شبكة انباء العراق:
2025-01-31@09:02:03 GMT

وياعطر التراب “إلى سيد الشهداء ع”

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

بقلم : وجيه عباس ..

أَ وَحْيٌ فيكَ أم توحي الدماءُ
ومكَّةُ فيكَ أمْ ذي كربلاءُ؟
أَ وَحْيُكَ في الطفوفِ دمٌ ولحمٌ؟
وإلا كيف ينتصبُ اللواءُ !
وغارُ حِراءَ قبرُكَ أم طوافٌ
تدورُ الأرضُ حولَكَ والسماءُ؟
وهلْ للأرضِ دونك من مسيلٍ
جرى فتوقَّدتْ فيهِ الدماءُ ؟
ونحرُكَ أمْ فراتُكَ حين يجري
ونوحاً كان عرشُكَ وَهْوَ ماءُ
وحزنُكَ وهو سلطانٌ قديمٌ
وأنتَ الألفُ، دون دمٍ، وباءُ
وعاشوراءُ حزنُكَ وهو يلقي
عباءَتَهُ، فتسودُّ العَباءُ
مضتْ ألفٌ وجُرحُكَ ليس يغفو
كأنَّ الأرضَ يوقِظُها البُكاءُ
بلى أبقيتَ بعدَكَ مستحيلاً
وإنَّ المستحيلَ به وِعاءُ
نزفتَ بهِ وجودَكَ فاستفاضتْ
على جنبيهِ من دمِكَ الدلاءُ

وياعطرَ الترابِ مشى عليهِ
فأورقَ تحت خطوتِهِ الهواءُ
وأمْطَرَهُ محمَّدُ من عليٍّ
وفاطمةٍ، فكانَ هو السَقاءُ
ويالكَ كربلاءٌ ليس تظما
ومن عينيهِ يبتديءُ الرواءُ
وزمزمُ والطفوفُ على يديهِ
أَمامٌ ليس يوسعُهُ وراءُ
أَ يظمأُ في الفرات بها حسينٌ
ومنْ عَجَبٍ يلوذُ بهِ الظِماءُ؟
ويوطأُ بالخيولِ على مَحَلٍّ
به أمُّ الكتاب له وِقاءُ
ويحملُ رأسَهُ رمحٌ خضيبٌ
تردّاهُ، وقد سُلِبَ الرداءُ
فيا لَكَ من غريبٍ في بلادٍ
تغشّاها، فما نفع الغِشاءُ

معيْ كُنْ أيُّها الجبلُ المُضاءُ
ودعني فيك يمطرُني العراءُ
سلاماً بالجوامعَ من نداءٍ
وحيثُ تكونُ يبلغُكَ النداءُ
سلاماً أينما ارتحلتْ خطاهُ
برضوى حيثُ أوجَدَكَ البقاءُ
غريباً مثل جدِّكَ لستُ أدري
ولكنَّ المقامَ بهِ عَناءُ
تُوزِّعُكَ الرياحُ على يديها
ويمطرُك التوجُّعُ والولاءُ
ورُعياً للمواجعَ حيثُ حلّتْ
وإن قَصُرتْ يداك بما تشاءُ
تُقلِّبُ في يديكَ شواظَ جمْرٍ
وما أُورثتَ، إنَّ دماً طِلاءُ
وإنَّكَ فيهِ أولاهُ احتساباً
بثأرِكَ بيْدَ أنَّكَ لاتُساءُ
أَ تنظرُ كربلاءَ بما أفاضتْ
فيُبكيكَ التَوحُّدُ والخَفاءُ
وتغسلُ بالدماء جفونَ عينٍ
يتيماتٍ، وأنتَ لها كِفاءُ
أَ أَوْجعَكَ الجوادُ بغيرِ سرْجٍ
يؤوبُ إلى الخيامِ، وذاكَ داءُ
وعمّاتٌ تجَمّعنَ التياعاً
لَهنَّ الليلُ سترٌ، والبلاءُ
هناك ترى الحسينَ على رمالٍ
يَسفُّ عليهِ من ريحٍ عزاءُ
وعيناً أُطْبقتْ ودماهُ غطَّتٌ
أصابُعُهُ تُمدُّ ولا تُجاءُ
أَ أَوْجعَ سهمُ حرملةٍ قلوباً ؟
وفي العباس من دمِه امتلاءُ
وفي ذبحِ الرضيع دمٌ رقيقٌ
كأنَّ الوردَ دون يدٍ إناءُ
وأفجعُ ما يُغيضُ الحرَّ فيها
عباءةُ زينبٍ برزتْ، وشاؤوا
لَحقَّ لك القِصاصُ بمن عليها
وحقِّكَ أنَّهمْ فيكم أساؤوا
وإنَّكَ لستَ توسعُها قضاءاً
بأنملةٍ، وأنتَ بها قضاءُ

