نشرت مجلة "وايرد" الأمريكية تقريرًا حول الصلات الوثيقة بين مشروع "نيمبوس" الذي يضم غوغل وأمازون والجيش الإسرائيلي، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من تصميم المشروع ويعتبر أحد أهم مستخدميه.

وقالت المجلة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه في 16 نيسان/ أبريل الماضي دخلت الشرطة مكاتب غوغل في نيويورك وكاليفورنيا لاحتجاز العديد من الموظّفين الذين احتجوا على عقد بقيمة 1.

2 مليار دولار مع الحكومة الإسرائيلية تحت اسم مشروع "نيمبوس". وقد واجهت الصفقة المشتركة مع أمازون رفضًا من بعض الموظفين في الشركتين منذ سنة 2021، لكن حدة الاحتجاجات ازدادت منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ويقول العاملون المعارضون لهذا المشروع إن الشركتين متواطئتان في النزاعات المسلحة الإسرائيلية ومعاملة حكومتها غير القانونية وغير الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين. ومن جهتها، أصرّت غوغل على أن المشروع لا يهدف إلى العمل العسكري وليس "له صلة بالأسلحة أو الخدمات الاستخباراتية"، بينما يبدو أن أمازون لم تناقش نطاق العقد علنًا.

تظهر مراجعة المجلة للوثائق العامة وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين وموظفي غوغل وأمازون أن مشاركة الجيش الإسرائيلي محورية في مشروع "نيمبوس" منذ بدايته. فقد شكّلوا تصميم المشروع وكانوا من أهم مستخدميه، ويعتقد كبار المسؤولين الإسرائيليين أن عقد "نيمبوس" يوفر بنية تحتية مهمة للجيش الإسرائيلي.


وفي شباط/ فبراير، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رئيس المديرية الوطنية الإسرائيلية للأمن السيبراني، غابي بورتنوي، في مؤتمر مخصص لمشروع "نيمبوس" قوله إن العقد ساعد في الانتقام العسكري ضد حماس.

وحسب بورتنوي، فإن "نيمبوس" أحدث أشياء مذهلة ومؤثرة في النصر في المعركة، ولم يستجب بورتنوي ومديرية الأمن السيبراني لطلب التعليق.

وأشارت المجلة إلى أن تصريح بورتنوي يتناقض مع تصريحات غوغل لوسائل الإعلام، التي سعت إلى التقليل من أهمية الاستخدامات العسكرية لمشروع "نيمبوس".

ووفقًا لما قالته آنا كوالتشيك، المتحدثة باسم غوغل، في بيان مرسل عبر البريد الإلكتروني، فإن المشروع ليس موجهًا إلى الأعمال الحساسة للغاية أو العسكرية ذات صلة بالأسلحة أو أجهزة الاستخبارات، وإنما للأعمال التي توافق على الامتثال لشروط الخدمة وسياسة الاستخدام المقبولين عن الشركة.

تحظر شروط غوغل على العملاء "الأنشطة عالية الخطورة"، التي تم تعريفها لتشمل الحالات التي "يُتوقع فيها بشكل معقول أن يؤدي استخدام الخدمات أو فشلها إلى الوفاة أو الإصابة الشخصية أو الإضرار بالبيئة أو الممتلكات. ومن غير الواضح كيف يمكن أن يندرج دعم العمليات القتالية للجيش الإسرائيلي ضمن هذه القواعد.

يُضاف ادعاء بورتنوي والعديد من الوثائق والبيانات الأخرى إلى التقارير الأخيرة التي يبدو أنها تؤكد أن عقد "نيمبوس" له صلات عسكرية راسخة منذ فترة طويلة. وقد نقلت مجلة "التايم" عن وثيقة داخلية من غوغل أن وزارة الدفاع الإسرائيلية لديها "منطقة هبوط" خاصة بها في البنية التحتية لمشروع "نيمبوس". وذكر موقع "ذي إنترسبت" أن شركتي أسلحة إسرائيليتين مملوكتان للدولة الإسرائيلية ملتزمتان باستخدام الخدمات السحابية لغوغل وأمازون عبر مشروع "نيمبوس".

وقد كرّر المتحدث باسم أمازون، دنكان نيشام، الخطاب المعتاد الذي استخدمته أمازون في الماضي للحديث عن مشروع "نيمبوس"، التي تقول إن الشركة توفر تقنيتها للعملاء "أينما كانوا" وأن الموظفين لديهم "الحق في التعبير عن أنفسهم".

وأضاف نيشام: "نحن ملتزمون بضمان سلامة موظفينا، ودعم زملائنا المتضررين من هذه الأحداث الرهيبة، والعمل مع شركائنا في مجال الإغاثة الإنسانية لمساعدة المتضررين من الحرب". (يحتجز حاليًا ساشا تروفانوف، وهو موظف روسي-إسرائيلي من شركة أمازون، كرهينة لدى حماس في غزة، وقد شوهد آخر مرة وهو على قيد الحياة في مقطع فيديو تم نشره في 28 أيار/ مايو).

صناعة مشروع "نيمبوس"
أوضحت المجلة أن مشروع "نيمبوس" بدأ في سنة 2019 كتحديث كبير لتكنولوجيا الحكومة الإسرائيلية. ولم يكن للمشروع الذي تقوده وزارة المالية تاريخ انتهاء محدد، ودعا الحكومة إلى اختيار مقدمي الخدمات السحابية المفضلين الذين سيبنون مراكز بيانات جديدة لتخزين البيانات بشكل آمن داخل "إسرائيل". وعلى غرار العملاء الآخرين للخدمات السحابية، يمكن للحكومة الإسرائيلية استخدام غوغل لتخزين البيانات، واستخدام أدواتها المدمجة للتعلم الآلي وتحليل البيانات وتطوير التطبيقات.

وظهر الأثر المبكّر الذي يلمح إلى مشاركة الجيش الإسرائيلي في مشروع "نيمبوس" في منشور على موقع لينكد إن في حزيران/ يونيو 2020 من شاهار براخا، الرئيس التنفيذي السابق للوكالة الرقمية الوطنية الإسرائيلية، التي كانت تسمى آنذاك هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد كتب في المنشور: "يسعدني أن أعلمكم أن وزارة الدفاع قررت الانضمام إلى مركز السحابة، وبذلك غيرت المركز ليكون أكبر وأكثر جاذبية"، مما يشير إلى أن الجيش سيكون مستخدمًا رئيسيًا للخدمات في إطار المشروع.


على مدار عملية تقديم العروض التي استمرت ثلاث سنوات، كانت العديد من الوثائق والبيانات العامة الأخرى صريحة بشأن مشاركة الجيش الإسرائيلي الكبيرة في مشروع "نيمبوس". وجاء في بيان قدّمته وزارة المالية الإسرائيلية سنة 2022 إلى موقع "ماكو" الإخباري الإسرائيلي أن "مشروع نيمبوس هو مشروع لتزويد الحكومة ووزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي بالخدمات السحابية العامة". وأضاف البيان أن "الهيئات الأمنية ذات الصلة كانت شريكة في هذا المشروع منذ يومه الأول، ولا تزال شريكةً فيه بشكل كامل".

