فوضى كوبا أمريكا تثير المخاوف بشأن كأس العالم 2026
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
أثارت المشاهد الفوضوية في نهائي كوبا أمريكا 2024 لكرة القدم، تساؤلات جدية لدى منظمي كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في أمريكا الشمالية.
وكان انطلاق المباراة النهائية بين كولومبيا والأرجنتين الأحد، على ملعب « هارد روك » في ميامي، تأخر لمدة 82 دقيقة، بسبب صعوبات في تأمين دخول المشجعين بشكل آمن إلى الملعب.
ألقى المنظمون اللوم على المشجعين من غير حاملي التذاكر الذين تسارعوا إلى بوابات الملعب في قرار إبقاء البوابات موصدة لمدة ثلاث ساعات تقريبا بعد موعد الافتتاح المخطط له.
لكن، وعلى الرغم من وجود أدلة كثيرة على دخول مشجعين من دون تذاكر، بدا جليا أيضا أن النظام الأمني لم يكن قادرا على التعامل مع الأمر.
احتاج بعض المشجعين المجهدين بسبب الحرارة رعاية طبية، بعد أن علقوا وسط التدافع حول السياج عند مداخل الملعب الذي يتسع لـ65 ألف متفرج، وسط مشاهد مثيرة للقلق.
سيستضيف ملعب « هارد روك » سبع مباريات في كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة بالشراكة مع المكسيك وكندا.
ونظم اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) كوبا أمريكا، في حين سيشرف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) على تنظيم كأس العالم.
قال المدافع الدولي الأمريكي السابق والمحلل البارز في شبكة فوكس سبورتس حاليا أليكسي لالاس « هذا ليس مظهرا لائقا « .
وأضاف « أتفهم أن هذا ليس مظهرا لائقا لكونميبول، لكن، بسبب حدوثه تحت أنظارنا وفي بلدنا، فهو ليس مظهرا لائقا للولايات المتحدة، قبل أقل من عامين من كأس العالم ».
ولم يعلق الاتحاد الدولي الذي لم يكن له دور في تنظيم كوبا أمريكا، مباشرة على الأحداث، لكن مصادر أشارت إلى أنه سيكثف نقاشاته مع القيمين على الملاعب حول خططهم الأمنية.
قال موظف سابق في الملعب لوكالة فرانس برس، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن الأحداث في ملعب « هارد روك » كان سببها سوء التنظيم.
وأضاف بعد بقائه أكثر من ساعتين وسط التدافع خارج الملعب « أعرف هذه المنشأة عن ظهر قلب، ولا ينبغي حدوث هذا أبدا « .
وأكمل « إذا كنت قلقا بشأن أسلحة، إذا كنت قلقا بشأن مسدسات، إذا كنت قلقا بشأن سكاكين، يتوجب عليك إقامة نقاط للتفتيش في محيط بعيد عن الملعب من أجل تفتيش الجماهير والتحقق من التذاكر، ليس أمام بوابة حيث تقوم بإدخال 10 آلاف شخص، بما فيهم نساء وأطفال ».
واستطرد قائلا « هذا إحراج لكونميبول، لملعب +هارد روك+، إحراج لا ينبغي حدوثه على الإطلاق ».
اعتمد في ملاعب كأس العالم نقاط تفتيش أولية للمشجعين، قبل دخولهم إلى منطقة أقرب من الملعب.
قال لالاس خلال بث المباراة « ليس لدي أدنى شك أن الفيفا والولايات المتحدة وكندا والمكسيك سيعملون على حل هذه المشكلة والتأكد من عدم حدوث ذلك في المستقبل ».
لكن كارثة ميامي لم تكن الحادثة الوحيدة التي أثارت مخاوف خلال كوبا أمريكا.
انتهت مباراة الدور نصف النهائي بين كولومبيا والأوروغواي، الأربعاء، في شارلوت، بمشاهد قبيحة، حيث صعد لاعبو الأوروغواي إلى المدرجات وتعاركوا مع مشجعين كولومبيين، زاعمين أن أفراد عائلاتهم تعرضوا للتهديد في المدرجات غير المنفصلة.
