17 يوليو ميلاد الحرية والديمقراطية في اليمن
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
في 17 من يوليو عام 1978 شهد اليمن ميلاد عهد جديد ودخل مرحلة جديدة من الحرية والديمقراطية والتنمية والبناء بتولي الرئيس الراحل علي عبدالله صالح مقاليد الحكم بعد عقود من الظلم والقهر والصراعات التي خلفها الحكم الإمامي البائد في شمال الوطن والاحتلال البربطاني في جنوبه وماتلاها من صراعات خلال الستينات والسبعينات شمالاً وجنوباً على حد سوء.
شهدت اليمن من تفجير ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر العديد من الاحداث العاصفة والانقلابات والصراعات خاصة في الربع الأخير من سبعينيات القرن الماضي والتي راح ضحيتها ثلاثة رؤوساء في اقل من سنة واحدة ليصبح تولي منصب رئيس الجمهورية مخاطرة كبيرة تراجع عنها الكثير من السياسيين والقادة البارزين.
راى علي عبدالله صالح في ذلك الحين تولي منصب الرئيس مغامرة ولكن التضحية من اجل الوطن واجباً مقدساً لايمكن رفضه أو التهرب عنه، فقرر القبول بالرئاسة في سبيل مواصلة تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين التي خاض معاركها الدامية وسطر فيها أروع الملاحم البطولية ونال بسببها أعلى المراتب في السلك العسكري وزادته احتراماً وتقديراً لدى قادته وفي اوساط زملاءه.
وبالرغم من كل المراهنات بأن الرئيس الجديد " علي عبدالله صالح" سيكون الضحية الأخرى بمجرد جلوسه على كرسي الحكم الا انه تمكن بحنكته ودهائه وشجاعته من كسر ذلك الاعتقاد السائد معلناً ميلاد وطن جديد وأثبت للعالم أجمع والاقليم خاصة انه الأجدر و الأقدر والاكفئ على قيادة سفينة الوطن الى شاطئ الأمن والأمان والاستقرار وتحقيق التنمية في كل المجالات وانعاش الحياة السياسية وعلاقة بلادنا مع كل الدول الشقيقة والصديقة.
وضع الرئيس صالح منذ اللحظات الأولى لتوليه مقاليد الحكم انهاء الصراع بين الشطرين نصب عينيه سعياً لاستكمال الجهود السابقة على طريق اعادة تحقيق الوحدة الوطنية من خلال فتح افق رحبة من الحوار بين المكونات و الاحزاب السياسية ومع قيادات الشطر الجنوبي مما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار واعادة اللحمة بين أبناء الشطرين وتهيئة الاوضاع للمنجز الوحدوي الخالد.
وعمل صالح جاهداً على نزع معظم عوامل التعصب المناطقي والمذهبي والقبلي المقيت ببث روح الاخاء والحرية والمساواة وثقافة التسامح والآلفة حتى تميز عهد الرئيس صالح السياسي واطلق عليه مراقبون بتسميتها بـ العهد الذهبي في تاريخ اليمن، وظل التسامح طيلة عهد الرئيس علي عبدالله صالح الميزة والسمة الأبرز في سلوك الرئيس صالح ومنهجيته وإدارته للحكم والسلطة.
وتأتي هذه الذكرى لتؤكد عظمة الحدث وعظمة صانعه وكما وصل الرئيس صالح الى السلطة بطريقة ديمقراطية سلمية لينهي بذلك عصر الانقلابات ليعيد الاعتبار للشرعية الدستورية مؤسساً بذلك نهجاً ديمقراطياً شوروياً بمبدأ ان يحكم الشعب اليمني نفسه بنفسه حتى سلم الحكم حقنا للدماء اليمنيين خلال احداث 2011 وفقاً لهذا النهج لخلفه الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بطريقة ديمقراطية سلسة شهدها العالم أجمع.
ولكن ضعف الرئيس هادي وانحيازه مع احد طرفي صراع 2011 رغم انه رئيس توافقي واستمرار الصراع استغلت مليشيا الحوثي ذلك بالخروج من كهوف صعدة والتمدد بدعم من الخارج واجتياح المدن وصولاً إلى اقتحام صنعاء بتواطئ إممي والسيطرة على مؤسسات الدولة والمعسكرات بقوة السلاح بدون مقاومة حقيقية من الدولة.
