كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي خلال الإحياء الجماهيري لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في العاصمة صنعاء ( 10 محرم 1446هـ – 16 يوليو 2024م)

للمشاهدة وتحميل الملف

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَاتُ فِي كُلِّ السَّاحَات:

السَّــــلَامُ عَلَيْكُــــمْ وَرَحْمَــــةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـــهُ؛؛؛

عَظَّمَ اللَّهُ لنَا وَلَكُمُ الأَجْر، وَأَحْسَنَ لنَا وَلَكُمُ العَزاء، فِي ذِكْرَى مُصَابِ سَيِّدِ الشُّهَدَاء، سِبْطِ رَسُوْلِ اللهِ “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” الإِمَامِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ “عَلَيْهِمَا السَّلَام”.

إن إحياء شعبنا العزيز لهذه الذكرى الأليمة، والفاجعة الكبرى في تاريخ الأمة، هو من منطلق انتمائه الإيماني، مواساةً لرسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وتعبيراً عن ولائه الإيماني الراسخ للرسول “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، ولعترته الأطهار، وعن تمسكه بالإسلام العظيم، وثباته على النهج القويم، الذي حمل رايته الأبرار من عترة رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وأخيار الأمة، والصالحون المؤمنون المجاهدون، جيلاً بعد جيل.

إن الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ” في نهضته المباركة هو الامتداد الأصيل للإسلام، ومن موقع القدوة، والأسوة، والهداية، والقيادة، كما عبَّر عن ذلك رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم” يوم قال: ((حُسَينٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسِين، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَينًا، حُسَينٌ سِبطٌ مِنْ الأَسبَاطِ))، وسعى لإنقاذ الأمة من طغيان يزيد، الذي كان يُشكِّل خطراً حقيقياً عليها في سلامة دينها وبقائه؛ وبالتالي في الاستعباد لها، وإذلالها، وقهرها، وظلمها، وإفسادها.

وقد سجَّل التاريخ ما يثبت هذه الحقائق، بما يدل بشكل قاطعٍ على أن يزيد كان متشبثاً بموروثه الجاهلي، وبعقدة الانتقام من رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، التي عبَّر عنها في قوله: [لست من عتبة إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل]، وبفعله أيضاً، حيث أقدم في مدةٍ وجيزةٍ على ما لم يسبقه بفعله غيره حتى في الجاهلية، من قتلٍ لسبط رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وأهل بيته وأصحابه، بوحشيةٍ وعدوانيةٍ، وإجرامٍ فظيع، وقد نقل التاريخ:

واقعة كربلاء، التي تبقى جرحاً غائراً عميقاً في وجدان الأمة، لا يلتأم، ولا تسكن آلامه إلى قيام الساعة.
وَوَقْعَة الحَرة، التي استباح بها جيش يزيد بإباحةٍ منه مدينة رسول الله، وسكانها من المهاجرين والأنصار، والانتهاك لحرمتها، والقتل للآلاف من أهلها، في جريمة إبادة جماعية، وهتك الأعراض، باغتصاب نسائهم، ونهب ممتلكاتهم، وهتك حرمة مسجد رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وإعدام الكثير من الصحابة والتابعين على قبره “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”؛ حتى غرق بالدم، وانتهاك قدسية منبره الشريف، ثم بعد ذلك أخذ البيعة ممن بقي من أهل المدينة على قيد الحياة، على أنهم عبيدٌ خالصوا العبودية ليزيد بن معاوية، والختم عليهم بكي النار بعلامة العبودية، فيما لم يسبق له مثيل.
ثم التَّوَجُّه بعد ذلك بجيشه إلى مكة المكرمة، لحصارها ومهاجمتها، حيث استهدفوا الكعبة المشرفة بالمنجنيق، وأحرقوها، وهدموها.
فكانت هذه الكوارث الثلاث في مقدمة برنامج يزيد، فما الذي يبقى للأمة بعدها! لولا أنَّ نهضة سيد الشهداء سبط رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” كانت قد أسست للأمة مسار الحُريَّة والعزة والإباء، وامتداد نهج الإسلام، ومظلوميته التي لا مثيل لها كانت سبباً في تعجيل العقوبة الإلهية بهلاك يزيد لعنه الله.

