سواليف:
2024-08-27@11:38:07 GMT

أفعى سامة تهدد أمن الأردنيين بسبب التغير المناخي

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

#سواليف

بعد نحو 10 أيام من دخوله المستشفى، لقي الشاب الأردني عمار عبيدات حتفه، نتيجة تمكن سم “أفعى فلسطين” من الانتشار في جسده، في محافظة أربد شمالي الأردن، والتي تعد واحدة من المحافظات التي ينتشر بها هذا النوع من الأفاعي.

عبيدات لم يكن الحالة الأولى من نوعها، إذ عادةً ما تتسبب “أفعى فلسطين” في عدد من الوفيات  في الأردن وفلسطين المحتلة، لكن العدد في فلسطين أكبر بفارق كبير، إذ يبلغ 300 حالة لدغ سنويا، حتى إن الحيوانات لم تسلم من تلك الأفعى؛ إذ يصل عدد حالات اللدغ بين الخيول والماشية إلى 130- 150 حالة لدغ سنويا وعلى الأغلب تنتهي بالوفاة، وفق دراسة نشرتها جامعة “جرش الأردنية”.

وتشير الأبحاث التي أعدها الأستاذ في علوم البيولوجيا، الدكتور بشير جرار، إلى أن أفعى فلسطين تُعد واحدة من أخطر الأفاعي السامة المنتشرة في الأردن وفلسطين ولبنان، وهي من أكثر الأفاعي المسببة لحالات اللدغ في المحيط الذي توجد فيه والتي ينتج عنها إمّا الوفاة أو بتر الجزء المصاب، وتتصدر الموقع الثاني ضمن قائمة أخطر الأفاعي في الشرق الأوسط تتقدم عليها “الأفعى المقرنة الكاذبة”.

مقالات ذات صلة يحيى شقير .. احمد حسن الزعبي ليس سارقا ولا قاتلا ناهبا إنما أديب وقوة ثراثية نادرة 2024/07/17 التغير المناخي يزيد من شراستها

بالرغم من وجودها منذ أعوام طويلة، فإن ثمة تغيرات مقلقة تتمثل في انتشار “أفعى فلسطين” الواسع، فبعد أن كانت توجد في عدد من المحافظات الشمالية في الأردن مثل إربد وجرش وعجلون، أصبحت تشاهد في أطراف العاصمة عمان و في محافظات الجنوب وأطراف البادية.

الأستاذ في علوم البيولوجيا في جامعة جرش، بشير جرار، ومعد البحث في حديثه للجزيرة نت يقول: “عادة ما تنتشر أفعى فلسطين  بداية الربيع وخلال شهور فصل الصيف كاملة، وتنشط خلال الساعات الأولى من الغروب وتخرج ليلا وأثناء النهار في المناطق الشجرية، وتفضل الوجود بالقرب من المنازل ولا تهوى المسطحات المائية ولا تشاهد في المناطق الصحراوية، إلا أن التغير المناخي غيّر من عاداتها”.

ويضيف جرار أن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة أسهم في تقليل مدة بيات أفعى فلسطين الشتوي، فبدلا من شهرين لـ3 أشهر، أصبح يقتصر بياتها على أسابيع معدودة، وأثرت درجات الحرارة المرتفعة على تقليل فترة حضانة البيض إذ تضع 22 بيضة خلال أيام قليلة، بعد أن كانت تحتضنه من 6 إلى 7 أسابيع.

هذه جميعها عوامل أسهمت في زيادة نشاط أفعى فلسطين ليلا ونهارا، ومنحتها فرصة للظهور في البيئة لفترات أطول، وزيادة عدائها، ووصولها لمناطق أكبر لم تكن موجودة فيها قبل سنوات، إذ أصبحت تذهب لمناطق ساخنة أكثر، وفق جرار.

عادة ما تنتشر أفعى فلسطين  بداية الربيع وخلال شهور فصل الصيف كاملة وتنشط خلال الساعات الأولى من الغروب وتخرج ليلا ونهارا في المناطق الشجرية (الجزيرة) سمّ مختلف

ويتفق خبير الأفاعي ياسين الصقور، مع أن التغير المناخي ساعد في زيادة شراسة ونشاط أفعى فلسطين، ولكنه يرى أن ثمة عوامل بشرية أسهمت أيضا  في ذلك وتتمثل في عادة قتل الأفاعي غير السامّة التي خُلقت لافتراس الأفاعي السامة، يقول في حديثه للجزيرة نت: “يوميا أشهد حالات لقتل أفاعي جُلها غير سامّ وهذا بدوره يمنح الأفاعي السامة فرصة الانتشار، ويفضل دائما عند مشاهدة أفعى بالقرب من المنزل عدم الاقتراب منها والتواصل مع الجهات المعنية”.

