أبرزت الصحف القطرية، اليوم الأربعاء، مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها المكثف على غزة، حيث تحولت الحياة في القطاع إلى صراع يومي من أجل البقاء، ودعت الصحف إلى ضرورة تحرك دولي عاجل لإنهاء هذا العدوان الغاشم فورا، ولجم التمادي الإسرائيلي في تكرار المجازر الشنيعة والإمعان في جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وذلك قبل أن تتسع دائرة العنف والصراع لتشكّل تهديدا أشد خطورة على السلم والأمن الدوليين.

ذخيرة ودبابات .. لأول مرة الجيش الإسرائيلي يعترف بخسائره في حرب غزة 20 شهيدًا في استهداف مدرسة تابعة لأونروا بمخيم النصيرات وسط غزة

ففي افتتاحيتها تحت عنوان (استمرار الإبادة والاستخفاف بالشرعية الدولية).. ذكرت صحيفة (الشرق) القطرية "لا يبدو أن حكومة الكيان الإسرائيلي اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، تأبه لقرارات مجلس الأمن الدولي ولا محكمة العدل الدولية في لاهاي، إذ تستمر في حملات الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بالتركيز بشكل كبير على استهداف وقصف النازحين المدنيين".

وأشارت الصحيفة، إلى ارتكاب الاحتلال مجزرتين وحشيتين، أمس؛ الأولى في مدرسة تابعة لوكالة الأونروا بالنصيرات، والثانية في منطقة العطار بخان يونس، راح ضحيتهما عشرات الشهداء ومئات المصابين، غالبيتهم من النساء والأطفال، وهي مجازر تأتي بعد ثلاثة أيام فقط من المجزرة المروعة التي استهدفت النازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ومصلى في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة.

وأكدت أن استمرار إسرائيل في الحرب وعمليات الإبادة الجماعية، متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة، وكذلك عدم التفاتها إلى تحذيرات العالم والمنظمات الدولية المختصة من حجم الكارثة الإنسانية التي تتعمق في غزة، لا يمثل استخفافا فقط بالمطالبات الدولية والأممية التي أكدت وجوب وقف العدوان فورا، وإنما يشكل كذلك تحديا سافرا للمجتمع الدولي.

بدورها.. استنكرت صحيفة (الراية) القطرية- في افتتاحيتها تحت عنوان (إبادة التعليم في غزة)- تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها المكثف على غزة، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، حيث أصبح التعليم إحدى الضحايا الكثر لهذه الحرب، التي دمرت عددا هائلا من المدارس، ومنعت آلاف الطلاب من تحصيل دروسهم، فلم تسلم المدارس في غزة من النيران الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة، أن قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات المدارس التي تؤوي النازحين في قطاع غزة، لا يقصد قتل أكبر عدد من الفلسطينيين فحسب، بل يحرص على قتل مستقبل الناجين منهم، بالإضافة إلى أن عدوانه المستمر أدى إلى استشهاد 9241 طالبا، وأصيب 15182 منذ بدء العدوان على غزة والضفة الغربية.

من جهتها.. أكدت صحيفة (العرب) القطرية- في افتتاحيتها تحت عنوان "العدوان على غزة.. صمود بلا يأس وخذلان بلا حدود"- أن الوضع الإنساني من سيئ إلى أسوأ في غزة، وقوات الاحتلال تشدد الخناق عليه من كل حدب وصوب، من إغلاق المعابر الحدودية الداخلية والخارجية والبرية والبحرية إلى تقطيع مناطق القطاع إلى أحياء محاصرة، يعيش أهلها بظروف قاسية لا يقدر عليها أحد، وقصف ومجازر شبه يومية من شهر أكتوبر الماضي وحتى اليوم.

وذكرت الصحيفة، أن من اللحظات الأولى لبدء العدوان، أبدت قوات الاحتلال تحللا واضحا من كافة التزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي الإنساني، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية السكان المدنيين وقت الحرب، وقانون حقوق الإنسان، وهو العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية حقوق الطفل.

وأكدت أن العدوان على شعب غزة ينتهك كل القوانين والأعراف الدولية رغم التنديدات الأممية والدولية للعدوان الغاشم على أهل غزة، والدعوى التي قدمتها دولة جنوب إفريقيا ودول أخرى في محكمة الجنايات الدولية، وصدور قرارين عن مجلس الأمن يدعوان لوقف الحرب، واعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين.

