شهدت مدينة عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة الثلاثاء، حالة واسعة من الانتشار الأمني والعسكري لقوات مدعومة من دولة الإمارات لوقف تجمع احتجاجي دعت له قوى قبلية، على خلفية اختطاف وإخفاء ضابط بالجيش اليمني في الأسابيع الأخيرة.

وكانت اللجنة التحضيرية لما تسمى "مليونية عشال" في إشارة إلى المقدم، علي عبدالله عشال الجعدني، الذي اختطف منذ أسابيع من قبل عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، قد دعت إلى الاحتشاد الثلاثاء في ساحة العروض في مدينة خور مكسر، شرق عدن، للمطالبة بالكشف عن مصير الرجل.



- عندما بدأت قيادات ومشائخ وأعيان محافظة أبين في عدن بالتحرك، وعملت لقاءها الموسع اليوم في قاعة الفخامة للوقوف على قضية ابنهم المختطف المقدم/ علي عبدالله عشال الجعدني، ظهر المدعو مطهر الشعيبي مدير قمع عدن في تسجيل صوتي معترفاً بأنه يعرف الجهة التي قامت باختطاف المقدم/ علي عبدالله… pic.twitter.com/dmRpklPrZF — منصة أبناء عدن (@Aden_newss) June 28, 2024
وأفاد شهود عيان ومصادر محلية لـ"عربي21" بأن قوات الانتقالي انتشرت بشكل كثيف في الشوارع الرئيسية في مداخل العاصمة المؤقتة عدن جنوبا، لمنع المواطنين القادمين من محافظات أخرى من الدخول إلى عدن فضلا عن التجمع من مناطق المدينة الساحلية.

ولم يمنع هذا الانتشار الكثيف لقوات المجلس الانتقالي الانفصالي "المواطنين من الوصول إلى ساحة العروض في خور مكسر متحدين هذه القبضة الأمنية للمجلس المدعوم من أبوظبي".

وقد رفع المحتجون صور "عشال" وسط هتافات تطالب بالكشف عن مصيره والقبض على الضالعين باختطافه واخفائه قسريا، وفق المصادر.

وتأتي هذه التظاهرة بعد قيام قبائل محافظة أبين التي ينحدر منها الضابط "علي عشال" بقطع الطريق الرئيسي الرابط بين المحافظة ومدينة عدن المحاذية لها، قبل أن تقر بنقل احتجاجها إلى الأخيرة، للمطالبة بالكشف عن مصير "عشال".

"عسكرة عدن"
وفي السياق، اتهم رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، فؤاد راشد، المجلس الانتقالي بـ "عسكرة عدن لمنع توافد الأحرار إلى ساحة العروض فيها".

وقال راشد عبر منصة "إكس" إنه رغم عسكرة مدينة عدن في تصرف غير مسؤول وانتشار المدرعات في ساحة العروض ومنع القادمين عبر نقطتي العلم ودار سعد فقد توافد الأحرار إلى الساحة وصرخوا بأعلى أصواتهم٬ أين عشال؟

وأضاف: "ألف تحية لهم فقد أعادوا إلى الأذهان كيف كان انطلاق الحراك الجنوبي وما كان يواجه من نظام عفاش (الرئيس السابق) من قمع ولكنه صمد"، على حد قوله.

رغم عسكرة مدينة عدن في تصرف غير مسؤول وانتسار المدرعات في ساحة العروض ومنع القادمين عبر نقطتي العلم ودار سعد فقد توافد الاحرار الى الساحة وصرخوا باعلى اصواتهم ( اين عشال)
الف تحية لهم فقد اعادوا الى الاذهان كيف كان انطلاق الحراك الجنوبي وما كان يواجه من نظام عفاش من قمع ولكنه صمد pic.twitter.com/MoUMcIYn2Y — فؤاد راشد (@Fuad_Rashed1) July 16, 2024
"كسر حاجز الهيمنة"
من جهة أخرى، قالت الناشطة اليمنية، وسام الصالح إن الفعالية التي شهدتها العاصمة عدن تشكل مكسبا وتطورا نوعيا يتمثل في كسر أبناء وقبائل أبين ومعهم أبناء المحافظات الجنوبية الأخرى لحاجز الهيمنة لمليشيات المجلس الانتقالي واحتكارها المستبد طوال 9 سنوات لحق المليونيات والتظاهر والفعاليات والخروج للشارع، وحرمانها للجنوبين المخالفين لها من هذا الحق وممارسة كل أشكال القمع والقتل والإرهاب والخطف والسجون كوسائل لمنع الجنوبيين من هذا الحق.

