العنف السياسي ليس غريبا على أمريكا
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
ماثيو داليك وروبرت داليك
في يوم السبت الماضي، وبعد ساعات من محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب ببندقية هجومية من طراز (آيه آر 15)، ردَّد الرئيس بايدن تعليقا مكرورا ومألوفا إذ أكَّد للشعب أن الولايات المتحدة تحل خلافاتها سلميا، وأن العنف السياسي أمر غير أمريكي وبغيض، مضيفا قوله: «لا يمكن أن نسمح بحدوث هذا.
والأمريكيون ينقلون السلطة سلميا من حزب إلى آخر في أغلب الأحيان، وأغلب الانتخابات لديهم نزيهة وخالية من وصمة إراقة الدماء. ولكن الهجوم على ترامب يرد في قائمة من المحاولات الشائعة إلى حد ما لاغتيال الرؤساء - وهي أعمال مستوطنة في الثقافة السياسية وجزء من تراث بديل هو تراث العنف السياسي. ويتناقض هذا التراث مع إيمان أسطوري لدى نطاق عريض من الأمريكيين بنظام سياسي يتجنب الرصاص ويتبنى التصويت.
يمثل الرؤساء والرؤساء السابقون أعضاء في أحد أكثر الأندية حميمية على وجه الأرض، وهم بصفة شبه دائمة يصفون العنف السياسي وبخاصة ما يتعلق بهجمات على أحدهم باعتباره استثناء غير طبيعي في النظام السياسي السلمي. فبعد أن حاول القوميون في بورتوريكو اغتيال الرئيس هاري ترومان في عام 1950، كتب الرئيس السابق هربرت هوفر للرئيس ترومان أن «الاغتيال ليس جزءا من أسلوب الحياة الأمريكي».
وردَّد رونالد ريجان هذه النقطة بعد وقت قصير من رصاصة كادت تقتله في عام 1981. إذ أعلن أن موقف الأمريكيين المشجع على النداء القريب «كان بمنزلة رد على تلك الأصوات القليلة التي ارتفعت قائلة إن ما حدث دليل على أننا مجتمع مريض».
«فالمجتمعات المريضة» كما قال ريجان «لا تنتج شبابا مثل عميل الخدمة السرية تيم مكارثي، الذي حال بجسده بيني وبين الرجل الذي يحمل السلاح لمجرد أنه شعر أن هذا هو ما يفرضه عليه الواجب... والمجتمعات المريضة لا تجعل أمثالنا عظيمي الفخر بكونهم أمريكيين وعظيمي الفخر ببعضنا بعضا».
يجدر بنا، في هذه اللحظة الراهنة، أن نتريث لنتذكر أنه، خلافا لتأكيد الرئيس هوفر، فإن محاولات الاغتيال تمثل إلى حد كبير «جزءا من أسلوب الحياة الأمريكي». فمن الرجال الخمسة والأربعين الذين تولوا منصب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة، تعرض أربعة للقتل. وفي القرن العشرين وحده، وقع ما لا يقل عن ست محاولات فاشلة خطيرة لاغتيال رؤساء وواحدة لاغتيال رئيس سابق. وإذن فإن ما لا يقل عن رُبع الرؤساء لقوا مصرعهم أو أوشكوا على ملاقاته على يد قاتل.
أما بالنسبة للخبراء الذين يتنبأون بأن تكون محاولة الاغتيال التي وقعت نهاية هذا الأسبوع بمثابة انتصار سياسي لترامب، فنقول لهم إنه لم ينشأ عن جميع محاولات الاغتيال هذه، التعاطف الذي كان يمكن أن نتوقعه من الشعب.
