٢٦ سبتمبر نت:
2024-08-27@04:13:14 GMT

كربلاء تتجدد فعلا ونتيجة

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

كربلاء تتجدد فعلا ونتيجة

دائرة المستهدفين لسبط رسول الله ( ص ) ليست محصورة في بني امية ومناصريهم فقط بل هي واسعة بسعة المجتمع الاسلامي في ذلك اليوم المشئوم وما سبقه من ايام وشهور وسنين حتى نصل الى زمن الانحراف الاول عندما تركت الامة وصية رسول الله ( ص ) التي ذكرها القرآن بقوله تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) يوم أن سمعها المسلمون من فم رسول الله تعاطوا معها بنفسيات متنوعه اولها النفسية المؤمنة وثانيها النفسية السلبية غير المتحفزة للسمع والطاعة المكتفية بالبركة وبسفاسف الامور غير المتطلعة لان تدخل في زمرة خير امة اخرجت للناس والثالثة النفسية الخبيثة الحاقدة التي استحوذ عليها الشيطان وعصبية الجاهلية فتلقت الاية والتوجيه الذي حملته بازدراء وريبة ما لبثت هذه النفسيات الثلاث التي كانت تشكل المجتمع المدني في زمن حضرة النبي فيه وبفعل مرور الزمن ورحيل الرسول ( ص ) ان تنامت هذه الفئات وشكلت كل فئة من هذه الفئات مجاميع متصارعة في داخل جسد هذه الامة وإن كانت في بداية الامر لم تظهر حجم الصراع المحتدم بقوة مثلما ظهر في يوم سقط الحسين مضرجا بدمه بسيف من يشهد الا اله الا الله وان محمدا رسول الله .

.

كان المجتمع المدني في حضرة النبي يتكون من عدة فئات او ما نسميه هذه الايام احزاب لكن وجود النبي أخر عملية اعلان كل فئة ( حزب ) عن نفسه حتى يوم السقيفة التي أبانت الانقسام المخيف في ذلك المجتمع وهذه الحقيقة يستحيل انكارها مطلقا فالمهاجرين اعلنوا عن نفسهم حينذاك ثم ما لبثوا ان تقسموا فئات الاولى اصحاب السقيفة من شكلوا الائمة من قريش والثانية الامام علي ومن معه والثالثة بنو امية والانصار اعلنوا عن نفسهم وما لبثوا ان تشظوا فريق ابن عبادة وفريق من بايع ابو بكر ..

تلك الفئات كانت في موضوع المودة لأهل البيت متدرجة في الهبوط وفي الصعود وكلما مرت الاعوام كان من تبنى بغض اهل البيت يتنامى حضوره بعد ان استفاد من انحراف الفئة الثانية التي ذكرناها عن معاني المودة عندما فسروها مجتهدين بالحب الوجداني وليس بالأحقية في الخلافة والحكم ..

من خلال الانقسامات في تلقي توجيهات الله بالمودة في قربى الرسول لاحظنا ان من قتل الحسين مباشرة هم الفئة الثالثة ومن سكت عن الدفاع عن الحسين وعن جريمة قتل الحسين واكتفى بالحوقلة والاسترجاع او الاجتهاد في التأويل للقتلة بانهم مجتهدون وان الحسين باغي فهم من دخل في اثم قتل الحسين بهذه الخزعبلات ..

فاجعة كربلاء تتجدد في كل عصر ومجتمع وزمان فقد لحقتها فواجع قتل بني امية لزيد بن علي وغيره من الائمة وقتل العباسيين للاولياء وبفضاعة اشد من فعل الامويين وهلم جرا والسبب هو توارث المواقف والتفسيرات لدى القتلة المباشرين ولدى القتلة غير المباشرين ..

اليوم ونحن نعيش مأساة كربلاء غزة وعشنا قبلها كربلاء مران وكربلاء عدوان التحالف العربي ولو ابعدنا القاتل الاسرائيلي من الوضعية سنجد بني امية هم من قتل الحسين بن بدر الدين الحوثي ومن شن الحروب الست الظالمة ومن شن عاصفة الحزم ومن ساهم في إطلاق يد الصهاينة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بتوطئة بل ومشاركته المباشرة ومن اجتهد في تبرير المواقف المخزية لعربان الخليج وبعض الانظمة العربية وصحح لهم جدوائية سكوتهم وتواطئهم وهذا يدخل ضمن القتل غير المباشر لكل مظلوم من الشعب الفلسطيني ..

لا يعني تفريقنا هنا بين القتلة بكونهم مباشرين او غير مباشرين ان يفهم منه ان القاتل المباشر للحسين السبط هو الذي خالف وصية المودة للقربى ويتحمل وزر هذه المصيبة بمفردة بل ان الوزر على غير المباشر يتوازى مع القاتل المباشر وقس على فاجعة كربلاء السبط كل كربلاء تتجدد في كل عصر ومكان ..

