سرايا - نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً أعدّه باتريك كينغزلي وآدم راسغون وفيفيان وانغ وتوماس فولر قالوا فيه إن إسرائيل تجري محادثات مع مصر حول الانسحاب من الحدود المصرية مع غزة. وقالوا إن المحادثات مع مصر تأتي وسط التحركات الدبلوماسية على أكثر من جهة، ومحاولات التوصل لوقف إطلاق النار، وخطط ما بعد الحرب لغزة.



وكشفت الصحيفة أن مصر وإسرائيل ناقشتا سراً انسحاب الجنود الإسرائيليين من حدود غزة مع مصر، وذلك بحسب مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسي غربي بارز، وهو تحوّل قد يزيل عقبة أمام محادثات وقف إطلاق النار مع “حماس”، على حد قولها.

دخول القوات الإسرائيلية لما يعرف بمحور فيلادلفيا أدى لتوتر في العلاقات مع مصر التي حذّرت من أن أفعال إسرائيل ستترك آثاراً خطيرة تهدّد الأمن القومي المصري

وبعد أكثر من تسعة أشهر على الحرب في قطاع غزة، تعتبر هذه المحادثات بين إسرائيل ومصر جزءاً من تحركات دبلوماسية في عدد من القارات، بهدف التوصل إلى هدنة، والاتفاق على خطة لما بعد الحرب وحكم القطاع.

وجاءت التسريبات وسط حديث مسؤولين في “حماس” و”فتح” عن اجتماع ستعقده الصين الأسبوع المقبل، ومحاولة ردم الخلافات بين الجماعتين الفلسطينيتين. وفي نفس الوقت سترسل إسرائيل مستشارها للأمن القومي تساحي هانيغبي إلى واشنطن، هذا الأسبوع، لعقد لقاءات مع البيت الأبيض، حسب بيان من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتعلق الصحيفة بأن المفاوضات لتحقيق الهدنة اكتسبت زخماً في الأيام الأخيرة، مع أن هناك عدة نقاط خلافية لا تزال قائمة. واحدة تتعلق بطول مدة وقف إطلاق النار، حيث تطالب “حماس” بوقف دائم للنار، في وقت تريد إسرائيل اتفاقاً مؤقتاً للنار. وتقول “حماس” إن انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق، بما فيها الحدود مع مصر، هو شرط لوقف إطلاق النار.

ودخلت القوات الإسرائيلية منطقة الجنوب في غزة، أثناء الحملة التي بدأتها في أيار/مايو وحزيران/يونيو. وتقول الصحيفة إن الحملة أجبرت “حماس” على الخروج من محور مهم استخدمته لتهريب السلاح والإمدادات.

وتزعم إسرائيل أنها اكتشفت ودمرت عدداً من الأنفاق هناك. إلا أن دخول القوات الإسرائيلية لما يعرف بمحور فيلادلفيا أدى لتوتر في العلاقات مع مصر التي حذّرت من أن أفعال إسرائيل ستترك آثاراً خطيرة تهدّد الأمن القومي المصري.

وتزعم الصحيفة أن إسرائيل مترددة في الانسحاب، لأن عمل هذا سيجعل من السهولة على “حماس” إعادة تخزين ما تريده من إمدادات، وتعيد سيطرتها على القطاع.

وأكد بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، أنه “مصرّ على بقاء إسرائيل في معبر فيلادلفيا”. إلا أنه في المحادثات الخاصة التي جرت مع المصريين، الأسبوع الماضي، أعرب المبعوث الإسرائيلي عن استعداد إسرائيل للانسحاب من المحور حالة اتخذت مصر الإجراءات التي تمنع تهريب السلاح عبر الحدود، على حد قول ثلاثة مسؤولين. وتشمل هذه الإجراءات المقترحة نصب أجهزة استشعار إلكترونية قادرة على رصد تحركات في المستقبل. وكذا بناء حواجز إسمنتية تحت الأرض لمنع بناء الأنفاق، حسب قول المسؤولين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

وتضيف الصحيفة أن كلاً من مصر وإسرائيل حاولتا عدم تأكيد وجود محادثات، فحكومة الائتلاف، التي يتزعمها نتنياهو، بحاجة إلى دعم النواب من الأحزاب المتطرفة التي تعارض عقد هدنة تترك “حماس” في السلطة. وستنهار حكومته لو اعترف علناً بعقد محادثات مع مصر.

