CNN Arabic:
2024-08-27@15:08:13 GMT

كيف تحوّل حلم كندا بامتلاك طائرة مقاتلة اعتراضية إلى كابوس وطني؟

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان من  المفترض أن تكون هذه الطائرة واحدة من أحدث طائرات عصرها، تبدّد تهديد القاذفات النووية السوفيتية، وتجعل من كندا رائدة عالميًا في مجال الطيران العسكري والهندسة.

حملت الطائرة الاعتراضية "Avro Arrow"، المعروفة أيضًا باسم " CF-105" على أجنحتها الكثير من الآمال.

ولكن الحلم تحول إلى كابوس بمجرد إلغاء برنامج تطويرها بعد أقل من عام على انطلاق الرحلة الأولى للطائرة، وقبل وقت طويل من دخولها الخدمة.

حلقت الطائرة Arrow لأول مرة في 25 مارس عام 1958، ولكن بعد أقل من عام، تم إلغاء البرنامج قبل دخول الطائرة الخدمة.Credit: DND Image/RCAF History and Herit

وتُلقي وثائق كُشف عنها مؤخرًا بعض الضوء على ما حدث بالضبط للمشروع المنكوب.

وأوضح ريتشارد ماين، وهو كبير مؤرخي القوات الجوية الملكية الكندية عن أن "هذه الطائرة كانت كندية الصنع بالكامل، وأظهرت مؤشرات الأداء أثناء تطويرها أنها كانت على الأقل على قدم المساواة مع التصميمات الأكثر تقدمًا في ذلك الوقت".

وأضاف: "عند إلغاء المشروع، كانت تلك إحدى لحظات الندم بالنسبة لكندا. لا تزال (طائرة) Arrow تسيطر على روحنا الوطنية".

واعتُبرت "Avro Arrow" بمثابة رد مباشر على التهديد المتصوّر من قبل الاتحاد السوفيتي، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، المتمثّل في قاذفات القنابل القادرة على التحليق فوق القطب الشمالي، والوصول إلى أمريكا الشمالية بحمولة نووية.

هيمنت على تصميم الطائرة أجنحة "دلتا" الكبيرة، التي تهدف إلى تسهيل الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت على حساب القدرة على المناورة بسرعات منخفضة.Credit: DND Image/RCAF History and Heritage Archive

ونجحت شركة تصنيع الطائرات "Avro Canada" (أفرو كندا) في تشغيل "CF-100 Canuck" (أفرو كندا سي إف-100 كانوك)، وهي مقاتلة اعتراضية ثنائية المحرك متعددة الاستخدامات صُممت وصُنّعت في كندا، وقد كُلّفت الشركة بتطوير نسخة أكثر تقدمًا منها.

وقد كانت خطة طموحة جاءت في لحظة مهمة بالنسبة لكندا.

وشرح ماين قائلًا: "لقد خرجت البلاد من الحرب العالمية الثانية كلاعب رئيسي. كان لدينا ثالث أكبر قوة بحرية في العالم، ورابع أكبر قوة جوية. لكن الجنسية الكندية لم تكن موجودة فعلياً حتى عام 1947"،

وقد بدأت مرحلة التطوير في عام 1955، وخلال وقت قياسي طرحت أول طائرة Arrow للجمهور بتاريخ  4 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1957، وهو اليوم الذي أطلق فيه "سبوتنك 1"، أول قمر اصطناعي في العالم، مشكّلا بداية عصر الفضاء. 

كان يعتقد أن الطائرة قادرة على منافسة أفضل تصميمات الطائرات من الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، وبريطانيا، وفرنسا.Credit: DND Image/RCAF History and Heritage Archive

وصُممت الطائرة Arrow لطاقم مكون من شخصين وتميزت بتصميم جناح "دلتا" وكسوة بيضاء أعطتها مظهرًا أنيقًا، وكان طولها أقل بقليل من 23 مترا وطول جناحيها 15 مترا، ما جعلها أكبر نسبيًا من سابقاتها، "أفرو كندا سي إف-100 كانوك"، و"إف-4 فانتوم"، وهي طائرة مقاتلة أمريكية مهيمنة دخلت الخدمة في عام 1961.

وقد حلّقت في الأجواء لأول مرة بتاريخ 25 مارس/ آذار عام 1958، ولكن بحلول ذلك الوقت، وفقا لماين، كان المفكرون الاستراتيجيون وكبار العسكريين يعتقدون بالفعل أن العالم قد دخل في سيناريو حرب "الضغط على الزر"، حيث كان التهديد النووي مقتصراً على الصواريخ بعيدة المدى، ولم تعد الصواريخ الاعتراضية والقاذفات تلعب دوراً مهيمناً.

وقال ماين: "تبين أن ذلك غير صحيح، لأن التهديد بالقنابل استمر ويستمر حتى يومنا هذا، ولكن كان ذلك التفكير السائد حينها".

