بوابة الفجر:
2024-08-26@04:11:24 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: الحصانة للمواطن المصرى !!

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

الحصانة الوحيدة التى يجب أن نعمل على تأكيدها فى مصر هى حصانة المواطن المصرى 
هذه الحصانة التى يشتهر بها أعضاء المجالس النيابية (الشعب والشورى) هى حصانة للعضو النائب لتصرفاته تحت القبة وليس فى الشارع المصرى !!.
هكذا صرح من قبل المرحوم الدكتور "أحمد فتحى سرور" رئيس مجلس الشعب سابقًا أكثر من مرة فالحصانة للعضو حتى تسمح له عضويته البرلمانية بأن يقول ما يراه تحت القبة ولكن خارج أسوار مجلس الشعب يجب ألا يتمتع العضو بحصانة فالحصانة لم تمنع السلطات من وضع نواب فى السجون منهم من هَّربَ ممنوعات للبلاد ومنهم من "قتل" ومنهم من "زور" ومنهم من إعتدى على سلطات تنفيذية وغيرهم.


والحديث الدائر اليوم عن فئات فى المجتمع تطلب حق الحصانة كالمحامون أو غيرهم هذا هو حق ليس بحق، هذا شيىء من الخيال فليست الحصانة هى التى تحمى فئة من الشعب من تطبيق القانون أو تعديه على القواعد واللوائح المعمول بها فى الدولة.

 

 

فالشعب المصرى، المواطنين هم أصحاب الحق الوحيد فى الحصانة، حصانة ضد إهانتهم، ضد الإعتداء على حقوقهم وعلى مصالحهم وعلى أعراضهم، هذه هى الحصانة التى يجب أن نعمل جميعًا على توكيدها وعلى تأكيدها فى تشريعاتنا وقوانيننا تطبيقًا للدستور الذى ينظم الحياة فى مصر.

أنا ضد الحصانة لأى فئة فى المجتمع حيث أصبحت تلك الكلمة عوار فى الحياة الإجتماعية المصرية، الحصانة أصبحت وسيلة للتعدى على الأخر وأصبحت مطمع لكل فئات المجتمع، حتى الصحفيون يطالبون وهذا حق، بالحصانة حيث هم فى وجه النار فهم يتعرضون يوميًا بالتحقيقات الصحفية الكاشفة عن الفساد أو عن الخروج على القانون هم فى موقع الخطر ويحتاجون للحصانة، والقضاة كما هى الحالة القائمة محتاجين للحصانة حيث هم على المنصة حكامًا وقضاة "عظام"، ولكن بخروجهم خارج قاعات المحكمة ونزولهم من فوق المنصة هم فى إحتياج للحصانة وكذلك المهندسون والأساتذة الجامعيون حيث فى يدهم أدوات نجاح وإسقاط الطلبة وربما تكون الحصانة لها لازمة أمام بعض السلبيات وأنا أقول لا حصانة لأحد إلا للمواطن المصرى وليطبق الجميع القانون والجميع أمام القانون والدستور سواء، فالحصانة الوحيدة هى للمواطن وللمواطنة !!

 

  Hammad [email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الأب بطرس دانيال يكتب: متى يَعُمّ السلام؟

يعلّمنا السيد المسيح قائلاً: «طوبى لصانعى السلام، فإنهم أبناء الله يُدْعَون» (متى 9: 5). هل سنستيقظ يوماً ما دون أن نسمع أخباراً عن حروب وصراعات ودمار؟ لماذا يعيش الإنسان متربّصاً بأخيه، ساعياً للتخلّص منه؟ ما السبب الحقيقى والدافع للعنف والقتل؟ لماذا فقدت البشرية المعنى الحقيقى للسلام؟

يُحكى عن أبٍ دعا أبناءه الثلاثة ذات يوم قائلاً لهم: «لقد وصلتُ يا أبنائى إلى نهاية حياتى، لذلك أردتُ توزيع ثروتى بينكم». ثم قام بتقسيم ثروته بالعدل بينهم، كل واحد حسب نصيبه، وقال لهم: «لقد بقيت عندى جوهرة ثمينة وهى أغلى ما أملك، وسوف أمنحها لمن قام بأفضل عمل إنسانى. هيّا فليخبرنى كلٌّ منكم عن أفضل أعماله، لأقرر من يستحقها».

فقال الأول: «لقد ذهبتُ إلى بلادٍ بعيدة، لا أعرف من سكانها سوى رجل غنى، قام بالترحيب بى وأكرمنى بضيافته، ثم أودعنى ماله وجميع مقتنياته دون كتابة إيصال أمانة، وعندما طلب منى استردادها، سلّمت له المال والمقتنيات كما أعطانى إياها».

فقال الأب لابنه: «قد عملتَ ما هو مطلوب منك، ولا شىء خارقاً، ولو أنك فعلت غير ذلك، لأصبحت غير أمين!»، ثم قال الثانى: «بالنسبة لى فقد قمتُ بعملٍ أفضل من هذا، بينما كنتُ أسير بجوار شاطئ البحر، وكانت الأمواج هائجة، رأيتُ غلاماً يسبح فى البحر ويتخبط شمالاً ويميناً، وكان يصرخ طالباً مَنْ ينقذه، ولكن لا حياة لمن تنادى، كأن قلوب المارة تجمّدت من شدّة البرودة والبلادة، وفى الحال ألقيتُ بنفسى فى الماء وأنقذته من الغرق».

