يمانيون:
2024-08-26@05:44:00 GMT

“عاشوراء” وغزة.. مظلومية واحدة

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

“عاشوراء” وغزة.. مظلومية واحدة

يمانيون – متابعات
ها هي ذكرى عاشوراء، يوم استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، ذكرى انتصار الدم على السيف، تطل علينا، الذكرى التي اتخذت من الشهادة والدم رمزاً للحرية والإباء، واليوم هناك أحداث مشابهة لها، وما يعانيه ويتعرض له أبناء قطاع غزة من مجازر وحشية وحصار وتجويع من قبل العدو الصهيوني خير شاهد على ذلك التشابه بين عاشوراء وما يحدث في غزة.

مئات السنوات مرت على تلك الفاجعة الأليمة، التي سالت الدماء الطاهرة من سبط خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الإمام الحسين بن علي ابن ابي طالب -عليهما السلام- على أرض كربلاء، وما شهدته تلك الفجيعة المأسوية من قتل وسبي وتعذيب ضد أهل بيت النبوة، لتسجل ملحمة عاشوراء بذلك رسالة خالدة إلى قيام الساعة.

التاريخ يعيد نفسه
نرى اليوم بأن “عاشوراء” تتجدد، لكن مع اختلاف الزمان والمكان والشخصيات!، حيث نرى قوى الاستكبار العالمي تسيطر وتهيمن على الشعوب وتنهب مقدراتها، نسمع ونشاهد كيف تسعى تلك القوى وبأسلوب الترهيب والإكراه والاستبداد والاستعباد، تركيع وإخضاع وإذلال كل من يقف أمامها، إلا أن مدرسة “عاشوراء” كانت وما تزال السد المنيع أمام تنامي قوة ذلك الجبروت. كانت اليمن بالأمس القريب وما زالت تواجه هذه الغطرسة والطغيان من قبل قوى الشر العالمي وأدواتها، وكيف استطاع اليمن الصامد المجاهد بقيادته المؤمنة الصادقة، الوقوف بوجه تلك القوى بكل ما تملك من أسلحة وعتاد، وكل ذلك ناتج عن الوعي والصمود الكبير في أوساط الشعب اليمني العظيم، الذي جعل من ذكرى “عاشوراء” الحسين -عليه السلام- نهجاً وعطاء ينهل من فيضه المبارك.

اليوم فلسطين وخصوصاً أبناء غزة تواجه ظلم وعدوان صهيوني أمريكي، كما واجهت اليمن هذا الظلم والجبروت ومن قبلهما حادثة “عاشوراء” بقيادة حفيد رسول الله الإمام الحسين عليه السلام.

“عاشوراء” قطاع غزة
تتواصل جرائم الإبادة الصهيونية ضد أبناء غزة، ونجد الكثير من أوجه الشبه بين ما حصل قبل أربعة عشر قرناً من الزمان على أرض كربلاء وبين ما يجري اليوم على أرض فلسطين المحتلة، ففي كربلاء بدأت السلطة الجائرة المعركة بحصار الإمام الحسين وأهل بيت الرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- واليوم نجد أن التاريخ يعيد نفسه عبر الحصار الجائر على إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة.

في كربلاء منع الطغاة الماء عن الإمام الحسين وأهل بيته، واليوم يمارس الكيان الصهيوني المحتل الفعل نفسه من خلال منع الماء والغذاء والدواء عن أهل غزة، وفي كربلاء استشهد الشيخ والشاب والصبي والطفل الرضيع من الوريد إلى الوريد، وفي غزة يقتل الكيان الصهيوني الشيوخ والأطفال الرضع والنساء والشباب، وفي كربلاء احرقت خيام الإمام الحسين وأهل بيت الرسول الأكرم، وفي غزة يقوم العدو الصهيوني بحرق وتدمير القطاع، وفي كربلاء وقف الإمام الحسين ونفر من أهل بيته وأصحابه أمام جيش جرار مدجج بالسلاح والعتاد، وغزة اليوم تقف أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي ومن وراءه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وعملائهم في المنطقة بأحدث الأسلحة من الطائرات الحديثة والصواريخ والقنابل الذكية، وفي كربلاء سبيت نساء آل البيت، وفي غزة اليوم تهدم البيوت على رؤوس النساء والأطفال.

