يقول محللون أميركيون إن اليوم الثاني لمؤتمر الحزب الجمهوري واستطلاعات الرأي الحديثة أكدتا هيمنة أفكار الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب المتعلقة بقضايا الاقتصاد والهجرة غير النظامية وأمن الحدود على الجمهوريين، وهو أمر يقول آخرون إنه يمثل خطرا كبيرا على الديمقراطية.

فقد سيطرت أحاديث قضايا منع الإجهاض والحد من الهجرة وتهريب المخدرات وأمن الحدود على نقاشات اليوم الثاني من مؤتمر الحزب، وفق ما قال مراسلا الجزيرة في واشنطن ناصر الحسني وفادي منصور.

أولويات الناخبين

وتشير استطلاعات رأي حديثة إلى أن 84% من الجمهورين يهتمون بالقضايا الاقتصادية مقابل 76% يهتمون بالهجرة و75% بالأمن القومي و63% بالمخدرات و57% بالتعليم.

وفيما يتعلق بأولويات الناخب الأميركي عموما، أظهرت الاستطلاعات أن 73% يعطون الأولوية للجانب الاقتصادي مقابل 63% لقضايا الأمن القومي و60% للرعاية الصحية ومثلهم للتعليم، في حين يتعامل 57% مع الهجرة كأولوية رئيسية.

وأبدى 45% من الناخبين ثقتهم في قدرة ترامب على إدارة ملف الاقتصاد مقابل 31% أعربوا عن ثقتهم في قدرة الرئيس الحالي جو بايدن على إدارة هذا الملف. أما في أوساط الجمهوريين أنفسهم، فقد أكد 85% ثقتهم في قدرة ترامب على إدارة ملف الاقتصاد مقابل 5% أعربوا عن ثقتهم ببايدن.

وفي ما يتعلق بقضايا الهجرة، فقد أكد 68% من الجمهوريين تأييدهم ترحيل المهاجرين غير النظاميين في حين قال 64% إنهم يفضلون -إلى جانب الترحيل- تشديد القيود للحد من الهجرة.

تشدد مع المهاجرين

وتعليقا على هذه الأمور، قال بيتر روف المحلل السياسي الجمهوري والكاتب في مجلة "نيوز ويك" إن هناك توافقا عاما على أن الجمهوريين كانوا أقوى في مسائل الدفاع الوطني منذ إدارة الرئيس رونالد ريغان، مشيرا إلى أن ترامب "كان شديدا جدا في هذه المسألة خلال ولايته الأولى وبالتالي لم يدخل أميركا في أي حرب".

وقال روف -خلال نافذة تبثها الجزيرة من مقر انعقاد المؤتمر في ولاية ويسكنسون- إن الأميركيين يفصلون -في مسألة الهجرة- بين فوضى الحدود الحاصلة الآن بسبب سياسات بايدن عن أزمة الهجرة عموما، لافتا إلى أن ترامب "يريد فقط لأذكى الناس في العالم أن يصلوا إلى الولايات المتحدة بحثا عن حظهم".

الرأي نفسه أيده المحلل السياسي الجمهوري أرمسترونج وليامز، بقوله إنه لا يعتقد أن مسألة الهجرة غير النظامية تمثل خلافا بين الحزبين وإنما هي مسألة تشغل الأميركيين عموما "لأن غالبية الناس تتفق على أهمية الهجرة النظامية واحترام القانون والمواطنة".

وأضاف: "الأميركيون لا يريدون غزوا لبلادهم عبر الحدود، وإنما يريدون وصول الأشخاص إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني ودون ابتزاز من المهربين".

وقال وليامز إن إدارة بايدن "لم تنتهج سياسة قوية بشأن الهجرة بينما ترامب قضى على هذه المشكلات خلال ولايته الأولى"، متهما الرئيس الحالي بأنه "يُضعف قدرة البلاد على الحد من الهجرة عبر تقليص التمويل وتقليل صلاحيات حرس الحدود بما يجعلهم غير قادرين على التصدي للهجرة غير النظامية".

