لجريدة عمان:
2025-01-30@10:37:18 GMT

عُمان.. لُحمة وطنية لا تنكسر

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

عُمان.. لُحمة وطنية لا تنكسر

مرّ المجتمع العماني أمس باختبار صعب جدا، ندر أن يتعرّض لمثله عبر التاريخ، تجاوز مجرد الفحص العملي والميداني لجاهزية مؤسساته العسكرية والأمنية وقدرتها على الاستجابة للأحداث الحساسة التي تمس أمن الوطن واستقراره وأمن المواطن والمقيم، إلى موضوع أكبر بكثير يتعلق بالتماسك المجتمعي والوحدة الوطنية التي ينظر إليها العمانيون باعتبارها خطًا أحمر لا يمكن المساس به بأي حال من الأحوال.

وأثبت العمانيون، رغم المفاجأة وعدم القدرة لبعض الوقت على استيعاب ما حدث، قوة اللُّحمة الوطنية وصلابة المجتمع في وجه التحديات، كما أثبت وعيه العالي وحسّه الأمني الرفيع وتحلّيه بأعلى درجات المسؤولية خلال تعامل الجهات الأمنية والعسكرية مع الحادث الشنيع.

ورغم أن الحادث هزّ المجتمع العماني فإنه كشف عن معدنه الأصيل وعن مبادئه الراسخة التي لا يتنازل عنها مهما كان الأمر وفي مقدمتها رفض التطرّف بكل أشكاله ونبذ المذهبية والطائفية، وأهمية الالتفاف حول الوطن ومصلحته العليا وقيادته الأبية. وهذه كلها قيم آمَن بها المجتمع العماني وطوّرها ورسّخها عبر الزمن ونجح في اجتيازها في كل مرة وضعه التاريخ في مواجهتها.

لقد تضافرت جميع الجهود من أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية للتعامل مع الحادث والخروج منه بأقل الخسائر ورغم فاجعة بعض الوفيات التي تسببت في ألم كبير للجميع فإن ما يخفف من وقع ذلك تلك الروح التضامنية وذلك التكاتف الكبير والتماسك خلال التعامل مع الحادث أو بعده، الأمر الذي يجعل سلطنة عمان تفخر بمجتمعها القوي وأجهزتها الأمنية التي أثبتت خبرتها وكفاءتها.

إن أهم ما يمكن أن تفعله المجتمعات في مثل هذه اللحظات الصعبة، حتى مع اليقين بتجاوزها، هو التضامن وتعزيز اللحمة الوطنية والتأكيد على التماسك المجتمعي مسيرا ومصيرا وأن المجتمع العماني محصن أمام النعرات الطائفية والمذهبية وأنه أصلب بكثير من أن ينكسر في وجه حادث عابر مهما كان الأثر الذي تركه في نفوس العمانيين وأشقائهم وأصدقائهم في كل مكان.

إن التضحيات التي قُدمت أمس هي امتداد لكل التضحيات التي قدمها العمانيون من أجل وطنهم عبر التاريخ، وهي تضحيات لا يمكن أن تُنسى أبدا، يحفرها العمانيون على حجارة جبالهم الصلدة، ويتذكرونها كلما شعروا بالأمن والأمان في وطنهم.

وإذا كان علينا أن نتجاوز حادث الوادي الكبير في سياقه الخبري فإن علينا أن نستمد منه العزم والإصرار على المضي قدما في بناء مجتمع أكثر تلاحما وتماسكا وتحصينا ضد كل التحولات التي يشهدها الإقليم والعالم، وأن نعمل جميعا على تكريس قيم المجتمع الأصيلة وتأكيد اللحمة الوطنية لأنها السبيل الوحيد في تحقيق المزيد من الاستقرار.

لكن هذا لا يعني أن نتجاوز المعنى الحقيقي فيما حدث ونقرأ دوافعه وأسبابه العميقة ونعمل جميعا في داخل الوطن ومع الآخرين من أجل أن تتخلص منها البشرية، وهذا الأمر يتطلب مراجعة فكرية كبيرة يتجاوز فيها الجميع، وخاصة النخب، الكثير من السطحيات والشكليات إلى الأعماق، فالبناء العميق والعمل الجاد والحقيقي عبر التاريخ هو الذي يبقى وهو وراء قوة المجتمع العماني التي شاهدها الجميع في هذه التجربة أو عبر قراءة المجتمع في عمقه.