وتضمّنت مشاركة الجيش الإسرائيلي أن يكون جزءًا من عملية اختيار الشركات التي ستفوز بعقد "نيمبوس". وذكر تقرير تدقيق صادر عن مراقب الدولة الإسرائيلي في سنة 2021 أن الجيش الإسرائيلي انضم "من أجل إتاحة نقل الأنظمة التي رُفعت عنها السرية إلى السحابة العامة". ويشير إلى أن "وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي جزءان أساسيان من الفريق الذي يعمل على المناقصة، سواء في وضع المتطلبات أو في تقييم النتائج".

وفي نهاية المطاف، فازت كل من غوغل وأمازون بعقود مشروع "نيمبوس"، متغلبتين على مايكروسوفت وأوراكل. وفي البيان الصحفي الصادر في أيار/ مايو 2021 باللغة الإنجليزية لتهنئة الشركتين وإعلان أن "الحكومة الإسرائيلية تنتقل إلى السحابة"، تم التأكيد على أن مشروع "نيمبوس" يهدف إلى خدمة "الحكومة والأجهزة الأمنية والكيانات الأخرى".

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في اليوم نفسه أن شركتي غوغل وأمازون لا يمكنهما انتقاء واختيار الوكالات التي تعملان معها. ونقلت عن محامي وزارة المالية الإسرائيلية قوله إن العقد يمنع الشركتين "من رفض تقديم الخدمات لجهات حكومية معينة". ويبدو أن ذلك لا يزال يشمل الجيش الإسرائيلي، فقد رصدت المجلة العديد من البيانات والوثائق الحكومية الإسرائيلية المنشورة منذ سنة 2022، والتي تؤكد استمرار مشاركة الجيش الإسرائيلي في مشروع "نيمبوس"، على الرغم من أنها لا تقدم تفاصيل عن الأدوات والقدرات التي يستخدمها.

وفي تموز/ يوليو 2022، نشر موقع "ذي إنترسبت" أيضًا تقريرًا عن وثائق التدريب ومقاطع الفيديو المقدمة لمستخدمي مشروع "نيمبوس" في الحكومة الإسرائيلية، والتي كشفت عن بعض تقنيات غوغل المحددة التي أتاح العقد الوصول إليها وشملت قدرات الذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الوجوه، وتتبع الأشياء، وتحليل المشاعر، ومهام أخرى معقدة.

وتعرض الصفحات الحكومية الرسمية القديمة والجديدة، باللغتين العبرية والإنجليزية، نفس الوصف النمطي لمشروع "نيمبوس"، الذي ورد فيه أنه "مشروع رائد متعدد السنوات وواسع النطاق، تقوده إدارة المشتريات الحكومية في قسم المحاسب العام في وزارة الخزانة بالاشتراك مع الوحدة الرقمية الوطنية، والمكتب القانوني في وزارة المالية، الوحدة الوطنية للأمن السيبراني، وقسم الميزانية، ووزارة الدفاع، والجيش الإسرائيلي".

ونُشرت أيضًا نسخة من هذا البيان في وثيقة إرشادية لأمازون حول مشروع "نيمبوس" في كانون الثاني/ يناير 2023. كما نشرت نسخة على صفحة الفعالية الخاصة بـ "قمة نيمبوس" لسنة 2024، وهي فعالية يديرها القطاع الخاص.

وتجمّع العاملون في مجال التكنولوجيا من أمازون وغوغل وعشرات الشركات الأخرى التي لعبت دورًا بشكل أو بآخر في تحديث البنية التحتية التكنولوجية في "إسرائيل" في السنوات الأخيرة.

علاقات وثيقة
وأفادت المجلة بأن منشورات المسؤولين الإسرائيليين وموظفي أمازون وغوغل على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال منخرطًا بشكل وثيق في مشروع "نيمبوس" مع الشركتين السحابيتين الأمريكيتين اللتين تعملان عليه. وفي حزيران/ يونيو 2023، نشر عومري نيزر، رئيس وحدة البنية التحتية التكنولوجية في إدارة المشتريات الحكومية الإسرائيلية، ملخصًا لمؤتمرٍ عقدته الحكومة الإسرائيلية على موقع "لينكد إن"، الذي كان يهدف إلى جمع أشخاص من "مكاتب حكومية مختلفة ضمن مشروع نيمبوس".

وذكر منشور نيزر حلقة نقاش في المؤتمر شارك فيها "ممثل عن الجيش الإسرائيلي" ورئيس قسم تكنولوجيا المعلومات الهندسية في شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، وهي شركة دفاعية أنشئت في الأصل كشركة بحث وتطوير تابعة للجيش الإسرائيلي. وذكر موقع "ذي إنترسبت" الشهر الماضي أن شركتي رافائيل وصناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية، وكلاهما من شركات تصنيع الأسلحة المدعومة من الحكومة الإسرائيلية، هما "عملاء إلزاميون" لغوغل وأمازون عبر مشروع "نيمبوس".

وتظل وكالات الأمن القومي جزءاً مهماً من مشروع "نيمبوس". وفي منشور على موقع "لينكد إن" 2023 يحمل الوسم "#nimbus"، لخّص أومري هولزمان، قائد فريق الدفاع في أمازون لخدمات الويب، فعالية أقامتها أمازون مؤخرًا لعملاء الدفاع، مؤكدًا وجود حضور من كل وكالة أمنية في "إسرائيل"، دون تحديد هذه الوكالات.

وأضافت المجلة أن غوغل عرضت مؤخرًا على مسؤولي الشرطة والأمن القومي الإسرائيليين نموذج الذكاء الاصطناعي "جيميناي"، وهو محور محاولات شركة البحث لمنافسة "شات جي بي تي". وحسب شاي مور، مدير ورئيس القطاع العام والدفاع في غوغل كلاود إسرائيل، فإنه قدّم مؤخرًا معلومات حول "مشاريع نيمبوس الرائدة" لوكالات تشمل الشرطة الإسرائيلية والوكالة الرقمية الوطنية الإسرائيلية والمديرية الوطنية الإسرائيلية للأمن السيبراني.

لم يحدد مور كيف يمكن للجيش الإسرائيلي أو الأجهزة الأمنية استخدام الذكاء الاصطناعي من غوغل، لكن الشركة قالت إن "جيميناي" يمكن أن تساعد عملاءها الذين يستخدمون الخدمات السحابية في كتابة التعليمات البرمجية أو تحليل البيانات أو تحديد التحديات الأمنية.

وأشار بورتنوي إلى أن مشروع "نيمبوس" يهدف إلى تعميق علاقات أمازون وغوغل مع جهاز الأمن القومي الإسرائيلي. وقال إن الشركتين "شريكتان في العمل" على مشروع جديد ينشئ "إطارًا للدفاع الوطني" باستخدام أدوات أمنية قائمة على السحابة. وشبّه بورتنوي هذا المشروع بنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، واصفًا إياه بـ"القبة الحديدية للأمن السيبراني".


