سواليف:
2025-01-31@14:42:20 GMT

أفعى سامة تهدد أمن الأردنيين بسبب التغير المناخي

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

#سواليف

بعد نحو 10 أيام من دخوله المستشفى، لقي الشاب الأردني عمار عبيدات حتفه، نتيجة تمكن سم “أفعى فلسطين” من الانتشار في جسده، في محافظة أربد شمالي الأردن، والتي تعد واحدة من المحافظات التي ينتشر بها هذا النوع من الأفاعي.

عبيدات لم يكن الحالة الأولى من نوعها، إذ عادةً ما تتسبب “أفعى فلسطين” في عدد من الوفيات  في الأردن وفلسطين المحتلة، لكن العدد في فلسطين أكبر بفارق كبير، إذ يبلغ 300 حالة لدغ سنويا، حتى إن الحيوانات لم تسلم من تلك الأفعى؛ إذ يصل عدد حالات اللدغ بين الخيول والماشية إلى 130- 150 حالة لدغ سنويا وعلى الأغلب تنتهي بالوفاة، وفق دراسة نشرتها جامعة “جرش الأردنية”.

وتشير الأبحاث التي أعدها الأستاذ في علوم البيولوجيا، الدكتور بشير جرار، إلى أن أفعى فلسطين تُعد واحدة من أخطر الأفاعي السامة المنتشرة في الأردن وفلسطين ولبنان، وهي من أكثر الأفاعي المسببة لحالات اللدغ في المحيط الذي توجد فيه والتي ينتج عنها إمّا الوفاة أو بتر الجزء المصاب، وتتصدر الموقع الثاني ضمن قائمة أخطر الأفاعي في الشرق الأوسط تتقدم عليها “الأفعى المقرنة الكاذبة”.

مقالات ذات صلة يحيى شقير .. احمد حسن الزعبي ليس سارقا ولا قاتلا ناهبا إنما أديب وقوة ثراثية نادرة 2024/07/17 التغير المناخي يزيد من شراستها

بالرغم من وجودها منذ أعوام طويلة، فإن ثمة تغيرات مقلقة تتمثل في انتشار “أفعى فلسطين” الواسع، فبعد أن كانت توجد في عدد من المحافظات الشمالية في الأردن مثل إربد وجرش وعجلون، أصبحت تشاهد في أطراف العاصمة عمان و في محافظات الجنوب وأطراف البادية.

الأستاذ في علوم البيولوجيا في جامعة جرش، بشير جرار، ومعد البحث في حديثه للجزيرة نت يقول: “عادة ما تنتشر أفعى فلسطين  بداية الربيع وخلال شهور فصل الصيف كاملة، وتنشط خلال الساعات الأولى من الغروب وتخرج ليلا وأثناء النهار في المناطق الشجرية، وتفضل الوجود بالقرب من المنازل ولا تهوى المسطحات المائية ولا تشاهد في المناطق الصحراوية، إلا أن التغير المناخي غيّر من عاداتها”.

ويضيف جرار أن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة أسهم في تقليل مدة بيات أفعى فلسطين الشتوي، فبدلا من شهرين لـ3 أشهر، أصبح يقتصر بياتها على أسابيع معدودة، وأثرت درجات الحرارة المرتفعة على تقليل فترة حضانة البيض إذ تضع 22 بيضة خلال أيام قليلة، بعد أن كانت تحتضنه من 6 إلى 7 أسابيع.

هذه جميعها عوامل أسهمت في زيادة نشاط أفعى فلسطين ليلا ونهارا، ومنحتها فرصة للظهور في البيئة لفترات أطول، وزيادة عدائها، ووصولها لمناطق أكبر لم تكن موجودة فيها قبل سنوات، إذ أصبحت تذهب لمناطق ساخنة أكثر، وفق جرار.

عادة ما تنتشر أفعى فلسطين  بداية الربيع وخلال شهور فصل الصيف كاملة وتنشط خلال الساعات الأولى من الغروب وتخرج ليلا ونهارا في المناطق الشجرية (الجزيرة) سمّ مختلف

ويتفق خبير الأفاعي ياسين الصقور، مع أن التغير المناخي ساعد في زيادة شراسة ونشاط أفعى فلسطين، ولكنه يرى أن ثمة عوامل بشرية أسهمت أيضا  في ذلك وتتمثل في عادة قتل الأفاعي غير السامّة التي خُلقت لافتراس الأفاعي السامة، يقول في حديثه للجزيرة نت: “يوميا أشهد حالات لقتل أفاعي جُلها غير سامّ وهذا بدوره يمنح الأفاعي السامة فرصة الانتشار، ويفضل دائما عند مشاهدة أفعى بالقرب من المنزل عدم الاقتراب منها والتواصل مع الجهات المعنية”.

