لجريدة عمان:
2025-03-04@08:24:09 GMT

عُمان.. لُحمة وطنية لا تنكسر

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

عُمان.. لُحمة وطنية لا تنكسر

مرّ المجتمع العماني أمس باختبار صعب جدا، ندر أن يتعرّض لمثله عبر التاريخ، تجاوز مجرد الفحص العملي والميداني لجاهزية مؤسساته العسكرية والأمنية وقدرتها على الاستجابة للأحداث الحساسة التي تمس أمن الوطن واستقراره وأمن المواطن والمقيم، إلى موضوع أكبر بكثير يتعلق بالتماسك المجتمعي والوحدة الوطنية التي ينظر إليها العمانيون باعتبارها خطًا أحمر لا يمكن المساس به بأي حال من الأحوال.

وأثبت العمانيون، رغم المفاجأة وعدم القدرة لبعض الوقت على استيعاب ما حدث، قوة اللُّحمة الوطنية وصلابة المجتمع في وجه التحديات، كما أثبت وعيه العالي وحسّه الأمني الرفيع وتحلّيه بأعلى درجات المسؤولية خلال تعامل الجهات الأمنية والعسكرية مع الحادث الشنيع.

ورغم أن الحادث هزّ المجتمع العماني فإنه كشف عن معدنه الأصيل وعن مبادئه الراسخة التي لا يتنازل عنها مهما كان الأمر وفي مقدمتها رفض التطرّف بكل أشكاله ونبذ المذهبية والطائفية، وأهمية الالتفاف حول الوطن ومصلحته العليا وقيادته الأبية. وهذه كلها قيم آمَن بها المجتمع العماني وطوّرها ورسّخها عبر الزمن ونجح في اجتيازها في كل مرة وضعه التاريخ في مواجهتها.

لقد تضافرت جميع الجهود من أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية للتعامل مع الحادث والخروج منه بأقل الخسائر ورغم فاجعة بعض الوفيات التي تسببت في ألم كبير للجميع فإن ما يخفف من وقع ذلك تلك الروح التضامنية وذلك التكاتف الكبير والتماسك خلال التعامل مع الحادث أو بعده، الأمر الذي يجعل سلطنة عمان تفخر بمجتمعها القوي وأجهزتها الأمنية التي أثبتت خبرتها وكفاءتها.

إن أهم ما يمكن أن تفعله المجتمعات في مثل هذه اللحظات الصعبة، حتى مع اليقين بتجاوزها، هو التضامن وتعزيز اللحمة الوطنية والتأكيد على التماسك المجتمعي مسيرا ومصيرا وأن المجتمع العماني محصن أمام النعرات الطائفية والمذهبية وأنه أصلب بكثير من أن ينكسر في وجه حادث عابر مهما كان الأثر الذي تركه في نفوس العمانيين وأشقائهم وأصدقائهم في كل مكان.

إن التضحيات التي قُدمت أمس هي امتداد لكل التضحيات التي قدمها العمانيون من أجل وطنهم عبر التاريخ، وهي تضحيات لا يمكن أن تُنسى أبدا، يحفرها العمانيون على حجارة جبالهم الصلدة، ويتذكرونها كلما شعروا بالأمن والأمان في وطنهم.

وإذا كان علينا أن نتجاوز حادث الوادي الكبير في سياقه الخبري فإن علينا أن نستمد منه العزم والإصرار على المضي قدما في بناء مجتمع أكثر تلاحما وتماسكا وتحصينا ضد كل التحولات التي يشهدها الإقليم والعالم، وأن نعمل جميعا على تكريس قيم المجتمع الأصيلة وتأكيد اللحمة الوطنية لأنها السبيل الوحيد في تحقيق المزيد من الاستقرار.

لكن هذا لا يعني أن نتجاوز المعنى الحقيقي فيما حدث ونقرأ دوافعه وأسبابه العميقة ونعمل جميعا في داخل الوطن ومع الآخرين من أجل أن تتخلص منها البشرية، وهذا الأمر يتطلب مراجعة فكرية كبيرة يتجاوز فيها الجميع، وخاصة النخب، الكثير من السطحيات والشكليات إلى الأعماق، فالبناء العميق والعمل الجاد والحقيقي عبر التاريخ هو الذي يبقى وهو وراء قوة المجتمع العماني التي شاهدها الجميع في هذه التجربة أو عبر قراءة المجتمع في عمقه.

ولن يضعِف حادث الوادي الكبير من عزيمة العمانيين أو يضعضع مبادئهم وقيمهم بل سيزيدنا إصرارًا على تعزيز وحدتهم الوطنية والوقوف معًا جميعًا في وجه كل من يسعى لتفريق الصفوف أو زعزعتها، وسيظل العمانيون يدا واحدة وقلبا واحدا إلى الأبد.

حفظ الله عُمان من حسد الحاسدين وكيد الكائدين، وحفظ جلالة السلطان المعظم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المجتمع العمانی

إقرأ أيضاً:

أخنوش في "خرجة وطنية" في أبريل تقوده إلى "جميع الجهات" في سياق التسخينات الانتخابية المبكرة 

أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار، عن « خرجة وطنية » لرئيسه، ورئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في أبريل المقبل « ستشمل جميع الجهات ».

