في 17 من يوليو عام 1978 شهد اليمن ميلاد عهد جديد ودخل مرحلة جديدة من الحرية والديمقراطية والتنمية والبناء بتولي الرئيس الراحل علي عبدالله صالح مقاليد الحكم بعد عقود من الظلم والقهر والصراعات التي خلفها الحكم الإمامي البائد في شمال الوطن والاحتلال البربطاني في جنوبه وماتلاها من صراعات خلال الستينات والسبعينات شمالاً وجنوباً على حد سوء.

شهدت اليمن من تفجير ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر العديد من الاحداث العاصفة والانقلابات والصراعات خاصة في الربع الأخير من سبعينيات القرن الماضي والتي راح ضحيتها ثلاثة رؤوساء في اقل من سنة واحدة ليصبح تولي منصب رئيس الجمهورية مخاطرة كبيرة تراجع عنها الكثير من السياسيين والقادة البارزين.

راى علي عبدالله صالح في ذلك الحين تولي منصب الرئيس مغامرة ولكن التضحية من اجل الوطن واجباً مقدساً لايمكن رفضه أو التهرب عنه، فقرر القبول بالرئاسة في سبيل مواصلة تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين التي خاض معاركها الدامية وسطر فيها أروع الملاحم البطولية ونال بسببها أعلى المراتب في السلك العسكري وزادته احتراماً وتقديراً لدى قادته وفي اوساط زملاءه.

وبالرغم من كل المراهنات بأن الرئيس الجديد " علي عبدالله صالح" سيكون الضحية الأخرى بمجرد جلوسه على كرسي الحكم الا انه تمكن بحنكته ودهائه وشجاعته من كسر ذلك الاعتقاد السائد معلناً ميلاد وطن جديد وأثبت للعالم أجمع والاقليم خاصة انه الأجدر و الأقدر والاكفئ على قيادة سفينة الوطن الى شاطئ الأمن والأمان والاستقرار وتحقيق التنمية في كل المجالات وانعاش الحياة السياسية وعلاقة بلادنا مع كل الدول الشقيقة والصديقة.

وضع الرئيس صالح منذ اللحظات الأولى لتوليه مقاليد الحكم انهاء الصراع بين الشطرين نصب عينيه سعياً لاستكمال الجهود السابقة على طريق اعادة تحقيق الوحدة الوطنية من خلال فتح افق رحبة من الحوار بين المكونات و الاحزاب السياسية ومع قيادات الشطر الجنوبي مما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار واعادة اللحمة بين أبناء الشطرين وتهيئة الاوضاع للمنجز الوحدوي الخالد.

وعمل صالح جاهداً على نزع معظم عوامل التعصب المناطقي والمذهبي والقبلي المقيت ببث روح الاخاء والحرية والمساواة وثقافة التسامح والآلفة حتى تميز عهد الرئيس صالح السياسي واطلق عليه مراقبون بتسميتها بـ العهد الذهبي في تاريخ اليمن، وظل التسامح طيلة عهد الرئيس علي عبدالله صالح الميزة والسمة الأبرز في سلوك الرئيس صالح ومنهجيته وإدارته للحكم والسلطة.

وتأتي هذه الذكرى لتؤكد عظمة الحدث وعظمة صانعه وكما وصل الرئيس صالح الى السلطة بطريقة ديمقراطية سلمية لينهي بذلك عصر الانقلابات ليعيد الاعتبار للشرعية الدستورية مؤسساً بذلك نهجاً ديمقراطياً شوروياً بمبدأ ان يحكم الشعب اليمني نفسه بنفسه حتى سلم الحكم حقنا للدماء اليمنيين خلال احداث 2011 وفقاً لهذا النهج لخلفه الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بطريقة ديمقراطية سلسة شهدها العالم أجمع.

ولكن ضعف الرئيس هادي وانحيازه مع احد طرفي صراع 2011 رغم انه رئيس توافقي واستمرار الصراع استغلت مليشيا الحوثي ذلك بالخروج من كهوف صعدة والتمدد بدعم من الخارج واجتياح المدن وصولاً إلى اقتحام صنعاء بتواطئ إممي والسيطرة على مؤسسات الدولة والمعسكرات بقوة السلاح بدون مقاومة حقيقية من الدولة.

الأمر الذي فتح شهية واطماع الحوثيين واعتبروها فرصة لملء الفراغ والانقلاب على السلطة محاولين اعادة عقارب الساعة للوراء وماقبل فجر ثورة 26 من سبتمبر 1962م بالترويج لخرافة "الولاية" القائمة على نظرية الاصطفاء السلالي، لتأسيس ولاية عبدالملك الحوثي، وتكريس ولايته السياسية على اليمنيين وهو ما يرفضه الشعب ويقاومه منذ انقلاب الجماعة في 21 سبتمبر 2014.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: علی عبدالله صالح الرئیس صالح

إقرأ أيضاً:

التحالفات والتكتلات السياسية.. إضافة نوعية في رئاسيات 7 سبتمبر

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة