الرؤية- أحمد التوبي

أكد عدد من المختصين الاقتصاديين والاجتماعيين تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على عدد من المشاهير بشكل سلبي، لافتين إلى أن عددا منهم اعتمد على هذه المنصات كمصدر للدخل دون الالتفات إلى تطوير المهارات التعليمية والشخصية.

وتقول حليمة المعنية الباحثة الاجتماعية بوزارة الداخلية، إن عددا كبيرا من المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي يرون عدم جدوى الاستمرار في التعلم وتطوير المهارات الشخصية في ظل حصولهم على مبالغ مالية كبيرة من هذه المنصات، مضيفة: "في مجتمعاتنا يرى عدد من المشاهير عدم جدوى استكمال مراحل التعليم خصوصا الدراسات الجامعية الأولى بمراحلها المختلفة، بسبب الثراء السريع الذي وصلوا إليه- بمحض الصدفة- من وسائل التواصل الاجتماعي، ووصولهم إلى حد الاكتفاء المالي".

وتضيف أن الشهرة والثراء السريع يؤثران على الحياة الاجتماعية سواء على الفرد أو أسرته أو المجتمع المحيط به نظرا لأن وسائل التواصل الاجتماعي تتحول إلى عمل دائم لهم يبذلون من أجله كل أوقاتهم.

من جهته، يوضح سليمان أمبوسعيدي: "هؤلاء الأثرياء الجدد قد يكون التعلم معقدا بالنسبة لهم، وذلك لأنَّ النجاح السريع والشهرة قد يقللان من حافزهم لمواصلة التعليم أو اكتساب مهارات جديدة، لأنهم يعيشون حياة بها رفاهية للاستمتاع بالثروة المالية دون الحاجة إلى القيام بالأعمال الشاقة أو التعلم المكثف، لأن البعض منهم يعتقد أن الثروة والشهرة كافيتان لضمان مستقبلهما، ما يؤدي إلى تراجع الاهتمام بما يفيدهم من خلال التعلم".

ويبيّن أمبوسعيدي أنه يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة قوية للتعلم واكتساب المهارات وتطويرها، وذلك من خلال المنصات التعليمية والمحتوى التعليمي المتاح على هذه المنصات، حيث يمكن لـ"الأثرياء الجدد" الوصول إلى هذه الموارد التعليمية المتنوعة والمتاحة بسهولة".

ويشدد عبد الله البطراني- ناشط اجتماعي على منصة "يوتيوب"- على ضرورة استكمال مراحل التعليم المختلفة والاستمرار في التعلم وتطوير المهارات الشخصية لأنَّ التعليم طريق يجب أن يسلكه الفقير والغني، لافتا إلى أن المعرفة تساعد الإنسان في تحقيق أهدافه بطرق مناسبة لا تسبب له أي مشاكل أو توقعه في مخالفات.

ويشير الدكتور عبد الوهاب بوخنوفة أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني،  إلى أن الحكومات تقوم بدور تنظيمي فيما يتعلق بالأموال التي يحصل عليها المشاهير من منصات التواصل الاجتماعي، مبينا: "تعمل الحكومات على تنظيم الأنشطة المختلفة عن طريق تشريع قوانين تنظم النشاط الذي يكتسب الفرد من خلاله الأموال، وكذلك شرعنة هذه الأموال، لكن تطوير المهارات والمعارف اللازمة لدى هؤلاء الأشخاص هي مسؤولية الآباء والأمهات لأنهم معنيون بمساعدة أبنائهم على التركيز على التعلم أولا وكذلك حسن التصرف بالأموال التي يكتسبونها من وسائل التواصل الاجتماعي".

 

وعن التحديات التي تواجه المشاهير، تقول حليمة المعنية الباحثة الاجتماعية بوزارة الداخلية: "بطبيعة الحال نحن ندرك أن ما يهم المشاهير هو تقليد الأشخاص المحيطين بهم للوصول إلى الثراء، وعلى الرغم من أن المشهور قد ينفق أكثر بكثير من قدرته المالية الحقيقية لتحقيق تلك الرفاهية التي قد تزول بشكل مفاجئ أيضاً، إلا أن سهولة الحصول على بطاقات الائتمان والقروض ومنصات التواصل الاجتماعي سهلت الحركات الاستعراضية، وبالتالي تزداد شهيته نحو الاستهلاك مما يجعله يسعى بأن يمتلك أغلى المنتجات بأبهظ الأثمان، كذلك قد يتعرض هؤلاء إلى جملة من الانتقادات اللاذعة نتيجة التفاخر بالتجارب والمقتنيات على منصات التواصل الاجتماعي وأمام المتابعين".

ويسلط خلفان الطوقي- محلل وكاتب اقتصادي- الضوء على المخاطر الاقتصادية التي قد تواجه فئة "الأثرياء الجدد" في حال تراجع شعبيتهم أو تغير خوارزميات منصات وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا: "هذه الفئة مهددة ببعض المخاطر، وذلك عند ظهور سلوكيات وتكنولوجيا جديدة كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، وذلك قد يؤثر على الوظائف التي يمتهنونها في هذه المنصات وعلى شعبيتهم، إذ إن تقنية الذكاء الاصطناعي لها القدرة على تقليد الصوة والصورة لأي شيء موجود في عالمنا الحالي".

