تقييم أمريكي يتحدث عن نجاح استراتيجية الردع ومنع توسع حرب غزة
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
تحدث صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها، أن واشنطن أنهت انتشارها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وعادت حاملة الطائرات دوايت إيزنهاور، وذلك بعد تقييم مستشار الأمن القومي لجهود إدارة الرئيس جو بايدن في احتواء "النزاع" بالمنطقة.
ولفتت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إلى أنه بعدما رست حاملة الطائرات في ميناء نورفولك هاربر، هبطت طائرة صغيرة على سطح الحاملة وسط العاصفة والمطر.
وتابعت: "في الوقت الذي صرخ فيه البحارة فرحا، قام قائد البحرية بالحديث عن إنجازاتهم. وكان هناك حس من الارتياح بأن المهمة الطويلة تقترب من نهايتها. وتركت البارجة الحربية أيزنهاور مرساها في نورفولك بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر وانتهت فترة انتشارها ثلاث مرات. وقد عاد البحارة أخيرا إلى أمريكا وبعد مشاركتهم في أكبر عمليات بحرية كثافة منذ الحرب العالمية الثانية".
وتحدث سوليفان للبحارة الذين تجمعوا على سطح المربط حيث استعاد لهم كيف كان يمشي في المكتب البيضاوي ليخبر الرئيس جو بايدن عن بطولات أيزنهاور ومجموعة الضرب، واعتراضها للمسيرات الإيرانية الصنع وإنقاذ بحارة هاجمهم الحوثيون في البحر الأحمر. وقال "يا رجل، عن أي بحارة أتحدث، رجالك لعبوا دورا دفاعيا وأنت لعبت دور المدافع"، و"عندما يطلب منا أحد المساعدة نأتي إليهم وبقوة".
وتقول الصحيفة إن سوليفان ومسؤولين في البيت الأبيض استخدموا مناسبة عودة حاملة الطائرات أيزنهاور، للتأكيد على استراتيجيتهم قائلين إن "الجمع ما بين الدبلوماسية السرية، الردع والجاهزية لاستخدام القوة منعت من اندلاع حرب واسعة. فقد أوقفت الجماعات الموالية لإيران هجماتها منذ شباط/ فبراير".
وذكرت أنه "بعد ضرب إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، ردت إيران بوابل من الصواريخ التي تم اعتراض معظمها. وأقنع حزب الله بألا يسمح للمواجهات الحدودية مع إسرائيل للتحول إلى حرب واسعة. وتقدر المخابرات الأمريكية أن إيران ومنذ بداية الحرب في غزة منذ تسعة أشهر لم تعد تشجع حماس على مواصلة القتال".
وتعلق الصحيفة أن "النتائج للاستراتيجية الأمريكية ليست تامة، فلم تتوقف إسرائيل عن حملتها العسكرية في غزة، مما أدى لسقوط عشرات الآلاف من الفلسطينيين. ولم يتم تحرير أي من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس. ودعما لحماس، لا يزال الحوثيون يعرقلون الملاحة التجارية في البحر الأحمر، أما القتال بين حزب الله وإسرائيل فقد يخرج عن السيطرة. وعلى الأرجح لن تتوصل حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إلا بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن نهاية الشهر الحالي".
ويقول المسؤولون الأمريكيون أن هناك فرصة حقيقية لاتفاق وقف إطلاق النار بعد الزيارة. وقال سوليفان "لن أستخدم الكلمة الجميلة، تفاؤل، ولكني أريد القول إننا نرى طريقا"، و"هناك فرصة للحصول على وقف إطلاق النار في غزة وأكثر من وقت طويل. ولكن هذا ليس أمرا مؤكدا، فالسياسة معقدة في إسرائيل والنفسية معقدة في غزة".
ويقول بارنز إن إشارات القتال الشديد واضحة على عملية نشر البارجة، إشارات عن العمل القتالي للبحارة، وشارات التكريم للوحدات والطاقم، وبقايا مسيرات أطلقها الحوثيين وحملت على سطح السفينة و16 قنبلة أطلقت نحو البارجة. وكانت أيزنهاور في مركز خطة الرد الأمريكي فيما بعد هجمات حماس واستخدام الردع والهجوم العسكري والدبلوماسية لإدارة النزاع في الشرق الأوسط.