اخوف ما نخافه اليوم ان يكون كاتب هذه السطور او من يقرأ هذه الكلمات قد انزلق بوما ما او في قضية ما في ارتكاب جريمة القتل غير المباشر عندما سولت له نفسه الخوض في التفسيرات والبحث عن المبررات لسكوته او سكوت شعوب الامتين العربية والاسلامية عن فاجعة كربلاء غزة او انه الى اليوم لا زال يبرر ليزيد بن معاوية جريمته واعوانه المباشرين وغير المباشرين بانه اجتهاد قد أخطأوا فيه فلهم أجر واحد لان مثل هذه التوجهات تعزز لكل يزيد في كل عصر ان يقتل حسين عصره ويمر دون عقاب او موقف معاداه لانه اجتهد فأخطأ فالاجتهاد وإن كنا نعظمه وندعو اليه الا انه لا يكون بتبييض صفحة الفاسقين الفاسدين الفاجرين كمن زعم ان النبي امر بالسمع والطاعة للامير وان جلد ظهرك واخذ مالك .. لان هذا الموروث يجعل من فاجعة كربلاء تستمر وتتجدد بفعل غباء المتفيهقين ومعطلي العقول عن البحث والادراك ..

والله من وراء القصد

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: غیر المباشر قتل الحسین رسول الله

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف وضيوف مؤتمر «الشؤون الإسلامية» يشهدون ختم القرآن بمسجد الحسين

شهد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الجلسة الختامية للمقرأة المجودة لكبار القراء بمسجد مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه وذلك بحضور كوكبة منيرة من ضيوف مصر من مختلف دول العالم المشاركين في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الخامس والثلاثين.

ترأس المقرأة المجودة شيخًا لها القارئ الطبيب أحمد أحمد نعينع، وعضوية كل من فضيلة القارئ الشيخ محمود الخشت، والقارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي، والقارئ الشيخ ياسر الشرقاوي، والقارئ الشيخ طه النعماني، والقارئ الشيخ أحمد تميم المراغي، والقارئ الشيخ فتحي خليف، والقارئ الشيخ كارم الحريري، والقارئ الدكتور ماهر الفرماوي.

وفي بداية المجلس القرآني العامر رحب الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف بالسادة ضيوف مصر من مختلف دول العالم، قائلًا: أرحب بكم بالنيابة عن رواد مسجد سيدنا الإمام الحسين جميعًا وأحبابه جميعًا، ونيابة عن مصر العظيمة وشعبها الكريم وقيادتها الحكيمة.

وأضاف وزير الأوقاف أنه تم اليوم افتتاح مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بحضور هذه الكوكبة الكبيرة من ضيوف مصر الكرام وعلماء الأمة الإسلامية من مختلف بقاع الدنيا، وكان عنوان المؤتمر "دور المرأة في بناء الوعي" ، ولعل هذا يتصل اتصالًا وثيقًا بسيدات بيت النبوة كسيدتنا زينب رضي الله عنها، وسيدتنا نفسية رضي الله تعالى عنها، و سيدتنا سكينة بنت سيدنا الإمام الحسين وأختها سيدتنا فاطمة النبوية وعمتهما سيدتنا زينب الكبرى، ثم سيدتنا عائشة بنت سيدنا جعفر الصادق، ومن قبلهن ومن بعدهن من سيدات بيت النبوة الشريفات الكريمات الكواكب النيرات.

وأكد وزير الأوقاف أن هذا اليوم يوم ميمون مبارك لاجتماع هذه الكوكبة من العلماء من مختلف دول العالم في ساحة مسجد سيدنا ومولانا الإمام أبي عبد الله الحسين رضي الله عنه.

وأشار وزير الأوقاف إلى تشرفه بحضور هذه الجلسة الختامية المباركة للمقرأة المجودة لكبار القراء الذين يمثلون أعظم وأعذب الأصوات في دولة التلاوة المصرية، والذين هم من خيرة قراء مصر في هذا الزمان، والذين هم امتداد لشموس دولة التلاوة التي سطعت نجومها وشموسها وكواكبها على مر الزمان.

وقد تلا الحاضرون جميعًا قصار السور قراءة جماعية، ختمت بدعاء ختم القرآن الكريم من القارئ الطبيب أحمد أحمد نعينع، وسماحة الشيخ الحبيب أحمد أحمد البدوي مفتي دولة كينيا الشقيقة.

وعقب انتهاء المقرأة المجودة استمتع ضيوف مصر الأكارم بأمسية ابتهالية للمبتهل محمود هلال والمبتهل مصطفى عاطف في رحاب مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة في أجواء روحانية في رحاب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

مقالات مشابهة

  • قصة الحسين
  • مئات الآلاف من الشيعة العراقيين يحتشدون في كربلاء لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين
  • وزير الأوقاف وضيوف مؤتمر «الشؤون الإسلامية» يشهدون ختم القرآن بمسجد الحسين
  • قبلان: ما تقوم به المقاومة ربحٌ استراتيجي للبنان
  • السوداني:خدمة زوار الحسين تفرح الإمام الغائب!
  • السوداني لأعضاء مجلس كربلاء: المشاريع المحلية يجب ان تنسجم مع برنامج الحكومة
  • ملايين الحجاج الشيعة يزورون كربلاء لإحياء ذكرى "أربعينية الحسين" وسط تحديات أمنية جمة
  • رئيس الوزراء العراقي يوجه بضبط العمل الأمني بمناسبة أربعينية الحسين
  • فاجعة على الطريق في أفيون قره حصار
  • بين محمد ص وآله..والحسين ع