لا تخلو أي مدينة من مدن المملكة من (مسالخ نموذجية) تابعة للبلديات تم إنشاؤها لخدمة المواطنين مقابل رسوم تتفق وشرائح المجتمع، وصاحبت هذه المسالخ فيما بعد مسالخ أهلية في بعض الأحياء القريبة من أمكنة بيع الذبائح وبرسوم مناسبة، وبإشراف أطباء بيطريين من قبل البلديات للتأكد من صلاحية وسلامة الذبائح من الأمراض، لكن هذه الخدمة تلاشت فيما بعد لأسباب تنظيمية وصحية واكتُفي بالمسالخ النموذجية والتي قد لا تفي بحاجة الجمهور وخاصة في المواسم التي يكثر فيها الذبح كعيد الأضحى والفطر وما في حكمهما.
وكانت فرصة سانحة ومربحة للمطابخ المنتشرة في المدينة بأعداد كثيرة ،أن تتولى عملية الذبح وخاصة في المواسم المشار إليها وبرسوم بلغت هذا العام إلى أكثر من 150 ريال للرأس الواحد.
ولست معارضاً لهذه الخدمة المساندة للمسالخ الرسمية، ولكنني أتساءل: هل هذه المطابخ حاصلة على تصريح من أمانات المدن تخوِّل لها مزاولة هذه الخدمة إضافة إلى وظائفها الأساسية (الطباخة) وخاضعة للإشراف البيطري ومحددة رسوم الذبائح فيها، أم أنها تسير وفق اجتهادات شخصية من قبل مالكي هذه المطابخ؟
ولأهمية هذه الخدمة، وحرصاً على سلامة وصحة المواطنين، وتحقيقاً للمستهدفات المنبثقة من صحة البيئة، فالمأمول من أمانات المدن ،عمل التنظيم اللازم وإخضاع هذه الخدمة للرقابة الصحية وتقنين رسوم الذبح بما يناسب وشرائح المجتمع وتوفر التأهيل فيمن يقومون بعملية الذبح من الأفراد، بعيداً عن العشوائية في تحقيق مستهدفات هذه الخدمة، ونحن على ثقة من تفهم الجهات المعنية لذلك تحقيقاً للمصلحة العامة التي ينشدها الجميع.
قـــــــراءات : مما يُحكى عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: ((أن رجلاً ذهب إليه وطلب منه أن يكتب له عقد بيت، وعندما نظر الإمام علي رضي الله عنه إلى الرجل، ووجد أنه يشتري الدنيا ولا يترك شيئاً للآخرة، أجابه بإجابة لم يستحسنها الرجل وقال للإمام علي :((أتيت لكي تكتب لي عقد بيت وإذا بك تكتب لي عقد مقبرة)) فردّ عليه الإمام علي رضي الله عنه، بقصيدته المشهورة: ((لا دار للمرء بعد الموت يسكنها…)) والتي (حظيت باهتمام كبير من الدارسين والأدباء) لما تحمله من معانٍ سامية وحكم بليغة ((وحقيقة الموت وزوال الدنيا والتحذير من الانشغال بمتاعها الفاني)).
ولطولها ،وحسب مساحة النشر، فإنني أورد بعضاً من أبياتها للفائدة والموعظة في دار أولها عناء وآخرها فناء والبقاء لرب العباد.
النفس تبكي على الدنيا وقد علمتْ
أن السعادة فيها تَركُ ما فيها
لا دار للمرءِ بعد الموتِ يسكنُها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه
وإن بناها بشرٍ خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها
ودورنا لخراب الدهر نبنيها
وأعمل لدار غدٍ رضوان خازنها
والجار أحمد والرحمن ناشيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها
بركعة في ظلام الليل يحييها
وبالله التوفيق.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: هذه الخدمة
إقرأ أيضاً:
خلافات أسرية تدفع طالبًا في طما لتناول قرص الموت
شهد مركز طما بمحافظة سوهاج واقعة مؤسفة، حيث أصيب طالب بحالة تسمم شديدة إثر تناوله قرصًا لحفظ الغلال داخل منزله، وتم نقله إلى مستشفى طما المركزي في حالة خطيرة لتلقي العلاج اللازم.
تفاصيل الواقعةوتلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة طما، يفيد بوصول المدعو محمد ر.ع.ب.ح، 18 عامًا، طالب، إلى المستشفى، مصابًا بحالة تسمم حادة نتيجة تناول مادة سامة.
وبانتقال الأجهزة الأمنية إلى المستشفى، أفاد والد المصاب، البالغ من العمر 48 عامًا، ويعمل عاملًا، أن نجله تناول قرص حفظ الغلال أثناء تواجده بالمنزل، مما أدى إلى إصابته.
واوضح أنه كان يمر بحالة نفسية سيئة بسبب خلافات أسرية، مؤكدًا أنه لا يتهم أحدًا بالتسبب في الحادث، كما نفى وجود شبهة جنائية.
وأفادت مصادر طبية أن قرص حفظ الغلال يحتوي على مواد كيميائية شديدة السمية، تؤدي إلى انهيار وظائف الجسم بسرعة، ما يجعل فرص النجاة ضعيفة إذا لم يتم التدخل الطبي الفوري.
وأشارت إلى أن المصاب يخضع حاليًا للعلاج داخل وحدة العناية المركزة، حيث يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاولة إنقاذه.
وكثفت الأجهزة الأمنية تحرياتها حول الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتحرير المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
ويحذر الأطباء والمتخصصون من خطورة أقراص حفظ الغلال، التي تُستخدم كمبيد حشري ولكنها تُعد من أخطر المواد السامة عند تناولها، مؤكدين ضرورة توعية الأسر بخطورتها، خاصة مع تزايد حالات التسمم الناتجة عنها.