وتذكر بريت ماكغيرك، أحد مسؤولي مجلس الأمن القومي الموكل بملف الشرق الأوسط، اجتماعا مع سوليفان عندما بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل وفي الأيام التي أعقبت الهجمات.
وقال "لقد وضعنا أهدافا لاحتواء الأزمة في غزة" و"بدأ حزب الله بإطلاق الناس في 8 تشرين الأول/أكتوبر وعرفنا على الفور أن مخاطر اندلاع حرب إقليمية واسعة هي عالية". وبدأ سوليفان وزملاءه برسم خطة تحرك سريعة "في الأيام الأولى بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، كان رأيي هو أن التحرك السريع ضروري"، كما قال للصحيفة، و"عليه وبعد عدة أيام كنا نفكر حول استعراض العضلات العسكرية التي تظهر الحزم من جانب الولايات المتحدة". وتحدث سوليفان ولويد أوستن، وزير الدفاع عن تحريك حاملة الطائرات جيرالد أر فورد إلى شرق المتوسط، قرب إسرائيل. إلا أن النقاش تحول نحو أيزنهاور الملقبة بـ "ذي إيكي" مثل لقب الرئيس السابق.
ولم يكن من المفترض تحريك إيكي إلى الشرق الأوسط مباشرة، لكن سوليفان واوستن غيرا الخطة. وقال سوليفان "في المرحلة الأولى كان الأمر يتعلق بمدى القوة الأمريكية وسرعة النشر لتوفير الحماية وتطمين الإسرائيليين وردع أعدائهم".
إلا ان الحاملة وجدت نفسها وسط قتال متغير، فمع استخدام الحوثيين مسيرات بحرية وتطويرهم تقنيات قتالية جديدة، راجعت البحرية الأمريكية خططها وبدأت باستخدام الأسلحة الإلكترونية واعتراض أسراب المسيرات الحوثية.
وقال البحارة إن الاتصالات بين مجموعة الضربات على الحاملة والخبراء في الولايات المتحدة مستمرا. وبدأت البحرية باستخدام أنظمة سلاح بطريقة لم تتصورها من قبل. ورافق قائد البحرية كارلوس ديل تورو سوليفان حيث قال إن النقاد كانوا يتحدثون عن التكنولوجيا العسكرية مثل الصواريخ القاتلة للسفن مما يعني أنه لم يعد هناك مستقبل لحاملات الطائرات، إلا ان القتال ضد الحوثيين أظهر أن السفن لا تزال تلعب دورا مهما في القتال القريب و "آعتقد انه درس لا يقدر بثمن".
ولعب سوليفان دورا واضحا كمستشار للأمن القومي، وأحاط الصحافيين في البيت الأبيض أكثر من مرة. وهذا لأن الرئيس بايدن ترك الأمر لفريقه، حيث كان سوليفان الأول لشرح تفاصيل السياسة الخارجية للرأي العام. وبدوره وصف سوليفان رئيسا يتخذ نهجا دقيقا في التفاوض على النقاط الدقيقة ذات العلاقة بدبلوماسية الشرق الأوسط ويتصل مع نتنياهو ويحثه على ضبط النفس تجاه إيران ومع الرئيس المصري لفتح الحدود المصرية مع غزة.
وقال آخرون إن سوليفان يفهم تفكير الرئيس ويعرف متى يريد استخدام القوة وعندما لا يريد. ونسب ماكغيرك الفضل لسوليفان ببناء استراتيجية الشرق الأوسط والتي جمعت ما بين القوة العسكرية والدبلوماسية والتي شملت على رسائل لم تتوقف إلى إسرائيل وقنوات سرية مع إيران. وقال ماكغيرك إن الإستراتيجية التي بناها سوليفان كانت واضحة في الكيفية التي نسق فيها الرد الأمريكي مع اقتراب إسرائيل وإيران من حرب مفتوحة هذا الربيع. ويعرف سوليفان أكثر من أي شخص آخر أن كل هذا النجاح قد ينهار في أية لحظة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحربية الإيرانية غزة إيران امريكا غزة الحرب استراتيجية الردع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حاملة الطائرات الشرق الأوسط حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط
مقالات مشابهة ليست إيران.. البنتاغون الامريكي يعلن العثور على أخطر مصادر تمويل الحوثيين بالترسانة العسكرية
5 أيام مضت
02/07/2024
09/03/2024
08/03/2024
07/03/2024
05/03/2024
كشف مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، التابع لقيادة الجيش الأمريكي، في دراسة حديثة عن تحول حركة أنصار الله إلى قوة إقليمية مؤثرة، معتبرًا صعودها المفاجئ “تحوّلًا استراتيجيًا” يُعيد رسم خريطة القوى في الشرق الأوسط، ويتجاوز حدود الصراع اليمني إلى تأثيرات دولية واسعة.