وتابعت الصالح حديثها لـ"عربي21" أن توافد الحشود الكبيرة لساحة العروض بخورمكسر كسر هذه الهيمنة ومثل بداية الانعتاق من جو الإرهاب والاستبداد الذي مورس على المواطنين منذ 2015

وأشارت "كانت فعالية أمس الثلاثاء المطالبة بمعرفة مصير المغدور المقدم "علي عشال" والقبض على الفريق الإرهابي التابع لما يسمى بجهاز مكافحة الإرهاب بقيادة شلال شائع ( مسؤول أمني تابع للانتقالي) وذراعه الأيمن يسران المقطري، ومحاكمتهم مع كافة عناصرهم الإجرامية المنفذة، "ناجحة" وتؤسس لما بعدها، رغم كل العراقيل والمنع والتقطع والتعطيل الذي نفذته أجهزة وفصائل المجلس الانتقالي الأمنية لمنع الحشود الكبيرة من دخول العاصمة عدن، ومنع المقيمين بعدن من دخول ساحة خور مكسر عبر إغلاق كل الطرق المؤدية للساحة".


واعتبرت ما قام به الانتقالي أنه "تصرف إجرامي قمعي مخالف للقانون والأعراف ولحق المواطنين بالتظاهر السلمي والتعبير عن مطالبهم وحقوقهم"، مؤكدة على أن هذه الفعالية تؤسس لانطلاق عجلة نضال جديدة هامة للمرحلة القادمة، ينطلق فيها الناس والقوى الوطنية للتصدي للوضع البائس الخاطئ الذي تعيشه البلاد، والذي تعد السجون السرية وملف الاغتيالات والخطف أحد الأوجه البشعة له.

ومنذ منتصف حزيران/ يونيو الماضي، لا يعرف مصير المقدم "عشال" بعد اختطافه من قبل عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي بالعاصمة المؤقتة عدن، واقتيد إلى جهة غير معلومة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية عدن اليمنية الإمارات المجلس الانتقالي اليمن الإمارات عدن مظاهرة المجلس الانتقالي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الانتقالی ساحة العروض مدینة عدن

إقرأ أيضاً:

لافروف: موسكو مستعدة لدعم جهود المصالحة في اليمن

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف في تصريح لوسائل إعلام عربية، أن بلاده مستعدة لدعم جهود المصالحة الوطنية في اليمن، مشدداً على أهمية إنهاء الصراع المستمر هناك بما يحقق الاستقرار في المنطقة، وأضاف لافروف أن موسكو مستعدة للمساهمة في أي جهود دولية تهدف إلى تحقيق السلام وإعادة بناء اليمن.

 

وفي سياق حديثه، أعرب لافروف عن قلقه من العمليات العسكرية التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر، مشيراً إلى أنها تؤثر بشكل كبير على حركة الملاحة الدولية. وأوضح أن استمرار هذه العمليات يشكل تهديدا مباشرا للتجارة العالمية ويزيد من التوترات الإقليمية في منطقة تشهد بالفعل تصعيدا مستمرا.

 

كما تطرق الوزير الروسي إلى التدخلات الخارجية في اليمن، مشيراً إلى أن الضربات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة وبريطانيا تساهم في زيادة التصعيد وتفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد. وأكد أن هذه الضربات لا تساعد في تحقيق السلام، بل تسهم في تعقيد الوضع وتعطيل أي جهود لإيجاد حل سلمي للنزاع.

 

وأشار لافروف إلى أن بعض الأطراف المتورطة في النزاعات بالشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن، قد لا تكون مهتمة بإنهاء الحرب حالياً، في انتظار ما قد يحدث من تغييرات في السياسة الأمريكية بعد الانتخابات المقبلة. وأوضح أن هذا الانتظار قد يؤدي إلى استمرار حالة الجمود والتصعيد في المنطقة، مما ينعكس سلباً على فرص تحقيق السلام.

 

وفي ختام حديثه، شدد وزير الخارجية الروسي على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق تسوية شاملة للنزاع في اليمن، مشيراً إلى أن موسكو ستواصل دعمها لأي مبادرات تهدف إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. وأعرب عن أمله في أن تتكاتف الجهود الدولية للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف ويسهم في بناء مستقبل أفضل لليمن.