وأعربت عن استنكارها لاستمرار حالة الخذلان والعجز في المشهد السياسي الدولي، فلا مقاربات قادرة على تجاوز الأزمة، ولا مبادرات سياسية عملية مطروحة إلا المبادرة القطرية الأمريكية التي تبذل فيها الدوحة قصارى جهدها، ولكن تعثر الجهود وطول أمد الأزمة سببه تعنت المعتدين وإصرار أهل الأرض على الثبات واسترجاع حقوقهم المسلوبة والعودة إلى ديارهم آمنين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصحف القطرية الحياة في قطاع غزة من أجل البقاء غزة

إقرأ أيضاً:

احتفالات وحذر وترقب في قطاع غزة بعد 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية

بعد 15 شهراً من حرب الإبادة، دخل اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، أمس، حيز التنفيذ، فى الساعة الـ11:15 صباحاً، بعد أن أتت الحرب على أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وخلَّفت ما يزيد على 11 ألف مفقود، ودمارا هائلا ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، فى إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

الدكتور خليل الدكران، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، رصد احتفال أبناء الشعب الفلسطيني باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وإنهاء حرب الإبادة الجماعية التي تواصلت لأكثر من 15 شهراً، عمد خلالها جيش الاحتلال إلى تدمير الأخضر واليابس.

قال «الدكران»، فى مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، إن هناك تعليمات للمواطنين الفلسطينيين بأخذ الحيطة والحذر من الأماكن التى يوجد فيها الجيش الإسرائيلى ولم يجرِ الانسحاب منها، خصوصاً أن الاحتلال استهدف مناطق المواطنين فى المناطق الشمالية، كما أن الطائرات الإسرائيلية كانت تحلّق فى سماء المحافظة الوسطى حتى قُبيل تنفيذ وقف إطلاق النار.

وتابع: «الشعب الفلسطينى لم يستسلم أو يرفع الراية البيضاء خلال الأشهر الماضية، رغم أنه ضحَّى بأكثر من 160 ألف شهيد ومصاب خلال فترة العدوان الإسرائيلى»، لافتاً إلى أنّه منذ الساعة الـ8:30 صباح أمس، وحتى إعلان بدء تنفيذ الهدنة بلغ أعداد الضحايا 10 شهداء، بخلاف عشرات الإصابات التى وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة التى ما زالت تعمل بشكل جزئى مثل المستشفى الأوروبى وناصر وشهداء الأقصى فى المحافظة الوسطى وخان يونس، وفى غزة يتمّ استقبالهم فى مستشفى المعمدانى، كما أن مستشفى الشفاء يعمل به قسم الاستقبال فقط.

تنسيق عمل الفرق الحكومية الميدانية فى «القطاع» مع المؤسسات الأهلية والدولية

وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إنّ الاحتلال واصل، أمس، استهداف المواطنين الفلسطينيين الذين بدأوا فى العودة إلى مناطق سكنهم، فى رفح وخان يونس وجباليا وبيت لاهيا، قُبيل بدء سريان تنفيذ وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، موضحاً أن هناك استهدافات متتالية أسفرت عن سقوط 10 شهداء وعشرات المصابين.

وأضاف «الشوا»، فى مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ هذه الانتهاكات المستمرة تعكس تعمّد الاحتلال الإسرائيلى قتل المدنيين الفلسطينيين وتنغيص فرحتهم فى الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مشيراً إلى أنه منذ ساعات الصباح، أمس، حاول الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وتابع: «الدولة المصرية لعبت دوراً مهماً فى تحقيق الاتفاق، كما أن هناك اصطفافاً لشاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية فى معبر رفح أرسلتها مصر»، لافتاً إلى أن قطاع غزة يحتاج الآن إلى كل شىء فى ظل ما شهده من كوارث وحصار إسرائيلى على شتى الطرق، وبالتالى يريد المزيد من المساعدات، من مواد غذائية وطبية ومستلزمات الإيواء من خيام وغيرها.

من جانبها، عقدت الحكومة الفلسطينية اجتماعاً خاصاً لرفع مستوى التنسيق بين مختلف الوزارات والهيئات الرسمية العاملة فى قطاع غزة، وعلى رأسها وزارة التنمية الاجتماعية والإغاثة، والأشغال العامة، والحكم المحلى، والصحة، وسلطتا المياه والطاقة، وجمعية الهلال الأحمر، لتنسيق عمل الفرق الحكومية الميدانية فى القطاع، ومختلف المؤسسات الأهلية والدولية العاملة على الأرض.

