#سواليف

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن الجيش الإسرائيلي يعاني جراء الحرب في غزة، ولولا الجسر الجوي الأميركي والدعم الذي يتلقاه سواء من الذخيرة أو المعدات لكان هذا الجيش قد أُجبر على وقف الحرب بعد 3 أشهر من بدايتها.

وذكّر الدويري بالخسائر التي يتعرض لها بسبب عمليات المقاومة الفلسطينية في غزة، ومنها تدمير 1400 آلية قتال، حسب ما أعلن قبل شهرين أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

وأضاف الخبير العسكري أن جيش الاحتلال غير قادر على حسم حرب غير متناظرة، وغير قادر على التعامل مع مقاومين فلسطينيين يؤمنون بقضيتهم، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين قال مرة “ماذا أفعل بإنسان يسعى إلى الموت؟”.

مقالات ذات صلة سائق يتلاعب بلوحة الأرقام باستخدام لاصق ” تب” 2024/07/17

وقال فايز الدويري إن الأداء الميداني للمقاومة الفلسطينية يتصاعد، وهو ما أظهرته في معاركها بمختلف المناطق، وخاصة في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، وفي حي الشجاعية شرقي المدينة، وفي جباليا شمالي القطاع، وفي المقابل وُضع جيش الاحتلال في مأزق وأبتُلي بقيادة سياسية لا تعمل إلاّ من أجل مصالحها الشخصية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