 

ليبيا: المنفي يدعو البرلمان للعودة للاتفاق السياسي واختيار محافظ جديد للمصرف المركزي

 

طالب رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، محمد المنفي، يوم الثلاثاء، مجلس النواب بالعودة إلى الاتفاق السياسي الذي تم تجميده بقرار أحادي، والبدء في اختيار محافظ جديد للمصرف المركزي. وأكد المنفي على أهمية عقد جلسة قانونية علنية وشفافة بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى تلبية تطلعات الشعب الليبي في إدارة موارد البلاد بكفاءة وشفافية.

 

وأوضح المنفي أن المجلس الرئاسي اضطر إلى اتخاذ قرار تشكيل مجلس إدارة لمصرف ليبيا المركزي لأول مرة منذ سنوات، بسبب تخلي المؤسسات المعنية عن مسؤولياتها. وأضاف أن الهدف من هذا القرار هو إنهاء السيطرة الفردية على المؤسسة المالية، والتي أدت إلى قرارات تسببت في معاناة واسعة للمواطنين.

 

وأكد المنفي على ضرورة الحفاظ على استقلالية مصرف ليبيا المركزي، وتطبيق مبادئ الحوكمة والقيادة الجماعية، من أجل خفض التضخم الذي يثقل كاهل الشعب الليبي.

 

وفي جانب آخر من حديثه، أعرب المنفي عن تفهمه لقلق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مشيرًا إلى أن التباس التوصيف لقرارات بعض الأطراف وتداخل الاختصاصات يثير مخاوف كبيرة. وحذر من تداعيات استمرار القرارات الأحادية التي اتخذتها بعض الجهات، والتي أدت إلى احتقان كبير في البلاد خلال الأشهر الأخيرة.

 

وأشار المنفي إلى أن المجلس الرئاسي نجح في اتخاذ تدابير أمنية واقتصادية ضرورية حافظت على استقرار العاصمة طرابلس ومؤسساتها، وخاصة مصرف ليبيا المركزي، من صراع مسلح وشيك كان يهدد أمنها واستقرارها. وشدد على أن المسؤولية الوطنية تقتضي حل الخلافات داخلياً بالحوار غير المشروط القائم على السيادة، ورفض الإملاءات الخارجية التي تعرقل جهود إنهاء معاناة الشعب.

 

وفي ختام تصريحه، أكد المنفي على التزام المجلس الرئاسي بإجراء انتخابات نزيهة تمكن الشعب الليبي من تقرير مصيره وتجديد الشرعية لمؤسساته، مشيرًا إلى أهمية منع أي محاولات لإغلاق ما تبقى من النفط في البلاد.

 

تجدر الإشارة إلى أن البرلمان الليبي شرق البلاد أعلن مؤخرًا وقف الإنتاج والتصدير في كافة حقول وموانئ النفط، بعد أزمة اندلعت على خلفية تعيين محافظ جديد للبنك المركزي. وتعد أزمة البنك المركزي أحدث مظاهر الانقسام في ليبيا، حيث تتنافس حكومتان في الشرق والغرب، وسط صراع مستمر بين فصائل مسلحة في العاصمة طرابلس.

مقالات مشابهة

  • لافروف: موسكو مستعدة لدعم جهود المصالحة في اليمن
  • المجلس الانتقالي الجنوبي يعبر عن مخاوف إماراتية من تحركات حلف قبائل حضرموت المدعوم من السعودية
  • “استمرار الاعتصام السلمي بأبين للمطالبة بالكشف عن مصير المختطف المقدم علي عشال الجعدني”
  • السعودية توجه ضربة قاضية جديدة للمجلس الانتقالي.. هذا ما حدث اليوم
  • بلاغ عن حادث بحري جنوب شرقي المخا في اليمن
  • سعي الجيش وقوات الدعم السريع للواجهات المدنية في السودان منذ حكم المجلس العسكري الانتقالي إلى الحرب الأهلية
  • مصر تتخذ إجراءات صارمة لمنع تجاوزات حفلات التخرج الجامعية
  • المجلس الانتقالي يلجأ لتعديل وفبركة صورة لقاء ‘‘المحرمي’’ بالسفير الأمريكي ويطمس العلم اليمني
  • رئيس المجلس الانتقالي عازمون على مواصلة هذا الأمر
  • مقتل شاب تحت التعذيب في سجن تابع لقوات الانتقالي في عدن