ويمكن تمييز أفعى فلسطين من ضخامة رأسها المثلث، وجسمها الممتلئ، وذيلها القصير. أما عن أعراض لدغتها، فتسبب ألمًا مبرّحًا في مكان اللدغة، وورما بعد ذلك، ثم تبدأ في التقرّح والاسوداد، ويعود ذلك إلى قدرة السمّ على تكسير كريّات الدم الحمراء وإتلاف شبكة الأوعية الدموية، والتسبب بنزيف دموي.

بدوره، يؤكد الصقور الذي تعرض لـ3 لدغات أفاعٍ، إحداها لدغة من أفعى فلسطين كادت أن تودي بحياته، بعد أن استنجدت به عائلة أردنية شاهدت أفاعي بالقرب من منزلها، في منطقة الغور، شمالي الأردن، وعند وصوله تفاجأ الصقور بـ7 من أفاعي فلسطين، إلا أن إحداها غافلته بلدغة أدخلته العناية المشددة 12 يوما، ولكنه كان يملك الترياق احتياطًا بوقت سابق فأسهم ذلك في إنقاذ حياته.

تتسبب أفعى فلسطين كل عام في 60 حالة لدغ بالأردن، ويبلغ عدد الوفيات بمعدل 5 على الأقل، يقول جرار إن: “هذا الرقم كبير بالنسبة للوفيات، أما من يبقى على قيد الحياة، ونتيجة لعدم حصولهم على العلاج المناسب فيتسبّب عدم توفر المصل الخاص بلدغة أفعى فلسطين في الأردن لهم في عاهة أو قد يُبتر الجزء المصاب”.

ويتابع أن “تكلفة علاج اللدغة الواحدة 40 ألف دولار، لا يستطيع المواطن دفعها، وفي الحالات التي يتمكنون من الحصول عليها يكون السم قد استفحل في جسد المصاب كما حدث مع حالة الشاب عبيدات، وعادة ما يتم التعامل مع المصاب بمنحه ترياقا عامًّا إلا أنه غير كاف”.

خبير الأفاعي ياسين الصقور (الجزيرة) إرث يخشى منه وعليه

تثير الأفعى تخوفات لدى الأردنيين والفلسطينيين، خلال هذه الفترة من العام، يقابلها تحذيرات من انتشارها. من جهة أخرى يقلل حقوقيون بيئيون من خطرها، ويطالبون بعدم قتلها، والحفاظ عليها كرمز وطني .

يتفق جرار مع ذلك، ويقول إن أفعى فلسطين “مهددة بالانقراض ويجب ألا تقتل عند وجودها في الطبيعة، لأن لها دورًا أساسيًّا في توازن البيئة، أما إذا وجدت في البيت فيمكن قتلها أو يترك لها المجال للخروج، و إذا شوهدت في بيئتها الطبيعية يجب أن لا تقتل ويُبتعد عنها فقط”.

وعن المطالبات بالحفاظ عليها، يؤكد جرار أن “هناك محاولات كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي لمحو اسم فلسطين ونسبتها لهم، وبالفعل قامت حكومة الاحتلال بتغيير اسمها محليا إلى الحية الوطنية، وسعت إلى تغيير الاسم على نطاق أوسع كمحو اسم فلسطين من المصادر العلمية العالمية التي تعترف باسمها الحقيقي “أفعى فلسطين”، ولكنها فشلت في ذلك، وكانت اقترحت تغيير اسمها العلمي في أحد المنتديات العالمية ولكنها لم تستطع بعد أن تصدّى علماء البيئة النرويجيون والسويديون للفكرة”.

وتشيع العديد من الأسماء التي تطلق على أفعى فلسطين وهي (الرقطاء والربداء والزعراء والحيزاء)، إلا أن الكثيرين يصرّون على تسميتها بـ”أفعى فلسطين” نسبة للمكان التي وثقت فيه ومنعًا لسرقتها ثقافيًّا من قبل الاحتلال، وحفاظا على إرث يخشى منه وعليه.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف التغیر المناخی أفعى فلسطین فی الأردن إلا أن بعد أن

إقرأ أيضاً:

الشباب العربي للتغير المناخي يناقش دور الشباب في COP 29

نظم مركز الشباب العربي، بالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب، جلسة نقاشية بعنوان: "الطريق إلى مؤتمر الأطراف 29.. أهمية الشراكات بين مختلف القطاعات المختلفة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، استهدفت تسليط الضوء على أهمية الشراكات الفردية والمؤسسية في مواجهة تحديات التغير المناخي، ودور الشباب وجهودهم المجتمعية في تعزيز الاستدامة ودعم السياسات البيئية.

جاء ذلك ضمن فعاليات الملتقى التدريبي للدفعة الثانية من "مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي" التي تم تنظيمها في مركز الشباب العربي بأبوظبي.

وشارك في الجلسة كل من خالد النعيمي، مدير المؤسسة الاتحادية للشباب، وبيرانجير بويل، المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الإمارات، وأدارها راكان العنزي، عضو في مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي، وبحضور ومشاركة بقية أعضاء المجلس.