«أبو الرب»: رفع قدرة المؤسسات الصحية لعلاج الجرحى

وقال مدير مكتب الاتصال الحكومى الفلسطينى، محمد أبوالرب، هناك تنسيق عالٍ بين الحكومة والمؤسسات الدولية الإغاثية المعنية بالتحرك الإغاثى والاستجابة الطارئة فى القطاع، وعلى رأسها التنسيق بين وزارة الأشغال العامة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى «UNDP»، للبدء فى المرحلة الأولى من تنفيذ خطة إزالة الركام فى المناطق الحيوية فى القطاع، بالتنسيق مع هيئات الحكم المحلى، إلى جانب التنسيق بين وزارة الصحة والمؤسسات الدولية العاملة فى القطاع الصحى، لرفع قدرة المؤسسات الصحية على الاستجابة الطارئة لتقديم العلاج لعشرات آلاف الجرحى، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

«أبومازن» يتسلم خطة الحكومة الفلسطينية لإغاثة غزة

من جهة أخرى، تسلم الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، أمس، خطة الإغاثة والإنعاش المبكر والاستجابة الطارئة لقطاع غزة التى أعدتها الحكومة الفلسطينية لمواجهة الوضع الطارئ فى القطاع.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن «أبومازن» استقبل، أمس، رئيس الوزراء الفلسطينى وزير الخارجية محمد مصطفى، فى مقر الرئاسة بمدينة رام الله، والذى سلمه خطة إغاثة القطاع.

وقال «مصطفى» إن المرحلة الأولى من الخطة تركز على الاستجابة الطارئة فى غزة خلال الـ6 أشهر الأولى لوقف العدوان الإسرائيلى، موضحاً أن الخطة تمت بالتنسيق مع الجهات الأممية والدولية ذات العلاقة لضمان أكبر دعم دولى لتنفيذ هذه الخطة فى ظل الدمار الكبير الذى خلَّفه العدوان الإسرائيلى والتدمير الممنهج الذى انتهجته قوات الاحتلال فى قطاع غزة.

وأشار رئيس الوزراء الفلسطينى إلى أنه تم التركيز على رفع مستوى التنسيق مع المؤسسات الإغاثية الدولية من أجل الإسراع فى إدخال المساعدات الإغاثية، ووصولها بالشكل الكافى لأبناء الشعب الفلسطينى، وإزالة الركام عن الطرق الرئيسية والمؤسسات الرئيسية كالمستشفيات وغيرها، وتقديم ما أمكن من الخدمات الأساسية للتجمعات السكانية، والإيواء المؤقت للمواطنين الذين دُمرت منازلهم، وتمكين الأطفال من إكمال تعليمهم.

وفى السياق، أكد وزير الاقتصاد الفلسطينى محمد العامور جاهزية الوزارة لممارسة مهامها وتحمل مسئولياتها فى قطاع غزة بالتنسيق والشراكة الكاملة مع مؤسسات القطاع الخاص، لافتاً إلى تعليماته لموظفى الوزارة فى قطاع غزة للقيام بواجباتهم فى متابعة سير العمل وضمان تقديم الخدمات اللوجيستية الضرورية.

جاء ذلك خلال لقائه، أمس، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مع مؤسسات القطاع الخاص فى غزة، لبحث ترتيبات وإجراءات متابعة الوضع الاقتصادى بالقطاع فى ظل وقف إطلاق النار، والوقف الكامل للحرب الإسرائيلية، وذلك ضمن الخطة الحكومية لرفع مستوى التنسيق والمتابعة لتنفيذ الخطة الحكومية لإغاثة الأهالى فى غزة. ونظراً لتدمير مقر الوزارة فى غزة، أشار المجتمعون إلى توفير مقرات مؤقتة لضمان استمرارية العمل وتقديم الخدمات الأساسية بشكل فورى.

الاحتلال واصل استهداف المواطنين العائدين إلى «خان يونس وجباليا وبيت لاهيا»

وكانت «الوطن» قد حصلت على قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال الذين أفرج عنهم أمس الأحد فى صفقة التبادل مع الاحتلال الإسرائيلى. فى الوقت الذى أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلى عن تسلّم المحتجزات الإسرائيليات الثلاث من الصليب الأحمر الدولى، وأفاد مراسل قناة القاهرة الإخبارية بأنه جرى تسليم المحتجزات الإسرائيليات الثلاث للصليب الأحمر الدولى فى غزة، وإسرائيل تلقت مؤشرات من الصليب الأحمر بأن المحتجزات بصحة جيدة.

 

مقالات مشابهة

  • الجهاد الإسلامي: إعلان نتنياهو عن عملية “الجدار الحديدي” في الضفة استمرار لجرائم الإبادة الصهيونية
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • مؤسسة التعليم فوق الجميع القطرية تكثف جهودها في قطاع غزة (شاهد)
  • استمرت 470 يوما - أهم إحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
  • الإعلام الدولي من معبر رفح: مصر شريان الحياة للشعب الفلسطيني في غزة
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 47.035 شهيداً و 111.091مصابا
  • الأمم المتحدة: 92% من منازل غزة دمرت أو تضررت بسبب العدوان الإسرائيلي
  • فتح: الشعب الفلسطيني دفع الثمن الأكبر في العدوان الإسرائيلي
  • غزة تنفض عن نفسها رماد الإبادة الصهيونية بعد أن طالت كل مناحي الحياة
  • احتفالات وحذر وترقب في قطاع غزة بعد 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية