لجريدة عمان:
2024-11-24@22:29:26 GMT

هل يمكن إخضاع التجارب الدينية للبحث العلمي؟

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

هل يمكن إخضاع التجارب الدينية للبحث العلمي؟

من الأمور التي تتميز بها علوم الطبيعة، أنها تنظر إلى الظواهر الطبيعية بعين المساواة بل تعد المساواة من أهم الخصائص التي يتميز بها القانون الطبيعي، فمثلا قانون تمدد المعادن بالحرارة هو قانون عام يمكن لأي إنسان على وجه البسيطة أن يتحقق من صحته، وبغض النظر عن جنسه ولونه وعقيدته وشهادته العلمية، فالقانون الطبيعي لا يحابي أحدًا لغناه أو لوجاهته أو منصبه أو درجته العلمية، وهذه الصفة تسمى بالعمومية في الظواهر الطبيعية، وهي تعني وببساطة أن البشر متساوون ولا فرق بينهم أمام قوانين الطبيعة، فمن يعرض نفسه للنار يحرق، ومن يسقط من شاهق على أرض صلبة ودون وجود موانع تكسر عظامه، وبناء على هذه الصفة -صفة العمومية- سعى البعض للقيام بدراسات على صنف معين من التجارب الدينية، وهي التجارب الدينية التي تمتاز بصفة العموم على الأقل في بعض جوانبها، وبهذه الصفة تقترب من كونها ظاهرة طبيعية يمكن إخضاعها للبحث العلمي، فقد لوحظت هذه التجارب الدينية في مختلف الديانات وكل ما تحتاج له هو مران وتدريب خاص، يقوم به الخواص من كل دين ومذهب بأساليب تتناسب مع العقائد التي يؤمنون بها، وتختلف المسميات في كل دين، ففي الإسلام عادة يسمى من يقوم بهذه التجارب بالعرفاء أو المتصوفة، وهي حالة روحية يصل لها هؤلاء العرفاء والمتصوفة، بحيث يفقدون معها شعورهم بذواتهم فلا يحسون بذواتهم منفصلة عن محيطهم، فهم وكل ما في الكون وحدة واحدة، وربما هي الحالة التي يعبرون عنها في الأدبيات الإسلامية بالذوبان في الذات الإلهية وقد يسميها البعض بالحلول، ويعبرون عن ذلك في كلماتهم، فمن العبارات المنسوبة للحسين بن منصور المعروف بالحلاج وهو من المتصوفة المعروفين والذين اتهموا أيضا من قبل البعض بالزندقة قوله «أنا الذي أحبه والذي أحبه أنا، نحن روحان ساكنان في جسد واحد، إذا رأيتني تراه، وإذا رأيته ترانا كلينا»، وهناك عبارة تنسب إلى أبي يزيد البسطامي يقول فيها: «فنظرت إليه بعين الحق وقلت له من هذا ؟ قال: ما هذا أنا ولا غيري لا إله إلا أنا».

كما نجد أن مفهوم ذوبان الذات موجود في الأدبيات اليهودية أيضا، فالحاخام اليهودي المتصوف العازار له عبارات شبيهة يقول فيها «انسَ نفسك وأنت تصلي، تذكر فقط إنك تصلي من أجل الحضور الإلهي، يمكنك بعد ذلك الدخول إلى عالم الأفكار، وهي حالة من الوعي تتجاوز الزمن، كل شيء في هذا العالم هو نفسه، الحياة والموت، الأرض والبحر...ولكن لكي تدخل هذا العالم يجب عليك أن تتخلى عن غرورك وتنسى كل مشاكلك» وله عبارة أخرى يقول فيها «إذا كنت تعتبر نفسك شيء، وتصلي له من أجل احتياجاتك، فالله لا يستطيع أن يتلبسك، الله لا نهائي ولا يمكن احتجازه في أي وعاء لم يذب في العدم»

بل نجد بعض العبارات في الكتاب المقدس عند الهندوس يشير إلى المفهوم نفسه حيث ورد ما معناه «تذوب الذات المنفصلة في بحر الوعي النقي اللانهائي والخالد»، ويعرف عند الصينيين الأشخاص الذين يعيشون حالة شبيهة بالعرفاء والمتصوفة عند المسلمين بالطاوي مع فارق في تفسير الحالة ناتجة عن اختلاف العقيدة، ويصفون هذا الطاوي بأنه يتجاوز الشؤون الدنيوية أولا ثم الأشياء المادية، وأخيرًا حتى وجوده الخاص، من خلال عدم التعلق خطوة تلو أخرى حتى يحقق الاستنارة الكاملة ويكون قادرًا على رؤية كل الأشياء كشيء واحد.