وقد امتدت نهضة الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ” مساراً قائماً في واقع الأمة، صوتاً صادعاً بالحق، ورايةً مرفوعةً للإسلام، ونهجاً نقياً قرآنياً محمدياً، ونوراً للأجيال، بالرغم من كثافة الظلمات التي أطبقت على واقع الأمة الإسلامية، من قِبل سلاطين الجور، وعلماء السوء، وحجم الظلم والكبت والاضطهاد، إلَّا أن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” رعى وبارك الجهود والتضحيات، التي قدَّمها عترة النبي “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وأخيار الأمة، والصالحون منها، وستنموا أكثر فأكثر، حتى الإنجاز للوعد الإلهي الآتي حتماً بلا ريب، كما قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، وكما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[الأنبياء: 105].

إن شعبنا العزيز، يمن الإيمان والحكمة، يحيي هذه الذكرة من ميدان الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو يلبي النداء، ويُقدِّم الشهداء، ويحمل الراية، ويتميز بحضوره المليوني في الساحات، ومرابطته في الجبهات، وعطائه في سبيل الله، وإيثاره على نفسه، أسوةً بآبائه الأوائل من الأنصار، ثابتاً ومستعيناً بالله تعالى، رغم العدوان والحصار، والهجمة الإعلامية الهائلة، ومستبصراً بنور القرآن الكريم، ومقتدياً برسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، في مرحلةٍ عمَّ التخاذل فيها أكثر البلدان الإسلامية.

إن حرب أولياء الشيطان، وعلى رأسهم اليهود الصهاينة، في هذه المرحلة على الإسلام والمسلمين هي على أشدها، فـ:

حربٌ ناعمةٌ: بالإضلال الفكري والثقافي، امتدت في كثيرٍ من البلدان العربية والإسلامية إلى المناهج الدراسية، ووسائل الإعلام، والتثقيف، والخطاب الديني، واستهدفت الرأي العام؛ بهدف فصل الناس عن المبادئ والتعليمات الإلهية، وتدجينهم لليهود. وجانبٌ منها للإفساد، وضرب القيم والأخلاق، والترويج للفواحش والرذيلة، والجرائم اللأخلاقية، ولشراء الذمم، وإفساد النفوس، وتذويب مكارم الأخلاق، وتدنيس الفطرة.
وحربٌ صلبةٌ إجراميةٌ وحشيةٌ، للإبادة الجماعية، والفتك بالمجتمع البشري، واستهدافه بالحروب، والأزمات، والأوبئة، ووسائل الضرر والإبادة المتنوعة.
وفي هذا السياق تتصدر المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني المسلم، ومعاناته من العدوان الإسرائيلي اليهودي الصهيوني، المدعوم دولياً وعربياً، لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، بالمجازر اليومية، التي ينفِّذها العدو الإسرائيلي بالقنابل الأمريكية، وبالتجويع، ومنع الغذاء والدواء، واستهداف المستشفيات والخدمات الطبية، إنها قضية القضايا، ومظلومية العصر، والمأساة الكبرى على وجه المعمورة، ومن العار والخزي- وللأسف الشديد- أن تكون في محيطٍ إسلاميٍ من العرب وغيرهم، أكثره متخاذل، وبعضه متواطئٌ متآمر، ومتعاونٌ مع العدو الإسرائيلي.

إنَّ ميدان المواجهة للعدو الإسرائيلي والأمريكي، هو الميدان الذي ينبغي على الأمة الإسلامية جمعاء أن تساهم فيه، وأن تتحرك بجدٍ ومصداقيةٍ لمناصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء بكل الوسائل، فهي معركةٌ بين الحق والباطل، والمظلوم والظالم، والحق فيها واضحٌ وضوح الشمس في رابعة النهار، والمظلومية فيها جليَّةٌ قد ملأت سمع الدنيا وبصرها، وأيقظت حتى بعض الضمائر في أقصى الأرض، وهي معيارٌ مهمٌ يفرز واقع الأمة بجلاء، كما قال الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}[آل عمران: 179]، وهذا- بحد ذاته- من أهم الدروس المستفادة من الأحداث، لتكون الأمة على بيِّنةٍ من أمرها، بعد أن تكتشف الخبيث منها؛ لأنه يلعب دوراً خبيثاً، وتخريبياً، وهدَّاماً في داخلها، ويعمل لصالح أعدائها، فثمرة هذا الفرز، ونتيجة هذا التمييز في سنَّة الله تعالى: لأخذ الحذر والانتباه من الاصطفاف في صف الخبيث، ولتقف الأمة في الاتِّجاه الصحيح الطيِّب، المتمسك بالحق، وبالموقف الإيماني.