ولن يضعِف حادث الوادي الكبير من عزيمة العمانيين أو يضعضع مبادئهم وقيمهم بل سيزيدنا إصرارًا على تعزيز وحدتهم الوطنية والوقوف معًا جميعًا في وجه كل من يسعى لتفريق الصفوف أو زعزعتها، وسيظل العمانيون يدا واحدة وقلبا واحدا إلى الأبد.

حفظ الله عُمان من حسد الحاسدين وكيد الكائدين، وحفظ جلالة السلطان المعظم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المجتمع العمانی

إقرأ أيضاً:

جامعة سطيف 1..ندوة وطنية حول الانتقال إلى جامعة من الجيل الرابع 4.0

عقدت اليوم  جامعة سطيف 1 ندوة وطنية حول الانتقال إلى جامعة من الجيل الرابع 4.0 بحضور إطارات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ورؤساء اللجان الجهوية الجامعات (الغرب/الشرق/الوسط) ورؤساء ونواب الجامعات المعنية. لخوض هذه الانتقالية الاستشرافية في تاريخ الجامعة وهي 15جامعة و9 مدارس وطنية عليا.

تم في اللقاء الاحتفاء بهذا اللقاء الوطني الأول من نوعه وتقديم مشروع اللجنة الوطنية لمرافقة ومتابعة الجامعات للانتقال إلى جامعة من الجيل الرابع. برئاسة البروفيسور نوال عبد اللطيف مامي نائب مدير الجامعة للعلاقات الخارجية. و التعاون والتبادل الطلابي بجامعة سطيف 2.

تطرقت فيه لطرح رؤية اللجنة على مدى عشر سنوات قادمة والتي استشرفت فيها الأهداف التي تسعى الجامعة لاستشرافها مطلع 2030 في مختلف الميادين.

وقد تطرقت فيها لتعزيز التحول المفاهيمي الذي باتت الجامعة تشهده من جامعة تكون إلى حاضنة للأفكار والابتكار والمقاولاتية ثم مرحلة الجامعة متفتحة على الشريك ومنتجة للثروة.

استهل اللقاء الوطني بالتعريف باللجنة ومهامها وأعضائهم الذي تم تنصيبهم ظنوختم بتبادل ومناقشة الرؤى التي من شأنها المساعدة في الرقي بالجامعة على مد السنوات القادمة الجامعة من الجيل الرابع مشروع وطني تحمل عليه آمال الارتقاء بالجامعة وفكر الأسرة الجامعية بما يخدم مستجدات الساحة وخاصة فيما يتعلق بالتعليم والبحث العلمي هذا المشروع يتطلب تظافر جهود الجميع كل من موقعه.

مقالات مشابهة

  • ميرا الكعبي: «عام المجتمع» مبادرة استراتيجية ترسّخ القيم الوطنية
  • علي بن تميم: "عام المجتمع" تكريس لقيم التعاون والمسؤولية الوطنية
  • المنتدى الاقتصادي العماني القطري يستعرض فرص الاستثمار الاقتصادي بين البلدين
  • مقيمون: عام المجتمع مبادرة وطنية ملهمة ترسخ مكانة الإمارات
  • استراتيجية الأمن السيبراني ضرورة وطنية في ظل المواجهة مع الكيان الصهيوني
  • العويس: «عام المجتمع» مبادرة وطنية ملهمة تعزز ترسيخ النسيج المجتمعي
  • القومي للبحوث الجنائية: بعض الجرائم التي ترتكب في المجتمع مرتبطة بالأسرة وثقافة الترند
  • هزاع بن زايد: المجتمعات القوية هي التي يتشارك أبناؤها المسؤولية
  • برلماني: ندعم «بوصلتنا الوطنية» ونرفض المخططات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط
  • جامعة سطيف 1..ندوة وطنية حول الانتقال إلى جامعة من الجيل الرابع 4.0