انتشار كثيف لقوات مدعومة إماراتيا لمنع احتجاجات مناوئة لها جنوب اليمن
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
شهدت مدينة عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة الثلاثاء، حالة واسعة من الانتشار الأمني والعسكري لقوات مدعومة من دولة الإمارات لوقف تجمع احتجاجي دعت له قوى قبلية، على خلفية اختطاف وإخفاء ضابط بالجيش اليمني في الأسابيع الأخيرة.
وكانت اللجنة التحضيرية لما تسمى "مليونية عشال" في إشارة إلى المقدم، علي عبدالله عشال الجعدني، الذي اختطف منذ أسابيع من قبل عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، قد دعت إلى الاحتشاد الثلاثاء في ساحة العروض في مدينة خور مكسر، شرق عدن، للمطالبة بالكشف عن مصير الرجل.
- عندما بدأت قيادات ومشائخ وأعيان محافظة أبين في عدن بالتحرك، وعملت لقاءها الموسع اليوم في قاعة الفخامة للوقوف على قضية ابنهم المختطف المقدم/ علي عبدالله عشال الجعدني، ظهر المدعو مطهر الشعيبي مدير قمع عدن في تسجيل صوتي معترفاً بأنه يعرف الجهة التي قامت باختطاف المقدم/ علي عبدالله… pic.twitter.com/dmRpklPrZF — منصة أبناء عدن (@Aden_newss) June 28, 2024
وأفاد شهود عيان ومصادر محلية لـ"عربي21" بأن قوات الانتقالي انتشرت بشكل كثيف في الشوارع الرئيسية في مداخل العاصمة المؤقتة عدن جنوبا، لمنع المواطنين القادمين من محافظات أخرى من الدخول إلى عدن فضلا عن التجمع من مناطق المدينة الساحلية.
ولم يمنع هذا الانتشار الكثيف لقوات المجلس الانتقالي الانفصالي "المواطنين من الوصول إلى ساحة العروض في خور مكسر متحدين هذه القبضة الأمنية للمجلس المدعوم من أبوظبي".
وقد رفع المحتجون صور "عشال" وسط هتافات تطالب بالكشف عن مصيره والقبض على الضالعين باختطافه واخفائه قسريا، وفق المصادر.
وتأتي هذه التظاهرة بعد قيام قبائل محافظة أبين التي ينحدر منها الضابط "علي عشال" بقطع الطريق الرئيسي الرابط بين المحافظة ومدينة عدن المحاذية لها، قبل أن تقر بنقل احتجاجها إلى الأخيرة، للمطالبة بالكشف عن مصير "عشال".
"عسكرة عدن"
وفي السياق، اتهم رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، فؤاد راشد، المجلس الانتقالي بـ "عسكرة عدن لمنع توافد الأحرار إلى ساحة العروض فيها".
وقال راشد عبر منصة "إكس" إنه رغم عسكرة مدينة عدن في تصرف غير مسؤول وانتشار المدرعات في ساحة العروض ومنع القادمين عبر نقطتي العلم ودار سعد فقد توافد الأحرار إلى الساحة وصرخوا بأعلى أصواتهم٬ أين عشال؟
وأضاف: "ألف تحية لهم فقد أعادوا إلى الأذهان كيف كان انطلاق الحراك الجنوبي وما كان يواجه من نظام عفاش (الرئيس السابق) من قمع ولكنه صمد"، على حد قوله.
رغم عسكرة مدينة عدن في تصرف غير مسؤول وانتسار المدرعات في ساحة العروض ومنع القادمين عبر نقطتي العلم ودار سعد فقد توافد الاحرار الى الساحة وصرخوا باعلى اصواتهم ( اين عشال)
الف تحية لهم فقد اعادوا الى الاذهان كيف كان انطلاق الحراك الجنوبي وما كان يواجه من نظام عفاش من قمع ولكنه صمد pic.twitter.com/MoUMcIYn2Y — فؤاد راشد (@Fuad_Rashed1) July 16, 2024
"كسر حاجز الهيمنة"
من جهة أخرى، قالت الناشطة اليمنية، وسام الصالح إن الفعالية التي شهدتها العاصمة عدن تشكل مكسبا وتطورا نوعيا يتمثل في كسر أبناء وقبائل أبين ومعهم أبناء المحافظات الجنوبية الأخرى لحاجز الهيمنة لمليشيات المجلس الانتقالي واحتكارها المستبد طوال 9 سنوات لحق المليونيات والتظاهر والفعاليات والخروج للشارع، وحرمانها للجنوبين المخالفين لها من هذا الحق وممارسة كل أشكال القمع والقتل والإرهاب والخطف والسجون كوسائل لمنع الجنوبيين من هذا الحق.