وبالنظر إلى واقع المسلمين، وتقييم مواقفهم تجاه المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني، ومأساته الدامية، ومعاناته المهولة، فإنَّ حالة التخاذل، والتجاهل، والتفرج، واضحةٌ تماماً في موقف كثيرٍ من الحكومات، والزعماء، والنخب، وامتدت إلى واقع كثيرٍ من الشعوب، فلماذا؟! أين هي روحية الإسلام؟! وأين هو الامتثال لآيات الله في القرآن الكريم، وأوامره الصريحة بالجهاد في سبيل الله؟! كيف تتخاذل حكوماتٌ وشعوبٌ بأكملها دون أي موقفٍ أو مساندة، بالرغم من كل ما يحدث؟! وكيف يقف في المقابل، الغرب الكافر، الظالم، مع العدو الإسرائيلي الصهيوني الكافر الظالم، في الموقف الباطل، دون أن تقف شعوب أمتنا الإسلامية، ومعظم حكوماتها التي تنتمي للإسلام، مع الشعب الفلسطيني المظلوم المسلم، ومع مقدِّساتها الإسلامية، وعلى رأسها: المسجد الأقصى الشريف؟!

وهناك أيضاً حالة التواطؤ الفاضح، والخدمة للأعداء، من حكوماتٍ وأنظمةٍ عميلة، على رأسها: قارون العصر، وقرن الشيطان، الذي يقوم بمناصرة العدو الصهيوني بشكلٍ واضح، هو وتلك الأنظمة التي هي على ما هو عليه، من خلال:

وسائل إعلامها.
ومواقفها السياسية.
ودعمها المادي والاقتصادي.
وتثبيطها للأمة.
وكبتها لشعوبها.
ومعاداتها للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، وتآمرها عليهم، وتحريضها ضدهم.
ومعاداتها الواضحة والصريحة والمعلنة لجبهات الإسناد، المناصرة للشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق يأتي التصعيد السعودي العدواني ضد شعبنا العزيز، بعد أنَّ أمره الأمريكي بذلك؛ خدمةً لإسرائيل، وانتقاماً من شعبنا العزيز، بعد الفشل الأمريكي الواضح، الذي اعترف به القادة، والضباط، والمسؤولون الأمريكيون، حيث لم ينجحوا في حماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي؛ وإنما ورَّطوا أنفسهم، فباتوا عاجزين حتى عن حماية سفنهم، وبعد إعلانهم المشترك بينهم وبين البريطاني للعدوان على بلدنا، وما نفَّذوه من الغارات والقصف البحري، لم يحققوا أي نتيجة؛ وإنما تصاعدت العمليات، التي نفَّذها الجيش اليمني، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس، والتي كان من نتائجها العجيبة، وغير المسبوقة باعتراف الأعداء، وبتأييد الله تعالى ونصره: طرد حاملة الطائرات الأمريكية [آيزنهاور] من البحر الأحمر، وقد اتَّجه الأمريكي بعد ذلك إلى توريط عميله السعودي، ليدفع به إلى خدمة العدو الإسرائيلي، بأكثر مما قد قَدَّم ومما يُقدِّم ويفعل، وبما يجلب له الخزي والعار، والخسران المبين، والتضحية بمصالحه وأمنه، من أجل اليهود الصهاينة، وذلك هو الضلال المبين، نعوذ بالله من الضلال والخذلان.

لقد كان خروج شعبنا العزيز في يوم الجمعة الماضية خروجاً عظيماً وكبيراً، حيث اتَّجه الملايين إلى الساحات، وأسمعوا صوتهم وموقفهم إلى كل العالم، بثباتهم على الموقف الحق في مناصرة الشعب الفلسطيني، رغم أنف كل عميل، والاستعداد التام للتصدي لأي خطواتٍ عدوانيةٍ داعمةٍ لإسرائيل ضد شعبنا اليمني، من قِبَل النظام السعودي (قارون العصر، وقرن الشيطان).

