غزة - صفا

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رفضها لما تضمنه تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" من أكاذيب وانحياز فاضح للاحتلال الإسرائيلي، وافتقاد للمهنية والمصداقية، مطالبة بسحبه والاعتذار عنه.

وأوضحت حماس في بيان صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الأربعاء، أن تقرير "هيومان رايتس ووتش" تبنى الرواية الإسرائيلية كلها، وابتعد عن أسلوب البحث العلمي والموقف القانوني المحايد، فصار أشبه بوثيقة دعائية إسرائيلية.

وأشارت إلى أن التقرير "بدأ بالحديث بأسلوب درامي مؤثر عن شخص إسرائيلي أصيب بحروق في أحداث السابع من أكتوبر، وختم بالحديث عن امرأة تأثرت نفسياً من الأحداث، ولم يتطرق التقرير لما أصاب شعبنا في غزة من قتل وتدمير وتجويع وعذاب فاق الخيال، في تكريس لفكرة التمييز العنصري بين البشر".

وأضافت: "لقد فاق عدد الشهداء والجرحى 120 ألفاً حتى اليوم، وتم تدمير المستشفيات والجامعات والمدارس والبنية التحتية بشكل كامل، وما زالت آلة البطش الصهيوني تواصل جرائمها بدعم أمريكي وغربي كامل، ولم يجد التقرير أن هذا كله يستحق الذكر".

واستهجنت حماس وقوع منظمة "هيومان رايتس ووتش" في خطأ اعتبار يوم السابع من أكتوبر بداية القصة، وإهمال ما قبله وكل ما عاناه شعبنا من حروب وقتل وتعذيب وحصار.

وتابعت: "لشعبنا الذي يعاني من الاحتلال الذي هو أصل كل الشرور، الحق في المقاومة بكل الوسائل، وليس من حق المعتدي المحتل حق الدفاع عن النفس، فهذا ما تضمنته الشرائع السماوية والاتفاقيات الدولية".

وأردفت: "يتحدث التقرير عما وصفه (الجرائم) التي ارتكبتها الفصائل الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر -حسب زعمه- لكنه يتجاهل عن عمد الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال النازي في اليوم نفسه ضد أهلنا في غزة، بل ضد المدنيين الإسرائيليين الذين تم قصفهم مع المقاتلين الفلسطينيين بالطائرات وقذائف الدبابات حسب التقارير الإسرائيلية نفسها، وهو ما حدث أيضًا مع الحفل الموسيقي الذي قصفته الطائرات والدبابات الإسرائيلية، وأحرقت آلاف السيارات بوسائل وأسلحة لا تمتلكها المقاومة الفلسطينية".

ونوهت حماس إلى أن معدي التقرير أظهروا انحيازهم اللاإنساني عند الحديث عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، وقد ظهر ذلك في أكثر من موضع في التقرير في التأكيد على ضرورة الإفراج الفوري عنهم ويدعون الدول التي لها علاقة بحماس والفصائل الفلسطينية مثل قطر وتركيا وإيران إلى ممارسة الضغوط على المقاومة الفلسطينية للإفراج عنهم، لكنهم لا يطلبون الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال الذين يتعرضون للتعذيب والقتل والتجويع والإذلال في سجون الاحتلال، بل يقدم التقرير تبريراً للاحتلال بتسميتهم (الذين تعتقلهم "إسرائيل" للاشتباه بعلاقتهم بهجمات ٧ أكتوبر).

وأكملت: "يقول التقرير إن المقاتلين الفلسطينيين ارتكبوا أعمال تعذيب وسوء معاملة بحق الأفراد الذين أسروهم، ومنهم أولئك الذين أخذوا رهائن، إن أي عاقل رأى الأسرى الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم المقاومة الفلسطينية وراقب كيف تعاملت معهم أو سمع حديثهم للإعلام يدرك حجم الكذب الذي احتواه التقرير، وفي المقابل لم يذكر التقرير شيئًا عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين لدى الكيان الفاشي، وكيف يكون وضعهم المأساوي عند الخروج من الأسر".

واستنكرت حماس احتواء التقرير على أكبر الأكاذيب المتعلقة بما سماه (الاغتصاب والعنف الجنسي)، دون أن يذكر أي دليل يُعتد به على تلك التهم الباطلة، بل اعترف التقرير في الفقرة نفسها: (لم تتمكن هيومان رايتس ووتش من جمع معلومات يمكن التحقق منها من خلال مقابلات مع ضحايا الاغتصاب أو شهود عليه أثناء هجوم 7 أكتوبر)، ويضيف أيضًا:(طلبت هيومان رايتس ووتش الوصول إلى معلومات حول العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي بحوزة الحكومة الإسرائيلية لكن لم تتم الموافقة على هذا الطلب).

واستغربت حماس إصرار منظمة "هيومان رايتس" على إدانة قوى المقاومة بتهم (الاعتداء الجنسي) دون وجود أدلة حسب اعترافها.