وتابعت الصالح حديثها لـ"عربي21" أن توافد الحشود الكبيرة لساحة العروض بخورمكسر كسر هذه الهيمنة ومثل بداية الانعتاق من جو الإرهاب والاستبداد الذي مورس على المواطنين منذ 2015
وأشارت "كانت فعالية أمس الثلاثاء المطالبة بمعرفة مصير المغدور المقدم "علي عشال" والقبض على الفريق الإرهابي التابع لما يسمى بجهاز مكافحة الإرهاب بقيادة شلال شائع ( مسؤول أمني تابع للانتقالي) وذراعه الأيمن يسران المقطري، ومحاكمتهم مع كافة عناصرهم الإجرامية المنفذة، "ناجحة" وتؤسس لما بعدها، رغم كل العراقيل والمنع والتقطع والتعطيل الذي نفذته أجهزة وفصائل المجلس الانتقالي الأمنية لمنع الحشود الكبيرة من دخول العاصمة عدن، ومنع المقيمين بعدن من دخول ساحة خور مكسر عبر إغلاق كل الطرق المؤدية للساحة".
واعتبرت ما قام به الانتقالي أنه "تصرف إجرامي قمعي مخالف للقانون والأعراف ولحق المواطنين بالتظاهر السلمي والتعبير عن مطالبهم وحقوقهم"، مؤكدة على أن هذه الفعالية تؤسس لانطلاق عجلة نضال جديدة هامة للمرحلة القادمة، ينطلق فيها الناس والقوى الوطنية للتصدي للوضع البائس الخاطئ الذي تعيشه البلاد، والذي تعد السجون السرية وملف الاغتيالات والخطف أحد الأوجه البشعة له.
ومنذ منتصف حزيران/ يونيو الماضي، لا يعرف مصير المقدم "عشال" بعد اختطافه من قبل عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي بالعاصمة المؤقتة عدن، واقتيد إلى جهة غير معلومة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية عدن اليمنية الإمارات المجلس الانتقالي اليمن الإمارات عدن مظاهرة المجلس الانتقالي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الانتقالی ساحة العروض مدینة عدن
إقرأ أيضاً:
تهديدات متبادلة.. هل تندلع الحرب بين أميركا وإيران وهل سيكون اليمن ساحة مواجهة؟
في تطورات متلاحقة، رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب من حدة التوتر، وقال: إن "أي هجمات من الحوثيين في اليمن سينظر إليها باعتبارها قادمة من إيران".
وبعدما توعد الجماعة بالجحيم، ذهب ترمب إلى أبعد من ذلك، محملًا إيران مسؤولية تصرفات الحوثيين.
وقد تفجرت بعد هذه الاتهامات تصريحات مسؤولين أميركيين حملت في طياتها رسائل لطهران تحذر من عواقب الاستمرار في مساندة الحوثيين، والتهديد بتوسيع نطاق العمليات لتشمل إمكانية استهداف المصالح الإيرانية القريبة من السواحل اليمنية.
الضربات الأميركية على اليمن
وبعد نفيها وجود أي علاقة لها بعمليات الحوثي، أدانت طهران بشدة الضربات الأميركية البريطانية، واعتبرتها انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، بل ودعمًا للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
وفي الوقت نفسه، توعّدت طهران بأنها سترد بحزم وصرامة على أي تحركات تنتهك سيادتها وأمنها ومصالحها، قائلة: إنها "لن تبدأ الحرب"، ومنتقدة السياسة الأميركية تجاه طهران والمنطقة.
وتتقاطع الضربات الأميركية لليمن وربط سلوك الحوثيين بسياسات إيران في المنطقة مع موقف الإدارة في البيت الأبيض نحو طهران، خاصة ما جاء في رسالة ترمب بشأن السلاح النووي للمرشد الإيراني علي خامنئي، والتي خيّره فيها بين طاولة التفاوض أو الحل العسكري.
ما يحدث بطبيعة الحال هو ترجمة لسياسة الضغوط القصوى، التي أعاد ترمب نفسه تفعيلها ضد طهران لإجبارها على التفاوض وفق شروطه.