وإنني في هذا المقام، أنصح النظام السعودي: أن يصغي لشعبنا العزيز في تحذيراته وهتافه، وأن يكفَّ عن مساره الخاطئ، العدواني، المناصر لإسرائيل وأمريكا، والمعادي لله، وللمسلمين، وليمن الإيمان والحكمة، وإذا أصرَّ على مواصلة خطواته العدوانية الظالمة، واستكبر، وطغى وتجبَّر، فإنَّ الله تعالى- وهو القاهر المهيمن، العزيز الجبار- قد أذلَّ على يد مجاهدي شعبنا طاغوت العصر المستكبر (الأمريكي)، وبإذن الله تعالى ونصره وتأييده يكسر الله جبروت عملائه، ويُحطِّم كبرياءهم وغرورهم، ويدمِّر إمكاناتهم على يد عباده المجاهدين، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ومظلومية شعبنا، ومظلومية شعوب أمتنا، التي تعاني على الدوام من مؤامرات الأعداء، وشرهم، ومكائدهم، التي ينفِّذونها خدمةً لأمريكا وإسرائيل.

ومهما كانت التحديات والمؤامرات من أمريكا وعملائها، فإنها لن تخضع شعبنا العزيز، فهو عزيزٌ بعزة الإيمان، يأبى الضيم والإذلال والقهر، وينتمي إلى ثقافة القرآن الكريم، ويردد في هتافاته صرخة سيِّد الشهداء يوم العاشر من محرم، حين قال “عَلَيْهِ السَّلَامُ”: ((أَلَا وَإِنَّ الدَّعِي بْنَ الدَّعِي قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتِين: بَينَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّة، وَهَيهَاتَ مِنَّا الذِّلَّة، يَأبَى اللَّهُ لَنَا ذَلِكَ، وَرَسُولُهُ، وَالمُؤمِنُون)).

إنني في هذا المقام، وهذا اليوم، وهذه الذكرى، في يوم الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، سبط رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، يوم التضحية والفداء في سبيل الله تعالى، يوم حسم الخيارات، واتِّخاذ القرارات، أؤكد للشعب الفلسطيني، وللعالم أجمع، أننا لن نألو جهداً في مناصرة إخوتنا المجاهدين في فلسطين، ولن نتراجع أبداً عن موقفنا الإيماني المبدئي، في التمسك بالقضية الفلسطينية شعباً وأرضاً ومقدَّسات، وفي العداء لأعداء الله تعالى، وهم: اليهود الصهاينة، وأعوانهم، وسنواصل إسنادنا لغزة، بالتنسيق والتعاون مع بقية جبهات الإسناد، وأحرار الأمة، وسيبقى شعبنا العزيز بانتمائه الإيماني الأصيل- بإذن الله تعالى وتوفيقه- حاضراً في الساحات، ومختلف الأنشطة المناصرة للشعب الفلسطيني، وعملياتنا مستمرةٌ بالقصف الصاروخي، والمسيَّرات، والعمليات البحرية، في تصعيدٍ وتصاعد، حتى يوقف العدو الإسرائيلي عدوانه على غزة، ويرفع حصاره الخانق عن أهلها، والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ، وَآلِ رَسُوْلِ اللهِ.

السَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ سِبْطِ رَسُوْلِ اللهِ، وَعَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قَضَوْا مَعَهُ.

السَّلَام عَلَى كُلِّ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ عَصْرٍ وَمَكَان.

السَّلَامُ عَلَى الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِي المَظْلُوم وَمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ- أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَواتُ- وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی الإمام الحسین شعبنا العزیز فی سبیل الله ع ل ى آل ه الله تعالى رسول الله فی هذا ل الله

إقرأ أيضاً:

السلام على الأرض ومحبة تتجاوز الحدود .. الكنائس تحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح.. صلوات وقداسات في فلسطين وسوريا لوقف نزيف الحرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ظل ما تمر به منطقة الشرق الأوسط من نزاعات وحروب مدمرة، تأتي ذكرى ميلاد السيد المسيح هذا العام كرمزٍ للأمل والسلام وسط الظلام الذي يكتنف العديد من البلدان.. فبينما تعيش المنطقة تحديات جسيمة من حرب وصراع، تظل رسالة الميلاد التي حملها المسيح، منذ أكثر من ألفي عام، دعوة للتسامح والمحبة والإيمان بقوة النور في أحلك الظروف.

تحتفل الكنائس في مختلف دول الشرق الأوسط، من فلسطين إلى سوريا، لبنان، العراق، واليمن وغيرها من المناطق التي تمزقها النزاعات، بميلاد المسيح في الوقت الذي يعاني فيه العديد من أبناء هذه البلدان من الألم والدمار. ورغم كل ما يحيط بالمنطقة من مآس، تظل رسالة الميلاد ماثلة في قلوب المؤمنين: "السلام على الأرض" و"المحبة التي تتجاوز الحدود".