وعندما كشف عن المحادثات في الصحافة الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، وكذا وكالة أنباء رويترز، سارعَ نتنياهو لنفي الأخبار، ووصفها بأنها “أخبار مزيفة”.

وأشار وزير الحرب يوآف غالانت إلى أن إسرائيل قد تنسحب من منطقة الحدود، في ظل ظروف معينة، و”هناك حاجة لحل يتطلب وقف محاولات التهريب وقطع الإمدادات الضرورية عن “حماس”، ويساعد على سحب القوات الإسرائيلية من المحور، وكجزء من إطار للإفراج عن الأسرى” لدى “حماس”.

وعندما طلب من مكتب نتنياهو التعليق، يوم الإثنين، أحال الصحيفة لتصريحات سابقة لنتنياهو، فيما لم ترد الحكومة المصرية.

وفي الوقت الذي عبّرَ فيه المسؤولون الأمريكيون عن تفاؤل حول توقّف المحادثات لوقف إطلاق النار، إلا أن مناقشة مستقبل غزة اتخذت مساراً ملحّاً، بما في ذلك منظور عمل “حماس” و”فتح” معاً. وفشلت محاولات التوسط السابقة، بما فيها محاولة الصين، في نيسان/أبريل، التوصل إلى نتائج ملموسة، في وقت عبّرَ فيه عددٌ من المراقبين عن إمكانية أن تؤدي محادثات الصين إلى خرق في العلاقات بين الفصيلين.

وبالنسبة لبكين فإن استضافتها للقاء بين “حماس” و”فتح” ستعزّز من دورها كوسيط على المسرح الدولي.

ولعبت الصين دوراً في الانفراجة بالعلاقات بين السعودية وإيران، وزادت من استثماراتها في الشرق الأوسط، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي حاولت الولايات المتحدة عزلها عنه.

وسيقود رئيس المكتب السياسي لـ “حماس”، إسماعيل هنية، وفدَ “حماس” إلى بكين، حسب القيادي موسى أبو مرزوق.

أما وفد فتح فسيقوده، نائب رئيس حركة “فتح”، محمود العالول، حسب عزام الأحمد،عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”. وقال إن وزير الخارجية الصيني وانغ يي سيلتقي مع الوفدين الفلسطينيين، في 21 تموز/يوليو و 23 تموز/يوليو. ولم تؤكد وزارة الخارجية مباشرة الخبر. وقال الأحمد: “نحن متفائلون دائماً، ولكن بحذر”.

عبّرت “حماس” عن استعداد للتخلي عن الإدارة المدنية لغزة وتسليمها لحكومة من المستقلين، ولكنها استبعدت تفكيك جناحها العسكري

وطالما اتسمت العلاقات بين “حماس” و”فتح” بالتوتر، وخاصة بعد سيطرة “حماس” على غزة في 2007، وكانت الخلافات واضحة في نهاية الأسبوع بعد قصف إسرائيل مخيم المواصي، في عملية قالت إسرائيل إنها تستهدف قيادياً بارزاً في “حماس”، محمد الضيف. فقد أصدر مكتب محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، بياناً حمّلَ فيه إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن المذبحة، ولكنه ألمح إلى مسؤولية “حماس” التي أعطت إسرائيل المبرر للقيام بالهجوم من خلال اختباء المقاتلين بين المدنيين. وردت “حماس” بالقول إن عباس أعفى إسرائيل من المسؤولية.