يُفيد ناجي البلوشي- خبير اقتصادي- أن "الأثرياء الجدد" يمتهنون الفن مثل أي فنان درامي، كما أنهم يبدعون في توصيل المحتوى، مشيرا إلى أن من يمتلك القدرات الفنية المقنعة للمتلقي سيبقى صامدا ومستمرا كما أنه ليس بالضرورة أن يستثمر ثروته في تطوير مهاراته، ولكل شخص من هذه الفئة مهاراته الشخصية التي يجذب بها المتابعين لدرجة أن بعض المشاهير العمانيين يحصلون من خلال الإعلان الواحد على مبلغ 2000 ريال".

ويضيف: "ينبغي على كل من يُريد الاستمرار في النجاح في منصات التواصل الاجتماعي، أن يواكب التطورات ويواكب تطلعات المتابعين ولا يتمسك بالطرق القديمة، حتى لا يختفي نجمه".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی منصات التواصل الاجتماعی هذه المنصات إلى أن

إقرأ أيضاً:

"وجهات دبي" تختتم موسمها الصيفي الرابع

أعلن "براند دبي"، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، اختتام الموسم الصيفي الرابع لحملة "وجهات دبي"، وذلك بعد 8 أسابيع واصلت خلالها الحملة الترويج لمقومات الجذب التي تتمتع بها الإمارة خلال فصل الصيف، وما توفره من خيارات ترفيهية ورياضية وعائلية متنوعة، تدعمها باقات خدمية عديدة تعزز من جاذبية المدينة كوجهة مفضلة لقضاء فترة العطلة الصيفية، وتسهم كذلك في ترسيخ مكانة دبي كأفضل مدينة في العالم للعيش والزيارة.

وتدعم حملة وجهات دبي، منذ انطلاقها في عام 2021 بتوجيهات الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، الجهود الترويجية لإمارة دبي، حيث تركز الحملة في نسخها المتعاقبة على أوجه التميز التي تجعل من هذه المدينة النابضة بالحياة الخيار المُفضّل لإمضاء عطلة صيفية حافلة بالأنشطة، من خلال ما تتيحه الحملة من كم كبير من المعلومات حول الأماكن والوجهات التي ترجح كفة دبي مقصداً سياحياً عالمي المستوى، ونشر تلك المعلومات على نطاق واسع من خلال الاستفادة من الانتشار السريع الذي تكفله منصات التواصل الاجتماعي، بما لها من قدرة على الوصول إلى شريحة ضخمة من المتابعين، سواء داخل الدولة أو خارجها.

"براند دبي"؛ الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي يعلن عن اختتام الموسم الصيفي الرابع لحملة "#وجهات_دبي"؛ التي استقطبت مشاركة واسعة على منصات التواصل الاجتماعيhttps://t.co/Qss6JfT4Qz pic.twitter.com/P7Ngxv26gO

— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) August 25, 2024

 

300 عمل 

ويأتي نجاح حملة "وجهات دبي الصيفية" هذا الموسم امتداداً للنجاحات السابقة للحملة في نسخها الماضية، بمحتوى على قدر كبير من التميز، حيث بلغ عدد الأعمال الإبداعية التي تضمنتها الحملة الرقمية هذا الصيف، وتم تداولها على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي ما يزيد على 3000 عمل مبدع، أغلبها من مقاطع الفيديو، التي وثقت أهم الوجهات الجديدة والمميزة في دبي هذا الموسم.

20 مليون مشاهدة

ووصل عدد المشاهدات للمحتوى الذي قدمته الحملة على مدار شهرين كاملين إلى نحو 20 مليون مشاهدة، عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بما في ذلك منصة X، وفيسبوك، وتيك توك، وانستغرام، ويوتيوب، فيما وجدت الحملة أصداء إيجابية واسعة تجسدت في ما يزيد على نصف مليون تفاعل على مختلف المنصات الرقمية.

مقالات مشابهة

  • هل زيادة متابعين تيك توك وإنستقرام تعزز نجاحك على منصات التواصل الاجتماعي؟
  • استشاري صحة نفسية يوضح أهم إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل (فيديو)
  • حرب الشائعات.. والوعي المطلوب
  • هيئة الدواء تهيب بالمواطنين الإبلاغ الفوري عن المستحضرات الطبية غير المرخصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • هيئة الدواء تطلق تحذير بشأن المستحضرات الطبية المباعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • "وجهات دبي" تختتم موسمها الصيفي الرابع
  • لجمع الأموال وشراء الأسلحة ونقلها!.. المبعوث الأمريكي يكشف عن استغلال الحوثيين لـ”وسائل التواصل الاجتماعي”!
  • دبي الأكثر رواجاً في العالم على منصات التواصل الاجتماعي
  • ليندركينغ: الحوثيون يستغلون منصات التواصل الاجتماعي لجمع الأموال وشراء الأسلحة وتسهيل نقلها
  • تحقيق غربي: تجار أسلحة "حوثيون" يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لشراء وبيع الأسلحة (ترجمة خاصة)