فأجاب الأب: «مما لا شك فيه أن عملك بطولى، ولكنه تصرف عادى يجب أن يقوم به كل شخصٍ ينبض فى عُروقه حُب الإنسانية!»، وأخيراً تقدّم الثالث قائلاً: «يوماً ما كنتُ أتنزه، فالتقيتُ براعٍ كان عدوى اللدود منذ الطفولة، وكان نائماً بالقرب من هوّةٍ عميقة، ولو كان تحرك قليلاً لقضى على حياته، وفى هذه اللحظة تغلّبتُ على ميولى لروح الانتقام منه، وجذبته بلطفٍ عن حافة الهوّة، وهكذا استطعتُ أن أنجّيه من موتٍ محقق».

فصاح الوالد بكل سرور وقال له: «أنت الوحيد الذى يستحق هذه الجوهرة، فقد قمتَ بما يعجز عنه غالبية البشر، لأنك أنقذت حياة عدو لك».

فالإنسان الذى ليس عنده سلام داخلى، لا يستطيع أن يعيش فى سلام مع الآخرين، حتى إنه يختلق الطرق والوسائل التى يعادى بها الناس.

لكن سلامنا الداخلى الحقيقى، لا يستطيع أحدٌ أن ينزعه منّا مهما تغيّرت الظروف والمعاملات.

فالسلام الدائم هو عطية من الله للإنسان، ويشعر به كل شخصٍ يقوم بواجبه بإخلاص وأمانة وحُب وضمير حى، ويعيش فى سلامٍ مع الجميع.

لكن الإنسان فاقد السلام يهدم اللوحة الرائعة التى صنعها الله لخليقته بكل حُب.

وفى هذا الصدد نتأمل الكلمات الرائعة التى صرّح بها البطل الهندى العظيم Vardhamana مؤسس إحدى الديانات الهندية عام 400 ق. م: «أطلبُ العفو والغفران عن العنف الذى ارتكبته فى عقلى، والعنف الذى سببته بأقوالى، والعنف الذى صنعته بأعمالى».

هذه الكلمات الرائعة خرجت من القلب، ولها معانٍ عميقة وصالحة، لأن العنف الموجود فى قلب وعقل الإنسان، ينمو أولاً فى النفس، ويتغذّى بالحقد والكراهية، ثم يخرج للنور ويدفع الإنسان إلى معاداة ومحاربة الآخرين.

لكن لا سبيل إلى قتل العداوة إلا بالحُب، لأن البغض يولّد الكراهية والحقد.

لا يكفينا أن نردد: «لم يصدر عنّا أى شر»؛ بل يجب أن نصنع الخير ونسعى فى طريقه.

لذلك يجب علينا أن نسير فى النور ونخطو للأمام فى علاقتنا مع الآخرين، حتى نتخلّص من الظلام الذى يعمى قلوبنا وعقولنا، ويجعلنا نكره الغير.

ومن هنا نكتسب قبساً من نور الشمس وشعلة الحُب لنستطيع احتواء الجميع، والتعامل معهم بالرحمة والرأفة والإنسانية.

وهنا نستطيع أن نردد مع القديس فرنسيس الأسيزى: «يا رب، اجعلنى أداةً لسلامك، فأضع الحُبَّ حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة، والاتفاق حيث الخلاف، والحقيقة حيث الضلال، والإيمان حيث الشك، والرجاءَ حيث اليأس، والنورَ حيثُ الظلمة، والفرحَ حيث الكآبة».

ما أجمل أن نصبح صانعى السلام مع الجميع فى محيط الأسرة والعمل والمجتمع.

لذا نطلب من الله أن يمنحنا ذاكرة ضعيفة تنسى إساءات الناس، وذاكرة قوية تُسجّل أفضالهم.

يا ليت الشعوب تتحلّى بالسلام الحقيقى فيما بينها، وليست الهدنة التى فيها يستعد كل طرفٍ لإعداد عُدّة الحرب وتهيئة نفسه للانتصار.

ونختم بكلمات الأديب عباس محمود العقاد: «إن الحرب تبدأ فى قلب الإنسان، قبل أن تنزل إلى الميدان».

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: الأفلام الوثائقية !!
  • د. هدى رؤوف تكتب: مصر.. تحرّك هادئ نحو المصالح والاستقرار الإقليمي
  • الرئيس الأسد: الحصانة لا تعني تجاوز القانون بل تعني أن يكون الأعضاء سباقين إلى تطبيق القوانين والخضوع لها باعتبارهم مسؤولين عن إصدارها
  • فوزي إبراهيم يكتب: «مهرجان العلمين» وعظمة استثمار القوى الناعمة
  • أشرف غريب يكتب: كريم عبدالعزيز.. الرجل الذي عاد
  • الأب بطرس دانيال يكتب: متى يَعُمّ السلام؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: "عبقرية" مصر !!
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: الحكمة (لقاء الشعر والفلسفة)
  • رجاء النقاش فى التسعين
  • مبادرات الأمل