عربي21:
2025-03-09@22:15:38 GMT

مواقف كإسطوانات مشروخة!

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

واضح أن سياق الخطاب الدولي في بعض أركان القرار السياسي المؤثر، بات محصوراً في قوالب جاهزة لمواقف سياسية بائسة، باتت تتكرر لتصبح اسطوانات مشروخة ممجموحة يعتقد أصحابها أنهم أدوا واجبهم في ما قالوه دونما أن يقصدوا أو يفهموا تبعات ما يقولونه. فالدم النازف في فلسطين اليوم ليس رخيصاً ليذهب البعض به نحو تسطيح المواجع والآلام، وكأن من يقتلون ليسوا بشراً وليسوا من الأبرياء، الذين جرفتهم ماكنة القتل.



إن تسخيف المواقف وتكرارها خوفا وارتجافا من العم سام، وجوقة الصهاينة الذين يصمون الآذان بما هو بعيد عن الحقائق، إنما يُحّمل أصحاب تلك المواقف المسؤولية الكاملة عن ذلك الدم المهدور بفعل الحقد والكراهية، التي يمارسها نتنياهو، بحكم تكرار هذه المواقف البائسة والمهترئة، فالأطفال والنساء وضياع المال ودمار الحال وما بينهم من تفاصيل يشهدها الفلسطينيون كل يوم، ليست أرقاماً عابرة على مذبح التاريخ، تماماً كما أصحابها الذين هم كغيرهم من البشر الآدميين الأبرياء، ممن اختار لهم الظالمون شعارات البعض من الساسة الدوليين بخصوص فلسطين باتت مملةالموت على حساب الحياة.

شعارات البعض من الساسة الدوليين بخصوص فلسطين، باتت مملة، بل منفصلة تماماً عن الواقع فما يرددونه اليوم، لا يساهم إلا في زيادة حالة التيه القائمة وإشباعاً لنزوات نتنياهو في القتل والدمار.



فما معنى الحديث عن الحرص على وقف إطلاق النار، بينما يستمر تدفق السلاح من بعض تلك الدول التي تدعي هذا الحرص؟ وما معنى الرغبة في لجم المستوطنين، بينما يوفر السلاح والمال والغطاء لهؤلاء القتلة؟ وما معنى الحديث عن الحرص على اليوم التالي للحرب حال توقفها، بينما يستمر توفير الغطاء السياسي لها بحجة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟

ما معنى الإقرار بحل الدولتين، بينما يستمر الرفض الضمني لتطبيق هذا الحل، بل الإصرار على قتله عبر ربطه بالمفاوضات؟ وما جدوى الحديث عن إصلاح السلطة الفلسطينية، بينما تغرق حكومة نتنياهو في الفساد وملفات الإجرام المسجلة لدى الجهات العدلية الإسرائيلية؟ ولماذا الإصرار على إضاعة مفهوم اليوم التالي خدمة لمشروع نتنياهو، المصر على ترحيل الفلسطينيين وتهجيرهم سوى الحرص على انتصاره في معركة عض الأصابع؟

وما معنى الحديث عن الرهائن بمعزل عن المجزرة بحق الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم من تم اعتقالهم في الآونة الأخيرة، وما يجري في معتقل سيدي يتمان من فظائع وبشاعة؟ هل يعرف أبطال المواقف المتحنطة أن التعذيب في سجون الاحتلال للأسرى الفلسطينيين قد تفوق على أبشع الجرائم الدولية؟

فيستخدم الاحتلال سلاح التجويع والحرمان من العلاج، والاغتصاب باستخدام الكلاب، وهتك الحرمات عبر معدات الإطفاء، وصولاً إلى التقليعة الجديدة باستحداث أقفاص للأسرى والتفاخر بقتلهم بدم بارد. إن مواقف المتواطئين باتت مكشوفة ومفضوحة ومسمومة، لا لكونها تنتهك حقوق الفلسطينيين فحسب، بل لأنها تساهم في استمرار قتلهم ونحرهم وحرقهم، ولأنها ترفع من هرمون التحريض والكراهية والحقد، وهو ما لن يخدم صديقتهم إسرائيل ولن يوفر لها الأمن والقبول والأمان.



إن كسر قوالب المواقف المتحجرة والانتقال نحو الاعتراف الناجز بدولة فلسطين، ونهي إسرائيل عن غيها، يوفر انقلاباً حقيقياً في مستقبل المنطقة، ويساهم في إعلاء كلمة القانون الدولي وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وفق الشرعية الدولية. فهل الحكمة في حماية إسرائيل تأتي عبر التستر على فظائعها؟ أم في إحقاق الحقوق وتطبيق العدالة الدولية؟
مصائر الشعوب في عصر السرعة لا تحكمها قوة الصواريخ، بل صلابة الإرادة الأقوى
إن مصائر الشعوب في عصر السرعة لا تحكمها قوة الصواريخ، بل صلابة الإرادة الأقوى على صناعة الانتصار، فلَا الشمس يَنبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون.. فهل تستفيق البشرية وتنتصر لقوة المنطق، أم تترك للواهمين السعي لانتصار منطق القوة؟ ننتظر ونرى.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة اشتباكات صفقة التبادل الضفة المقاومة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحدیث عن ما معنى

إقرأ أيضاً:

فضيحة رقمية.. الحكومة اليمنية تستخدم نطاقات تجارية بينما الحوثيون يسيطرون على الدومين الرسمي

انتقد الناشط وائل البدري تقاعس الحكومة الشرعية عن استعادة السيطرة على نطاق المستوى الأعلى لليمن (.YE)، والذي يُمثل جزءًا أساسيًا من السيادة الرقمية للبلاد، متهمًا الحكومة بالإهمال والتراخي في مواجهة سيطرة جماعة الحوثي على البنية التحتية الرقمية لليمن.