مُحرَّمُ جاءَ فيكَ وجئتَ فيهِ
فأيَّكُما لصاحبِه الوِقاءُ ؟
وأيَّكُما خلودٌ كان يحيى
وحقَّ به لصاحبِه بقاءُ ؟
وأيَّةُ حرمةٍ هُتِكتْ وأدري
بأنَّكما ذبيحان سواءُ
وأيَّكُما الفداءُ وماعليها
لَوْأنَّ الموتَ غصَّ به الفداءُ
مفارقةٌ ستنكرُها الحكايا
بأنَّ الواهبات هي العطاءُ
تنكَّرت الحياةُ وحين ولَّتٌ
وأدبرَ عنك معروفٌ جزاءُ
ولم يَتَبقَّ فيها من إناءٍ
وقد وَلَغتْ به حتى الجِراءُ
وحقٌّ باطلٌ ولذيذُ عيشٍ
علا بالجورِ فيهِ الادعياءُ
رغبتَ لقاءَ ربِّكَ وهو حقٌّ
سعادةَ أن يكون به اللقاءُ
برمت الظالمين وقد تلوّتْ
سياطُ البغي وانكشف الغطاءُ
ولستَ من العبيد يقرُّ ذلّاً
وجدُّكَ فيه أحمدُ والعلاءُ
ولا لَعَقَ اللسانُ هناك ديناً
ودينُ الحرِّ موتٌ وابتداءُ
وكنتَ بها الحسينَ وأيُّ نفسٍ
بصدرِكَ حين ينتحرُ الإباءُ

ويالغةَ الجراح على شفاهٍ
تأبّى أن يكون بها شفاءُ
ويامُدُناً تقولُ لهاجريها
وضاقت دونهم أرضٌ فجاؤوا
ويامعنى الحروف إذا تجلّتْ
بقائِلِها وقد ضاق الهِجاءُ
إذا الإنسانُ كان بها خساراً
فنعمَ البيعُ فيهِ والشراءُ
وقفتَ بها، قيامتُه انبعاثٌ
وإنَّ فخارَ كل القول:لاءُ
و”لا” عند الحسين أعزُّ كونٍ
إذا قالت: نعمْ فيها النساءُ

وجيه عباس
6-7-2024

وجيه عباس

.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

“لقاء الأربعاء”

 

 