احتجاجات متزايدة
أكدت المجلة أن الاحتجاجات الأخيرة ضد مشروع "نيمبوس" ليست المرة الأولى التي تؤدّي فيها صفقة سحابية ذات صلات عسكرية إلى احتجاجات، خاصة داخل غوغل. وحسب أحد موظفي غوغل السابقين، الذي تم فصله مع عشرات آخرين بعد الاحتجاج على مشروع "نيمبوس" في نيسان/ أبريل، فإن سنوات من محاولة توجيه الشركة في اتجاه أكثر أخلاقية قد تركتهم منهكين. فقد احتجوا في سنة 2018 على مشروع مافن، وهو عقد منتهٍ الآن مع وزارة الدفاع الأمريكية كان يهدف إلى تحليل صور المراقبة بالطائرات المسيرة باستخدام خوارزميات غوغل. كما احتجوا على عمل غوغل مع هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في سنة 2019، وبدأ الاحتجاج على مشروع "نيمبوس" في سنة 2021 مع مجموعة "لا تكنولوجيا للفصل العنصري".

تم أول إجراء رئيسي ضد مشروع "نيمبوس" في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، عندما نشر تحالف من موظفي غوغل وأمازون رسالة مفتوحة في صحيفة "الغارديان" تندد بالصفقة. وقد شارك العديد من نفس هؤلاء الأشخاص الذين انضموا إلى هذه الجهود التنظيمية المبكرة أيضًا في حركة "لا تكنولوجيا من أجل إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك"، وهي حركة يقودها العاملون بالتكنولوجيا تشكلت في سنة 2019 لمعارضة عمل شركاتهم لصالح إدارة الهجرة والجمارك.

وتقول آرييل كورين، التي كانت تعمل في ذلك الوقت مديرة مشروع في غوغل، وساعدت في صياغة الرسالة المفتوحة، إن مديرها أخبرها في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 أن عليها الموافقة على الانتقال إلى ساو باولو بالبرازيل في غضون 17 يوم عمل "أو أن تفقد منصبها"، وذلك وفقًا لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز". وأعلنت كورين أنها استقالت في آذار/ مارس 2022، وبعد بضعة أسابيع، نظم مجموعة من العاملين في مجال التكنولوجيا والنشطاء احتجاجات خارج مكاتب غوغل وأمازون في نيويورك وسياتل ودورهام بولاية نورث كارولينا للتعبير عن تضامنهم مع كورين ومطالبتها بإنهاء مشروع "نيمبوس".

وتصاعدت الاحتجاجات منذ ذلك الحين، إذ طُردت إيمان حسيم، وهي مهندسة سابقة في غوغل كلاود، في نيسان/ أبريل إلى جانب 48 آخرين بعد أن سافرت من سياتل إلى سان فرانسيسكو للمشاركة في اعتصام جماعي داخل مكتب الرئيس التنفيذي لشركة غوغل كلاود توماس كوريان، وتقول إن حركة "لا تكنولوجيا للفصل العنصري" هي جزء من حركة أوسع تُعرف باسم "مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات"، والتي تستخدم الضغط الاقتصادي لإجبار "إسرائيل" على إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية. وقالت حسيم إن مشروع "نيمبوس" "هو العقد الذي يلفت الانتباه أكثر من أي شيء بالنسبة لأي شخص يضع نصب عينيه الإبادة الجماعية في غزة حاليًا".



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية نيمبوس غوغل أمازون غوغل الاحتلال أمازون نيمبوس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشارکة الجیش الإسرائیلی الوطنیة الإسرائیلیة الحکومة الإسرائیلیة والجیش الإسرائیلی الخدمات السحابیة للجیش الإسرائیلی للأمن السیبرانی وزارة المالیة غوغل وأمازون وزارة الدفاع على مشروع العدید من فی مشروع یهدف إلى فی غوغل إلى أن فی سنة

إقرأ أيضاً:

5 أيام في بورتسودان .. كيف تبدو قيادة الدولة والجيش ؟

5 أيام في بورتسودان .. كيف تبدو قيادة الدولة والجيش ؟ الحلقة (1)
~ الصحفي من غير معلومات مثل السيارة بدون وقود ، لا يمكنها التحرك ، ولذلك كان مهماً جداً بالنسبة لنا كصحفيين محترفين أن نسعى إلى المعلومة من مصادرها العليا في الدولة وقيادة الجيش ، في ظل تضارب الأنباء وانتشار الشائعات وتسيّد صحافة الفيسبوك ، فكانت رحلة بورتسودان المباركة.
~ عندما طلبت مني الجهة الحكومية المنظمة للرحلة المساعدة في تشكيل وفد صحفي لزيارة بورتسودان ، كانت المعايير أن يكون أعضاء الوفد رؤساء تحرير صحف عملوا بالصحافة التقليدية (الورقية) سابقاً وأن يكونوا مهنيين مستقلين لا ينتمي أحدهم لحزب أو جماعة سياسية.
*لماذا رؤساء تحرير سابقين أو حاليين وكيف تشكل الوفد؟*
الإجابة : لحساسية المرحلة سياسياً وعسكرياً وأمنياً ، وهذا يتطلب خبرة ودقة عالية في نقل الأخبار والمعلومات عن قيادات الجيش وأعضاء مجلس السيادة الذين يشكون باستمرار من النقل الخاطىء والتفسير المُخِل للتصريحات ما يضر بسير معركة الكرامة التي تخوضها القوات المسلحة بشرف وبسالة وكبرياء لتحرير كل السودان من دنس التمرد الغاشم.
~ أعضاء الوفد السوداني على صغره ، يمثلون أجيال مختلفة ومن تخصصات متنوعة :
~ الدكتورة بخيتة أمين -حفظها الله – تمثل أقدم جيل من الصحافة السودانية ما زال يمارس المهنة ، وهي سابقة للأستاذين الكبيرين أحمد البلال الطيب ومحجوب عروة بعدة سنوات وهما أعرق رؤساء التحرير ، وقد ترأست د.بخيتة تحرير عدداً من المجلات والاصدارات الصحفية ، خاصة المعنية بشأن المرأة والأسرة ، كما ظلت تكتب في الشأن العام عبر عمود (جرة قلم) منذ عقود طويلة بصحيفة الرأي العام وغيرها وهي عميد كلية الصحافة والطباعة بأم درمان.
~ الأستاذ النور أحمد النور ، هو من جيل سابق لجيلنا ، وهو من المدرسة الخبرية ، ويُعد النور أميز رؤساء أقسام الأخبار في الصحافة السودانية طوال الأربعين عاماً الماضية ، وهو رئيس تحرير سابق لصحيفتي الصحافة والإنتباهة في أوج مجديهما ، وهو الآن مراسل الجزيرة نت و وكالة الأنباء الإسبانية.
~ الأستاذة سمية سيد ، هي أيضاً من جيل سابق لنا في الصحافة ، وهي صحفية اقتصادية متخصصة في هذا المجال ، ورأست تحرير صحيفتي العاصمة والتغيير. تشكيل الوفد راعى تمثيل المرأة ، ومن اسمين كبيرين (د.بخيتة وأستاذة سمية).
~ الأستاذ الطاهر ساتي ، هو من جيل أتى بعدنا ، وقد ظهر لأول مرة في الكتابة السياسية في عمودي (شهادتي لله) بصحيفة ألوان في أحد أيام العام 2000 م (قبل 24 عاماً) وقدمتُه للقراء وأفخر بذلك ، ثم انطلق ساتي كالسهم ليصبح أحد أبرز كتاب الرأي في الصحافة السودانية وترأس قبل سنوات تحرير صحيفة اليوم التالي.
~ شخصي الضعيف ، عملتُ صحفياً محترفاً لأكثر من 28 عاماً ، وشاركتُ في تأسيس صحيفة آخر لحظة مع الهرمين الكبيرين الأستاذ حسن ساتي رحمه الله الذي عندما كان رئيس تحرير الأيام في عهد مايو كنتُ وقتها في المرحلة الابتدائية ، والأستاذ الرفيع المحترم مصطفى أبوالعزائم ، وكانت رئاسة مجلس الإدارة للباشمهندس الحاج عطا المنان ، كرجل أعمال وليس كسياسي ، ثم أسستُ صحيفة الأهرام اليوم وصرتُ رئيساً لتحريرها عام 2009م بشراكة مالية ثلاثية ، كأول رئيس تحرير صحيفة سياسية من أبناء جيلي ، ثم أسست في العام 2012 صحيفة المجهر السياسي وترأست هيئة تحريرها .