تأخذ هذه الذكرى طابعًا خاصًا في هذا السياق، حيث تجد الكنائس نفسها في دورٍ عميقٍ من التأثير الروحي، من خلال دعوتها للسلام، وترسيخ الأمل في النفوس، وتأكيد أن الميلاد ليس فقط حدثًا تاريخيًا، بل هو تذكير دائم بأن المحبة والرحمة هما السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.

قال البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة، "الشعوب اكتتبوا بأمر قيصر وأما نحن المؤمنين فقد كُتبنا باسم لاهوتك"، بهذه الكلمات وبلسان ناظمة التسابيح كاسياني تدعونا الكنيسة المقدسة إلى تأمل ميلاد المسيح. تدعونا للتأمل في تلك الأيام التي جرى فيها اكتتاب أو إحصاء المسكونة. تضع ذلك أمام أعيننا وتدعونا أن نكتتب قلباً وقالباً لاسم المسيح. تدعونا أن نكون له وحده، شهوداً لمحبته، شهوداً لعظم تنازله، شهوداً لإنجيله، و التي ما أنفت أن تتنازل لتخاطب جبلةً أحبت وبشريةً تهاوت في كبريائها فهوت من مجدها فوافاها مخلصاً يعيدها إلى المجد الأول.

وتابع البطريرك يوحنا العاشر: في بيت لحم الهاجعة على أنغام الرعاة جاءنا الساهر على الدنى من علياء مجده. جاءنا من أمٍّ عذراء التحفت الخفر والوداعة. جاءنا وديعاً يناجي الإنسانية الهاجعة في مغاور قلوبها والمتطلعة إلى نور قيامة وفيض رجاء.

واستطرد “العاشر”، من مغارةٍ في باطن الأرض أطل على البشرية الملتحفة بضعفها دثاراً وبكبريائها برقعاً. جاءها طفلاً يناجي أطفالها. جاءها متوسداً في حشا العذراء حشا كل ذهن بشري. أراد أن يلاقيها ببشارة الخلاص وهي التائهة في براري العتو والصلف. جاءها متواضعاً وهي التي شمخت بزيف كبريائها. دخلها مقتدراً كاسراً الأسوار وهي التي تدرعت بأسوار تجبرها وزيف قدرتها.

وفي كل عام تتذكر البشرية ميلاد ذاك الطفل وسط قعقعة حروبها ووسط حروبها التي لا تنتهي. وهي تذكره اليوم وهي تغلي بالحروب ونار الصراعات. تذكره اليوم وفي الذكرى مناجاة لرب السلام. تذكره بعيون كل طفل يتوق إلى سلامه. تذكره في الأرض التي ولد فيها ومن الشرق الذي حضن تلاميذه وأطلق إنجيله إلى كل العالم. تذكره وهي تفتقد حضوره في نشيد الملائكة مجداً لله في علاه وسلاماً على الأرض ومسرةً لبني الأنام. تذكره اليوم وفي الذكرى تلتمع تلك الحروب الآثمة التي تحصد الأرواح وتخطف بهجة الناس. تذكره وهي تتخبط في أوحال السياسة وفي وهاد المصالح التي تدوس كرامة الإنسان وتسلّعها في سوق كبار هذا الدهر.

ورغم كل هذا يبقى لنا الرجاء النابع من عيون ذاك الطفل الإلهي، من عيون طفل المغارة الذي نسأله اليوم الرأفة بعالمه كما ونسأله أيضاً من أجل هذه البشرية التي تترنح من مرارة حروبها وتتوق إلى رحيق سلامه. نسأله أن يطفئ نار الحروب بعذوبة سلامه وأن يضع في النفوس شيئاً من رويّته.

كن معنا يا يسوع ولامس قلبنا بعذوبة قلبك. كن معنا، كما أنت دوماً، وأنعم على بلادنا بروح سلامك. تعهد هذا الشرق الذي ولدت فيه واحفظه بفيض رأفتك. كن، كما أنت دوماً، مع إنسانك المعذب الذي يقاسي ويلات الحرب قتلاً وترهيباً وجوعاً ودماراً وتهجيراً وخطفاً. سكن يا رب هياج هذا العالم وأخمده بجبروت صمتك. أرح نفوس من سبقونا إلى لقيا وجهك القدوس.

