد اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط العروض الفنية والعسكرية التي نظمتها مدرسة ناصر الثانوية العسكرية بمدينة أسيوط ووضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري بالمدرسة بمناسبة ذكرى يوم الشهيد، وسط أجواء وطنية مفعمة بالفخر والاعتزاز بين الطلاب والحضور، جاء ذلك بحضور المستشار العسكري بالمحافظة، ومحمد ابراهيم وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، ومحمد النمر مدير عام التعليم الفني بمديرية التربية والتعليم بأسيوط، وسيد الشريف مدير عام الشئون التنفيذية والخدمات بمديرية التربية والتعليم بأسيوط، وطارق الدسوقي مدير إدارة أسيوط التعليمية، والعقيد أحمد محمد عبد الحكيم مساعد المستشار العسكري، وعامري كامل مدير المدرسة، ومديري بعض الإدارات التعليمية المختلفة.

وشهد المحافظ، العروض الفنية والرياضية للطلاب ضمن أنشطة المدرسة خلال العام الدراسي والتي تدل على تدريبهم العالي ومدى انضباطهم ثم تفقد متحف المدرسة الذي يضم الصور التذكارية والسجلات والدروع والميداليات التي تحكي تاريخ المدرسة على مر العصور وبعض الطيور المحنطة والعملات النادرة والطوابع وبعض الأجهزة التعليمية والوسائل النادرة التي مر عليها أكثر من 100 عام، واستمع لشرح عن الأنشطة التي يتم تنفيذها خلال العام الدراسي واطمأن على تجهيز الوسائل التعليمية.

كما تفقد المحافظ ومرافقوه المكتبة وما بها من كتب ووثائق، ومعرض المنتجات الفنية والمشغولات اليدوية للطلاب، واستمع إلى بعض الأغاني الوطنية (بص في عنينا، احنا مش بتوع حداد، أسود، سلام الشهيد) لفرقة الموسيقى بالمدرسة بإشراف أسرة التربية الموسيقية على مسرح قاعة المدرسة.

ووجه محافظ أسيوط تحية إعزاز وتقدير لأرواح شهدائنا من رجال القوات المسلحة والشرطة بمناسبة يوم الشهيد حيث أن تواجدنا اليوم تخليداً للذكرى العطرة للشهيد عبد المنعم رياض والذي يمثل قدوة ورمز للتضحية والتفاني من أجل الدفاع عن بلادنا وهو ما ينعكس إيجابياً على تعميق قيم الولاء والانتماء لدى الطلاب والمعلمين مقدماً الشكر لقيادة المدرسة والقائد العسكري لها لانضباط الطلاب وتميزهم وكفاءتهم العالية في التدريبات الرياضية والعروض التي قاموا بها لافتاً إلى ضرورة مشاركة هذه العروض للطلاب بالزي الرياضي ضمن إحتفالات المحافظة بعيدها القومي الذي يوافق 18 أبريل من كل عام معلناً عن إطلاق مسابقات لتنفيذ أفلام تسجيلية لمحاربة الفكر المتطرف والمخدرات والزواج المبكر، والحفاظ على البيئة ودمج الأشخاص ذوي الهمم.

وأكد المحافظ على أهمية المشاركة في الأنشطة المدرسية المختلفة وممارسة الرياضة بمختلف أنواعها لخلق روح من التنافس لدى الطلاب وتنمية روح الولاء والانتماء لدى الطلاب لافتاً إلى تقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات أمام تطوير وتحسين العملية التعليمية بكافة أركانها خاصة مع الإهتمام غير المسبوق من الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بقطاع التعليم وتربية النش ءوالاهتمام بالمواهب مطالباً المعلمين بضرورة شرح معلومات عن يوم الشهيد وهو ما يساهم في رفع وعي الطلاب بهذا الحدث التاريخي.

.. .

مقالات مشابهة

  • وزارة التعليم الأميركية تسرّح نصف موظفيها
  • «الدار» و«المدرسة الرقمية» تتعاونان لتعزيز مستقبل التعليم
  • البحيرة.. المدرسة الذكية المستدامة بروتوكول لتحسين جودة التعليم | صور
  • وكيل تعليم الجيزة يتفقد عددا من المدارس في 6 أكتوبر
  • وكيل تعليم الجيزة يتفقد إدارة 6 أكتوبر التعليمية
  • التعليم تنشر أسماء المدارس التي تعمل في وسط قطاع غزة
  • التعليم.. و تطبيق تجارب الآخرين
  • وزير التعليم يختبر طلاب مدرسة بالفيوم في القراءة والكتابة| ويوجه بتفعيل البرامج العلاجية
  • محافظ أسيوط يشهد العروض الفنية والعسكرية لطلاب مدرسة ناصر الثانوية ويضع إكليل الزهور على النصب التذكاري
  • يوم الشهيد.. محافظ أسيوط يشهد عروضا فنية وعسكرية بمدرسة ناصر الثانوية