~ الوفد المصري :
ضم الوفد المصري ، ولأول مرة منذ سنوات طويلة ، رئيس تحرير واحدة من ثلاث صحف قومية كبرى تتبع للدولة وهي صحيفة الأخبار ( أهرام ، أخبار ، جهورية) ويحفظ السودانيون هذه العبارة الشهيرة التي تتردد في الأفلام والمسلسلات المصرية ، وهو الدكتور المحترم أسامة السعيد. وبالتالي د. أسامة يشغل أعلى وظيفة صحفية في جمهورية مصر العربية.
~ قصدت الجهة المنظمة الاهتمام بقناة القاهرة الإخبارية وتكريمها ، كأهم قناة إخبارية مصرية حالياً ، وهي القناة العربية الوحيدة التي تطلق صفة (مليشيا) على قوات الدعم السريع ، وقد سبقت تلفزيون السودان في الوقوف مع الدولة والجيش السوداني قبل أن ينتقل لاحقاً إلى بورتسودان بعد احتلال مقره واستوديوهاته في أم درمان بواسطة المليشيا. ولهذا جاءت من القناة المذيعة آية لطفي والمصور محمد إسماعيل ، وكان المفروض أن ينضم للوفد المنتج بالقناة إسلام أبو المجد وحالت ظروف عدم حصوله على موافقات من الجهات المختصة على عدم سفره رغم اكتمال اجراءات الطرف السوداني وحصوله على تأشيرة الدخول.
~ كان ضمن الوفد الصحفية المصرية المسؤولة عن ملف السودان وأفريقيا في صحيفة الشروق الأستاذ سمر إبراهيم وهي تمثل الصحافة المصرية الخاصة.
~ رشحنا أيضاً مدير تحرير صحيفة روز اليوسف الأستاذ أحمد إمبابي وهو محلل سياسي معروف يظهر في جميع القنوات المصرية في ما يتعلق بالشأن السوداني.

~ حراك الوفد

~ أحدث الوفد حراكاً إعلامياً وسياسياً كبيراً وغير مسبوق في بورتسودان ، وقد ظلت وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية العربية والأجنبية تنقل يومياً أخبار وصور ومخرجات لقاءات الوفد مع قيادات الدولة والجيش طوال الخمسة أيام الماضية.
~ هذا الحراك الكبير أكد على الفرق الشاسع بين الصحافة الاحترافية المهنية وصحافة الفيسبوك والناشطين والناشطات ومندوبات الإعلانات الذين زحموا الأجواء في عهد الفوضى والسيولة السياسية والأمنية والإعلامية التي سادت طوال الخمس سنوات الماضية.
~ مثل الوفد مصدر المعلومات الأساسي للرأي العام السوداني وأجهزة الإعلام ، وأدى دور استشارية إعلامية وسياسية لقيادة الدولة والجيش خلال هذه الفترة المحدودة ، بما طرحه من أفكار ورؤى داخل الجلسات المغلقة مع السادة رئيس وأعضاء مجلس السيادة ومدير جهاز المخابرات ووزيري الإعلام والمالية وحاكم دارفور والسيد النائب العام.
~ نقل الوفد لرئيس وأعضاء مجلس السيادة وقيادة الجيش رأي الشارع السوداني في ما يتعلق بالأداء العسكري والسياسي كما ظللنا نكتب ناقدين مرات ومدافعين عن الجيش بقوة على مدى عام وأربعة أشهر ، دون تلطيف أو مجاملة ، وطرحنا قضية الحرب والسلام بوضوح على طاولات البرهان وكباشي وعقار وجابر وجبريل ومناوي ، واستمعنا منهم وعرفنا دفوعاتهم ، نشرنا ما يصلح للنشر بمهنية عالية وعبر ديسك موحد تخرج منه العناوين البارزة لكل لقاء ، وأبقينا على غير المناسب حالياً ، حتى في المعلومات التي لم يطلب قادة الجيش عدم نشرها.

~ في مطار بورتسودان

~ وصلنا بورتسودان منتصف الليل، كان في استقبال الوفد ضابط رفيع من جهاز المخابرات السوداني برتبة اللواء يصاحبه عدد من الضباط وبعد ساعة من الإجراءات غادرنا المطار إلى فندق كورال ، حيث كان لابد من إحترام وإكرام وفادة الوفد المصري الذي يزور معظمه السودان لأول مرة (قصدت الجهة المنظمة الانفتاح على وجوه إعلامية مصرية جديدة غير التي زارت السودان كثيراً).
~ كنا نتوقف في كل الارتكازات التي يشكلها الجيش في الطريق إلى المدينة ، فحظر التجوال يبدأ في بورتسودان من الحادية عشرة ليلاً.
~ خلدنا للنوم ثلاث ساعات فقط ، ليبدأ البرنامج في الصباح الباكر نفس يوم الوصول ، وكانت البداية مع وزير الثقافة والإعلام الأستاذ جراهام عبدالقادر.

~ المخابرات .. المؤسسة الماكينة !

