خليج عدن.. يربط بين بحرين وتلتقي عنده 3 دول
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
مسطح مائي يطل على 3 دول هي اليمن وجيبوتي والصومال، تبلغ مساحته حوالي 530 ألف كيلومتر مربع، كان يسمى خليج بربرة ثم تغير إلى خليج عدن، يعد امتدادا للبحر الأحمر ويربطه بالمحيط الهندي.
الموقع والمساحةيقع خليج عدن جنوب اليمن على الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، يربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر، يطل على 3 دول هي اليمن من الشمال وجيبوتي من الشرق والصومال من الجنوب، كما يضم ممرين مائيين هما مضيق باب المندب وقناة السويس.
يبلغ متوسط عمق خليج عدن حوالي 500 متر، وتتراوح ملوحة مياهه بين 35.5% على طول الساحل إلى 37.3% في الوسط.
تبلغ مساحته حوالي 530 ألف كيلومتر مربع، يمتد طوله من الشمال للجنوب حوالي 1480 كيلومترا، ويبلغ عرضه تقريبا 480 كيلومترا، وتمتد على طوله سلسلة جبال شيبا.
الأهميةيعد خليج عدن أحد أهم الممرات المائية في العالم، إذ لعب دورا رئيسيا في التجارة على مر التاريخ، فكان يسلكه التجار العرب والأفارقة للنقل والتجارة والصيد.
يتميز الخليج بتنوع ثرواته البحرية، حيث تكثر فيه أنواع الأسماك من دلافين وتونة وحيتان، إضافة لأسماك القرش وسرطان البحر.
كان لافتتاح قناة السويس عام 1869 أثر كبير على زيادة الأهمية الإستراتيجية لخليج عدن، فأصبح ممرا لناقلات النفط من الخليج العربي بين أوروبا والشرق الأقصى عبر باب المندب.
التاريختشكل خليج عدن بعد انفصال الصفيحة العربية عن منطقة النوبة بعد اصطدامها بالصحيفة الأوراسية، واكتُشف خلال فترة الغزو اليوناني، مما سهّل الوصول لبلاد فارس وشبه القارة الهندية، وأصبح امتدادا لبحر إريتريا.
وتقول بعض الروايات التاريخية إنه أبحر فيه الملك داريوس والإسكندر الأكبر، وكثير من الرحالة اليونانيين والرومان.
وكان يسمى خليج بربرة نسبة لمدينة بربرة الصومالية على ساحله، والتي كانت مركزا للتجارة بين الدول العربية والهند والشرق الأقصى وأوروبا.
وتغير اسمه من خليج بربرة إلى خليج عدن عندما أصبح لعدن أحد أكبر الموانئ في العالم، إذ صُنف في خمسينيات القرن الماضي ثاني ميناء في العالم بعد نيويورك لتزويد السفن بالوقود.
سيطرت عليه بريطانيا بداية القرن الـ19، وانسحبت منه أواخر ستينيات القرن الـ20.
التهريب والقرصنةيعاني خليج عدن من كثرة حوادث التهريب والقرصنة التي تهدد التجارة البحرية المارة عبره، فقد خُطفت العديد من السفن ودفعت فديات مالية لإطلاق سراح طواقم السفن حتى لا يُقتل أفرادها.
ظهرت القرصنة بعد انهيار الحكومة الصومالية عام 2000، وأدت لتغيير مسارات التجارة. وبعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2023 أصبح خليج عدن هدفا لهجمات جماعة الحوثيين اليمنية، التي اعتبرت ذلك دعما للمقاومة الفلسطينية.
وتقول الجماعة إنها تهاجم السفن المارة من خليج عدن باتجاه موانئ إسرائيل، وإنها ستستمر في ذلك ما استمر العدوان الإسرائيلي على غزة.