لقد تعرض ثلاثة رؤساء للاغتيال في الفترة من عام 1865 إلى عام 1901، ويمكن القول إن القرن العشرين كان أسوأ من ذلك فيما يتعلق بالعنف السياسي. فقد اغتيل جون كينيدي. وأصابت رصاصة الرئيس السابق تيدي روزفلت في صدره عندما كان يترشح لمنصب الرئيس عن حزب ثالث في عام 1912. (وقد استمر الرئيس روزفلت في الحديث لأكثر من ساعة وهو ينزف). وكان الرئيس المنتخب هربرت هوفر هدفا لمؤامرة في أمريكا اللاتينية لتفجير قطار كان يستقله، لكن السلطات أحبطتها في اللحظة الأخيرة. وأطلق عامل مهاجر إيطالي مناهض للنخبة الرصاص على خمسة أشخاص في ميامي، مما أسفر عن مقتل أنطون سيرماك عمدة شيكاغو، ولكن القاتل أخطأ هدفه المتمثل في الرئيس المنتخب فرانكلين روزفلت. وكان الرؤساء ترومان وريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، وريجان جميعا أهدافا لمحاولات اغتيال.
تاريخيا، كان العديد من السياسيين يلقون اللوم في هذه الهجمات على المرض العقلي. ويذهبون إلى أن الفرد المريض، الذي يتصرف منفردا، مع سهولة حصوله على الأسلحة النارية، ليس بالممثل لمجتمع سليم. ومع ذلك، بقيت ظلت الولايات المتحدة منفردة باعتبارها الدولة الأكثر عنفا على المستوى السياسي بين جميع البلاد الديمقراطية الصناعية. فقد قضى جميع رؤساء وزراء كندا في القرن العشرين فترات ولايتهم ولم يتعرض أي منهم لإطلاق النار. ومنذ تأسيس اليابان باعتبارها دولة ديمقراطية برلمانية كاملة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لم يتعرض للاغتيال إلا رئيس وزراء واحد فقط، وهو شينزو آبي، بعد أن ترك منصبه، بينما كان يلقي خطابا لدعم مرشح لمجلس الشيوخ الياباني. وبرغم أن رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر نجت من محاولة تفجير نفذها الجيش الجمهوري الأيرلندي في عام 1984، فإن بريطانيا لم تفقد غير رئيس وزراء واحد فقط في حادث اغتيال، وقد حدث ذلك في عام 1812. ومنذ إنشاء جمهورية ألمانيا الاتحادية في عام 1949، لم يتعرض للاغتيال أي مستشار فيها. وإذن، ففي جميع الديمقراطيات الكبرى، عندما يتعلق الأمر بمحاولات اغتيال رؤساء الدول، تمثل الولايات المتحدة الرائدة في هذه المجموعة.
بعد تعرض الرئيس ترومان للهجوم، تساءل بعض المراسلين إذا ما كانت النوايا الحسنة سوف تنصب بحيث تعزز حظوظ حزبه في انتخابات التجديد النصفي لعام 1950. فكتب آرثر كروك، كاتب العمود البارز في صحيفة نيويورك تايمز، عن استقبال الرئيس ترومان في اجتماع حاشد في سانت لويس حيث كان يلقي خطابا انتخابيا أخيرا «أن محاولة اغتيال الرئيس ترومان هذا الأسبوع ستحول الاستقبال الحماسي الذي يمكنه أن يعتمد عليه دائما إلى انتصار». كتب كروك يقول «إن الجمهور عندما يراه سوف يكون مدركا تماما للخطر الذي نجا منه، وكيف أنه قيَّم ذلك الخطر بهدوء عقلي وشجاعة». وبعد أيام قليلة، تلقى الديمقراطيون هزيمة نكراء.
أما تيدي روزفلت فقد عززت نجاته من الاغتيال سمعته بوصفه حصنا للقوة، لكنه ندد بالصحافة واعتبرها السبب في كراهية مهاجمه له إذ أوردت صحيفة أنه «يلقي اللوم في الاغتيال على الصحف الهمجية». وخسر تيدي روزفلت محاولته للوصول إلى البيت الأبيض في ذلك العام.
ولم يحظ فورد قط بالكثير من الدعم السياسي، برغم محاولتين استهدفتا حياته. وكاد أن يخسر ترشيح الحزب الجمهوري أمام ريجان، قبل أن يخسر فرصة إعادة انتخابه أمام جيمي كارتر بعد أكثر من عام من تعرضه للقتل.