~ رغم أن الجهة الداعية للوفد هي وزارة الإعلام ، لكن لدواع أمنية ولأن الوفد يضم صحفيين أجانب ، فإن جهاز المخابرات العامة هو الذي تولى تأمين ومرافقة وتنظيم مقابلات الوفد لجميع المسؤولين ، هذا الجهاز الذي كاد أن يقضي عليه ناشطو الحرية والتغيير في حقبة العبث السياسي من خلال تهميش دوره عبر الوثيقة الدستورية وحصره في مهمة جمع المعلومات فقط ، ثبت عملياً من خلال ميادين هذه الحرب أنه مؤسسة وطنية راسخة ، تعمل بماكينة دفع رباعي وبنسق عالي التنظيم ودقة فائقة لا تحتمل الخطأ ، ضباطه يعملون صباحاً ونهاراً وليلاً بمن في ذلك المدير العام الرجل الوقور الحكيم عين الدولة التي لا تنام الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل ، يعملون جميعاً بدوام مفتوح حتى الساعات الأولى من الصباح وينامون لسويعات ، ليبدأون يوماً جديداً.
~ الجهاز يقاتل بجسارة وبسالة في الحرب ضد التمرد المليشياوي ، باسم هيئة مكافحة الجريمة والإرهاب (هيئة العمليات) ، ويدافع في بورتسودان عن الدولة لتبقى واقفة وشامخة تعبر عن الشعب السوداني ، و لا تموت ، ليحيا الشعب وتستقر الدولة التي أراد آل دقلو ورعاتهم في الإقليم القضاء عليها من صبيحة 15 أبريل 2023م .
~ يفارقنا ضابط المخابرات عاطف بنهاية برنامج اليوم عند منتصف الليل ، ويقول إنه ذاهب للمكتب !! ويعود لنا عند الثامنة صباحاً حيث نتناول وجبة الإفطار سريعاً (فول ، بيض ، زبادي وشاي).

~ وزير الإعلام وسر الهجوم عليه

~ السيد وزير الإعلام جراهام عبدالقادر ، رغم الهجوم الكثيف عليه من الصحفيين واتهامه بالتقصير ، إلا أنه في لقائه الوفد السوداني المصري أظهر قدرات عالية في التعبير عن نفسه وطرح المعلومات المتاحة أمامه في تقارير رسمية عن حجم الضرر الذي تعرضت له كافة قطاعات الدولة جراء هذه الحرب وبالأرقام ، وكان حاضراً في الإجابات ، وقد نشرنا جانباً من حديثه وأحاديث غيره من قيادات الدولة ، لكنني هنا مهتم بنقل الوجه الآخر للزيارة والانطباعات والتقييم لِمَن التقيناهم مِن المسؤولين ، وذلك لفائدة المواطن السوداني.
~ مشكلة جراهام كوزير أنه لا يحب الظهور والمبادرة وهو وزير وزارة الظهور !!
~ جراهام مؤهل ومتمكن ومتحدث جيد ، ولكن شخصية المثقف والمبدع (موسيقي محترف) داخله تدفعه بعيداً عن الكاميرات ، وهذا سبب الهجوم عليه من الإعلاميين ، ولذلك المطلوب من مؤسسة الدولة تغطية هذا الجانب ، بدعوة وزير الإعلام لحضور أي لقاء رسمي متعلق بالإعلام ، يجريه الرئيس البرهان وأعضاء مجلس السيادة، وقد أنابت عنه في مقابلتنا مع الفريق أول البرهان وكيل وزارة الإعلام الأستاذة سمية الهادي بمبادرة شخصية منها.

~ سأتحدث في الحلقة القادمة حول انطباعاتي من مقابلات قادة الجيش والدولة.

5 أيام في بورتسودان .. كيف تبدو قيادة الدولة والجيش ؟ الحلقة (2)
~ في بورتسودان وخلافاً لما كان في خرطوم قبل الحرب ، فإن قوة تأمين رئيس وأعضاء مجلس السيادة والقائدين جبريل ومناوي ، تستلم أجهزة الموبايل من الضيوف عند الاستقبال ، لتضعها على طاولة أو صندوق ، غير أنك في استقبال رئاسة جهاز المخابرات العامة تمر على بوابة إلكترونية ثم توضع اجهزة الهاتف المحمول في دواليب صغيرة مرقمة ، كما هو الحال في السفارة البريطانية بالخرطوم.
~ درجة الحراسة والتأمين عالية في مكتبي الرئيس البرهان والفريق أول كباشي ، لدرجة أن أحد حراس الكباشي الأشداء لحق بالمصور الفوتوغرافي فمسح بعض الصور التي التقطها معنا نائب القائد العام في حوش منزله الفسيح.

~ *في مكتب الفريق إبراهيم جابر*

~ أول مرة ألتقي عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق بحري مهندس إبراهيم جابر ، وكنت أسمع أنه يتمتع بقدرات وامكانيات خاصة تجعله مميزاً وسط العسكريين من دفعته ، وربما تتوفر لضباط البحرية خبرات ومعارف وعلوم ورحلات عبر البحار إلى دول العالم تجعل الضابط مختلفاً في ثقافته العامة عن ضباط الأفرع الأخرى في الجيش (المارينز في الجيش الأمريكي نموذجاً للتميز).
~ بدا لي الفريق جابر مرتباً ومنظماً ، يتحدث والتقارير إلى جواره ، يقرأ منها أحياناً ما يحتاجه من أرقام لتعضيد حجته ، خاصة عند الرد على سؤال الدكتورة بخيتة أمين عن شكوى منظمات الأمم المتحدة والعون الإنساني من عدم حصولها على أذونات الحركة لقوافل الإغاثة وتعويق حصول منسوبيها على تأشيرات دخول السودان ، فجاء رده بالأرقام والنسب المئوية لتصاديق وموافقات الحكومة ومنح التأشيرات فتراوحت النسبة بين 99.5% و 100% ، وقال بصراحة : (كذابين) ! نفس الكلمة استخدمها الفريق أول كباشي في وصف دعاوى المنظمات !
~ إتفق الفريق جابر ووزير المالية دكتور جبريل إبراهيم على أن الغذاء متوفر في السودان وليس هناك مجاعة كما تروج الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية ، ولكن مليشيا الدعم السريع تعوق وصول المواد الغذائية إلى المواطنين في الولايات التي تحتلها ، بل تنهب مخزون المزارعين من الذرة والقمح كما حدث في ولاية الجزيرة فضلاً عن نهبها مخازن برنامج الغذاء العالمي في مدني .
~ قال جابر إن الأمم المتحدة لم تستجب لطلب الحكومة بتوصيل شحنات من المواد الغذائية إلى كادوقلي والدلنج عبر طائرات المنظمة الدولية ، رغم التزام الحكومة بتوفير المواد الغذائية للسكان في جنوب كردفان ، وهذا يكشف سوء نوايا القائمين على العمل الإنساني في تلك المؤسسات الدولية.
~ الفريق جابر كان الأكثر هجوماً في حديثه على (آل دقلو) مقارنةً ببقية القادة ، عكس ما توقعتُ ، وذلك لحساسية وتعقيدات خلفيته القبلية حيث ينحدر من ذات عشيرة حميدتي وأخوانه ، ما جلب له الكثير من المشكلات.
~ جابر ، ولأول مرة ، وجه اتهاماً قوياً وصريحاً ومباشراً لقيادة الدعم السريع بفض اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019 ، وأكد أن الوثائق والصور ومقاطع الفيديو تؤكد ذلك ، ولكن جهةً ما لم تكن تريد إظهار الحقيقة ، في إشارة إلى (الحرية والتغيير) التي تحالفت مع حميدتي منذ وقت مبكر بعد تغيير النظام السابق.
~ كان لافتاً أن الفريق جابر وعلى غير عادته – فهو شحيح الظهور في مقابلات مع أجهزة الإعلام – كان منفتحاً جداً معنا في هذا اللقاء وقال الكثير ، ولم يطلب عدم نشر أي معلومة ، وبدا قوياً واثقاً من نفسه غير مهتم بالحملات الإعلامية ضده ، وقد طلبتُ منه إجراء مقابلة خاصة لقناة القاهرة الإخبارية وأخرى لرئيس تحرير صحيفة الأخبار المصرية ، فوافق على الفور وحدد الموعد في اليوم التالي .. وقد كان.