وقال خالد النعيمي خلال استعراضه تجربة الشباب في "COP28"، إن مشاركة الشباب في مؤتمر الأطراف شكلت حضوراً ملحوظاً من ناحية برنامج مندوبي المناخ؛ إذ شارك 100 شاب من مختلف دول العالم، لاسيما البلدان الفقيرة والأكثر تأثراً بالتغير المناخي، بهدف تعزيز وتفعيل دور الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وزيادة معرفتهم بالمجتمع الدولي، والتحديات التي تواجهها بعض الدول التي لا تملك القدرة على تمويل الحلول لتجاوزها، دون الحصول على دعم من قبل المؤتمر الدولي للأطراف.

وأضاف أن معايشة الشباب لتجربة "COP28" أسهمت في تعزيز وعيهم وفاعلية مشاركتهم لمواجهة تداعيات تغير المناخ، وأن تنظيم مركز الشباب العربي للملتقى التدريبي لمجلس الشباب العربي للتغير المناخي، بمشاركة شبابية واسعة من جميع دول الوطن العربي، يستهدف تعريفهم بأبرز التحديات العالمية، وبالقدرات التي يمكن أن تدعم دور الشباب بالمساهمة في وضع الحلول الإبداعية المناسبة خلال مؤتمر الأطراف "COP29" في أذربيجان.

أخبار ذات صلة رزان المبارك تشارك في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة في واشنطن انطلاق «ملتقى الشباب العربي للتغير المناخي»

وأكد النعيمي، خلال الجلسة، أهمية تحلي الشباب بروح المبادرة في ظل توفر الفرص بشتى الأشكال الافتراضية والواقعية، وضرورة البحث والسعي لإحداث التغيير الإيجابي، والتركيز على تأسيس أنفسهم علمياً وتأهليها عملياً، وبناء العلاقات بمحيطهم المجتمعي المحلي والدولي كي يتمكّنوا من تحقيق طموحاتهم المستقبلية وتطلعات دولهم في إطار التنمية المستدامة.

من جانبها قالت بيرانجير بويل: "يتطلب تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17، توحيد جهود مختلف جهات القطاعين الحكومي والخاص والأفراد، وتفعيل دورهم في المشاركة بالعمل التطوعي، وتعزيز المساهمات الشبابية المجتمعية في هذا المجال".

وأضافت: "تزداد قوة أصوات الشباب عند مناقشتها مع جميع الأطراف من أفراد ومؤسسات في المجتمع، ولذلك على الشباب أن يحرصوا على استمرار عملية البحث والتواصل الفعّال، والاستفادة من فرص النقاش والاتصال مع صناع القرار، واكتساب المهارات القيادية اللازمة للتعبير عن وجهات نظرهم التي يؤمنون بها بشجاعة وحزم".

وتضمنت فعاليات الملتقى التدريبي عددا من جلسات العصف الذهني وورش العمل التفاعلية، قدمها خبراء مختصون في مجال العمل المناخي والاستدامة من شركاء المركز، لمشاركة خبراتهم وتجاربهم بهدف تعزيز مهارات أعضاء المجلس كقيادات عربية في مجال العمل المناخي، من بينها هيئة المساهمات المجتمعية "معاً"، التي استعرضت جهودها وخدماتها فيما يتعلق بالمبادرات المجتمعية التطوعية للأفراد والمؤسسات في أبوظبي لتشمل مناطق العين والظفرة.

ويوفر البرنامج لمنتسبيه في دورته الحالية والتي تضم 12 شابا وشابة من عشر دول عربية، خبرات متقدمة في مجالات البيئة والاستدامة والتغير المناخي، عبر مواد تدريبية تخصصية، ودراسات علمية وعملية عن مبادرات وأفكار شبابية ملهمة من أنحاء العالم المختلفة، إضافة إلى زيارات ميدانية لمؤسسات تطبق معايير الاستدامة، ولقاءات مع شخصيات رائدة وصناع قرار في قطاع العمل المناخي.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • بكين تهدد كندا باتخاذ إجراءات عقابية بسبب رسوم السيارات الكهربائية
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تناقش الجهود المناخية
  • دراسة حديثة: التغير المناخي سيؤدي إلى تزايد حجم البَرَد ويزيد من الأضرار الناتجة عنه
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2024 تناقش أبرز محاور زيادة زخم الجهود المناخية
  • سحابة سامة تهدد عواصم أوروبية.. أسبابها وخطورتها
  • بعد فسخ نادي ماينز لعقده بسبب دعم فلسطين.. المغربي الغازي يتبرع بنصف مليون يورو لصالح أطفال غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: حماس تهدد بالرد على الجرائم الإسرائيلية ضد فلسطين ولبنان 
  • الشباب العربي للتغير المناخي يناقش دور الشباب في COP 29
  • الملكية الأردنية تعلق جميع الرحلات إلى بيروت وتوفر رحلات إجلاء للأردنيين
  • إصابة نائبة رئيس جماعة أيت جرار في حادث انقلاب سيارة الجماعة