ويمكن تمييز أفعى فلسطين من ضخامة رأسها المثلث، وجسمها الممتلئ، وذيلها القصير. أما عن أعراض لدغتها، فتسبب ألمًا مبرّحًا في مكان اللدغة، وورما بعد ذلك، ثم تبدأ في التقرّح والاسوداد، ويعود ذلك إلى قدرة السمّ على تكسير كريّات الدم الحمراء وإتلاف شبكة الأوعية الدموية، والتسبب بنزيف دموي.

بدوره، يؤكد الصقور الذي تعرض لـ3 لدغات أفاعٍ، إحداها لدغة من أفعى فلسطين كادت أن تودي بحياته، بعد أن استنجدت به عائلة أردنية شاهدت أفاعي بالقرب من منزلها، في منطقة الغور، شمالي الأردن، وعند وصوله تفاجأ الصقور بـ7 من أفاعي فلسطين، إلا أن إحداها غافلته بلدغة أدخلته العناية المشددة 12 يوما، ولكنه كان يملك الترياق احتياطًا بوقت سابق فأسهم ذلك في إنقاذ حياته.

تتسبب أفعى فلسطين كل عام في 60 حالة لدغ بالأردن، ويبلغ عدد الوفيات بمعدل 5 على الأقل، يقول جرار إن: “هذا الرقم كبير بالنسبة للوفيات، أما من يبقى على قيد الحياة، ونتيجة لعدم حصولهم على العلاج المناسب فيتسبّب عدم توفر المصل الخاص بلدغة أفعى فلسطين في الأردن لهم في عاهة أو قد يُبتر الجزء المصاب”.

ويتابع أن “تكلفة علاج اللدغة الواحدة 40 ألف دولار، لا يستطيع المواطن دفعها، وفي الحالات التي يتمكنون من الحصول عليها يكون السم قد استفحل في جسد المصاب كما حدث مع حالة الشاب عبيدات، وعادة ما يتم التعامل مع المصاب بمنحه ترياقا عامًّا إلا أنه غير كاف”.

خبير الأفاعي ياسين الصقور (الجزيرة) إرث يخشى منه وعليه

تثير الأفعى تخوفات لدى الأردنيين والفلسطينيين، خلال هذه الفترة من العام، يقابلها تحذيرات من انتشارها. من جهة أخرى يقلل حقوقيون بيئيون من خطرها، ويطالبون بعدم قتلها، والحفاظ عليها كرمز وطني .

يتفق جرار مع ذلك، ويقول إن أفعى فلسطين “مهددة بالانقراض ويجب ألا تقتل عند وجودها في الطبيعة، لأن لها دورًا أساسيًّا في توازن البيئة، أما إذا وجدت في البيت فيمكن قتلها أو يترك لها المجال للخروج، و إذا شوهدت في بيئتها الطبيعية يجب أن لا تقتل ويُبتعد عنها فقط”.

وعن المطالبات بالحفاظ عليها، يؤكد جرار أن “هناك محاولات كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي لمحو اسم فلسطين ونسبتها لهم، وبالفعل قامت حكومة الاحتلال بتغيير اسمها محليا إلى الحية الوطنية، وسعت إلى تغيير الاسم على نطاق أوسع كمحو اسم فلسطين من المصادر العلمية العالمية التي تعترف باسمها الحقيقي “أفعى فلسطين”، ولكنها فشلت في ذلك، وكانت اقترحت تغيير اسمها العلمي في أحد المنتديات العالمية ولكنها لم تستطع بعد أن تصدّى علماء البيئة النرويجيون والسويديون للفكرة”.

وتشيع العديد من الأسماء التي تطلق على أفعى فلسطين وهي (الرقطاء والربداء والزعراء والحيزاء)، إلا أن الكثيرين يصرّون على تسميتها بـ”أفعى فلسطين” نسبة للمكان التي وثقت فيه ومنعًا لسرقتها ثقافيًّا من قبل الاحتلال، وحفاظا على إرث يخشى منه وعليه.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف التغیر المناخی أفعى فلسطین فی الأردن إلا أن بعد أن

إقرأ أيضاً:

لماذا أُعارض فتح باب الاشتراك الاختياري بالضمان لغير الأردنيين.؟

#سواليف

لماذا أُعارض فتح #باب_الاشتراك_الاختياري بالضمان لغير الأردنيين.؟

كتب… #خبير_التأمينات والحماية الإجتماعية- #موسى_الصبيحي

كتبت وتواصلت مع العديد من النواب معارضاً التعديل المقترح على قانون الضمان الاجتماعي الذي يفتح باب الانتساب الاختياري لغير الأردنيين.