~ *القائد والوزير دكتور جبريل إبراهيم*

~ من ملاحظاتي القديمة المتجددة أن قادة حركات الكفاح المسلح بصفة عامة ، يصرون على تعيين أعضاء الحركات وذوي القربى في مكاتبهم وحراساتهم ، بينما لا تجد هذا المظهر في مكاتب قادة الجيش ، غض النظر عن الجهة والقبيلة التي ينتمي لها جنرال الجيش ، فالفريق أول كباشي – مثلاً – مدير مكتبه وسكرتيره ومدير مراسمه وعدد من حراسه ليسوا من جبال النوبة ، ولذلك ظللنا نقول قبل وبعد الحرب أن القوات المسلحة السودانية مؤسسة قومية عريقة تجمع كل جهات وقبائل السودان دون فرز وخصوصية ، نرجو أن ينتبه الدكتور جبريل وهو رجل سياسي عريق والقائد مني أركو مناوي لهذه الملاحظة المهمة إذا أرادا أن يطرحا نفسيهما للشعب السوداني بمختلف جهاته وإثنياته.
~ دكتور جبريل بطبعه منفتح على الإعلام ، ويضع تقدير خاص للصحافة ويتواصل معها باستمرار، وهذه الصفة ميزت معظم الزعماء السياسيين في السودان من الإمام الصادق المهدي والدكتور حسن الترابي – رحمهما الله – إلى رموز الاتحاديين والشيوعيين وبقية القوى السياسية.
~ قابلنا دكتور جبريل مرتين ، مرة ليلاً في بيته كوفد سوداني ، والثانية في مكتبه صباحاً بحضور رئيس تحرير الأخبار المصرية الدكتور أسامة السعيد.
~ الرجل يتمتع بشخصية قوية وواضحة ويجتهد من مقعده كوزير للمالية في أن يسيطر على حالة الاضطراب الاقتصادي الكبير الذي أحدثته الحرب ، فضرب الفقر الغالبية العظمى من السودانيين.
~ دكتور جبريل قال إن انتاج القمح زاد هذا العام وبلغ 750 ألف طن رغم ظروف الحرب ، وعزا ذلك إلى استخدام التقاوى المحسنة ، كما بلغ انتاج الذرة 3 ملايين و700 ألف طن، وهي أرقام أكدتها (الفاو) .
غير أن الوزير أشار إلى أن المواطن لم يعد قادراً على شراء المواد الغذائية بسبب حالة الإفقار التي تسببت فيها مليشيا الدعم السريع بنهبها كل مدخرات وممتلكات المواطنين.
~ وتساءل جبريل : إذا كانوا جادين في توصيل الغذاء للسودانيين في الداخل ويضغطون لفتح كل الحدود ، فلماذا يجوع أهلنا في معسكرات اللاجئين بشرق تشاد ؟ لماذا لم يطعمونهم وهم خارج مناطق الحرب ؟
~ بدا لي من وراء الإجابات في الجلسة الليلية الخاصة مع دكتور جبريل ، أنه متناغم مع الرئيس البرهان ويشكل معه ثنائية تفاهم سياسي وتنفيذي.
~ لاحظتُ أن غلاء أسعار السلع في بورتسودان فاحش وغير محتمل للمواطن ، وكذا الحال بدرجة أقل في أم درمان ونهر النيل والشمالية وبقية ولايات السودان ، ولابد من اتخاذ إجراءات عاجلة وناجعة من وزارة المالية وبنك السودان المركزي للسيطرة على ارتفاع التضخم وتصاعد سعر صرف النقد الأجنبي مقابل الجنيه ، وذلك بعقد اتفاقيات مع دول صديقة وشقيقة لتوفير السلع الأساسية بالعملات المحلية أو عبر قروض سلعية ، وفي رأيي أن أداء البنك المركزي يحتاج للمزيد من الجهد والأفكار الجديدة لاحتواء الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها المواطن ، دون الاكتفاء بحجة تأثير تداعيات الحرب على الاقتصاد وهو أمر معلوم بالضرورة.

~ نواصل في الحلقة القادمة

5 أيام في بورتسودان .. كيف تبدو قيادة الدولة والجيش ؟ الحلقة (3)
~ الطقس في بورتسودان ساخن إذ تتجاوز درجة الحرارة حاجز الـ 40 والرطوبة عالية ، ما اضطر حكومة ولاية البحر الأحمر إلى اتخاذ قرار يايقاف الدراسة للمدارس الابتدائية والثانوية ، وعلمنا أن الشهر الماضي كان أعلى حرارةً ورطوبةً ، ورغم ذلك يحاول سكان بورتسودان بمن فيهم مئات الآلاف من النازحين من الخرطوم والجزيرة ودارفور أن يصمدوا في مواجهة الأهوال التي تعرضوا لها بسبب المليشيا المتوحشة ، ليبقوا في السودان ، يغالبون الحياة رغم وطأة الضغوط وقسوة المأساة وفظاعة العدوان.
~ لم تكن المدينة الساحلية التي زرتها عدة مرات في عهد الوالي ايلا والوالي علي حامد ، ونزلتُ بذات الفندق عندما كان اسمه (هيلتون) قبل نحو 17 عاماً ، لم تكن مهيأة لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من النازحين من الولايات الأخرى.
~ كتبتُ وقتها أن شوارع بورتسودان أنظف من شوارع الخرطوم، ولكن الانفجار السكاني الذي تعرضت له المدينة بعد الحرب ، وسوء إدارة الولاة في عهد ما بعد الثورة أحال بورتسودان إلى مدينة بائسة تنقطع عنها الكهرباء والمياه لساعات طويلة وترتفع فيها أسعار جميع السلع الاستهلاكية بأرقام غير معقولة ، إذ يتجاوز إيجار الشقة المفروشة فيها المليون جنيه (مليار) ، بينما الشقة في أم درمان كرري لا يتجاوز 400 ألف جنيه مع خدمات أفضل !!
~ ويبذل الوالي الجديد الفريق مصطفى محمد نور الذي لم نسعد بلقائه ، جهوداً مقدرة لتحسين وجه الساحل ، ولكن التحدي كبير والواقع مرير.