وأكدت حماس التزامها بمنظومة قيم ومبادئ نابعة من الدين الإسلامي، واحترامها القانون الدولي الإنساني، لأن شعبنا دفع وما زال يدفع ثمنًا باهظًا جراء إهدار القانون الدولي وامتهانه من قبل حكومة الاحتلال وداعميها.

وشددت على أنها "لا تدعي العصمة لها ولا لكل قوى شعبنا، وأنها مستعدة لمراجعة أي سلوك خاطئ – إن وُجد – ومحاسبة من يخرج عن قيمنا، وسنفعل ذلك عند انتهاء المعركة، لكننا لن نقبل الأكاذيب التي تستهدف شعبنا ومقاومته"، لافتة إلى أن "شعبنا وقواه المقاومة يصرون على حقهم في المقاومة لتحرير أرضنا الفلسطينية، وليعيش شعبنا حراً كريما في أرضه".

وحملت حماس منظمة "هيومان رايتس ووتش" كامل المسؤولية عن هذا التقرير الذي يبرر جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ويسوغ استمرارها، ويسيء إلى سمعتها، كما يسيء إلى شعبنا وقواه المقاومة، داعية المنظمة إلى سحب تقريرها والاعتذار عنه.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حماس حرب غزة تقرير رايتس ووتش اكاذيب انحياز للاحتلال المقاومة الفلسطینیة هیومان رایتس ووتش

إقرأ أيضاً:

رايتس ووتش:القضاء العراقي مسيس ولاتوجد كرامة للإنسان في ظل حكومة الميليشيات

آخر تحديث: 24 غشت 2024 - 4:42 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم السبت (24 آب 2024)، أن ضحايا جسر الزيتون في الناصرية “يستحقون” العدالة والمساءلة الحقيقية وذلك على خلفية تبرئة المتهم الرئيسي الضابط عمر نزار.وقالت المنظمة في تصريحات صحفية، إن “رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، كان قد أمر قوات الأمن بالتوقف عن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين قبل أكثر من شهر من المجزرة”، مبينة أنه “ومع هذا، فعلت قوات الأمن، بقيادة عمر نزار، ذلك على جسر الزيتون، مما أدى إلى مقتل وإصابة المتظاهرين”.وأضافت أنها “وثقت حالات متعددة من الاستخدام المفرط للقوة طوال احتجاجات تشرين، وحتى الآن لم نر سوى القليل جداً من المساءلة عن الانتهاكات ضد المتظاهرين”، مردفة: “كانت مجزرة جسر الزيتون واحدة من أكثر حلقات احتجاجات تشرين دموية، ويستحق الضحايا العدالة والمساءلة الحقيقية”.واصدر القضاء العراقي حكما بالبراءة بحق المتهم الرئيسي بمجزرة جسر الزيتون الضابط عمر نزار بعد ادانته من قبل محكمة جنايات ذي قار.وفي يونيو 2022، نددت بعثة الأمم المتحدة في العراق بـ”بيئة الخوف والترهيب” التي تقيد حرية التعبير في البلاد. وتحدث التقرير الأممي بشكل خاص عن “استمرار الإفلات من العقاب في ما يتعلق بالهجمات الموجهة ضد المتظاهرين (…) والناشطين المعارضين الذين يتبنون أراء تنتقد العناصر المسلحة والجهات السياسية الفاعلة المرتبطة بها”.وشهد العراق في أكتوبر 2019 موجة تظاهرات كبيرة غير مسبوقة عمّت العاصمة ومعظم مناطق جنوب البلاد على مدى أشهر للمطالبة بتغيير النظام، غير أنها تعرضت لقمع دامٍ أسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة الآلاف بجروح.

مقالات مشابهة

  • “هيومن رايتس ووتش” تطالب بفتح تحقيق بالاعتداءات الإسرائيلية على الكوادر الصحية بغزة
  • منظمة حقوقية تطالب بفتح تحقيق بالاعتداءات الصهيونية على الكوادر الصحية بغزة
  • حماس: تأكيد بن غفير عزمه بناء كنيس بالأقصى إعلانٌ خطير
  • حماس: تأكيد المتطرف بن غفير عزمه بناء كنيس بالأقصى إعلانٌ خطير
  • هيومن رايتس ووتش تدعو للتحقيق في تعذيب الاحتلال للكوادر الطبية الفلسطينية
  • "هيومان رايتس": الاحتلال عذب الكوادر الطبية وأساء معاملتهم ونطالب بالتحقيق بهذه الاعتداءات
  • "هيومن رايتس ووتش" تصدر تقريرا عن تعذيب إسرائيل للكوادر الطبية في غزة
  • لحظة هجوم «القسام» على قوة للاحتلال وآلياته في تل السلطان «فيديو»
  • رايتس ووتش:القضاء العراقي مسيس ولاتوجد كرامة للإنسان في ظل حكومة الميليشيات
  • هيومن رايتس ووتش: ضحايا جسر الزيتون في الناصرية يستحقون العدالة والمساءلة الحقيقية