أما حالة الرئيس ريجان فهي الاستثناء لا القاعدة. فقد استخدم ـ وهو الماهر في صناعة صورالواجهة اللامعة ـ نجاته وتعافيه بعد بضعة أشهر في منصبه، لطرح قضية التعافي الاقتصادي من خلال السياسات الاقتصادية المحافظة التي اتبعها.
وقد أثارت حادثة محاولة الاغتيال التي وقعت يوم السبت الماضي في ولاية بنسلفانيا تعاطفا مع ترامب بين المؤمنين بـ«إعادة عظمة أمريكا من جديد» ولعلها أثارت شيئا من التعاطف المؤقت حتى بين منتقديه. لكن الهجوم أيضا قد يذكِّر بعض الأمريكيين على الأقل بدوره كعامل للفوضى والعنف، خاصة في السادس من يناير 2021.
ولعل الأثر الوحيد المحتمل للهجوم على الرئيس الخامس والأربعين هو أن يؤدي إلى تسريع انقسام البلد، وتعميق الصدوع فيما بيننا. فبينما كان جهاز الخدمة السرية يرافق ترامب خارج المسرح، والدماء تسيل من أذنه، ذكر لأتباعه كلمة «القتال».
ماثيو داليك مؤرخ وأستاذ الإدارة السياسية في كلية الدراسات المهنية بجامعة جورج واشنطن.
روبرت داليك هو مؤرخ رئاسي ومؤلف كتاب «حياة مبتورة: جون كينيدي، 1917-1963». وهما يعملان على كتاب حول محاولات الاغتيال الرئاسية الفاشلة والعنف السياسي في القرن العشرين.
خدمة نيويورك تايمز
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة العنف السیاسی القرن العشرین فی عام
إقرأ أيضاً:
الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي
بروفيسور حسن بشير محمد نور
نعم، أزمة التهجير القسري والنزوح التي يشهدها السودان هي الاسوأ في العالم، كما ان الانتهكات والجرائم المرتكبة هي الاشد قسوة وبشاعة من نوعها، خاصة في صراع بين أطراف تنتمي لنفس البلد، هذا بالطبع إذا استثنينا الأبادة الجماعية التي تقوم بها اس رائ يل ضد الشعب الف ل سطي ني في الاراضي المحتلة والدمار الممنهج في لبنان (وهذا بالطبع لا يحتاج لتأكيد وزير الخارجية البريطاني، لانه وحسب المثل السوداني "ما حك جلدك مثل ظفرك"). الصراع بين القوى الكبرى في العالم لا يعرف الرحمة ولا يعبأ بمصالح الشعوب، خاصة مثل الشعب السوداني المغلوب علي أمره المبتلى بحكام و(قادة) لا يتمتعون بأي درجة من الرشد وإلا لما تسببوا في أزمة توصف بأنها الاسوأ في العالم.
سبق ان نبهنا مع غيرنا بأن الانقسام بين الاقطاب الكبرى في العالم لا يسمح بتمرير قرارات عبر مجلس الامن، وان الدعوات للتدخل الاممي هي صرخات في (وادي عبقر), كما ان مثل هذا التدخل يجد معارضة لا بأس بها، ليس فقط من الأطراف المؤيدة للحرب في السودان، وانما من قوى سياسية واجتماعية مؤثرة. في هذا الاطار يأتي (الفيتو) الروسي ضد مشروع القرار البريطاني حول السودان في مجلس الامن يوم الاثنين 18 نوفمبر 2024. وهو موقف متوقع من روسيا بحكم العداء المستفحل والتاريخي بين روسيا وبريطانيا، الذي اشتد منذ ان اعلن ونستون تشرشل صيحته حول الجدار الحديدي (ما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكي) وتدشينه للحرب الباردة مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية. يظهر ذلك العداء بجلاء في اشعال الحرب في اوكرانيا وتأجيجها والدفع بها نحو منزلق خطير يبشر بيوم قيامة قريب ينهي العالم الذي نعيش فيه، ذلك لسبب بسيط هو ان هذه اللعبة الخطرة تتم ضد دولة تمتلك اكبر ترسانة نووية في العالم من حيث الكم والنوع، فاذا كنت تلعب بالنار بين براميل من البارود شديد الانفجار فإن (لفيتو) يعتبر نثارة ثانوية باردة.
