يمانيون:
2024-08-26@06:53:49 GMT

أيقونةُ التضحية والصبر العظيم

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

أيقونةُ التضحية والصبر العظيم

فاطمة الراشدي

الإمام الحسين -عليه السلام- أيقونة التضحية والصبر الطويل، لولا الحسين لما استقام الدين كله، ولولا خيانة المسلمين للحسين لما كانت كربلاء.

وبدمائه الطاهرة الزكية أنقذ أُمَّـة جده من الهلاك والفسوق؛ فكان بذلك مثال لكل ثائر لا يرضى بالذل والظلم.

لقد أثبت لنا الحسين أن الدين أغلى من الأهل فقدم جميع أهله فداء لدين جده رسول الله-صلوات الله عليه وعلى آله- وضحى بنفسه بكل عزيمة وثبات، حَيثُ قال بكل قوة وسط المعركة: (إن كان دين محمد لن يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني)؛ فعاشوراء كانت وما زالت عنواناً للتضحية والإيثار، ومثالاً لكل فتى حسيني علوي تربى ونشأ على حب الحسين، ومن عاشوراء نتعلم أن لا ولد، ولا أخ، ولا ابن أخ، ولا ابن أخت، ولا أقرب قريب أحب وأعظم من الجهاد في سبيل الله.

نتعلم من عاشوراء معنى الإيثار الذي تجلى عند أصحاب الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- كيف تسابقوا الأول تلو الآخر على الموت؛ فداء للإمام الحسين ودين رسول الله، قاتلوا بكل بسالة، وكان الفرد منهم يقابل ألفًا بكل ثبات فلا يسقط شهيداً إلا وقد قتل مئات من الأعداء.

نتعلم الصبر من السيدة زينب الحوراء ومن بنات الحسين وأطفاله، كيف صبروا وكابروا على جوع وعطش وحر وضيم وظلم، نتعلم من الحوراء الصبر ونرى كيف قُتل كُـلّ إخوتها وأهلها أمام عينيها، وكانت تستقبل الجثث الأولى تلو الأُخرى فلا تجزع أَو تنوح وتصيح، وما كان قولها سوى: (اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى).

أي قلب كان لها؟!

وأي صبر أنزله الله عليها ليكون ردها على ابن زياد اللعين عند معايرته لها بما حصل في أهلها (ما رأيت إلا جميلًا)؟!

كيف أنها رأت رؤوس إخوتها وأبنائها وكلّ أهلها معلقة على الرماح تغطيها الدماء فصبرت واحتسبت الأجر عند الله.

إن الظلم الذي لاقاه الحسين وأهله في كربلاء لا يضاهيه أي ظلم أبدًا؛ حَيثُ لا ماء لديهم ولا زاد ولا شيء يقيهم جوعهم؛ فقد حوصروا من كُـلّ شيء بأمر من اللعين عُمُرَ بنِ سعد، وقد كان نهر الفرات أمامهم ولا يستطيعون الشرب منه.

لقد واجه آل بيت رسول الله ظلماً كبيراً جدًّا، فكم رؤوس قُطعت يومها، وكم أطفال استشهدوا، وكم نساء ترملن، وكم بنات تيتمن، وهذا ما يجسد قوله -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- “ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمَّـة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر”.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

يوم البردوني العالمي

 

 

الشاعر والمفكر الاستثنائي العظيم عبدالله البردوني صاحب تجربة إبداعية كونية فذّة وأسطورة مذهلة ومدهشة ومتميزة وثرية لها ملامحها وجذورها العميقة وتأثيرها العميق والفاعل والمؤثر وحضورها البارز والدائم في الشعر والفكر العربي والإبداع الإنساني في التاريخ المعاصر.
هذا الشاعر الأسطورة والمفكر العظيم الحاضر بقوة وبهاء وشموخ في المشهد الثقافي المعاصر وفي وجدان كل إنسان نهل من إبداع هذا العظيم.. هو شاعر ومفكر ومبدع كبير وقامة شامخة وشاهقة تستحق وبكل جدارة أن يتم الاحتفاء اللائق بها وتقديرها من الجميع داخل وخارج الوطن العربي وعلى مستوى العالم أجمع.. حيث أن الاحتفاء به هو احتفاء بالإنسانية ورموزها العظام وما قدموه من إنجازات وإبداعات للإنسانية جمعاء.. إنجازات وإبداعات انتصرت للحياة والإنسان وقيم المحبة والتسامح والجمال والأخوة والسلام والحرية والكرامة ومواجهة الاستبداد والطغيان والقهر والظلام والتخلف.. وسعت إلى تحقيق آمال وطموحات الإنسان في رسم معالم مستقبله ومعالم دروبه وطرقه والتعبير عن تطلعاته ورؤاه نحو غده واستشراف مستقبله البهي .
هذا الشاعر الأسطورة العظيم صار من الرموز الثقافية والإبداعية العربية والعالمية وصار ينتمي بإبداعه الشاهق والخالد إلى الإنسانية وإبداعها الكوني وإرثها الثقافي العظيم المتجاوز للحدود والأزمنة والأمكنة والأيديولوجيات.. إن الشاعر والمفكر الكبير والعظيم عبدالله البردوني عبّر من خلال إبداعاته وعطاءاته الثقافية والإبداعية والثقافية عن هموم ورؤى وتطلعات كل إنسان في هذه الأرض وكضميرٍ معبِّرٍ عن الإنسانية في حاضرها ومستقبلها وآمالها وتطلعاتها المشرقة والمشروعة.
ولذلك نطلق هذا النداء والمناشدة ونتطلع كأدباء ومثقفين ومهتمين بالشأن الثقافي للمطالبة بتخصيص يوم من الأيام الدولية عن الشاعر والمفكر عبدالله البردوني.. ونأمل من منظمة اليونسكو العمل على اتخاذ إجراءاتها وقرارها باعتماد وإقرار « يوم البردوني العالمي».. وتحديد يوم وفاته في 30 أغسطس من كل عامٍ يوماً عالمياً للبردوني، وذلك كتقديرٍ وإجلالٍ لشخصية ثقافية واستثنائية عظيمة وكصاحب تجربة إبداعية كونية متفردة وخلاقة ملهمة لكل الأجيال.. حيث استطاع هذا الشاعر والمفكر العظيم أن يتجاوز كل الصعاب والظروف القاسية والإعاقة ليشرق على الإنسانية بحضوره الأسطوري وبإبداعه الخلاق المفعم بالتحدي والإنجاز والإبهار والجمال والدهشة.
ونرجو من الجميع في مختلف العالم التجاوب مع هذا النداء والتفاعل معه ونشره في مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ومطالبة اليونسكو باعتماد «يوم البردوني العالمي».

مقالات مشابهة

  • جميع الأدعية المستجابة
  • وزير الأوقاف وضيوف مؤتمر المجلس الأعلى يشهدون ختم القرآن الكريم من مسجد الحسين
  • يوم البردوني العالمي
  • وزير الأوقاف وضيوف مؤتمر «الشؤون الإسلامية» يشهدون ختم القرآن بمسجد الحسين
  • «الأرثوذكس» بالقدس يحتفلون بمسيرة نقل أيقونة السيدة العذراء
  • قبلان: ما تقوم به المقاومة ربحٌ استراتيجي للبنان
  • 4 خطوات للاستعلام عن المخالفات المرورية.. تعرف عليها
  • بين محمد ص وآله..والحسين ع
  • هآرتس.. للإسرائيليين: بلينكن ونتنياهو اتفقا على التضحية بـ “المخطوفين”
  • المفتي قبلان: كلنا شركاء في هذا البلد