من فاعل محلي إلى لاعب إقليمي مؤثر
وبحسب الدراسة، التي حملت عنوان “الميليشيا التي أصبحت لاعبًا قويًا: الصعود المذهل للحوثيين”, فإن الحركة كانت تُعتبر قبل طوفان الأقصى مجرد فاعل محلي في اليمن، لكنها بعد أحداث أكتوبر 2023 عززت تحالفاتها مع محور المقاومة (إيران، حزب الله، فصائل فلسطينية)، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في معادلة الصراع الإقليمي.
وأشارت الدراسة إلى أن العمليات العسكرية التي نفذتها الحركة، مثل استهداف السفن في البحر الأحمر، لم تقتصر على التأثير الإقليمي، بل تسببت في زعزعة الاستقرار العالمي، مما دفع القوى الكبرى إلى إعادة تقييم حساباتها في المنطقة.
تنزيل التقرير الكامل pdf لمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية
الصعود المذهل للحوثيينتنزيلالمقالة من المصدر الأصلي للتقرير على مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لقيادة الجيش الأمريكي
تهديد اقتصادي واستراتيجي عالمي
أكد التقرير أن استهداف أنصار الله للممرات البحرية الحيوية، مثل باب المندب، أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، ورفع أسعار النفط، وأجبر الشركات الدولية على إعادة حساب المخاطر التجارية في المنطقة. كما أسفر عن انخفاض حركة الملاحة في قناة السويس بنسبة 60%، مما أثر على التجارة الدولية بشكل مباشر.
سياسيًا، فرضت الحركة نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات إقليمية أو دولية، كما كشفت عن ضعف الآليات الدولية في احتواء الصراعات الناشئة، مما جعلها “مغيّرًا لقواعد اللعبة”, وفقًا للتقرير.
استراتيجية المواجهة الأمريكية: أربعة مستويات للتصدي لأنصار الله
في ضوء هذا الصعود المتسارع، اقترحت الدراسة الأمريكية استراتيجية للتعامل مع “الخطر الحوثي” عبر أربعة محاور رئيسية:
عسكريًا: استهداف قيادات الحركة عبر عمليات اغتيال تهدف إلى تقويض بنيتها التنظيمية.دبلوماسيًا: العمل على عزلها دوليًا من خلال تشكيل تحالفات إقليمية مضادة.إعلاميًا: مواجهة حملاتها الدعائية التي تعزز شرعيتها محليًا وإقليميًا.اقتصاديًا: فرض عقوبات على الدول والجهات الداعمة لها.قدرات عسكرية غير مسبوقة وتأثير إقليمي متزايد
وبحسب الأرقام الواردة في التقرير، نفذت أنصار الله أكثر من 100 هجوم بحري، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية بشكل غير مسبوق. كما شنت أكثر من 220 هجومًا على إسرائيل، بينها ضربات ناجحة على تل أبيب، ما أظهر قدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى.
وتشير الدراسة إلى أن تحالفات الحركة مع جهات إقليمية فاعلة ساهمت في توسيع نفوذها على مستوى الشرق الأوسط، في وقت لم تثبت التدابير العسكرية الدولية فعاليتها في احتواء عملياتها، بسبب الطبيعة غير المتكافئة للصراع.
توصيات لمواجهة التغيرات الاستراتيجية
خلص التقرير إلى أن مواجهة هذا الواقع الجديد تتطلب استجابة شاملة تتجاوز الحلول العسكرية، مشيرًا إلى أن التأثيرات المحتملة لهذا التحول قد تمتد إلى الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي، مما يستدعي إعادة تقييم السياسات الدولية تجاه الشرق الأوسط.
ذات صلةالوسومالحوثيين انصار الله تقرير الجيش الامريكي قيادة الجيش الأمريكي مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
آخر الأخبار