وردا على هذه الهجمات، شكلت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى في ديسمبر/كانون الأول 2023 تحالفا عسكريا أطلقت عليه "حارس الازدهار"، وقد نفذ عشرات الغارات على أهداف في اليمن، ورد الحوثيون بمهاجمة سفن حربية أميركية وبريطانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات خلیج عدن
إقرأ أيضاً:
رحلة عبر الكهوف والمياه.. اكتشف سحر خليج هالونغ الجاف في فيتنام
تعد فيتنام من أشهر الوجهات السياحية في آسيا بفضل تنوعها البيئي والمناظر الطبيعية الخلابة، التي تهيمن عليها مئات الجزر الصخرية البديعة والكهوف البحرية المدهشة والتاريخ العريق المرتبط بالأساطير.
وتسود أجواء رطبة للغاية في المنطقة المعروفة باسم "خليج هالونغ الجاف"، التي يقصدها السياح لركوب قوارب التجديف المتهالكة -التي يطلق عليها قوارب السامبان التقليدية- حيث يمارسون التجديف وسط المناظر الطبيعية الخلابة، التي تضم الجبال الكارستية الشاهقة والغابات المطيرة الكثيفة والكهوف البحرية، حيث المياه هي العنصر المهيمن على هذا المشهد الطبيعي.
وعلى العكس من "خليج هالونغ" الشهير الذي يعد من أشهر المناطق السياحية في فيتنام، فإن "خليج هالونغ الجاف"، والمعروف أيضا باسم "ترانغ آن"، لا يقع في البحر، ولكنه يوجد وسط فيتنام جنوب هانوي.
وتتقاطع هذه المنطقة مع دلتا النهر الأحمر، التي تتفرع على مساحة شاسعة، والتي شكلت المناظر الطبيعية البديعة هناك على مر السنين. وبفضل المناظر الطبيعية الخلابة، التي تضم منحدرات الحجر الجيري في خليج تونكين الأخضر الزمردي، فإنه يمكن مقارنة "خليج هالونغ الجاف" مع الخليج الشهير، إذ يتمتع كل منهما بمزاياه المتفردة.
إعلانالمرشد السياحي كوي فو أشار إلى أن المنطقة الطبيعية "ترانغ آن" ليست مزدحمة بالسياح، كما لا توجد سفن سياحية أيضا. وينحدر المرشد السياحي، البالغ من العمر 34 عاما، من مدينة "نينه بينه" ويصطحب السياح من العاصمة الفيتنامية هانوي، التي تبعد 100 كلم، إلى موطنه عدة مرات في الأسبوع، وتستغرق الرحلة نحو ساعتين ونصف الساعة بالحافلة.
وبمجرد مرور الحافلة من آخر ضواحي العاصمة النابضة بالحياة، والتي تنتشر بها الدراجات النارية الصاخبة، يمر السياح على حقول الأرز الشاسعة وتستلقي حيوانات جاموس الماء تحت أشعة الشمس، وفي القرى يجلس الأشخاص في الشوارع أمام المتاجر والورش من أجل التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.
قائمة التراث العالمييبدو الوضع أكثر إرباكا على رصيف القوارب في "ترانغ آن"، الذي يقع على مسافة بضعة كيلومترات فقط من عاصمة المقاطعة "نينه بينه"، وتبدأ رحلات القوارب في جنوب الدلتا عبر المناظر الطبيعية الكارستية الواسعة في "ترانغ آن"، والتي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 2014.
وتصطف قوارب السامبان الملونة وتتأرجح على صفحة المياه، وعادة ما تصل القوارب وتنطلق وهي تحمل مجموعات جديدة من السياح، ولا بد أن تتم عمليات النزول والركوب بسرعة، لأن الرحلات مجدولة بشكل جيد، من أجل تجنب التكدسات أمام مداخل الكهوف.
تسعة كهوفوبينما يخيم الصمت والهدوء على المكان تخترق "آهات" الإعجاب الجماعية عندما يدور القارب حول المعبد البوذي أو "الباغودا" الذي تم بناؤه في الماء مباشرة، ويصرخ المرشد السياحي "اخفض رأسك" بينما يتجه قائد القارب نحو شق صخري، تصعب رؤيته، وهنا ينزلق القارب بصمت إلى كهف "هانغ ثانه ترود"، الذي يبلغ طوله 320 مترا، ويعتبر أطول الكهوف التسعة، التي يمكن زيارتها في جولة تستغرق 3 ساعات.