كما في ميامي، بدا عناصر أمن الملعب المحليين والشرطة متفاجئين بسلوك مشجعي كرة القدم المختلف للغاية مقارنة بمشاهدي دوري كرة القدم الأمريكية الأقل صخبا الذين اعتادوا التعامل معهم.
جميع ملاعب كأس العالم 2026 هي ملاعب خاصة بمنافسات دوري كرة القدم الأمريكية. استضافت الولايات المتحدة نهائيات كأس العالم عام 1994 التي اعتبرت ناجحة، مسجلة رقما قياسيا جديدا في الحضور الجماهيري.
تسبب وضع أرضيات عشبية على، أو في مكان، أرضيات ملاعب كرة القدم الأمريكية المصنوعة من عشب اصطناعي، بكثير من المشكلات خلال كوبا أمريكا، إذ اشتكى العديد من المدربين، بما فيهم ليونيل سكالوني، مدرب الأرجنتين، من رداءة الجودة.
وقالت مصادر في الفيفا إنهم يعتزمون تغيير العشب في موعد مناسب، بدلا من التغييرات المتأخرة جدا التي حدثت في كوبا أمريكا.
لكن يبدو أن المشكلة الأكبر تكمن في تدريب وإعداد أمن الملاعب للتعامل مع المشجعين ووجود نظام فعال.
يؤمن المدرب الأمريكي لمنتخب كندا جيسي مارش، بأن مشاكل كوبا أمريكا ترجع بشكل أساسي إلى قلة خبرة الكونميبول في السوق الأمريكية، وأن الفيفا سيقوم بعمل أفضل في 2026.
وأوضح في تصريح للصحافة الكندية « ارتكبوا خطأ عندما اعتقدوا أن بإمكانهم جلب كل مواطنيهم من أمريكا الجنوبية، وأنهم سيكونون قادرين على تنظيم بطولة في بلد جديد، وأنهم سيكونون قادرين على القيام بذلك بسلاسة. ارتكبوا خطأ فادحا في ذلك ».
وختم « أعتقد أن خبرة الفيفا في تنظيم البطولات هي في مستوى آخر ».
كلمات دلالية المتحدة الولايات امريكا فوضى قدم كرة كوبا منظمون مونديالالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المتحدة الولايات امريكا فوضى قدم كرة كوبا منظمون مونديال کأس العالم 2026 کوبا أمریکا کرة القدم
إقرأ أيضاً:
أمريكا.. استراتيجية (عولمة) الفوضى.!
يحسب لملحمة (طوفان الأقصى) – كواقعة غير مسبوقة في فعلها وفي تداعيات ما بعد الفعل – أنها أسقطت الكثير من أقنعة الزيف التي كانت تخفي خلفها أوجه النفاق والزيف والكذب، وعلى مختلف المستويات والاتجاهات فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا، ناهيكم أن هذه الملحمة عرت الكيان الصهيوني وأظهرته على حقيقته ككيان عنصري استيطاني مجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية، كيان مجرم متوحش، والإجرام والتوحش ليسا مجرد ظواهر عابرة تأتي في سياق رد الفعل، بل هما عقيدة وهوية الكيان، والأمر ذاته ينطبق على النظام الدولي ورموزه وأعمدته التي ما برحت على مدى نصف قرن من تسويق قيم ومفاهيم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والقانون الدولي وحرية التجارة والانفتاح الاقتصادي، وحرية الصحافة والحريات السياسية.
مفاهيم ومصطلحات ظلت المنظومة الغربية ومؤسساتها ومراكزها البحثية تعمل على تكريسها في الوعي الجمعي الإنساني كثوابت وتذاكر دخول دول وأنظمة وشعوب العالم الثالث إلى منتديات التحضر الإنساني المعولم الذي شكلت أطيافه وحددت مساراته _ واشنطن _بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار (جدار برلين) وتنصيب أمريكا نفسها زعيمة للعالم .
طوفان الأقصى، برغم كل المآسي التي نتجت عنها إلا أن من أبرز فوائدها أنها أظهرت حقيقة العالم وأسقطت عن وجهه أقنعة الزيف وأظهرته على حقيقته، وكشفت هذه المعركة أننا نعيش في عالم متوحش مجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية.