‏كان سماحة الشهيد القائد- سلام الله ورضوانه عليه – واضحًا، وصادقًا منذ البدء، فقد كان يعرف ماهيّة عدوّه بالضبط، ولا يخاتل بهذا الشأن قيد أنملة.
ولأنه كان واضحًا، ولا يملك ما يخفيه، فقد وجّه أصحابه منذ البدء بتفريغ محاضراته إلى أوراقٍ مكتوبة، عُرفت بـ “الملازم”، وأن تكتب على وجهٍ واحد من الورقة، ليكتب كلّ مختلفٍ اعتراضاته، وفي مكانها بالضبط!
ولأنه قام بتحديد أعدائه في شعارٍ جامع، فلم يكن من حيث الأصل يعادي من أبناء الأمة أحداً، بقدر ما كان يناصحهم، ويشفق عليهم، ويعتبر من يعادون المشروع من أبنائها محض أدواتٍ لدى العدو الحقيقي، عن خوفٍ أو عن مصلحة، أو حتى عن جهلٍ وانخداع، وضحايا للحرب الناعمة والاستهداف الثقافي الممنهج.
ومنذ البدء فقد كان أعداؤه الحقيقيون يعرفونه، ويستشعرون في شعاره كلّ الخطر، ومذ كان تلامذته يعدّون بالأصابع، فقد كانت أمريكا تحشد عليه كلّ الدولة، بكل طغيانها وجلاوزتها ودعاياتها المكذوبة السوداء، وبكل جيشها في خاتمة المطاف.
وتستغرب الآن بالفعل، كما كان يستغرب في حينه كل الناس: ما الذي أزعج السلطة في شعارٍ يتفق معه كافة اليمنيين، ويعبر بالفعل- وبالضبط- عن دينهم وأخلاقهم وقوميتهم وإرثهم الثقافيّ المتجذر؟!
على أن سماحة الشهيد القائد كان، منذ البدء أيضًا، يعلم بالتحديد ماهيّة المنزعج، وأن السلطة محض أداةٍ وجلّادٍ مأمور!
لهذا فقد وجه أصحابه المعتقلين بالانقسام إلى فريقين، فريقٌ يسأل: من قام باعتقالكم؟ وفريقٌ يجيب: أمريكا!
من قام بتعذيبكم؟ فيما تبقى الإجابة ذاتها!
..
منذ البدء كان جامع صنعاء الكبير يعجّ بأهل الإيمان، ويعجّ أيضًا إلى جوارهم بالمُخبرين! وتذهب إلى غياهب السجن، تذهب وذنبك الوحيد “تكبيرة”! أحيانًا لأنّ “التهمة” ثبتت! وأحيانًا كانوا يلتقطونك لمجرد الاشتباه، لأنك “أوشكت” فيما يبدو! أو لأن مظهرك يوحي- بالفعل- أنك قد قلتها في سِرّك!
لقد كان ذنب “المكبرين” أنهم قالوا: ربنا الله! فيما كان حكامنا يعبدون السفير الأمريكي، إلى حدٍّ يوشك معه المجاز أن يصبح حقيقة!
..
و‏منذ أول لحظة، كان الشعار يستفزّ السفير الأمريكي، وعلى نحوٍ مباشر، وكان الصراع منذ البدء بين مشروعين متنافرين، لا يلتقيان.
وفي رسالةٍ إلى سماحة الشهيد القائد، من والده، – سلام الله عليهما – قال سماحة السيد بدر الدين الحوثي لابنه أن يأخذ حذره، لأنه لا يوجد في عصره من يفهم العدو أكثر منه.
وفيما يبدو، فقد كان العدو- أيضًا- يعرف عن سماحة الشهيد القائد، وعن مشروعه، ما يكفي لأن يتحشد بكله عليه! ويفهم تمامًا أن في مشروعه كل الخطر، وأنّ الصراع بين المشروعين محتّم؛ حتمية الصراع بين ذرية آدم وأتباع الشيطان.
لهذا فقد أشرفت أمريكا على كل الحروب ضد المسيرة، وضد أهلها، هو ضد الشهيد القائد، وضد مشروعه؛ من الأولى وحتى الحرب السادسة، ومنها حتى ثورة ٢١ سبتمبر، ومنها إلى العدوان علينا، إلى أيام الطوفان، إلى الآن وإلى ما شاء الله!
لقد كان عدو المسيرة معروفًا منذ البدء، بلا مخاتلة، وكان عدوها على طول الخط، فيما تغلغل في القلوب شعارها، وعلى نحوٍ مدهشٍ فقد انقشعت كل الدعايات الكاذبة المضادة، وانتصر الشعار.
وانتصرت بحجتها ملازمه! وكلّ ما في الأمر أن سماحة الشهيد القائد لم يقرأ الدنيا بعينٍ واحدة؛ لقد فهمها، ومنذ البدء، أن الأمر يحتاج لعينين لكي تقرأ: “عينٌ على القرآن، وعينٌ على الأحداث!”، وعن الفرق بين المشروعين فإن مشروع الدجال أعور، فيما خاب من أغمض عن حقائقها إحدى عينيه!
ومنذ الحرب الأولى ذهب أجنادٌ كثيرون لقتال المسيرة، بعضهم عن عقيدة، ليصبحوا فيما بعد من أخلص مخلصيها، وأعزّ شهدائها فينا، وأقربهم فينا إلى القلوب!
وفي الحرب الثانية يتواجه بطلان، على طرفي النقيض، مع المسيرة أحمد العزي، وضدّها حسن الملصي!
كلٌّ فيهما يهمّ بقتل صاحبه، كلٌّ في مترسٍ مختلف! ويشاء الله أن تمرّ اللحظة عليهما بسلام، ويجمعهما فيما بعد مترسٌ واحد؛ ويذهبا إلى الله رفيقين من رفاق الخلود! لا كأعداءٍ وإنّما كأخوين، كلٌّ تجمعه إلى جوار أخيه كتفٌ وبندقيةٌ؛ مسيرةٌ واحدةٌ وشعار!
..
و‏منذ البدء، وفي كل الحروب ضد المسيرة القرآنية، فقد كان السؤال الأكثر حضورًا في أذهان الناس هو: بأيّ ذنبٍ حوربوا؟!
فيما كان الآخر يفتقر إلى الحجة، ولهذا فقد كان يحتاج دائمًا لحشو الإعلام بالأكاذيب، ولأن حبالها “قصيرةٌ” فإنها دائمًا لا تلبث أن تتهتك!
وأمّا عن الصرخة فقد وصلت إلى كلّ قلب، وارتجّ بها من ساحاتنا كلّ ميدان!
والصرخة التي كان محظورًا عليك إطلاقها في باحات الجامع الكبير،قبل عقدين! سمعناها بعد عقدين من قلب غزة، في يومٍ مشهود، وفي ذروة نصر الإسلام على يهود! “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله. يبقى لنا حديث.

مقالات مشابهة

  • التطور الطبيعي للقحاتة، من استفراد طرف ب “الباسوورد”
  • تأشيرة أمريكا.. نظام جديد للجزائريين 
  • الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
  • “على بلاطة”
  • إطلالة ساحرة للأميرة رجوة الحسين مع زوجها في بروناي ولندن
  • ألمانيا وإسبانيا يختاران المغرب لتشكيل تحالف ثلاثي لتعزيز الأمن المشترك
  • السيسي يهيل التراب على مقترح ترامب ومخططات الصهيونية بـ19 رسالة حازمة.. فيديو
  • مستشفى الكندي يهنئ بعيد ميلاد الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه
  • عيشوا لحظات الحب من جديد في “ذي رستورانت” العنوان دبي مول
  • “لقاء الأربعاء”