وقد أثارت هذه الحالة وبعض العبارات التي ذكرتها والتي تصف الحالة الذهنية والنفسية لهذه الفئة من الناس من الديانات والمذاهب المختلفة، بعض العلماء المهتمين بدراسة التجارب الدينية وإخضاعها للبحث العلمي، ومحاولة التعرف على الحالة الذهنية التي يعيشها هؤلاء، حيث إن هؤلاء الأشخاص -على الرغم من أنهم ينتمون إلى أديان مختلفة- إلا أن الحالة العامة التي يشعرون بها شبيهة؛ إذ أنهم لا يشعرون بانفصال ذواتهم عن المحيط فهم والكون كله وحدة واحدة لا تمايز بينها.

ومن هؤلاء الباحثين أندرو نيوبرج وإيجين داويلي، والأول هو أستاذ مساعد في قسم الطب النووي ومحاضر في قسم الدراسات الدينية في جامعة بنسلفينيا في الولايات المتحدة، وتتركز أبحاثه حول أثر التجارب الدينية المذكورة على الجهاز العصبي للإنسان، أما الثاني فهو أستاذ مساعد في قسم الطب النفسي بجامعة بنسلفيانيا وقد توفي عام ١٩٩٨.

وقد قام الأول بنشر أربع أوراق علمية حول هذه التجارب الدينية في مجلات علمية محكمة بين عام ١٩٩٣ وعام ٢٠٠٠ ميلادية.

كما قام الاثنان معا بإصدار كتاب عام ٢٠٠١م، بعنوان Why God won’t Go Away الذي يمكن ترجمته بـ«لماذا لن يرحل الإله»، وفي هذا الكتاب قام الباحثان بجمع ومحاولة تفسير الدراسات البحثية المنشورة والمتعلقة بهذا الموضوع وقاما بطرح نظريتهما.

ومن المهم وقبل التعرض إلي نظريتهما، التأكيد على عدد من الأمور التي قد تسبب لَبسا لدى القارئ، أو تجعله يصل إلي استنتاجات غير صحيحة، فهدف هذه الدراسات ليست تشخيص صحة ما يدعيه هؤلاء الأشخاص أو إثبات خطئه، ولكن هذه التجارب تحاول أن تصف الحالة الذهنية لهؤلاء الأفراد، والمقصود بالحالة الذهنية هنا، حالة الدماغ من حيث تركيز المواد الكيميائية المختلفة التي تُلاحظ أثناء القيام بهذه التجارب، وأجزاء الدماغ الأكثر تفاعلا وحضورا، ومن ثم محاولة ربط ذلك بسلوكهم إن أمكن، فالمُلاحظ أن هؤلاء يعيشون حالة من الهدوء والاطمئنان النفسي، فما الذي يجعلهم يعيشون هذا الشعور؟ وما الحالة الذهنية التي يصلون إليها أثناء ممارستهم لطقوسهم وتجعلهم يصلون إلي هذه الحالة من الهدوء النفسي؟.

لقد أثبتت العديد من الدراسات أن الهدوء والاطمئنان النفسي ينعكسان عمليا على الجسم من خلال إفرازات كيميائية معينة، وبغضّ النظر عن الجدل حول ما إذا كانت هذه الكيميائيات هي المسببة للهدوء والاطمئنان النفسي أم أنها ناتجة عن الحالة النفسية. فهل يمكن ملاحظة هذه التغيرات الكيميائية المختلفة عند هؤلاء الأشخاص من الأديان عندما يمارسون طقوسهم ويصلون إلى قمة التركيز في الطقوس التي يقومون بها؟

كما أن بعض الدراسات تشير إلي أن مراكز معينة في الدماغ هي التي تنشط أو يقل نشاطها في حالات الهدوء النفسي، ويمكن الكشف عنها من خلال تجارب معينة توضح كميات الدم المتدفقة إلى تلك المناطق.

وكما نلاحظ فإن هذه الدراسات والتجارب العلمية، هي علمية بحق؛ فهي لا تحاول أن تدرس جوانب لا يمكن قياسها والكشف عنها بالتجربة والملاحظة، فتركيز المواد الكيميائية وملاحظة مراكز الدماغ المختلفة وتدفقات الدم فيها يمكن قياسها وإخضاعها للتجربة والرصد.

ومما يجدر ذكره والتنبيه إليه أيضا، هو أننا لا نستطع تقييم التجارب العلمية المذكورة بدقة كافية، لمعرفة نقاط القوة والضعف فيها، ولكننا اعتمدنا فيما سنذكره على ما استنتجه هذان العالمان، رغبة منا في إطلاع القرّاء المهتمين بما وصلت إليه الأبحاث العلمية وما تحاول الكشف عنه.