الامتداد والمنهج الواحد
تحرك الإمام الحسين عليه السلام في تلك الفترة، ورفض رفضاً قاطعاً أن يخضع للطاغية “يزيد بن معاوية”، وتربعه على كرسي حكم الأمة الإسلامية، كما هو حال قادة وحكام بعض الأنظمة الذين يمارسون الطغيان، ويوعزون لعلماء السلطة بشرعنة طاعتهم، بقولهم “اطع الوالي وإن قسم ظهرك وإن أخذ مالك وإن أنهك عرضك”.ويعرف الطاغية يزيد وجيش الباطل أن الامام الحسين هو ابن بنت رسول الله فاطمة الزهراء، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه : “حسينا مني وأنا من حسين”، والحسن والحسين هما سيدا شباب أهل الجنة، أي أنهما إلى الجنة بل أنهما سادات أهل الجنة، ومن يقف ضدهما إنما يقف ضد رجال من أهل الجنة، ومن يناصرهما فهو يناصر رجال من أهل الجنة.

وجاء تحرك الإمام الحسين – عليه السلام- رفضا للحال السيئ الذي وصلت إليه الأمة من قياده الطلقاء ومسار المنافقين، وقال لأولئك القوم تلك العبارة “ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله، وأنا أحق من غير”.
ونحن اليوم نقول لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، ونشهد الله على ذلك بأن السعودية والإمارات وأمريكا والصهاينة، قد أفسدوا في الأرض، وأفسدوا كل شيء، وحاصروا غزة وقتلوا أبناءها وأحلوا الحرام، وحرموا الحلال، ونحن أهل اليمن أحق من غير، ونحن في ذلك نتحرك ونحن في ذلك نغير.

سمعت عن كربلاء ورأيت غزة
لماذا هناك صخور صماء من البشر لا تتحرك لنصرة إخوانهم في غزة، تسعة أشهر من المجازر الصهيونية بدعم أمريكي وتواطؤ عربي وإسلامي ضد اخواننا في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة، تسعة أشهر من الموت اليومي للأطفال والنساء والشيوخ ولم يحرك الكثير من العربان أو من ينتمون للعرب والاسلام أي ساكن، وهنا وهناك من لا زال تائها بعيد كل البعد عن مسؤوليته الإنسانية والدينية.

الدم ينتصر على جبروت السيف
رغم المشاهد المأساوية التي يشاهدها العالم في غزة، إلا أننا بدأنا نستنشق رائحة النصر من الدماء الزكية والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، والتي تذكرنا بملحمة “عاشوراء” الخالدة، نعم إنها الدماء الزاكية التي ستنتصر بإذن الله على العدوان الصهيوني الأمريكي الهمجي في غزة، كما انتصرت هذه الدماء على السيوف في كربلاء.

اليوم ونحن نقف أمام مدرسة عاشوراء، أمام مكمن الثروات الروحية والعرفانية والإنسانية، نجدد لها الولاء والبيعة بعد أن باتت مشعلاً ينير درب الأحرار، ينتصرون به على الظلم والطغيان، والقهر والاستبداد، فقد برهن الإمام الحسين -عليه السلام- للعالم أجمع أن الدم باستطاعته أن ينتصر على جبروت السيف.

– السياسية – منى المؤيد

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم الإمام الحسین علیه السلام وفی کربلاء فی کربلاء أهل الجنة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ملايين الحجاج الشيعة يزورون كربلاء لإحياء ذكرى "أربعينية الحسين" وسط تحديات أمنية جمة

احتشد الملايين من الشيعة في شوارع مدينة كربلاء العراقية، اليوم السبت، في حجهم السنوي لإحياء ذكرى أربعينية الحسين

اعلان

أشار رئيس خلية الإعلام الأمني العراقي تحسين الخفاجي إلى أن أكثر من 3 ملايين حاج دخلوا البلاد حتى يوم الجمعة، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وقد خيم الحزن على الأربعين هذا العام، والذي يصادف عادة نهاية فترة الحداد، بسبب الحرب في غزة التي دخلت شهرها الحادي عشر، والمخاوف من توسعها إلى صراع إقليمي مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران الشهر الماضي.

مسيرة للمسلمين الشيعة إلى كربلاء لإحياء ذكرى الأربعين، في بغداد، العراق، الخميس 22 أغسطس 2024. Hadi Mizban/AP

عادة ما يتوافد الحجاج من جميع أنحاء العالم لإحياء ذكرى الأربعين في اليوم العشرين من شهر صفر، وهو ثاني أشهر التقويم الإسلامي.

يُعدّ معبر مندلي الحدودي بين العراق وإيران في محافظة ديالى شمال العراق، أحد أكثر النقاط ازدحامًا.