في المقابل، قال المستشار الرئاسي لشؤون الكونغرس كريس أديسون، إن أحاديث الجمهوريين تتسم بالعنصرية التي تبناها ترامب علنا خلال ولايته الأولى عندما قال إن الإسلام عدو للولايات المتحدة ومنع سكان دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.

وأضاف أديسون أن الجمهوريين الذين يشعرون بالقوة حاليا "يتجاهلون أن ترامب عندما كان رئيسا أعطى معلومات سرية للروس، وأخفى وثائق واتُهم بالتآمر لإخفاء وثائق سرية، لكن القضاة الذين يدعمونه لم يأخذوا بالأدلة".

ترامب (يسار) يرفع قبضة بجوار جي دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس (الفرنسية) عنصرية ضد المسلمين والأفارقة

وأعرب المتحدث عن انزعاجه من حديث المحللين الآخرين عن "غزو عبر الحدود"، وقال إن هذا المصطلح نفسه استخدمه أحد الأميركيين عندما أطلق النار على الناس في أحد مواقف السيارات في وول مارت.

بدوره، وصف بيتر روف حديث ترامب عن الهجرة خلال فترته الرئاسية الأولى بـ"المؤسف"، لكنه في الوقت نفسه قال إنه "كان يتعلق بالوضع الصعب الذي كانت تعيشه بعض دول الشرق الأوسط في تلك الفترة، ونحن لم نكن نعرف من الذي سيأتي إلينا ولا ماذا سيفعل آنذاك".

وأضاف روف: "أعتقد أن الوضع حاليا أفضل في هذه الدول مما كان عليه في السابق، لكننا حتى الآن لا نعرف من الذي سيجتاز حدودنا مع المكسيك وهذا أمر يشغل الأميركيين جدا كما تشير استطلاعات الرأي".

لكن أديسون رد على كلام روف بقوله إن "هذه خطابات غير مسؤولة". وأضاف: "حتى الهجرة القانونية التي يتحدث عنها الضيفان فإنها من وجهة نظر ترامب تعني هجرة ذوي البشرة البيضاء مثل النرويجيين وليس الأفارقة ولا القادمين من هاييتي"، معتبرا أن تأكيد ترامب عزمه اعتماد هذه السياسات حال وصوله للسلطة مجددا "يعني أن الديمقراطية على المحك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

محللون: إعلان استشهاد الضيف يؤكد قوة حماس ولن يفيد إسرائيل إستراتيجيا

يرى محللون أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تتأثر باغتيال قادتها السياسيين والعسكريين في معركة "طوفان الأقصى"، وأكدوا أن الإعلان عن استشهاد قائد جناحها العسكري محمد الضيف لن يفيد إسرائيل بل يعد مؤشرا على قوة الحركة.

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن إسرائيل أرادت من عمليات الاغتيال تاريخيا تحقيق أمرين هما: زرع نوع من نشوة الانتصار لقتل قيادات فلسطينية، ومحاولة رسم صورة من الانتصار.

وأعرب مصطفى للجزيرة عن قناعته بأن الاغتيالات لم تغير من الواقع الإستراتيجي والظروف الميدانية، ولم تغير من فاعلية حماس وقدرتها على المواجهة مع إسرائيل.

وجاء ذلك بعد إعلان أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام -مساء اليوم الخميس- استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف و"ثلة من المجاهدين الكبار من أعضاء المجلس العسكري للقسام".

وأوضح أبو عبيدة أن الشهداء هم: قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف، وعدد من القادة أبرزهم مروان عيسى نائب قائد أركان القسام، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية غازي أبو طماعة، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة.

وبشأن دلالات التوقيت، يقول مصطفى إن الإعلان يظهر كأن المعركة قد انتهت، مؤكدا أن إعلان حماس الرسمي لن يفيد إسرائيل سوى معنويا، وسيظهر استمرار الحركة بالقتال وقدرتها على إدارة المعارك برغم اغتيال قادتها.

إعلان

وستنظر إسرائيل بعد الإعلان الرسمي -وفق مصطفى- إلى حماس على أنها حركة قوية وليست ضعيفة، ويسحب هذا الإعلان من تل أبيب مقولة إن الحركة قد ضعفت.