الأمر الذي فتح شهية واطماع الحوثيين واعتبروها فرصة لملء الفراغ والانقلاب على السلطة محاولين اعادة عقارب الساعة للوراء وماقبل فجر ثورة 26 من سبتمبر 1962م بالترويج لخرافة "الولاية" القائمة على نظرية الاصطفاء السلالي، لتأسيس ولاية عبدالملك الحوثي، وتكريس ولايته السياسية على اليمنيين وهو ما يرفضه الشعب ويقاومه منذ انقلاب الجماعة في 21 سبتمبر 2014.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: علی عبدالله صالح الرئیس صالح
إقرأ أيضاً:
قيادات حزبية أردنية: مواقف الرئيس السيسي والملك عبدالله حائط صد ضد مقترحات التهجير
أكدت قيادات حزبية أردنية أن مواقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تمثل حائط الصد ضد كافة الاقتراحات ومحاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن والتي ظهرت منذ اليوم الأول للحرب على غزة ومازالت تتردد حتى اللحظة رغم قرار وقف إطلاق النار، وأشارت القيادات الحزبية إلى أن الرئيس السيسي والعاهل الأردني أول من رفضا هذه المحاولات مع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023 .
وقالت القيادات الحزبية الأردنية، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن الرئيس السيسي كان واضحا، خلال تصريحاته الصحفية بالقاهرة مع رئيس كينيا، بأن تهجير الفلسطينيين ظلم كبير لهم ولقضيتهم العادلة وحقوقهم المشروعة، مشيرا إلى أن العاهل الأردني أكد أيضا لكل مسئولي الاتحاد الأوروبي، خلال زيارته لبلجيكا الأربعاء الماضي، أن موقف الأردن راسخ في رفض فكرة التهجير والوطن البديل للفلسطينيين.
وأوضح الدكتور فوزان العبادي أمين عام حزب النهج الجديد الأردني، أنه عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اقتراحه "المرفوض" تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، قدمت القاهرة وعمان موقفهما بمنتهى الحزم في التهجير القسري للغزيين بالرفض القاطع غير محتمل النقاش، مشيرا إلى أن العاهل الأردني أعلنها بكل صراحة ووضوح في أكثر من محفل أن "الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".
وقال العبادي إن تصريحات الملك عبدالله الثاني كانت هى أيضا مسار التصريحات الأردنية على مختلف المؤسسات والهيئات والوزارات الأردنية، مشيرا إلى أن الموقف الأردني ثابت وراسخ ولا يمكن أن تحيد عنه المملكة كما أكد العاهل الأردني في زيارته الأخيرة للاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن الموقف المصري متطابق مع الموقف الأردني ولا يوجد أي تغيير فيه منذ اليوم الأول وحتى اللحظة، حيث أكد الرئيس السيسي أن تهجير الفلسطينيين لن يقبل به تحت أي ضغوط ، موضحا أن بيان وزارة الخارجية المصرية يؤكد على استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، ليحبط بذلك تصفية القضية الفلسطينية.
وأكد أمين عام حزب الأنصار الأردني عوني الرجوب، أن كافة المحاولات والاقتراحات بشأن تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة الغربية ستفشل نظرا لقوة الرفض المصري الأردني المشترك ، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني نفسه رد على هذه الاقتراحات والمحاولات عبر طوفانه البشري خلال مشاهد العودة إلى شمال غزة.
وأضاف الرجوب، أن الموقف المصري الأردني لم ولن يتغير منذ بداية الحديث عن تهجير الفلسطينيين وهو الرفض القاطع منعا لتصفية القضية الفلسطينية وإيمانا بأن الشعب الفلسطيني لديه حقوقه المشروعة وهى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن القاهرة وعمان لديهما الإصرار بدفع عملية السلام مرة أخرى من أجل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة.
وأشار إلى أن صلابة وقوة الموقف المصري الأردني وصمود الشعب الفلسطيني ضد آلة الحرب الإسرائيلية ومشهد عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة والذي تم بثه على كافة وسائل الإعلام العالمية يمثل رسالة قوية للعالم أجمع ، ولمن يتحدث ويقترح تهجير الفلسطينيين، أن الأمر بالفعل خط أحمر للقاهرة وعمان .
بدوره، لفت عبدالله حسان الفاعوري القيادي بحزب المستقبل والحياة الأردني، إلى أن القاهرة وعمان لديهما دور تاريخي مع القضية الفلسطينية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مؤكدا أن مصر والأردن لن يسمحا بالتهجير على حساب القضية الفلسطينية ورسالتهما دائما للشعب الفلسطيني أن يتمسك بأرضه ووطنه.
وشدد على ضرورة أن تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية، موقفا متوازنا وعادلا يؤهلها للقيام بدور الوسيط غير المنحاز الضامن لاتفاقيات السلام، مطالبا الإدارة الأمريكية الجديدة بأن تضع خارطة طريق تحقق السلام العادل والشامل ويحقق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة بأسرها.