~ *الفريق أول كباشي .. حميمية اللقاء*

~ إجراءات التأمين مشددة عند مدخل مقر إقامة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ، منزله الفسيح مجاور لمكتبه.
~ عند باب الصالون الرحيب ، وقف الجنرال الفارع يستقبلنا بحرارة ومحبة واحترام ، وظل كباشي خلال اللقاء ينادي كل منا بالاسم (أستاذ فلان وأستاذة فلانة) ، وسأل عن عضو الوفد المصري المنتج بقناة القاهرة الإخبارية الذي تخلف عن الرحلة لأسباب إدارية (وين أستاذ إسلام ؟).
~ ورغم رفض الكباشي بشدة إجراء حوار خاص للقناة ، لتقديرات تخصه في الوقت الراهن ، إلا أنه كحال رئيس وأعضاء مجلس السيادة تحدث معنا بأريحية عالية وحكى تفاصيل كثيرة متعلقة بما جرى في المنامة وقبلها ، لكننا آسرنا عدم نشرها ، لتقديرات مهنية وسياسية خاصة بالوفد أيضاً.
~ بدا لي الفريق أول كباشي بصحة جيدة ، وبكامل لياقته وحيويته وذات وزنه ، عكس ما يروج المغرضون في إعلام المليشيا المتوحشة المتمردة وأعوانهم ، ليضربوا معنويات الجيش الباسل الكاسر.
~ أهم ملاحظة خرجتُ بها من لقاء نائب القائد العام أن العلاقة بينه والقائد العام في أفضل حالاتها ، فقد ظل كباشي يردد طوال اللقاء عبارة (الرئيس البرهان) كلما جاءت سيرة البرهان ولا يقول القائد العام ، نفس العبارة كان يرددها الفريق إبراهيم جابر عند لقائنا به.
~ لقد سعى البعض في التمرد ، وآخرون من داعمي الجيش ، إلى إثارة الفتنة بين القائد العام ونائبه ، لكن دهاء البرهان وذكاء الكباشي أحبط كل تلك المحاولات ، وظلت وحدة قيادة الجيش عصية على الاختراق وهي سر ثبات الجيش وبقاء الدولة راسخة تصد الهجوم العسكري الدولي الواسع الذي اجتاح السودان في الولايات الـ18 في وقت واحد صباح 15 أبريل 2023 م.
~ الكباشي الذي التقيناه مباشرةً بعد اجتماع لمجلس السيادة قال لنا ???? إن الشعب السوداني لم يعد يرغب في سماع المزيد من الكلام بل يريد فعل عسكري على الأرض) وربما كان هذا سبب امتناعه عن اجراءات مقابلات صحفية خاصة.
وبشر الفريق أول شمس الدين الشعب بأفعال على الأرض خلال الفترة المقبلة.
~ ويبدو أن صراخ المليشيا وحواضنها في دارفور خلال اليومين الماضيين بعد هجمات الطيران الحربي المكثفة على قواعد الدعم السريع المتمرد في الجنينة ونيالا والضعين ، تأكيدٌ على ما أرسله الكباشي من بشريات.
~ نائب القائد العام عضو مجلس السيادة أكد أنهم متمسكون بالوصول لاتفاق سلام عادل يضمن تعويض الشعب السوداني عما لحق به من أضرار جسيمة ، وشدد على ألا يقر الاتفاق أي مستقبل سياسي أو عسكري للدعم السريع.
~ الكباشي رد على سؤال حول الحوار مع دولة الإمارات لإنهاء الحرب بما يلبي مصالحها الاقتصادية ، فقال إنهم لا يرفضون الحوار معها ، وأنهم منفتحون على الجميع بما يضمن مصالح الشعب السودانى ومصلحة أي دولة تريد الاستثمار في السودان ، وأشار إلى عرض سابق غير عادل من الإمارات لاستثمار أراضي منطقة الفشقة الزراعية ، وكان ينص على شراكة بنسبة 50% للإمارات الممولة ، و25% لإثيوبيا المجاورة و25% للسودان صاحب الأرض !! ولذلك تم رفضه.
~ الكباشي أكد أن أمريكا غير جادة في تنفيذ اتفاق جدة وقال : (ليست هناك أي جهة تستطيع أن تملي علينا قرار) .
~ ودعنا الجنرال المهيب بذات الحميمية في حوش داره بعد التقاط صور تذكارية.

~ نواصل في الحلقة القادمة.

5 أيام في بورتسودان .. كيف تبدو قيادة الدولة والجيش ؟ الحلقة (4)
~ بعد مقابلة عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر ، قصدنا برج الضمان الاجتماعي في بورتسودان حيث كان النائب العام لجمهورية السودان مولانا الفاتح طيفور في انتظارنا في قاعة كبرى بصفته (رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني) بصحبة أعضاء اللجنة المكونة من ممثلي وزارات وجهات عديدة في الدولة من بينها ديوان النائب العام والقوات المسلحة والشرطة و وزارة العدل و وزارة الخارجية التي يمثلها السفير أبوفاطمة.
~ يمين النائب العام جلس مساعده مولانا ياسر بخاري ويساره وكيل وزارة الإعلام عضو اللجنة الأستاذة سمية الهادي ، فيما اصطف أعضاء اللجنة على يمين النائب العام ، جلس الوفد الإعلامي السوداني المصري على يساره.
~ اللجنة تتبع لمجلس السيادة ، ومهمتها ملاحقة المتمردين من منسوبي مليشيا الدعم السريع والمتعاونين معها وهي مشكلة بموجب القرار 143 لسنة 2024.
~ النائب العام قال إن المليشيا أطلقت سراح 19481 نزيلاً من 36 سجناً في ولايات السودان المختلفة ، وأنها نهبت جميع البنوك والشركات ومنازل المواطنين في جميع الولايات التي احتلتها ، كما قتلت وجرحت أكثر من 8 آلاف مواطن من قبيلة المساليت في مدينة الجنينة باستهداف عرقي وأشار النائب العام إلى المجازر التي ارتكبها التمرد في عدد من قرى ولاية الجزيرة وأبرزها ود النورة و ودالعشا .
~ وأوضح أن حالات الاغتصاب حسب وحدة مكافحة العنف ضد المرأة تبلغ 216 حالة موثقة ، مبيناً أن المليشيا ارتكبت على نطاق واسع جرائم الاسترقاق الجنسي وبيع الفتيات والتجنيد القسري للأطفال ما تسبب في مقتل أكثر من 4500 طفلاً في العمليات العسكرية.
~ بلغت جملة الدعاوى المرفوعة ضد قادة وأفراد من الدعم السريع 15868 دعوى ، وأحالت اللجنة 135 دعوى إلى المحاكم ، وتم الحكم بالإعدام والسجن المؤبد على 49 متهماً.
~ النائب العام رئيس اللجنة أكد أن الإحالة للمحاكم تستوجب توفر أدلة دامغة وشهود ، وأنهم حريصون على توفر البينات الكافية وعدم أخذ الناس بالشبهات والاتهامات الجزافية عبر السوشيال ميديا ، وتساءل : كم قضية حكمت فيها المحكمة الجنائية الدولية منذ تأسيسها ؟ كم حكم صدر عن جرائم الإبادة في رواندا رغم سقوط ملايين الضحايا ؟ وكان يشير إلى قلة عدد الأحكام في تلك المحاكم الدولية رغم مرور سنوات طويلة وذلك مرده إلى أهمية تحقيق العدالة وفق اجراءات وضوابط صارمة لا تأخذ الأبرياء إلى المحاكم.
~ النائب العام رئيس اللجنة أكد على امتلاك الدعم السريع أسهماً في بنوك الخليج والثروة الحيوانية وتنمية الصادرات عبر أفراد وشركات إضافة الى 21 شركة كبرى و22 اسم عمل.
~ بالنسبة للسياسيين الموالين للمليشيا ، قال النائب العام إن القضايا ضدهم قانونية بالمخالفة للقانون الوطني الجنائي والقوانين الدولية ولا علاقة لها بالسياسة، وأضاف : (نحن كنيابة جهة فنية لا علاقة لنا بالسياسة). ورداً على سؤال حول إمكانية شطب البلاغات ضد الساسة حال التوصل لاتفاقيات سلام ، قال : (هناك قوانين تنظم تلك الإجراءات مع مراعاة حقوق الناس).