"التحريض الإسرائيلي هو كلمة السر"
وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس تحرير صحيفة "الوفاق" الإيرانية مختار حداد أن استخدام ترمب لغة التصعيد يأتي في سياق سياسة الضغط على طهران، وسياسة الضغوط القصوى.
وفي حديث للتلفزيون العربي من طهران، ذكر حداد أن سياسة الضغوط القصوى في فترة رئاسة ترمب الأولى تمثلت في فرض عقوبات على إيران، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية صمدت في وجه هذه السياسة، بالرغم من الصعوبات التي واجهتها.
ورأى حداد أن ترمب يقوم بهذه الضغوط من خلال توتير الأجواء في المنطقة، بعد الضربات على اليمن، والتهديدات التي يطلقها ضد إيران.
وأضاف أن ترمب قال في رسالته إلى إيران - حسب بعض المعلومات غير المؤكدة - إن هناك الكثير في الولايات المتحدة لا يريدون السلام معكم، ولكن أنا أريده.
وفيما أشار إلى سلوك آخر من قبل ترمب تجاه إيران، يتمثل بتهديدها، لفت حداد إلى أن طهران أكدت ألا مفاوضات تحت التهديد وفرض شروط مسبقة، مستبعدًا أن تدخل الجمهورية الإسلامية في مفاوضات قريبة مع الرئيس الأميركي، في ظل تهديداته المتواصلة.
لكن حداد أوضح أنه في حال حدوث مفاوضات مستقبلًا بين الطرفين فستكون غير مباشرة، خلافًا لتلك التي أدت إلى الاتفاق النووي.
وأشار إلى أن التحريض الإسرائيلي هو كلمة السر في هذا الملف.
"الهدف من الضربات الأميركية على اليمن هو إيران"
من جهته، تحدث أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات عن 3 عوامل لمحاولة فهم ما يحدث في اليمن من قبل الإدارة الأميركية الحالية، الأول، يتمثل في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن واجتماعه بترمب، وحول ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع.
وفي حديث للتلفزيون العربي من الدوحة، أضاف فريحات أن الكثير من التقارير أشارت إلى أن الملف الإيراني كان على رأس المواضيع التي نوقشت.
أما العامل الثاني، بحسب فريحات، فيتمثل في مواصلة إسرائيل محاصرة "أذرع إيران" في المنطقة، بدعم من الولايات المتحدة.
وأضاف أن العامل الثالث، يتمثل في الرسالة التي وجهها ترمب إلى القيادة الإيرانية، والتي خيرهم فيها بين الاتفاق وبين الضربة العسكرية.
وأوضح فريحات أن الهدف من الضربات الأميركية على اليمن هو إيران، معربًا عن اعتقاده بأنه سيكون هناك حسم بين خيارين خلال فترة ترمب، إما توقيع اتفاق نووي بشروط الرئيس الأميركي، وإما ضربة عسكرية.
وأشار إلى أن ترمب يسعى إلى تحسين شروط الاتفاق النووي الذي وقع خلال إدارة أوباما عام 2015، ولم يستطع تحسينه خلال فترته الأولى رغم تطبيقه سياسة "الضغوط القصوى".
"يريد أن يترك انطباعًا بأنه رجل قوي"
من ناحيتها، رأت رئيسة معهد "نيولاينز" للإستراتيجيات والسياسات كارولين روز أن التصعيد في غزة، وعدم الوصول إلى وقف إطلاق النار، جعل نتنياهو يسعى إلى حلول بديلة.
وفي حديث للتلفزيون العربي من نيويورك، أضافت روز أن ما شهدناه من تصعيد في اليمن كان مؤشرًا على أن الإدارة الأميركية لا تريد فقط أن تبعث رسالة إلى إيران، بل كانت تحاول أن ترى ما إذا كان بإمكانها أن تهندس شروطًا جديدة على الأرض من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
واستبعدت أن تنجح هذه السياسة، لأن هجمات كهذه بحسب روز، لن تردع الحوثيين عن شنّ هجمات على السفن التجارية والأصول العسكرية الموجودة في البحر الأحمر.
وأعربت عن اعتقادها بأن نتنياهو يحاول تمهيد الظروف لكي يلحق به ترمب لإجراء مواجهة مع إيران، موضحة أن هذا الأمر يعتمد على ما إذا كان الرئيس الأميركي يريد التصعيد أم لا.
وأشارت روز إلى أن ترمب من خلال سياسته يريد أن يترك انطباعًا بأنه رجل قوي وصارم خاصة للناخبين في الولايات المتحدة.