وسرعان ما فقدت الطائرة أهميتها، وتكفلّت مبالغ المشروع المتضخمة والمناخ السياسي المتغير بالباقي.

وفي 29 فبراير/ شباط عام 1959، قام رئيس وزراء كندا حينها، جون ديفنبيكر، بإلغاء البرنامج، وفي غضون أسابيع جرى تدمير الطائرات الخمس التي صُنعت، إلى جانب غالبية خط التجميع، خوفًا من أن تكون هدفًا للتجسس السوفييتي. ونتيجة لذلك، فُقدت آلاف الوظائف وانهارت شركة "Avro Canada" بالكامل في نهاية المطاف.

وأوضح ماين: "لو كانت المملكة المتحدة قد اشترت بعض طائرات Arrow، لكان من الممكن أن ينقذ ذلك البرنامج بالفعل".

وتابع: "مع عدم وجود عقود أجنبية، كانت بلادنا أصغر من أن تدعم مثل هذه التكنولوجيا المتقدّمة. كان طمحونا بعيد المدى، إلى النجوم، وهو أمر يدعو للسخرية لأن الكثير من مهندسي Arow التحقوا بوكالة ناسا لاحقا، وساعدوا في برنامج أبولو".

رغم عدم وجود نموذج أصلي سليم للطائرة، إلا أنه تم بناء نسخ طبق الأصل على مر السنين وتحاول مجموعة مخصصة في مدينة كالغاري الكندية من تجميع نسخة يمكنها الطيران بالفعل.Credit: Richard Girouard/RCAF History and Heritage Archive

وسرعان ما بدأت الشائعات تدور حول أسباب الإلغاء المفاجئ للبرنامج، ولا يزال بعضها قائمًا حتى يومنا هذا.

وأشار آلان بارنز، وهو أستاذ في جامعة كارلتون في أوتاوا، والذي نظر في الدور الذي لعبته المخابرات في قرار وقف تطوير الطائرة إلى أن "الطائرة اتخذت مكانة أسطورية تقريبًا في كندا".

في عام 2023، نشر بارنز ورقة بحثية حول عدة تقارير، بعد استرجاع الوثائق الأرشيفية التي تظهر وجود صلة واضحة بين الاستخبارات وكيفية استخدامها من قبل المسؤولين في ذلك الوقت.

وقال لـ CNN: "في البداية، لم تهتم القوات الجوية بالمعلومات الاستخباراتية. وقرروا أنهم يريدون طائرة فاخرة جديدة وكبيرة، لذلك توصّلوا إلى جميع المتطلبات التشغيلية بشكل منفصل إلى حد كبير، دون الالتفات حقًا إلى ما تقوله التقارير".

وبحلول أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، أصبحت تكاليف "Arrow" باهظة للغاية، إذ قال بارنز إن "المخابرات الكندية أصدرت تقييمًا في أوائل عام 1958، يفيد بأن تهديد القاذفات لم يكن قريبًا من الخطورة المعتقدة سابقًا، وأن السوفييت لم يبنوا قوة قاذفة ضخمة، ومن المرجح أن يحولّوا إنتاجهم وأبحاثهم إلى الصواريخ".

تم بناء 6 نماذج من طائرة Avro Arrow، لكن لم يبق أي منها سليمًا، إذ جرى تدميرها عمدًا لتجنب أي شكل من أشكال التجسس من قبل الاتحاد السوفيتي.Credit: DND Image/RCAF History and Heritage Archive

وكان المغزى من هذه السياسة أنه إذا انخفض مستوى التهديد، فلن يكون هناك سبب وجيه لإنفاق الكثير من المال على طائرة لن تكون قادرة على التعامل مع الصواريخ الباليستية.

وتابع بارنز: "بحلول صيف عام 1958، توصّلت لجنة رؤساء الأركان إلى استنتاج مفاده أنه لم يعد بإمكانهم التوصية بمواصلة البرنامج، لكنهم لم يرغبوا في إلغائه في ذلك الوقت بسبب التأثير السياسي".

وقاموا بتأخير اقراره إلى أوائل عام 1959، عندما كان لا يزال يُنظر إلى الأمر علنًا على أنه كارثة فيما يخص الصناعة الكندية، إضافة إلى كونه فضيحة سياسية.