ملأ المكان اليوم صوت ضرب الحجاج بصدورهم ورؤوسهم وهم يطوفون حول مرقد الإمام الحسين.

وقد اصطف المتطوعون على طول الطريق الممتد من العاصمة العراقية بغداد إلى كربلاء بطول 113 كيلومتراً تقريباً، وقدموا الطعام للحجاج المتعبين.

مسيرة للمسلمين الشيعة إلى كربلاء لإحياء ذكرى الأربعين، في بغداد، العراق، الخميس 22 أغسطس 2024. Hadi Mizban/AP

قال سنان الشميري، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي، إن المعبر ”ليس فقط للأشقاء الإيرانيين بل لمختلف الجنسيات الأخرى، مثل أذربيجان وباكستان".

بدوره، يتحدّث حسين علي، وهو أحد المتطوعين في بغداد قائلاً: ”كل ما نقدمه هو لإحياء ذكرى سيدنا الحسين وخدمته".

وأعرب الحاج الإيراني علي باقري عن سعادته بحسن الضيافة العراقية. وقال: ”أنا سعيد جداً لأنني أستطيع أن أسير في هذا الطريق مع العراقيين ونستطيع أن نحج“.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في ذكرى عاشوراء: الآلاف من الشيعة في كراتشي يتعهدون بمناهضة إسرائيل ونصرة الفلسطينيين شاهد: طالبان تقيد مراسم الشيعة في إحياء ذكرى عاشوراء بأفغانستان شاهد: توافد الزوار الشيعة إلى كربلاء لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين المسلمون كربلاء العراق الحج اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حزب الله يعلن انتهاء "الرد الأولي" على اغتيال فؤاد شكر يعرض الآن Next إسرائيل تحشر الفلسطينيين في 10% من مساحة قطاع غزة وعائلات الأسرى يتهمون نتنياهو بإفشال صفقات التبادل يعرض الآن Next أوكرانيا تستخدم قنابل انزلاقية أمريكية دقيقة في منطقة كورسك الروسية وتستعيد بعض الأراضي في خاركيف يعرض الآن Next للدار روح كما للناس أرواح.. فلسطينيون يعودون لتفقد بيوتهم بمدينة حمد بخان يونس ليجدوها منكوبة مدمرة يعرض الآن Next بنغلاديش تتهم الهند بإغراقها بمياه الفيضانات الكارثية المميتة.. ونيودلهي ترد اعلانالاكثر قراءة طبع جواز السفر في منطقة الشنغن سيصبح من الماضي قريبا فيضانات بنغلاديش: السلطات تواصل عمليات الإجلاء وسط انقطاع الاتصالات والكهرباء قريباً.. الإمارات تُقدّم أول مطار "خال من الوثائق" في العالم إصابة الطبيب الأمريكي الشهير أنتوني فاوتشي خبير الفيروسات ووباء كورونا بفيروس غرب النيل إندونيسيا تشتغل غضبا والآلاف يحاولون اقتحام البرلمان احتجاجًا على تعديل قانون الانتخابات اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا إسرائيل غزة سفينة السياسة الإسرائيلية حزب الله غرائب محكمة حكم السجن تهديد إرهابي الاقتصاد الإسباني Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف وضيوف مؤتمر المجلس الأعلى يشهدون ختم القرآن الكريم من مسجد الحسين
  • وزير الأوقاف وضيوف مؤتمر «الشؤون الإسلامية» يشهدون ختم القرآن بمسجد الحسين
  • الآلاف في طهران يحيون أربعين الإمام الحسين وسط تضامن عميق مع الشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع في غزة
  • السفارة الايرانية في بغداد توجه رسالة شكر إلى العراق بمناسبة نهاية الزيارة الأربعينية
  • السوداني:خدمة زوار الحسين تفرح الإمام الغائب!
  • السوداني لأعضاء مجلس كربلاء: المشاريع المحلية يجب ان تنسجم مع برنامج الحكومة
  • ملايين الحجاج الشيعة يزورون كربلاء لإحياء ذكرى "أربعينية الحسين" وسط تحديات أمنية جمة
  • البحث عن أمريكية مفقودة في “الوادي العظيم”
  • بين محمد ص وآله..والحسين ع
  • ناشطات وإعلاميات في حديث خاص لـ (الثورة ): اليمن في حضرة “الربيع المحمدي”.. ولاء واتباع وارتباط تاريخي