وفق ما نشره الموقع الرسمي لهذا الحزب، فإن الوزراء المنتمين إلى التجمع الوطني للأحرار سيشاركون في جولة رئيس الحكومة التي تكتسي أهميتها في هذا الوقت، من الأجواء الانتخابية المبكرة بين الأطراف الحكومية.

ومنذ فترة، أطلق حزبان في الحكومة، هما الأصالة والمعاصرة والاستقلال، سلسلة لقاءات تواصلية اعتبرت إيذانا بحملة انتخابية مبكرة مع تأكيد قيادتي الحزبين على آمالهما في الفوز بالانتخابات المقبلة عام 2026، وقيادة « حكومة المونديال ».

إلا أن اجتماعا بين رؤساء أحزاب الأغلبية، مهاية يناير، أفضى إلى الموافقة على تهدئة السباق الانتخابي، لكنه لم يعرقل مواصلة اللقاءات التواصلية.

فأخنوش عقد نهاية الأسبوع الفائت، لقاء بأعضاء حزبه في إقليم الجديدة، حيث لم يتردد الحزب في الإعلان عن أن هذا اللقاء « يأتي في سياق تواصلي سيمهد لخرجة وطنية لرئيس الحزب والوزراء المنتمين للحزب في أبريل القادم، ستشمل جميع جهات المغرب ».

والجمعة، واصل الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، وهو وزير في الحكومة، سلسلة لقاءاته التواصلية التي لا تتوقف منذ يناير الفائت. وقد كان « الحشد كبيرا » كما أبرزت تغطيات لمراسلين محليين، منتظرا بركة في الفقيه بنصالح.

وحده حزب الأصالة والمعاصرة لم يعقد لقاء مشابها منذ منتصف يناير، حيث كان سباقا في لقاء مراكش، إلى إشعال فتيل السباق المبكر إلى انتخابات 2026. لكنه يخطط لاستكمال برنامج هذه اللقاءات، لاسيما مع الاضطرابات الجديدة التي أصابت العلاقات بين الحليفين، « الأحرار » و »البام » بسبب خارطة الطريق الحكومية لإنعاش التشغيل.

أخنوش و »لاعبيه المميزين »

في لقائه بالجديده، دافع أخنوش عن حكومته، معتبرا أنها « تصدت وبشجاعة للتأخير الحاصل في عدد من المشاريع في الولايات الحكومية السابقة، كما قامت بتنزيل قوانين ظلت عالقة لسنوات ».

كما أشار أخنوش إلى أن الحكومة كانت صريحة مع المواطنين فيما يخص بعض العوائق التي تواجهها، لكنها قامت بتدبير وضعية صعبة بشجاعة كبيرة، فعلى الرغم من أنها أتت في سياق توالي سنوات الجفاف، وتداعيات جائحة كورونا وحرب أوكرانيا، بالإضافة لزلزال الحوز، إلا أنها استطاعت أن تحقق نسبة نمو اقتصادي بلغت 4 بالمئة.

وأكد أن الحكومة قامت بمشاريع ذات بصمة تاريخية، حيث مكن تنزيل الورش الملكي للحماية الاجتماعية 4 ملايين عائلة من دعم يتراوح ما بين 500 درهم و 800 درهم، كما تم رصد 950 مليار درهم لورش التغطية الصحية، و44 مليار للزيادة في أجور الموظفين، وتم تمكين الجماعات الترابية من 30 بالمئة من حصتها من الضريبة على القيمة المضافة، وهي زيادة لم تحدث من 20 سنة.

‎وفيما يخص التشويش على العمل الحكومي، اعتبر أخنوش أن إنجازات الحكومة تتحدث عن نفسها، وأن الخصوم السياسيين يمارسون “ماركاج سياسي لن يمنع وزراء الحزب من تسجيل الأهداف، لأن الفريق يمتلك لاعبين مميزين”، على حد تعبيره.

مشددا على أنه لن يكثرت للخطابات الشعبوية، قال أخنوش إنه « لو أراد أن يتعامل بالمثل لعاد للتأخر الحاصل في عدد من المشاريع الهيكلية التي تسببت في المشاكل الحالية، لا سيما على مستوى البنية التحتية المائية ».

كلمات دلالية أحزاب أخنوش الأحرار البام المغرب المنصوري انتخابات بركة تواصل حكومة سياسية

مقالات مشابهة

  • عصام الحضري يروي سبب المشادة مع الإعلامي العماني أحمد الرواس
  • بعيو لـ”الكوني”: الفيدرالية الثلاثية في ظل سقوط الدولة خيانة وطنية
  • اجتماع بصنعاء يناقش مشروع إنشاء شركة وطنية للمسوحات الجيوفيزيائية
  • وزير النفط يناقش مشروع إنشاء شركة وطنية للمسوحات الجيوفيزيائية
  • الأصول الأجنبية لـالمركزي العماني ترتفع إلى 18.4 مليار دولار في ديسمبر
  • لذيذة وسهلة.. طريقة عمل الهريس العماني
  • أخنوش في "خرجة وطنية" في أبريل تقوده إلى "جميع الجهات" في سياق التسخينات الانتخابية المبكرة 
  • صلاح مغاوري: من الضروري تشكيل حكومة وطنية ليبية
  • جابر: عقدنا العزم أن نعمل بروحية وطنية جامعة تعيد إعمار ما هدمته الحرب
  • تصنيف الدوري العماني يتقدم للمركز الـ17 قاريا