حقائق بديلة – واقع واحد

حسام عثمان محجوب

24 أغسطس 2024

الكوميدي/المعلق السياسي الأمريكي الأشهر جون ستيوارت تناول في برنامجه في 3 يونيو الماضي حالة الاستقطاب الحادة في الولايات المتحدة، فعرض عدة نماذج لسياسيين وإعلاميين يعلقون على الحكم بالإدانة الجنائية للرئيس السابق دونالد ترامب تأييداً ومعارضةً، ولا سيما ما ذكره عدد منهم أن الشعب الأمريكي اليوم يعيش في واقعَين مختلفَين (two different realities). خلص جون إلى أن "وسائل الإعلام الإخبارية قد قررت أنه لا يوجد شيء يسمى الواقع"، ورفض ذلك الحكم بشدة قائلاً أننا "جميعاً نعيش في واقع واحد، ومهمة وسائل الإعلام اختبار معاييرهذا الواقع ... بالنظر إلى الوراء وإعادة بناء حقائق ما حدث. ولكن ما تفعله بدلاً من ذلك التطلع إلى الأمام والتكهن بالمستقبل بشكل جامح".
لا أظن أن جون يجهل التبسيط الذي تنطوي عليه عبارته هذه، فالفلاسفة والعلماء ناقشوا كثيراً وجود "واقع موضوعي"، ويبدو منطقياً قبول أنه قد يكون هناك أكثر من واقع تحدده التصورات والقدرات الفردية والسياقات الثقافية والتفسيرات الفلسفية للأشخاص الذين ينظرون لهذا الواقع. ولكن الأهم في حديثه تحديده لمسؤولية الإعلام (ويمكن إضافة الكتاب والمثقفين) في اختبار نسخ الواقع الرائجة ونقدها.
يمكننا نقل هذا المنطق للواقع السوداني وتطبيقه من أي نقطة بداية، ولتكن لحظة اندلاع الحرب ونرجع لما قبلها حسب مقتضى الحال، حيث استحوذ على الخطاب السوداني الأعلى صوتاً "واقعان" متخيلان متضادان يتمثلان في "بل بس" و"لا للحرب *" (النجمة دلالة على طبعة قوى الحرية والتغيير/تقدم). هما متخيلان لأنهما لا يصمدان أمام الفحص والنقد، وهما متضادان في رؤيتهما وتفسيرهما وتحليلهما لأي صغيرة وكبيرة رغم اشتراكهما في الأدوات التي يستعملانها، ثم هما واقعان لأنه يبدو أن كثيراً من السودانيين شديدو الاقتناع بهما بكل تفاصيلهما وينظرون للعالم عبر عدساتهما.
وقد تقاصر الإعلاميون والمثقفون والكتاب عن وضع الخطابين تحت مجاهر الاختبار ونقدهما وتقديم الحقائق للإعانة على تركيب واقع أكثر موضوعية، يسمح بحوار أو نقاش ذوي معنى بين السودانيين والسودانيات، والبحث الجاد عن مخارج من كارثة الحرب الحالية أو لتخفيف آثار أزمات الوطن. بدلاً من ذلك انجرفت جموع كبيرة من أولئك "المثقفين" لتصدر أحد الخطابين، إيماناً أو يأساً أو ضعفاً أو رغبةً أو رهبةً أو انتهازيةً أو عمالةً أو خليطاً من كل ذلك. وذبحت في سبيل تبرير خياراتها المنطق والبديهيات. كما عجزت القوى السياسية صاحبة الخطاب المختلف عن إيصال صوتها للشعب السوداني، وخلق رأي جماهيري يسمح ببناء حراك شعبي يمكن أن يؤثر فعلاً على مجريات الحرب بأطرافها والقوى المؤثرة فيها.
في واقع "بل بس" الأكثر تطرفاً الحرب هي "تمرد" لقوات الدعم السريع على القوات المسلحة، وقد أشعلتها قوى الحرية والتغيير (قحت) ودولة الإمارات. البرهان قائد عسكري محنك، والجيش يحقق انتصارات عسكرية كبرى، وهو قادر على سحق الجنجويد المرتزقة الغرباء أعراب شتات غرب أفريقيا، ولذلك فيجب الاستمرار في بلهم حتى تتم إبادتهم. ثورة ديسمبر خطأ تاريخي ومؤامرة على الشعب السوداني، الذي أثبتت له هذه الحرب، حرب الكرامة، وطنية الكيزان وأهمية المؤسسات والمليشيات التي أسسوها أو تمكنوا منها مثل جهاز الأمن وهيئة العمليات/قوات العمل الخاص ومليشيا البراء بن مالك. الجيش هو أهم مؤسسات الدولة، ودعمه مقدم على أي اعتبارات أخرى بما فيها حماية المواطنين، وانسحاباته المتتالية من المدن ليست هزائم وإنما تكتيكات عسكرية عالية. وفي هذا الواقع "لا للحرب" هي شعار استسلام للمليشيا كل من يؤيده تابع لقحت/تقدم التي تمثل الجناح السياسي لمليشيا الدعم السريع، وهي تشمل كل القوى التي اشتركت في ثورة ديسمبر وأيدتها، والذين يجب بلهم مباشرة بعد القضاء على الجنجويد.
وفي واقع "لا للحرب *" أطلق فلول النظام البائد الكيزان، ومعهم مصر، رصاصة الحرب الأولى من وراء ظهر قيادة الجيش السوداني للقضاء على الثورة السودانية مجسدة في قحت. الجيش السوداني من قيادته وحتى أصغر عساكره من الفلول، يسيره علي كرتي وقادة الكيزان. والكيزان هم المسؤولون عن استمرار هذه الحرب العبثية، والرافضون لإيقافها. الجيش والكيزان مسؤولون عن انتهاكات الحرب الفظيعة، وعن كل مخازي تاريخ السودان المعاصر وحالة البلاد المأساوية اليوم. حتى الاتهامات التي يمكن أن توجه لقوات الدعم السريع والجنجويد هي مسؤولية الجيش فهو من أخرجها من رحمه. الأولوية القصوى لإيقاف الحرب بغض النظر عن أي تفاصيل بما فيها الانتهاكات والجرائم المصاحبة للحروب، والحرب تتوقف بالتفاوض الفوري غير المشروط، ومن لا يتفق مع هذا الموقف فهو بلبوسي فلولي أو مغفل نافع. في هذا الواقع قوات الدعم السريع ليست امتداداً لمليشيا الجنجويد، وحميدتي ليس كوزاً، والكيزان والجيش حاولوا توريطه في انتهاكات ماضية وفي انقلاب 25 أكتوبر، ولكنه تخلى عنهم وانحاز للسلام والتحول الديمقراطي، وواجب القوى المدنية العمل معه وعدم المبادرة بالتشكيك في مواقفه.
هناك خصائص أخرى لهذين الخطابين، وأطياف متعددة بينهما، تتلاشى الحدود بين بعضها أحياناً، كما يظهر بالذات في حالة تماهي واقعي "لا للحرب *" و"جغم بس"، وهو خطاب قوات الدعم السريع بدون مساحيق تجميل. ولكن معظم ما يطرحه المؤثرون من ساسة وإعلاميين ومثقفين لا يخاطب قضايا الحرب بعمق يشي أن هناك فائدة ترجى منه أو من النقاش معه.
غالباً لن تتوقف هذه الحرب قريباً، والسودان لن يكون البلد الذي عرفناه، وقضاياه أصعب من التسطيح والاستهبال اللذين يمارسهما جل قادتنا. نحتاج أصواتاً أعلى لخطاب ينقد خطابات الزيف، بالقدر الذي يفيد في إعادة تركيب الواقع كما هو، للتفكير فيه والعمل على تغييره، دون التوحل في كثير من نجواهم ومعاركهم التي لا خير فيها؛ خطاب يبذل الطاقات المحدودة منطلقاً من وسط جماهير الشعب السوداني ومتوجهاً لها، ولا ينشغل بالمنحازين بوعي أو كبر لخطابات الزور والتضليل ولا بالهياكل المهترئة التي أنتجتها ورعتها.

husamom@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • محللون: أهداف يمينية وعسكرية وراء توسيع الاحتلال ممر نتساريم
  • خبير عسكري: عملية القرارة هجوم مدبر وليست مجرد كمين
  • الاحتلال يكشف حجم الدعم العسكري الامريكي في الحرب على غزة: 500 طائرة و107 سفن شاركت في نقلها
  • سعي الجيش وقوات الدعم السريع للواجهات المدنية في السودان منذ حكم المجلس العسكري الانتقالي إلى الحرب الأهلية
  • الدويري: لهذه الأسباب خسائر الاحتلال بغزة أكبر مما يعلنه
  • الدويري: هذه هي رسائل المقاومة من قصفها تل أبيب
  • حقائق بديلة – واقع واحد
  • الدويري: جيش الاحتلال سيتعرض لمزيد من المصائد لأن المقاومة لن تدخل حربا صدامية
  • الدويري: طلب إخلاء دير البلح ينذر بهجوم إسرائيلي وشيك
  • البرهان يكشف شرط انتهاء الحرب في السودان