البطريرك يوحنا العاشر

أما المطران الدكتور سني إبراهيم عازر؛ مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة قال: المولود هنا في بيت لحم، فلسطين، ليجلب النور لجميع البشر لاسيما في عالم تسوده النزاعات والاضطرابات.

ويأتي علينا عيد الميلاد المجيد مرة أخرى ونحن في حالة حداد وحزن على أهلنا في قطاع غزة الذين يواجهون الحرب والقتل والدمار حيث قُتل عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، وسجن آلاف آخرين ظلمًا، إضافة إلى الأعداد التي لا حصر لها من الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض أو في أماكن مجهولة، وملايين المشردين والنازحين الذين يتعرضون للمجاعة والأوبئة والامراض، ويعانون برد شتاء قارس آخر بينما لا تلقى النداءات لوقف إطلاق النار أي استجابة، ولا نعلم كم من الأرواح ستُزهق قبل أن تنتهي هذا الحرب.

والحال في الضفة الغربية والقدس الشرقية ليس بالأفضل.. فنحن نعاني من فرض قيود مشددة على حرية الحركة، والعديد من عائلاتنا وأصدقائنا وجيراننا يعانون من الوضع الاقتصادي المتردي نتيجة تدهور القطاع السياحي حيث لا تزال العديد من الفنادق والمطاعم مغلقة ويبقى شعبنا محروم من فرص العمل والتعليم، ومحروم من حقهم في الوصول لأماكنهم المقدسة في القدس. ومع زيادة وتيرة وحدة المداهمات وهجمات المستوطنين، لا أحد منا يعلم ما ستؤول له الأمور.

وهنا في بيت لحم، سنحتفل مرة أخرى بميلاد مخلّصنا بدون الاحتفالات التقليدية، بدون إضاءة الأشجار، وبدون بهجة الاستعراضات الكشفية، وبدون الحجاج الذين يأتون بحثًا عن طفل المذود. ورغم أننا نحتفل بمجيء النور إلى عالمنا المتجسد بميلاد المسيح، إلا أننا نمر بأيام عصيبة ومظلمة. ولكننا نستمد الأمل في كلمات بولس الرسول في الرسالة إلى العبرانيين، الإصحاح 13 والآية 8:

"يسوع المسيح هو أمسًا واليوم وإلى الأبد."

وهنا تكمن رسالة كنيستنا منذ أكثر من 170 عامًا. وكجزء متأصل من مكونات المجتمع الفلسطيني، واجهت الكنيسة على مر العقود تحديات جمة مثلها مثل باقي اطياف الشعب الفلسطيني الذي عانى من الحروب والنزوح واللجوء وغياب الحريات الأساسية. من خلال كل هذا، نتمسك برسالة أن يسوع يبقى كما هو في كل الأوقات والمصاعب. لا يمكن لمصائب هذا العالم أن تغير محبة المسيح لنا، والأمل الذي يجلبه إلى العالم. هذا هو ما يجعلنا ثابتين وراسخين في أرضنا وفي إيماننا. ومن خلال خدمتنا الكنسية وبرامجنا المجتمعية، نسعى إلى نشر هذه الرسالة في مجتمعنا. شكل ميلاد يسوع المسيح ثورة. فقد غيّر العالم جاء يسوع إلى العالم في وقت كان شعبه في أمس الحاجة إليه. وهو يأتي إلينا في وقت حاجتنا وعوزنا أيضًا. على مدار خدمته، سواء عندما كان يدعو التلاميذ، أو يصنع المعجزات، أو يعلّم الجموع، لم ينتظر يسوع الناس ليأتوا إليه. بل ذهب إليهم.

مهمتنا ورسالتنا في هذه الأرض هي الاستمرار في هذا العمل الثوري، والذهاب إلى الناس حيثما تواجدوا. كل يوم نحاول أن نعيش ونختبر هذه الرسالة، على الرغم من العقبات الجمة التي تواجهنا. فمن خلال مدارسنا ورسالتنا التربوية، نجلب أمل التعليم لأطفالنا ونخلق جيلا متنورا ومثقفا، ومن خلال كنائسنا، نشارك وعد الإنجيل مع بعضنا البعض ومحبة الله لنا، ومن خلال مركز التعليم البيئي، نعزز صلتنا بأرضنا وبخليقة الله ونسعى لحماية البيئة التي أوكلها الله لنا، من خلال مركز الخدمة الاجتماعية، نقدم الطعام والمأوى والرعاية الطبية والدعم النفسي لمجتمعاتنا. ومن خلال مكتب العدالة بين الجنسين، نعمل معًا من أجل مستقبل أكثر عدالة ومساواة للجميع. لا نسعى من خلال خدمتنا الكنسية أن نكون يدَي المسيح وقدميه في عالمنا فحسب، بل نرى صورة المسيح في أولئك الذين نخدمهم ونتبارك بخدمتهم.