فمن الأنشطة الدماغية المهمة التي قد لا نلتفت إليها، هي قدرة الإنسان والكائن الحي عموما على التفريق بين ما ينتمي لجسده وبين ما هو خارج عنه، فعندما تصافح أحد أصدقائك وتلتصق يدك بيده، فأنت تدرك أين ينتهي جسدك على الرغم التصاق يدك بيده، فهناك مراكز معينة في الدماغ وظيفتها تحديد ذلك. وهناك بعض الناس يصابون بمرض معين، يضعف عندهم مركز الدماغ هذا، فيتعسّر عليهم التفريق بين ما ينتمي لجسده وبين ما هو خارج عنه، ولذا فإن عملا بسيطا كوضع الرأس على الوسادة، يعد عملا شاقا جدا على هؤلاء؛ وذلك لأن المركز المخصص في الدماغ للتفريق بين ما هو من جسم الإنسان وبين ما هو خارجه أصابه العطب، فلا يستطيع أن يقدّر المسافة الصحيحة بين الرأس والوسادة.

ويدرك العاملون في مجال الذكاء الاصطناعي التحديات التي تواجههم في هذا الخصوص، فمن أصعب الأمور التي تواجههم هو كيف يمكن للروبوتات أن تفرّق بين الأجزاء التي تُعدّ جزءا منها من تلك الأخرى التي لا تُعدّ، وذلك عند حدوث تلامس بينهما.

وقد قام العالمان المذكوران بتجارب عديدة على فئتين، الفئة الأولى هم أشخاص من الخبراء والمتمرسين الذين يقومون بما يعرف بنشاط اليوجا، والفئة الثانية عدد من الراهبات المسيحيات، وتدّعي الفئة الأولى أنها عندما تصل إلى قمة تركيزها في طقوسها فإنها تشعر أنها والكون كله وحدة واحدة، وتفقد شعورها بذاتها، بينما تدعي الراهبات المسيحيات أنهن عندما يصلن إلى قمة تركيزهن في طقوسهن فإنهن يتصلن بالمسيح المطلق وتضمحل ذواتهن في ذاته المتعالية.

وقد حاول العالمان دراسة الحالة الذهنية لهاتين الفئتين والتعرّف على ما يحدث لهما، وقد لاحظا أمرا مثيرا للاهتمام، فقد لاحظا أن المركز المُخصص في الدماغ الذي يقوم بتحديد حدود الجسم والحيّز الذي يشغله ويفرق بين ما هو جزء منه وما هو خارج عنه، يضعف بصورة لافتة للنظر، ويقل فيه تدفق الدم بصورة واضحة وملحوظة، مما يشير إلى انخفاض حاد في نشاطه، وهذا أمر نادر الحدوث، ففي الأنشطة المعتادة يبقى هذا المركز نشِطا ويعمل بصورته الطبيعية، ومن هنا فقد توصل الباحثان إلى أنّ ما تدّعيه هاتان الفئتان اللتان خضعتا للتجارب صحيح تمام، فعندما يضعف هذا المركز في الدماغ، فإن الإنسان يفقد إحساسه بحدود جسده ويجد نفسه والمحيط الذي يحيط به بل والكون كله سواء، ولذا فإن حواس الإنسان لا تتعامل مع المحيط وكأنه شيء منفصل عنها، بل تتعامل معه وكأنه جزء من كيانها لأن الدماغ لم يعد يفرّق بين ما يحيط به وبين جسد الإنسان.

ولأن الدماغ لا يستقبل معلومات عن المحيط من حوله فكل شيء حوله غدا جزءا منه ومن كيانه، فيحاول الدماغ تفسير هذا التمدد الحاصل لكيانه، وهنا يقوم الدماغ بإسقاط قناعاته المخزونة على الحالة التي يعيشها، فالمسيحيون يظنون أنهم تواصلوا مع المسيح الذين يؤمنون به، والآخرون والذين لا يؤمنون بوجود الإله يدّعون أنهم اندكّوا في هذا العالم وغدا البحر والأرض والسماء جزءا منهم، وذابت الأنا في هذا الكون وما فيه.

ومن هنا وبمجرد فقدان الشعور بحدود الجسم وأنه وكل ما في هذا الكون سواء، فإن كل الأمراض النفسية لا يعود لها داع؛ فالحسد والحقد والخوف كل ذلك لا وجود له في عالم لا وجود لشيء فيه سوى هذه الأنا الكونية،، فيشعر هؤلاء بالطمأنينة والهدوء النفسي.

وختاما لابد من التأكيد على أن هذه الدراسات العلمية لا تعدو في الوقت الحالي سوى كونها فرضيات علمية جميلة مدعومة ببعض التجارب العلمية، ولربما في المستقبل القريب قد تبرز تجارب أخرى تدعم هذه الفرضية أو تنفيها، لكن ما نهدف إليه من طرح هذه النظرية هو أن نوضح للقارئ الكريم وللمهتمين الاتجاهات العلمية الحديثة في دراسة التجارب الدينية.