إذ ظهر العالم «المتحضر» الذي تقوده أمريكا، بأنه مجرد من كل القيم ولا يؤمن بأي من الشعارات التي رفعها لتطويع شعوب العالم الثالث وتطويعها لتؤدي دور (الكلاب في إسطبلاتهم).
كما سقطت قيم الحلم الأمريكي، وبدت أمريكا بمخالبها الإمبريالية المتوحشة، إذ عملت على إهانة القانون الدولي بكل أبعاده الإنسانية والأخلاقية والحضارية والقانونية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فظهرت أمريكا كعدو لكل القوانين المنظمة للعلاقات الدولية، وسعت إلى إحلال قانون القوة بديلا عن قوة القانون، مجردة القانون الدولي من دوره ومهامه لتفرض على العالم قانون قوتها، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات، ساعية بكل غطرسة ووقاحة إلى ترسيخ قانون الغاب، ليحل بديلا عن القوانين الإنسانية المنظمة للعلاقات الدولية.
لم يقف هذا الانحلال في نطاق المشهد الفلسطيني والغزاوي على وجه التحديد الذي يجرد كل المنظومة الدولية من إنسانيتها، بل طال السقوط كل مسارات العلاقات الدولية وليس ما يقوم به ويتفوه به الرئيس الأمريكي _ترامب _إلا انعكاسا لهذا الانحطاط القيمي والسلوكي الذي تحاول واشنطن فرضه وترسيخه ليحل محل القانون في تنظيم العلاقات الدولية.
إن العالم لا يمكن له أن يستمر في ظل قوانين أمريكا وترامب التي تنسف وتدمر كل ما بناه المجتمع الدولي من قوانين تنظم العلاقة فيما بين مكوناته الحضارية، والغرب الأوروبي هو أول من سيدفع الثمن لما تسعى أمريكا إلى ترسيخه ليحل محل القانون الدولي.
إن جرائم الصهاينة في قطاع غزة وفي لبنان وسوريا والمسنودة بجرائم أمريكا في اليمن وبتأييد أمريكي مطلق ودعم لا محدود للصهاينة وفي ظل تواطؤ غربي وعربي وإسلامي، سلوك سيدفع ثمنه المجتمع الدولي على المدى القريب لأن لا أحد يمكنه القبول بشريعة الغاب التي تحاول أمريكا بواسطة رئيسها ترامب فرضه على المجتمع الدولي.
بل أن أمريكا نفسها كشعب وقدرات ومؤسسات سوف يدفعون ثمن هذا الجنون الذي تسير عليه إدارة البيت الأبيض الساعية إلى (عولمة الفوضى وقانون الغاب)، بديلا عن العولمة الحضارية التي عملت أمريكا والغرب على فرضها طيلة الثلاثة العقود المنصرمة من نهاية الحرب الباردة.
في هذا السياق لا نستبعد أن تكون ( حرب غزة بكل همجية ووحشية العدو الصهيوني) وما يرتكبه من جرائم غير مسبوقة ومن قتل ودمار، أقول لا نستبعد أن تكون هذه الحرب نموذجا لحروب قادمة قد تشهدها أي من قارات العالم، وهذا يعني أن العالم في طريقه لتصفية المنظمات الأممية وإلغائها وتجاوز قوانينها وهذا ما قامت وتقوم به أمريكا والكيان الصهيوني اللذان لم يكترثا بما يصدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما يصدر عن مجلس الأمن، وما يصدر عن المنظمات الأممية ، وحتى محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وما يصدر عن المنظمات الحقوقية، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
هذا التهميش والتجاهل لكل هذه الجهات الدولية يجعل العالم يعيش في ظل قوانين الغاب وشرعية البقاء للأقوى، وهذا يفقد أمريكا ذاتها مكانتها الدولية ويجردها من هيمنتها ونفوذها ويضع العالم أمام مرحلة فوضوية يصعب التحكم بها أو إلزام أي من عليها باحترام القانون غير المتفقين عليه والمفروض بقوة الغطرسة والهمجية السلوكية، كما تمارسه أمريكا .