وأكد مصطفى أن فكرة استثمار إسرائيل للاغتيالات المتكررة والنابعة من نزعة انتقامية "لم تنجح، فحماس تتطور رغم اغتيال قادتها".

"ملء الفراغ"

بدوره، رأى الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن الضرر المتوقع بشأن اغتيال هذه القيادات "من المفترض أنه قد وقع خلال المعركة"، لافتا إلى أن "حماس نجحت في ملء الفراغ".

وأعرب زياد عن قناعته بأن ما خسرته القسام من قادة وعناصر لا يتعدى 20% من قدرتها ومخزونها البشري، مؤكدا ثبات مقاتلي القسام عندما يسمعون استشهاد كبار القادة في الميدان.

وبشأن تأثير الضيف، قال المتحدث إن خير المعارك التي يقتل فيها قائدها، مشيرا إلى أن الرجل عاش 23 عاما من دون أن تكون له صورة واضحة.

وأكد أن الضيف كان شخصية مركزية بكتائب القسام، مستدلا بقراره قصف تل أبيب ردا على اغتيال نائبه أحمد الجعبري عام 2012، إلى جانب إطلاقه شرارة معركة سيف القدس عام 2021، إذ انتقل فيها عمل المقاومة من الدفاع إلى الهجوم.

وكذلك، قاد معركة "طوفان الأقصى"، والتي وصفها زياد بالمعركة الأعظم في تاريخ الشعب الفلسطيني، واستشهد فيها الضيف إلى جانب نصف قادة المجلس العسكري العام لكتائب القسام.

"قدرة على التعويض"

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة إن عمليات الاغتيال التي طالت قادة حماس جاءت بعدها بشخصيات قوية وذكية، مؤكدا أن الجيل القادم سيبنى على ما تركه قادة حماس من موروث.

وأشار الحيلة إلى أن الأيام الأخيرة من معركة طوفان الأقصى أظهرت طريقة قتال مذهلة للقسام مثلما بدأت في بداية المعركة.

واستدل باغتيال الاحتلال سابقا قائد القسام صلاح شحادة وعددا من أبرز القادة العسكريين مثل يحيى عياش وعماد عقل وأحمد الجعبري ورائد العطار، ولم يؤثر ذلك على قوة حماس وأدائها وتطورها.

إعلان

وفي هذا الإطار، قال إن حماس أكثر حركة وطنية قدمت شهداء من كبار قادتها السياسيين والعسكريين وخاصة في الحرب الأخيرة.

واستدل باستشهاد كبار القادة السياسيين في الحركة مثل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بالعاصمة الإيرانية طهران، واستشهاد يحيى السنوار في رفح جنوبي قطاع غزة، ونائب المكتب السياسي للحركة صالح العاروري الذي اغتيل في ضاحية بيروت الجنوبية.

وشدد الحيلة على أن حماس لا تزال تمتلك قدرة كبيرة على تعويض كبار قادتها، مرجعا ذلك إلى مصداقيتها، ولكونها تعبر عن روح الشعب الفلسطيني، وهو ما أدركه الاحتلال بأن هذه الحركة فكرة لا يمكن هزيمتها.

مقالات مشابهة

  • محللون: إعلان استشهاد الضيف يؤكد قوة حماس ولن يفيد إسرائيل إستراتيجيا
  • خطة ترامب هي ذات الوهم الصهيوني حول الهجرة الطوعية للفلسطينيين
  • سيناريوهات مؤلمة تهيمن على اللحظات الحاسمة لـ منتخب اليد في البطولات الكبرى
  • احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر.. فيديو
  • محللون: على سوريا أن تبقي على شعرة معاوية مع روسيا
  • احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
  • جهاز المباحث الجنائية في بنغازي يضبط تشكيلًا عصابيًا سودانيًا للهجرة غير الشرعية
  • ترامب يدعو الجمهوريين لدعم مقترحاته حول الهجرة وأمن الحدود
  • أفكار تولستوي .. مفترق طرق
  • حدث ليلا.. تبادل إطلاق نار على الحدود بين أمريكا والمكسيك.. شبورة وأمطار في توقعات طقس اليوم.. ومعلول خارج الأهلي