[ التظاهرات وإنسجاماتها مع تجربة باڤلوڤ ]
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
بقلم : حسن المياح – البصرة ..
مسألة التظاهرات في العراق بعد عام ٢٠٠٣م ، وأسبابها ، ومحفزاتها ، وإستجاباتها ….. أشبهها ب { رد الفعل الشرطي المنعكس } في تجربة العالم الروسي باڤلوڤ …..
كان باڤلوڤ يقدم طعامٱ للكلب وهو جائع ، والكلب يسيل لعابه ، ويتناول الطعام …. وفي أثناء تقديم الطعام للكلب ، يدق باڤلوڤ جرسٱ ، وهذا هو الإقتران الشرطي الذي يبعث في الكلب لما يسمع الجرس ، فأن لعابه يسيل ، منتظرٱ تقديم الطعام له ….
هذا مثل علمي ، تقاس عليه عملية الحراك السياسي الإجتماعي { منها التظاهرات الشعبية الجماهيرية الغاضبة والهادئة } ، لما تنعدم الخدمات ، والظلم يسود ، والنفعية الذاتية للسياسي وحزبه تستفحل وتتعاظم ، والشعب يأن من الجوع والحرمان ، والظلم والعذاب ، وضياع المستقبل وذهاب الكرامة الإنسانية ……
والتأكيد على أن المثل يضرب وعليه تقاس الأسباب والنتائج ، ولا يقاس عليه الحال درجة التماثل وصفٱ ، بمعنى أن الإنسان المتظاهر هنا ، ليس هو كلبٱ …. حاشاه …. ولكن الأسباب هي الأسباب ، والنتائج هي النتائج ….
فلما يجوع الكلب وتتصاعد درجة غليان حاجته للطعام ، فيكون هو في حالة إنذار وحركة أعصاب هائجة ، وبنفس الوقت أنه بهش بذيله توددٱ وتلاطفٱ ، لتلقي منبهٱ ، يشعره بإنفراج أزمته في الجوع ….. ولما يسمع قرع الجرس يسيل لعابه ، ولما يقدم له الطعام ، تهدأ ثورة جوعه ، لأنه سيأكل ، وفعلٱ هو الكلب قد أكل …. وهدأ ، وإستراح ، وإسترخى ، ونام ….
وتلك هي حالة تصاعد درجة الغضب الجماهيري لما يفقد ما يريده ، وأنه المحروم منه والمحتاجه ، فإنه يغضب ، مفرغٱ جام غضبه في التظاهر …. ولما يسمع هذا الجمهور المتظاهر الغاضب ، ان الحكومة ، او المسؤول قد إستجاب له ، وأنه يوعده ، { ولا ادري سيفي المسؤول السياسي الحاكم بوعده ، أو أن وعده هو من جيل وعائلة وفصيلة المسكنات والمهدئات والتخديرات …. فالشعب المتظاهر بجمهوره الغاضب ، لما يرضى ، ويأنس للكلام المعسول ( إن كان معسولٱ ، وإلا هو في الغالب مكمون في أحشائه وما يستبطنه هو البلطجة والتهديد والإنتقام ) ، فأنه يسكت ، ويتراجع ، ويلغي تظاهره ، ويسكت ، ويخمد ، ولا أدري هل حصل على جزء مما وعد به ، أو أنه حتى هذا النزر القليل ، أنه لم يأتيه ، ولا هو بالحاصل عليه …… ولكن الكلب في تجربة باڤلوڤ ، إذا لم يأكل الطعام ، فأن لعابه يستمر بالسيلان ، ولا يهدأ ، ولا ينقطع ، إلا إذا قدم له الطعام ويأكل ….. وإلا فالكلب يبقى على حاله السابق ، هو الجوعان ، وهو المظلوم المحروم المنتظر …. وان لعابه ذعب هباء منثورٱ متلاشيٱ ….
وشتان نتائجٱ بين تظاهرات الجماهير الفورية الٱنية الغاضبة التي سرعان ما تسكت وتنتهي سواء حصلت على بغيتها ومطالبها ، أو لم تحقق شيئٱ ، سوى التضحيات وجريان الدم النازف الذي غليانه —- مع شديد الأسف —- يتحول من حالة نارية سائلة ، الى بخار منعدم لا يحقق شيئٱ مفيدٱ ، لأنه أصبح بخارٱ في هواء يتطاير سحبٱ تحمي المسؤول الحاكم الظالم ، لما تظلله سحبه الطائرة في الجو ، مظلات له ، من حر وحرقة ولسعات الشمس الصيفية اللادغة الحارة المبخرة الخانقة القاتلة …. ونظرية باڤلوڤ في المنعكس الشرطي ….
حسن المياحالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
عماد فهمي: تناول التمر أفضل للجسم من حقن التخسيس المضرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أوضح الدكتور عماد فهمي، استشاري التغذية العلاجية، أن التمر يعد خيارًا صحيًا وفعّالًا أكثر من الحقن التي تُستخدم في التخسيس، مشيرًا إلى فوائد التمر التي تفوق كثيرًا من العلاجات الحديثة المضرة.
وأشار استشاري التغذية العلاجية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، إلى أن الكثير من الناس، وخاصة في رمضان، يتجهون لتناول الحلويات والمشروبات الغازية بعد الإفطار.
وقال: "عندما نتناول السكريات، يرتفع مستوى السكر في الدم بسرعة، مما يؤدي إلى إفراز البنكرياس للأنسولين بسرعة لتخفيضه، مما يؤدي إلى هبوط حاد في مستويات السكر بعد فترة، وهذا يسبب التعب والدوار".
وأضاف أن تناول كميات كبيرة من الطعام بعد فترة الصيام يساهم أيضًا في الشعور بالتعب، حيث يتجه الدم إلى المعدة والهضم بدلاً من باقي الجسم، مما يعزز الشعور بالإرهاق، لافتا إلى أن التمر ليس مجرد غذاء مفضل في رمضان، بل هو مفيد للغاية للجسم، فهو يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم ويعزز الشعور بالشبع لفترات طويلة، مما يقي من الإفراط في تناول الطعام.
وأكد أن التمر يعمل بطريقة مشابهة للحقن التي تستخدم للتخسيس، حيث أنه يحفز الجسم على إفراز هرمون "جي بي 1"، الذي يساعد في الشعور بالشبع لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 ساعات، موضحا أن هذا يساهم في تجنب الإفراط في تناول الطعام وبالتالي تجنب الشعور بالهبوط المفاجئ.
وختم: "سبحان الله، الله سبحانه وتعالى خلق التمر وما فيه من فوائد عظيمة، فلا تستخفوا بقيمته الصحية، فهو يعادل في تأثيره الكثير من العلاجات المتاحة، وهو خيار طبيعي وآمن لصحة الجسم".