وطالما نحن باقون على هذه الأرض، يبقى يسوع معنا أيضًا. وُلد قبل 2000 عام في بيت لحم، ويولد من جديد في حياتنا اليوم وسيبقى معنا إلى الأبد. ورغم أننا نعرف جيدًا اليوم حقيقة قصة الميلاد: قصة نزوح وخوف والعيش تحت سطوة الإمبراطورية، فإننا نعلم أيضًا أنه اختار أن يأتي إلى العالم من خلال هذه  القصة وبما أنه اختار أن يُولد في مغارة متواضعة لشعب يرضخ تحت سلطة الإمبراطورية فإننا على يقين بأنه لن يتركنا. هو الذي أرسل الأخبار السارة للرعاة يرسل الأخبار السارة لنا اليوم ويظهر لنا أنه حتى في أحلك الليالي، هناك نجمة تضيء طريقنا إلى المذود.

متّكلين على هذه الرسالة والأمل الذي تجلبه، نرفع قلوبنا إلى يسوع المسيح الذي هو أمسًا واليوم وإلى الأبد. نصلي أن يغير ميلاده العالم مرة أخرى ويجلب عدله المقدس وسلامه الدائم لشعبنا الفلسطيني ولشعوب الأرض كافة.

المطران الدكتور سني إبراهيم عازر 

وقال الأنبا إبراهيم إسحق؛ يتميّز عيد الميلاد بمظاهر وعلامات خارجيّة عديدة، مثل المغارة وشجرة الميلاد وغيرها. هي لطيفة طالما أنّها لا تشتّت انتباهنا، بل تساعدنا على أن نعيش المعنى الحقيقيّ والمقدّس لعيد ميلاد يسوع، بحيث لا يكون فرحنا سطحيّا بل عميقًا. 

عيد الميلاد

يأتي عيد ميلاد رب المجد يسوع المسيح، ليجـدّد الـيقين بـأنّ الله حـقّا حـاضـر لنا، يأتي كي يلتقي بنا: «ولد لكم اليوم مخلّص». لـم يـكتف ِ الخالق بـأن يُظهـر لنا آيـات رائـعة أو أن يكلّمنا ليـرشـدنا، بل شـاركـنا حدود إنـسانـيّتنا ووهـبنا آفاق محبته الإلـهيّة.

« أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له » كما نردّد في مدائح شهر كيهك. هذا هو سرّ التجسد الذي میّز وما زال يميّز تاريخ الإنسان «لأَنه هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.. .(يو ٣: ١٦-١٧)

اختار عمانوئيل (الله معنا) أن يحضر في تاريخنا البشريّ بحدوده ومآسيه، في عالم يعاني من شر الانقسامات والحروب، ليعلن، بطريقة لا مثيل لها، عن قلب رحيم ومحبٍ للبشر.

 

الميلاد هو لقاء

الميلاد قبل كلّ شيء هو لقاء. اللقاء بشخص عمانوئيل، الله معنا، مع كلّ واحد منّا. هو النور الحقيقيّ الذي يهزم الظلمة التي تحاول غمر حياتنا وحياة الإنسانيّة كلّها. «النور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه» (يو ١، ٥).

من هنا تأتي هدية الميلاد متى قبلنا مولود بيت لحم بقلبنا وحياتنا وسمحنا له أن يدخل ويبارك حياتنا.  فبالميلاد الثاني الفوقاني تعود الحياة ويتعافى الـقلب ويتجـدّد الـرجـاء. ويصير عيد المـيلاد فرصة للاحـتفال بـالـثقة التي تغلب اليأس، والرجاء الذي يهب المعنى، فالله معنا ومازال يثق بنا.

وفي الميلاد، نلتقي حنان ومحبّة الله الذي ينحني فوق محدوديّتنا وضعفنا وخطايانا.

 

الميلاد دعوة ورجاء

وقف الله مرّةً وإلى الأبد إلى جانب الإنسان ليخلّصه وينفض عنه غبار بؤسه  ويمحو خطاياه.