وتحدث المسؤولون الأمريكيون عن دور للسلطة في غزة ما بعد الحرب، ما يعني موافقة من “حماس”.

وهناك أصوات متزايدة من الفلسطينيين تدعو “حماس” و”فتح” للعمل معاً، والتعاون في عملية إعادة إعمار غزة بعد الحرب.

وقال إبراهيم دلالشة، من مركز الأفق الفلسطيني: “لا يزال هناك انقسام كبير بين “حماس” و”فتح”، وهناك ضرورة مطلقة للتوافق على إدارة غزة”، و”غياب هذا سيكون مأساة كبيرة”.

وعبّرت “حماس” عن استعداد للتخلي عن الإدارة المدنية لغزة وتسليمها لحكومة من المستقلين، ولكنها استبعدت تفكيك جناحها العسكري.

وقدرت الأمم المتحدة عمليات إعمار غزة بمليارات الدولارات، ولأن العديد من الدول صنّفت “حماس” كمنظمة إرهابية، فإن التعاون في الإعمار سيكون مقيداً، ولهذا فإن حكومة بدون صلات مع “حماس” ستسهل تعاون الولايات المتحدة والدول الأوروبية والمنظمات الدولية للتعاون في إعادة الإعمار.

 

إقرأ ايضاَالأعلام العبري: حماس ما زالت تمتلك صواريخ طويلة المدىنائب ترامب يحذّر من تحوّل بريطانيا في ظل وجود حزب "العمال" لدولة إسلامية بسلاح نووي .. وبريطانيا تردحزب الله اللبناني يطلق عشرات الصواريخ على شمال "إسرائيل"

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة إطلاق النار بعد الحرب مع مصر

إقرأ أيضاً:

‏نيويورك تايمز: واشنطن قدمت لإسرائيل رادارا تخترق موجاته الأرض للمساعدة في ملاحقة السنوار وقادة حماس الآخرين

قالت صحيفة ‏نيويورك تايمز، إن واشنطن قدمت لإسرائيل رادارا تخترق موجاته الأرض للمساعدة في ملاحقة يحيي السنوار وقادة حماس الآخرين.

وتخوض المقاومة اشتباكات عنيفة في أكثر من نقطة، في محاولة للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تعجز عن تحقيق الغزو البري.

وقالت ‏حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إنه لا اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غزة والاتفاق يشمل إخراج أجانب مقابل إدخال مساعدات.

ونفذ الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على مدينة الحديدة باليمن، في عملية أطلق عليها اسم "اليد الطويلة".

وجاءت هذه الغارات ردًا على مئات الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك هجوم بطائرة مسيرة استهدف تل أبيب.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وعالمية أن الهجوم نفذ بنحو 20 مقاتلة إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: إسرائيل سمعت صوت السنوار من تحت الأرض
  • “نيويورك تايمز”: إسرائيل سمعت صوت السنوار من تحت الأرض
  • محادثات لأكثر من 7 ساعات.. تصعيد حزب الله لم يعرقل مفاوضات غزة
  • إسرائيل تريد الانسحاب من محور فيلادلفيا .. اليكم آخر التفاصيل
  • نيويورك تايمز: مجتمع لاجئين فلسطينيين محبط يرى الأمل في حماس
  • "نيويورك تايمز": إسرائيل حاولت رصد السنوار عبر رادارات تخترق الأرض
  • “نيويورك تايمز”: إسرائيل حاولت رصد السنوار بواسطة رادارات أمريكية تخترق الأرض
  • ‏"نيويورك تايمز" نقلا عن مصدر غربي: الضربات الإسرائيلية دمرت كل منصات الصواريخ المعدة للهجوم على تل أبيب
  • ‏نيويورك تايمز: واشنطن قدمت لإسرائيل رادارا تخترق موجاته الأرض للمساعدة في ملاحقة السنوار وقادة حماس الآخرين
  • إسرائيل: حماس تصر على الانسحاب من محور فيلادلفيا وتل أبيب ترفض