وفي أثناء الجولة، يتوقف القارب وينزل السياح منه لزيارة معبد "سوئي تيين"، ويصعد السياح بعض الدرجات، التي تؤدي إلى البناء الخشبي الفخم، الذي يمتاز بسقف الباغودا. وبعد السير لمسافة قصيرة على الأقدام يظهر جبل "ديا لينه"، الذي يبدو بشكل عمودي من المياه، ويظهر بمظهر منتفخ مثل الريشة، ويعتبر من أشهر المواقع السياحية في المنطقة، حيث يحب السياح التقاط كثير من الصور.
إعلانولقد نال هذا الموقع إعجاب المخرج العالمي غوردان فوغت روبرتس واتخذ من "ترانغ آن" موقعا لتصوير فيلمه "كونغ: جزيرة الجمجمة" (Kong: Skull Island) عام 2017، وبالطبع لن يشاهد السياح القرد العملاق "كينغ كونغ" الشهير، ولكن يمكنهم زيارة القرية، التي تم بناؤها من القش خصيصا لهذا الفيلم الخيالي.
وتنتشر صور هذا الموقع على وسائط التواصل الاجتماعي بشكل لا حصر له، بفضل المناظر الطبيعية وإدراجه على قائمة منظمة اليونسكو، وبالتالي تستعد المنطقة لاستقبال أعداد أكبر من السياح، كما يرغب المرشد السياحي كوي فو في استغلال هذه الطفرة وافتتاح فندق لمبيت السياح أو ربما مطعم صغير، بالإضافة إلى زيادة الوعي السياحي لدى السكان، حيث تركز المنطقة على السياحة المعتدلة، ولا يوجد هوس بالمشروعات الإنشائية من دون مراعاة الأبعاد البيئية.
وفي رحلة استكشاف "ترانغ آن" يمكن للسياح التبديل بين القارب والدراجة الهوائية، حيث يصل السياح عبر الشوارع الجانبية الضيقة إلى المستوطنات، التي تضم المزارع الصغيرة والحدائق النباتية وحقول الأرز، التي تحيط بها الجبال الاستوائية.
المدينة الملكية "هوا لو"وتصل الجولة السياحية إلى المدينة الملكية "هوا لو" القديمة، التي تم تشييدها لتكون حصنا عسكريا عام 968م، وكانت ذروة ازدهارها في عهد الأسرات "ديناه" و"لي" و"لو" خلال القرن الـ11 الميلادي. وقد أعيد بناء معبدين على أطلال الأساسات القديمة خلال القرن الـ17.
ويتم الآن استغلال هذه المعابد للمناسبات الروحية والثقافية، ومنها مهرجان "هوا لو" السنوي، الذي يقام في شهر أبريل/نيسان من كل عام، ويعتبر هذا المهرجان الأكبر والأكثر شهرة، ويرجع تاريخه إلى حوالي ألف عام.
ودائما ما يظهر الماعز الجبلي البري على الجدران الصخرية شديدة الانحدار، سواء كان السياح في القارب أو على الدراجة الهوائية، وتعتبر هذه الحيوانات بمثابة الشعار غير الرسمي لمدينة "نينه بينه"، كما أنه يدخل في كثير من الأطباق الشهية.
إعلانوتتطلب المرحلة التالية من الجولة السياحية أن يتمتع الجميع، سواء كانوا رجالا أو نساء، بالقوة البدنية للوصول إلى منطقة "هانغ موا"، التي تقع على مسافة 10 كيلومترات. وإلى جانب الكهف الشهير، تمتاز المنطقة أيضا بمنصة المشاهدة على الهضبة، التي يبلغ ارتفاعها 65 مترا.
ويتعين على السياح صعود 500 درجة للوصول إلى القمة. كما يتطلب الأمر أخذ فترات راحة منتظمة لتناول المشروبات، ولكن الإطلالة البانورامية 360 درجة تستحق كل هذا التعب والمجهود، حيث ينعم السياح بمشاهدة الجبال الكارستية اللانهائية وحقول الأرز الخضراء الزاهية والأنهار المتعرجة، والتي تعتبر من أجمل المناظر الطبيعية في فيتنام.