كنداالاتحاد السوفييتيالحرب العالمية الثانيةنشر الأربعاء، 17 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الاتحاد السوفييتي الحرب العالمية الثانية ذلک الوقت عام 1958

إقرأ أيضاً:

مطلب شرعي وواجب وطني

إتقان العمل والصنعة أمر من الله ورسوله، وهو مطلب شرعي، وواجب وطني، وعمل إنساني ومسؤلية مجتمعية، ومقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، والكل مطالب بهِ، والكل محاسب عنه بين يدي الله، والإتقان يكون في أعمال الدين والدنيا، فلا يصح أن يكون الإنسان متقنا في أمور الدين، وليس متقنا في أمور الدنيا، فالقيام للصلاة من العبادات والسعي في الأرض والكد والتعب من العبادات أيضا، لهذا لا يعتري الإنسان العجب ولا الدهشة حين يجد بين دفتي المصحف، أمرا من الله تعالى بالانصراف من المسجد عقب قضاء صلاة الجمعة للعمل والكد والتعب: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [سورة الجمعة ـ الآيتان: 9 و10]

فهاتان الآيتان توضحان المنهج القويم للدين الإسلامي العظيم، وسماته الرفيعة، وصلاحيته لكل زمان ومكان، وشمولية منهجه، وتوازن أحكامه، ومخاطبته للعقل والروح والمادة، فلا يعتني بجانب ويهمِل الآخر، ولكنه يوازن بين متطلبات الروح والمادة واحتياجاتهما، فخلق نفوسا سوية، ومجتمعات متحضرة، حال الأخذ بأسبابها، فقد حض الإسلام المؤمنين على الجمع بين أَداء العبادات والطاعات، والمحافظة عليها في أوقاتها، دون غفلة أو تضييع، وبين الحرص على العمل بجد وكفاح وإتقان، دون تضييع لأحدهما.

ويكفي كل صانع شرفا أن الصناعة كانت حرفة بعض الأنبياء، فقد كان نبي الله إدريس - عليه السلام - خياطا، وكان نوح - عليه السلام - نجارا، يصنع الفلك الذي اتخذه طريقا للنجاة من الطوفان، وكان خليل الله إبراهيم - عليه السلام - بناءً، وهو الذي بنى الكعبة - البيت الحرام - وعاونه في عملية البناء ولده إسماعيل - عليه السلام -، وكان داود - عليه السلام - حدادا يصنع الدروع.

والله تعالى عظم قيمة العمل في أشد المواقف وأصعبها على الإنسان، ففي يوم قيام الساعة، الذي قال فيه سبحانه وتعالى: "يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ" [ سورة الحج: آية 2]، أمر النبي أمرا مؤكدا بالعمل وتعمير الأرض، حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها".

وإذا أتقن الإنسان العمل سمي صانعا أو محترفا، وقد وردت مادة صنع في القرآن الكريم بمشتقاتها في عشرين موضعا، حيث وردت في ستة عشر موضعا بصيغة الفعل، من ذلك قوله سبحانه: "إن الله عليم بما يصنعون" (فاطر:8) ووردت بصيغة الاسم في أربعة مواضع، منها قوله سبحانه: "صنع الله الذي أتقن كل شيء" (النمل:88). وأكثر ما وردت مادة صنع ومشتقاتها في القرآن بمعنى الفعل ـ خيرا أو شرا ـ ومنه قوله تعالى: "وحبط ما صنعوا فيها" (هود:16)، ومنه أيضاً قوله سبحانه: "ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة" (الرعد:31)، ومنه أيضا قوله سبحانه: "وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" (الكهف:104)، وجاءت مادة (صنع) في موضع واحد بمعنى البناء والتشييد، وذلك قوله تعالى على لسان نبيه هود عليه السلام مخاطباً قومه: "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" (الشعراء:129).

فيا أمتنا الإسلامية، لن تقوم لنا قائمة، ولن ينصلح لنا حال، إلا بما صلح به عصر النبوة والصحابة والتابعين، الذين عملوا بكل جد وإخلاص وإتقان فى أمور دنياهم كأنهم يعيشون أبدا، وفى الوقت نفسه عملوا لآخرتهم كأنهم يموتون غدا، فيا ليتنا ننتبه جميعا، قبل أن نندم بعد فوات الأوان، وحيث لا ينفع الندم.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • مطار جيجو الكوري يؤجل أكثر من 20 رحلة جوية بسبب تعطل طائرة أثناء إقلاعها
  • مطلب شرعي وواجب وطني
  • إعلام عبري: منظومات الدفاع الجوي تطلق صواريخ اعتراضية قرب مدينة نهاريا
  • الدفعة الخامسة من طائرة المساعدات الجوية الكويتية تصل السودان
  • الطائرة الأمريكية رقم 500 تهبط في إسرائيل
  • اضطرابات جوية مفاجئة تؤدي إلى إصابة شخصين على متن طائرة متجهة إلى لندن
  • الجيش الإسرائيلي: ١٠٠ مقاتلة حربية شاركت في الهجوم على حزب الله
  • سيدات طائرة الأهلي بالمجموعة الأولى في الموسم الجديد للدوري
  • نوفمبر المقبل .. انطلاق منافسات دوري الطائرة للرجال
  • وجبة داخل فندق تصيب فتاة عشرينية بثقب في المريء.. ماذا حدث لها؟