يضاف لذلك ان روسيا لن تنسي خديعة القرار الاممي الذي وافقت عليه بشأن ليبيا، والذي كان في ظاهره يهدف لحماية المدنيين وقام حلف التاتو باستغلاله ثم (حدث ما حدث في ليبيا) ونتائجه ماثلة أمام العالم. يبقى إذن، اذا إراد (الغرب الاستعماري الجماعي حسب وصف الدبلوماسية الروسية)، فيما نرى أن يتدخل في الصراع السوداني فعليه اتباع نهح ما حدث في العراق وافغانستان (وهذا انتهي بالهروب الكبير لجيش بادن العظيم مسلما مفاتيح كابول لطالبان بعد عشرين عاما من التدخل العسكري المباشر) ويوغوسلافيا السابقة، ذلك النهج الذي تم خارج (الشرعية الدولية) وبالتالي علي من يفعل ذلك تحمل العواقب لوحده، دون الاستناد علي قرار اممي يظهر غير ما يبطن حسب فهم الكثيرين من غير المستندين لحلم ان (المجتمع الدولي) بالشعوب (رؤوف رحيم).
في ظل الصراع الوجودي بين روسيا و(الغرب الجماعي) لن يمر قرار عبر مجلس الامن بسهولة، خاصة اذا كان يحمل طابعا لتدخل خارجي قد يؤدي لفرض نظام معين. في هذا السياق من المفهوم ان أي تحول يؤدي الي وصول حكم (مدني ديمقراطي) بدعم غربي في السودان سيجعل من هذه البلاد في شراكة طويلة الامد مع الغرب، خاصة الولايات المتحدة، بريطانيا والاتحاد الاوربي، وان أي نظام شمولي او انقلابي سيكون مقاطعا من (الغرب الجماعي) وسيتوجه لا مناص نحو روسيا والصين. هذه معادلة بسيطة ليس من الصعب فهمها ووضعها في الحسبان في التعامل مع (المجتمع الدولي).
أما فيما يتعلق بازمة التهجير والنزوح والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين فيمكن التذكيرببعض الاثار المترتبة عليها ومالاتها وما يمكن فعله مع فشل العالم بوضعه الراهن في معالجة مثل هذه الازمات الكبرى،علما باننا قد تطرقنا بشكل متواصل للتكاليف الاقتصادية والاجتماعية للحرب واثارها، في العديد من المقالات والمشاركات منذ اشتعال هذه الحرب الكارثية. وفي رأيي ان ما يجري في السودان رغم بشاعته يعتبر متواضعا قي المنظور العالمي مع خطر وقوف عالم اليوم علي حافة حرب عالمية نووية لم يشهد العالم لها مثيل، ولن يشهده مرة اخرى بالطبع في حالة اندلاعها.
ما يجري في السودان له اثار بالغة الخطورة اقتصاديا واجتماعيا وديمغرافيا، أهم مظاهر ذلك باختصار هي:
اقتصاديا: تدهور قطاعات الانتاج الحقيقي في الزراعة والصناعة والخدمات المنتجة، تأثر البنية التحتية وتدمير معظمها وهي بنية متواضعة بدون حرب، فقدان مصادر الدخل وتفشي البطالة، التراجع الخطير للايرادات الحكومية، وقد فصلنا في تلك الموضوعات ووضحنا اثرها علي مجمل النشاط الاقتصادي وعلي المؤشرات الاقتصادية الكلية.
اجتماعيا: الاثار علي الخدمات العامة خاصة الصحة والتعليم ومن نتائجها توطين الاوبئة، الاصابات والاعاقات الجسدية والنفسية، أضافة لتعطل الدراسة لتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، وفقدان التمدرس لملاين الاطفال السودانيين وبطالة الخريجين ونزيف العقول.