ليلة الميلاد يولد رجاء للإنسانيّة بشكل عام وللكنسية بشكل خاصّ. فميلاد الرب يسوع هو مبادرة تجدّد فينا قدرة  التغلّب عــلى القلق الــذي راح يــسيطر عــلى نفوس الكثيرين.  

فإننا نشعر أن جزءاً منّا، وهو الأكرم، مهدور. وبالرغم من تعدّد وتقدّم تقنيات التواصل، صار كثيرون يميلون الي الـبقاء فـي عـزلـة أضعفت قدرتهم عـلى الـتواصـل! فظهرت معاناة فقدان التوازن واختلال الهوية.

في ليلة الميلاد تبيت البشرية، العطشى الي الله، خارج مغارة بيت لحم - مثل الـرعـاة البسطاء- الذين سيقودهـم الـروح الـقدس إلـى مـغارة بـيت لحم، ليلتقوا بمريم ويوسف والطفل تمامًا كما قيل لهم.وبـــعد أن رأى الـــرعـــاة "الله الظاهر في الجسد" أخـــبروا عـــنه بـــما قـــيل لـــهم

فـــصاروا شـــهودًا ومـــعلنين للبشـــرى الـسارّة.

"أَنتُمُ الَّذينَ اختارَهمُ اللهُ فقَدَّسَهم وأَحبَّهم، اِلبَسوا عَواطِفَ الحَنانِ واللُّطْفِ والتَّواضُع والوَداعةِ والصَّبْر". (كول 3: 12)

لنبتهج فـي الـرب يـا أحـبائـي، ولـنفتح قـلوبـنا عـلى احـتياجـات مـن يـنقصهم الـفرح. "فقد أَرادَ الله أَن يُظهِرَ لِلأَجْيالِ الآِتيَة نِعمَتَه الفائِقةَ السَّعة بِلُطفِه لَنا في المسيحِ يسوع" ( اف 2: 7).

لـتساعـدنـا نـعمة مـيلاد رب المجد على الانفتاح والخروج مـن ذواتـنا، لـنكون شـهودًا عـلى مـثال الـرعـاة، الذين لــم يحتفظوا لأنفسهم بفرحه اللقاء بالمخلّص، بل شاركوا آخرين بما اختبروا.

لـيــكن احــتفالــنا وتــبادلــنا الــتهانــي فــي هــذا الــيوم تــعبيرًا عــن فرحة إيماننا أنّ الله مــعنا ويريد أن يرافقنا طريق حياتنا.

 

محبة واتحاد 

نرفع صلاتنا متّحدين مع قداسة البابا فرنسيس وأصحاب الغبطة بطاركة الشرق.

نــصلّي مــعا مــن أجــل الــبلاد التي تــعانــي ويــلات الحــرب والــدمــار والأزمــات خاصةً: ســوريــا، والسودان وأوكرانيا وفلسطين.

نـــصلّي مـــن أجـــل وطـــننا الـــغالـــي مـــصر، ومـــن أجـــل ســـيادة رئـــيس الجـــمهوريّـــة عـــبد الـــفتاح الـسيسي وكـل ّ معاونيه، سائلين الرب ان يلـهمهم الـحكمة والتدبير الحسن لمواجهة التحديات المحلية والأزمات الدوليّة.

يا ربنا محب البشر، هبنا أن نتعلم ألا نغلق قلوبنا، لنرى في كل شخص صورة لك

وأن نبني جسور المحبة والتفاهم بين جميع الناس

هبنا أن نرحّب بهدية سلامك  ونشاركةُ القريبين

الأنبا إبراهيم اسحق 

مقالات مشابهة

  • السيد القائد يدعو للخروج المليوني من منطلق الإحساس بالمسؤولية والوفاء للشعب الفلسطيني
  • قائد الثورة يدعو الشعب اليمني إلى الخروج المليوني نصرة للشعب الفلسطيني ومظلوميته
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد .. 26 ديسمبر 2024
  • (نص) كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
  • كلمة السيد القائد حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية (فيديو)
  • السيد القائد: أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج يوم الغد خروجاً مليونياً واسعاً وكبيراً في العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات
  • السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: عمليات القصف اليمنية كسرت عنصر التفوق الدفاعي للعدو الإسرائيلي
  • السلام على الأرض ومحبة تتجاوز الحدود .. الكنائس تحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح.. صلوات وقداسات في فلسطين وسوريا لوقف نزيف الحرب
  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • موقف الشريعة من السحر وحكم تعلمه وجزاء الساحر