وأخيرا فالملاحظ أن هذه التجارب الدينية اقتصرت على بعض الراهبات وبعض ممارسي اليوجا، فهل يجدر القيام بها على أصحاب التوجهات الصوفية والعرفاء من المسلمين؟ وهل من الصحيح القيام بذلك؟ وأخيرا هل يجدر بمجتمعاتنا الإسلامية الخوض في مثل هذه البحوث؟!

أ. د. حيدر بن أحمد اللواتي -كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه التجارب فی الدماغ بین ما هو فی هذا

إقرأ أيضاً:

فيرستابن ينطلق من المركز الخامس في جائزة لاس فيغاس الكبرى

سينطلق الهولندي ماكس فيرستابن (ريد بول) بطل العالم في آخر ثلاث سنوات من المركز الخامس في جائزة لاس فيغاس الكبرى، المرحلة الثانية والعشرين من بطولة العالم في الفورمولا واحد غدا الأحد، أمام مطارده البريطاني لاندو نوريس (ماكلارين)، فيما تصدر التجارب الرسمية البريطاني جورج راسل (مرسيدس).

وهذه المرة الثالثة ينطلق فيها راسل من المركز الأول هذا الموسم، علما انه يحتل المركز السادس في ترتيب السائقين ضمن بطولة العالم. وجاء الإسباني كارلوس ساينس جونيور (فيراري) ثانيا أمام الفرنسي بيار غاسلي (ألبين)، في ليلة باردة بلغت فيها درجة الحرارة 13 مئوية.

ويتصدر فيرستابن ترتيب السائقين مع 393 نقطة مقابل 331 لنوريس و307 لشارل لوكلير سائق فيراري، قبل ثلاثة سباقات من نهاية الموسم.

يحتاج فيرستابن (27 عاما) للاحتفاظ بلقبه إما إلى الفوز في لاس فيغاس أو إنهاء السباق أمام نوريس، أو عدم حلول سائق ماكلارين في المراكز الثمانية الأولى.

وأنهى الهولندي فترة عجاف استمرت 10 جوائز كبرى من دون فوز، بانتصار تاريخي بعد انطلاقه من المركز السابع عشر في جائزة البرازيل الكبرى على حلبة إنترلاغوس قبل ثلاثة أسابيع.

وعن تجاربه الرسمية، قال فيرستابن "أعتقد اننا قدمنا أفضل ما لدينا نظرا لما نملك"، فيما رأى نوريس انه واجه مسارا "لا يتوافق مع خصائص" سيارته ماكلارين.

تابع فيرستابن "على الأقل تقدمنا على ماكلارين. لم أتوقع هذا الأمر لذا هو جيد... نحن بطيئون نوعا ما. عانينا لتأقلم الإطارات وكنا بطيئين في الخطوط المستقيمة".

وقال راسل الذي سينطلق للمرة الرابعة في مسيرته من المركز الأول "شعور العودة إلى المركز الأول رائع. عرفت أن اللفة الأخيرة ستكون حاسمة. تعيّن علينا تغيير الجناح الأمامي ولم أكن متأكدا من اجتياز خط الوصول".

تابع "أشعر بالثقة وعلينا نقلها إلى السباق".

بدوره، قال ساينس "كانت تجارب معقدة ومتقاربة. أنا أقرب إلى المركز الأول مما توقعت، وعلينا التحلي بالثقة للمنافسة على المقدمة أكثر مما فعلنا في التجارب".

ووصف غاسلي أداءه في التجارب بـ"الرائع" و"المذهل".

وكان فيرستابن الذي قد يصبح سادس سائق يحرز لقب بطولة العالم أربع مرات أو أكثر، توّج عام 2023 في لاس فيغاس.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة المنصورة يفتتح الملتقى الطلابي الأول للبحث العلمى والابتكار
  • رئيس جامعة المنصورة يفتتح الملتقى الطلابي الأول للبحث العلمي والابتكار بكلية العلوم
  • فرستابن يحشد أسلحته لسباق لاس فيغاس
  • أكثر من 60 ألف زائر لفعاليات حي حراء الثقافي
  • كل اليهود لإسرائيل جنود / الجزء الرابع
  • فيرستابن ينطلق من المركز الخامس في جائزة لاس فيغاس الكبرى
  • راسل الأسرع في التجارب الأخيرة لجائزة لاس فيجاس
  • راسل الأسرع في التجارب الأخيرة لسباق لاس فيغاس
  • أولمرت: الصهيونية الدينية أخطر على إسرائيل من التهديدات الخارجية وجيشنا ارتكب جرائم حرب
  • هاميلتون الأسرع في التجارب الأولى بجائزة لاس فيجاس