ديمغرافيا يؤدي التهجير القسري والنزوح الجماعي الي تغيير التركيبة الديمغرافية للباد، خاصة وان التهجير لم يقتصر علي العاصمة والمدن فقط وانما شمل مناطق ريفية واسعة، كما جرى مؤخرا في ولاية الجزيرة. اتجه معظم النازحين الي مناطق حضرية مما ادي لاختلال كبير في التوزيع السكاني والضغط علي الموارد والخدمات اضافة لمشاكل الاكتظاظ السكاني.
سيؤدي كل ذلك لاثار خطيرة علي النشاط الاقتصادي بانهيار القطاعات الانتاجية الرئيسية وسيادة الريعية الاقتصادية والانتاج المعيشي والقطاع غير الرسمي. كما سيؤدي ذلك لتدهور الاستقرار النقدي وانهيار الثقة في النظام المصرفي وتراجع سعر الصرف والقوة الشرائية. كل ذلك سيفاقم معدلات الفقر والبطالة والاخلال الخطير بالامن الاجتماعي لامد طويل.
في ظروف الخلاف الحاد في المجتمع الدولي لابد من العمل في رأينا في عدة اتجاهات منها:
• علي القوى الوطنية العمل بشكل جماعي او حتي بمكونات منفردة علي تعزيز فرص الحل السياسي للازمة وتفعيل دور المجتمع المدني والمجتمعات المحلية، بدلا عن الركض خلف سراب المجتمع الدولي او حتي الاقليمي وذلك يتضمن عدد من الخطط والبرامج الاجراءات الهادفة الي:
- التركيز علي بناء مشروع وطني جامع لدولة المواطنة السودانية القائمة علي الحرية والسلام والعدالة والتنمية المتوازنة ووضع تصور واضح للحل السياسي علي هذا الاساس. وبالتأكيد هذا المشروع يصطدم بالصراع علي السلطة وطموح الاطراف المتحاربة، اضافة لعقبة تحقيق المحاسبة وعدم الافلات من العقاب، وهنا تبدو قضية شائكة.
- وضع استراتيجيات تنموية لما بعد الحرب تشمل اعادة الاعمار، اعادة بناء البنية التحتية والانتاجية والتأسيس لنظام عادل لقسمة الموارد. هذا يمكن ان يكون مشجعا لدمج بعض الاطراف في جهود الحل خاصة حركات الكفاح المسلح غير المنخرطة في الحرب بين الجيش والدعم السريع.
- العمل علي تعبئة واستقطاب الموارد المحلية والخارجية لاعادة بناء المناطق المتضررة واعادة التوطين وتوجيه الموارد نحو المناطق الريفية والتنمية المحلية لتخفيف الضغط علي الحضر.
- تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص في برامج اعادة الاعمار
- وضع برامج عملية للتعامل مع التحديات الصحية وايجاد برامج لرعاية المصابين جسديا ونفسيا واعادة تأهيلهم ورعايتهم
- العمل علي ايجاد بدائل للتعليم الرسمي خاصة في مناطق النزوح مع الغياب لدور الولة او الدعم الدولي الفعال.
بالتأكيد كل ذلك لا يعني اغفال الضغط علي المجتمع الدولي والاقليمي، في ايجاد حلول سلمية لهذا النزاع الذي يتسع نطاقه ليصبح تهديا علي المستوى الاقليمي والدولي. وبما ان هذه الحرب تمثل تحديا وجوديا يهدد وجود الدولة السودانية ومستقبل الاجيال المقبلة فان الوضع يتطلب طرق جميع السبل للضغط والتدخل، حتي اذا تم ذلك خارج الاطر التقليدية لعمل الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي. وقد يكون من المفيد تفعيل اليات مجلس السلم والامن الافريقي، بحكم انه يمكن ان يكون منظمة اقليمية تحظي بقبول واسع بما في ذلك الصين وروسيا، مما يمكن من ايجاد وسائل واليات عملية للدفع نحو الحل السياسي للنزاع.
mnhassanb8@gmail.com