مقالات ذات صلة ترمب يعتزم سحب القوات الأميركية من سورية وتل أبيب قلقة 2025/01/29

وقلت بأن فتح هذا الانتساب على إطلاقه لغير الأردنيين غير صحيح وقد يؤزّم الوضع المالي للضمان مستقبلاً، وذلك كون المشترك اختيارياً يشترك بتأمين الشيخوخة والعجز والوفاة، وهو التأمين الأساسي المُثقَل بالعبء التقاعدي والمرشّح للعجز المالي مستقبلاً كما تشير الدراسات الإكتوارية، وكما تدلّ على ذلك نفقات رواتب تقاعد الشيخوخة والمبكر واعتلال العجز الطبيعي والوفاة الطبيعية.

وللإحاطة فإن أول قانون ضمان صدر في المملكة سنة 1978 (قانون الضمان المؤقت رقم 30 لسنة 1978) نص على الانتساب الاختياري وكان مفتوحاً لكل مؤمّن عليه بصرف النظر ما إذا كان أردنياً أم غير أردني، وكانت تجربة أولى ثبتَ في تشريعات لاحقة وعبر التطبيق عدم جدواها اقتصادياً ومالياً، وكان لا بد من قصرها على الأردنيين فقط كنوع من التمكين والحماية للمواطن، وهذا ما حصل لاحقاً.

برأيي يجب أن يتوقف التعديل المقترَح وإذا أردنا أن نتوسع إتاحة الانتساب الاختياري إلى تأمين الشيخوخة والعجز والوفاة اغير الأردنيين، فعلينا أن نقتصر على المقيمين على أرض المملكة من الفئات غير الأردنية التالية:

١) أبناء الأردنيات.
٢) أزواج الأردنيات.
٣) زوجات الأردنيين.
٤) أبناء قطاع غزة والضفة.

فهؤلاء جميعاً يعيشون بيننا وموجودون على أرض المملكة بشكل دائم ومن حقهم علينا أن نحميهم ونوفر لهم المُمكّنات التشريعية اللازمة. وما عداهم من غير الأردنيين فنحميهم بتشريعات الضمان أثناء العمل فقط، ولا نسمح بانتسابهم بصفة اختيارية لأن المآلات المتوقّعة ستكون على حساب الأردنيين. فليس من المصلحة تمكين غير الأردنيين من الحصول على راتب تقاعد الضمان، ولنعلم بأن القانون عندما نصّ على الانتساب الاختياري للأردني ذكر الهدف منه حرفياً؛ ( لغايات حصوله على راتب التقاعد المبكر أو راتب تقاعد الشيخوخة أو راتب تقاعدالشيخوخة الوجوبي أو راتب اعتلال العجز الكلي الطبيعي الدائم أو راتب اعتلال العجز الجزئي الطبيعي الدائم أو راتب تقاعد الوفاة الطبيعية).

هل عرفتم الآن لماذا أُعارض فتح باب الانتساب الاختياري لغير الأردنيين باستثناء الفئات المذكورة.؟!

مقالات مشابهة

  • العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة التي تحطمت في واشنطن
  • رابطة الكُتاب الأردنيين في يوبيلها الذهبي.. ذاكرة موشومة بالصبر وجمر الكلمات
  • مذكرة تفاهم بين كرسي التغير المناخي بجامعة الملك سعود و “هيئة تطوير محمية الإمام تركي”
  • الدفاع التركية تؤكد وقوفها مع سوريا ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها ووحدتها
  • «التغير المناخي والبيئة» تؤكد خلو أسواق الدولة من منتجات كوكاكولا تحتوي على مستويات غير اعتيادية من الكلورات
  • أطباء يجرون جراحة لإنقاذ أفعى جسمها منتفخ ..فيديو
  • بسبب مماطلة إسرائيل..حماس تهدد بتأخير إطلاق المحتجزين في غزة
  • لماذا أُعارض فتح باب الاشتراك الاختياري بالضمان لغير الأردنيين.؟
  • أحمد الشرقاوي: الأفاعي ستظل ترتع حتى تطبق المنظمات الدولية ما تردده من شعارات
  • لازاريني: عمل الأونروا في فلسطين سيتعطل بسبب الحظر الصهيوني