وقال البدري، في منشور على صفحته في فيسبوك: "من غير المعقول أن تعتمد الشرعية على الخارج في محاربة الحوثيين ماليًا، بينما تمتلك بيدها أدوات فعالة تستطيع من خلالها توجيه ضربات قاصمة لهم، ومنها استعادة النطاق الرسمي للجمهورية اليمنية (.YE).

وتساءل: "كيف يمكن أن تكون مواقع الحكومة الشرعية بدومينات تجارية مثل .COM و.ORG، بينما مؤسسات الحوثيين تستخدم الدومين الرسمي للدولة؟ هذه فضيحة بكل المقاييس!".

وأكد البدري أن وزارة الاتصالات في الحكومة الشرعية لم تتخذ أي خطوات قانونية لاستعادة نطاق اليمن من خلال رفع قضية نزاع لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، رغم أن ذلك من صميم اختصاصها.

وأضاف: "حتى عندما أوقفت جماعة الحوثي تصدير النفط، لم تحاول الحكومة الضغط عليها من خلال السيطرة على قطاع الاتصالات، رغم أن بإمكانها إدارة شركة YEMEN TELECOM من أي مكان في العالم وإجبار الحوثيين على التفاوض بشروطها. لكن للأسف، الشرعية في سبات عميق، بينما الحوثيون يبنون بنية تحتية رقمية تُصعب استعادة السيطرة عليها مستقبلاً."

مخاطر فقدان السيطرة على نطاق اليمن (.YE)

وأوضح البدري أن التخلي عن نطاق اليمن الرسمي لصالح الحوثيين له تداعيات كارثية على الأمن القومي والاقتصاد والسيادة الرقمية، ومن أبرز هذه المخاطر، فقدان السيادة الرقمية الذي يمثل ccTLD جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، والتفريط به يعني تسليم جزء أساسي من سيادة اليمن الرقمية لجماعة غير شرعية.

ووفقا للبدري فإن ذلك يمثل تمكين الحوثيين من التلاعب بالفضاء الإلكتروني ويمنحهم ذلك قدرة على نشر دعايتهم، والتجسس، وشن الهجمات الإلكترونية، إضافة لحجب المواقع الحكومية والمعارضة وقد تقوم الجماعة بحجب مواقع الشرعية أو تغيير معلومات تسجيل النطاقات لمنع الوصول إليها.

ولفت إلى أن ذلك قد يؤثر على الاقتصاد ويزعزع الثقة في الاقتصاد الوطني، ويهدد الأعمال التجارية، ويخلق بيئة غير آمنة للشركات والمؤسسات على الإنترنت.

وأشار إلى أن ذلك أيضا يعد تهديداً للاعتراف الدولي بالشرعية وقد يُنظر إلى فقدان السيطرة على النطاق الرسمي كتنازل عن السلطة، مما يضعف موقف الحكومة اليمنية دوليًا.

وطالب البدري الحكومة الشرعية بسرعة التحرك لاستعادة نطاق اليمن الرسمي، مؤكدًا أن هذا الملف يجب أن يكون أولوية في أي مفاوضات أو تحركات دولية، قائلًا: "إذا كانت الشرعية عاجزة عن استعادة نطاق الإنترنت الرسمي للدولة، فكيف يمكنها أن تستعيد اليمن بأكمله؟!".

مقالات مشابهة

  • فضيحة رقمية.. الحكومة اليمنية تستخدم نطاقات تجارية بينما الحوثيون يسيطرون على الدومين الرسمي
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل سترسل وفدا للدوحة الاثنين لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل سترسل وفدا للدوحة الإثنين لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • لماذا باتت السويداء عقدة للإدارة السورية الجديدة؟
  • هل يحوّل نتنياهو وحلفاؤه إسرائيل لدولة ثيوقراطية يحكمها دكتاتور؟
  • زلزال هز إسرائيل .. أمريكا تفتح الأبواب السرية مع حماس وتُحرج نتنياهو وتساؤلات حول خطة ترامب الجديدة؟
  • رياضة عقلية.. لماذا يُطلق على الشطرنج لعبة الملوك؟.. إليك الأسباب
  • تحقيق صحفي: إسرائيل تطور أداة جديدة لتضييق الخناق على الفلسطينيين
  • الموازنة باتت نافذة ودفع الرسوم على اساسها
  • شاهد| النظام السوري الجديد: يتغنى بالسلام مع الكيان الصهيوني بينما يواصل قمع الأقليات