~ *مالك عقار .. استياء من القوى السياسية*

~ الفارق الزمني بين مقابلتنا لنائب رئيس مجلس السيادة السيد مالك عقار ومدير المخابرات العامة الفريق أول أحمد مفضل عشر دقائق ، وعشر دقائق مثلها فصلت بين مغادرتنا مكتب مدير المخابرات ودخولنا بوابة مكتب الرئيس عبدالفتاح البرهان ، ما يشير إلى كثافة البرنامج ودقة ضبطه ، حيث كنا نجد المسؤول في انتظارنا وقد أكمل برنامجه السابق. وقد ذكرتني هذه الرحلة بزيارة إلى الصين عام 2008 م بدعوة من الخارجية الصينية لستة صحفيين سودانيين ، أربعة من الشمال واثنين من جنوب السودان ، وكنتُ رئيس الوفد إلى بكين وشانغهاي الرائعة التي تنافس نيويورك وهونغ كونغ في عدد ناطحات السحاب.
كانت أنفاسنا تتقطع بين برامج المقابلات في بلد المليار ونصف المليار نسمة ، وعندما نتأخر لدقائق ، كان الدبلوماسي الصيني الشاب المرافق لنا يهتف بعربية تشبه لغة ترجمة مسلسلات الأطفال : ( هيا بنا .. لقد تأخرنا خمس دقائق) !! ولفت انتباهي وقتها أن جميع الدبلوماسيين الصينيين الذي يخدمون في دول الشرق الأوسط ملزمون بتعلم اللغة العربية في معهد تابع لوزارة الخارجية.
~ أطل علينا نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار بطريقته المحببة في السلام مع المداعبات ، ومازحني بلطافة : ( الهندي You look good ) ، وهو كثير الاستخدام للتعابير الإنجليزية في حديثه بصفة عامة ، فقد عمل في بداية حياته معلماً للغة الإنجليزية.
~ شن عقار هجوماً شديداً على القوى السياسية ووصفها بأنها (ميتة) وأنها كانت متهالكة قبل العام 1989 م وقضى نظام الإنقاذ على ما تبقى فيها من روح.
~ عقار هو المسؤول عن ملف القوى السياسية في مجلس السيادة ، ولذلك يبدو مستاءً من أدائها وعدم استفادتها من فرصة توحد الشعب خلف القوات المسلحة خلال حرب الكرامة ، وكشف أن القوى السياسية والمدنية المساندة للجيش (قوى الميثاق الوطني) التي التأمت في القاهرة ، أعدت مصفوفة تنتهي بتشكيل الحكومة من كفاءات مستقلة وأنها ضربت موعداً في 27 يوليو الماضي ، لكن ذهبت ولم تعد لمجلس السيادة حتى الآن !!
~ بعد ساعات من نشر انتقادات عقار للقوى السياسية ، عدنا لفندق كورال ، لنجد حشداً من ممثلي الأحزاب والحركات والكتل اجتمعت في إحدى قاعات الفندق وخرج الدكتور التجاني السيسي رئيس كتلة الحراك الوطني ممثلاً لها ، يتلو بياناً يدعم موقف حكومة السودان والجيش الرافض للذهاب إلى جنيف والانخراط في مفاوضات لا تلتزم بتنفيذ مقررات جدة.
~ عقار قال إن الاتحاد الأفريقي جمد عضوية السودان بعد ساعات من إجراءات 25 اكتوبر 2021 م فكيف يريد أن يحل مشكلة السودان !! مشيراً إلى عدم تعليق عضوية دول أفريقية أخرى شهدت انقلابات.
وأكد نائب رئيس مجلس السيادة أن السودان لن يعود لمنظمة إيقاد إلا بعد اعتذارها.
~ عقار بدا واثقاً أن أمريكا ليس في وسعها أن تفعل شيئاً ضد قيادة الجيش وحكومة السودان ، وذلك رداً على سؤال عن السيناريو المتوقع إزاء رفض الجيش الذهاب إلى مفاوضات جنيف ، فقال : ( لا إثم بعد الكفر ، ولا كارثة بعد الحرب ، ماذا يمكنهم أن يفعلوا). وقال إن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن كان يمكنه أن يقنع الجميع بالذهاب إلى جنيف لو استخدم هو والمبعوث بيرييلو لغة مختلفة عن لغتهم المستفزة.

~ نواصل في الحلقة القادمة.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: حزب الله حاول استهداف مقري الموساد والجيش
  • عدة غارات على جنوب لبنان الأحد.. والجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل
  • جلعاد أردان.. كوميديان بديلًا لنتنياهو
  • جلستك مرآة شخصيتك.. تعرف على الصفات الخفية التي تكشفها وضعية جلوسك
  • أمازون توقف إصدار Echo Show 8 Photos Edition
  • سحابة الحرب.. كيف تورطت غوغل وأمازون عسكريا في الحرب على غزة؟
  • المقاومة تتسلل إلى العقل الإسرائيلي
  • 5 أيام في بورتسودان .. كيف تبدو قيادة الدولة والجيش ؟
  • موسى تابع مع الدفاع المدني والجيش عملية اخماد الحريق على اطراف مغدوشة
  • قضية مكافحة الاحتكار ضد أمازون تعود إلى الحياة