تم الآن الكشف عن أحد أكبر الأسئلة في الانتخابات الرئاسية الأميركية باختيار المرشح دونالد ترامب للسيناتور عن ولاية أوهايو جي دي فانس نائبا له، فلماذا اختاره وكيف؟ وهل يمكن أن يساعده في الفوز؟ وما هو المفاجئ وغير المعتاد بشأن نائب الرئيس؟ وهل هناك ما يقلق بشأنه؟.

لإلقاء الضوء على اختيار جي دي فانس نائبا للمرشح ترامب، استضاف باتريك هيلي، نائب محرر الرأي بصحيفة "نيويورك تايمز"، عبر الإنترنت 4 من كتاب الأعمدة فيها، وهم روس دوثات، وديفيد فرينش، وميشيل غولدبرغن، وبريت ستيفنز، وطرح عليهم هذه الأسئلة وغيرها في محاولة لتقييم هذا النائب الذي كان غير موال للرئيس السابق في حملته الأولى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: تفاقم ظاهرة الاختطاف في "مثلث الموت" بوسط أفريقياlist 2 of 2صحف عالمية: مفاوضات الصفقة تتعثر وإسرائيل توسّع استخدام الدروع البشريةend of list

وقال كاتب العمود بريت ستيفنز إن أول ما خطر في ذهنه عندما سمع أن ترامب اختار السيناتور عن ولاية أوهايو نائبا له، هو وجوده مع فانس عام 2016 عندما كان لا يزال غير مؤيد لترامب، عندها "شعرنا بالأسف على الحالة الحزينة للحزب الجمهوري مع ترامب كزعيم له".

لا يهتم بأوكرانيا

أما كاتب العمود روس دوثات فأول ما فكر فيه فهو أن فانس إذا انتخب سيكون أول نائب لرئيس أميركي كان صديقا له قبل أن يصبح سياسيا، في حين قال الكاتب ميشيل غولدبرغ "كان الله في عون شعب أوكرانيا"، ونسب إلى فانس القول: "يجب أن أكون صادقا، فأنا لا أهتم حقا بما يحدث لأوكرانيا"، وهذا الشعور شاركه فيه الكاتب الرابع ديفيد فرينش، مشيرا إلى أن فانس سوف يكون من الصقور في التعامل مع الصين.

وقال ديفيد فرينش إن الخيار لا يفاجئه، لأن ترامب منذ البداية يبحث عن شخص يساعده على مضاعفة روح "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" وآيديولوجية هذا الشعار، ومن الواضح أن هذا هو اختيار الرجل الواثق من أنه سيفوز.

استعداد للدفاع عن ترامب

اعترف بريت ستيفنز بأن هذا الاختيار مدهش، لأن فانس لا يبدو أنه سيضيف الكثير إلى القائمة، لأن أوهايو تقف بالفعل إلى جانب ترامب، وفانس يمثل الناخبين الأكثر ترامبية، وكان على ترامب بعد محاولة الاغتيال أن يوسع قاعدته، إما جغرافيا باختيار شخص مثل حاكم ولاية فرجينيا غلين يونغكين، وإما ثقافيا باختيار شخص مثل ماركو روبيو الذي يقربه من الناخبين من أصل إسباني، وإما من الناحية الآيديولوجية من خلال التواصل مع نيكي هيلي التي تميل إلى الوسط.

ومن ناحيته، لم يبد غولدبيرغ أي اندهاش لأن كل شيء كان يشير إلى هذا الاختيار، في حين رأى روس دوثات أن هذا الاختيار لافت للنظر، وهو يتفق مع فرينش في أنه يشير إلى أن ترامب يعتقد أنه سيفوز، وقد يساعده فانس في الولايات التي تقع فيما يُسمى "حزام الصدأ" ومعظمها ولايات متأرجحة.

وعندما سأل هيلي عن أكثر ما لفت انتباه دوثات في محادثته مع فانس، قال الكاتب إن أهم أجزاء المحادثة هي انفصاله عن الحزب الجمهوري في فترة ما قبل ترامب وعقيدته السياسة، ومناهضته لليبرالية السياسة الاقتصادية، ورؤيته للإمبراطورية الأميركية الممتدة فوق طاقتها وتحتاج إلى إعادة التوازن وإعادة بناء قوتها، ثم استعداده للدفاع عن ترامب للطعن في نتائج انتخابات 2020.

ينتقد الليبراليين

لكن هناك نقطة واحدة في مقابلة فانس ظلت عالقة في ذهنه وهي أن فانس يتخيل أن الليبراليين يعملون وفقا لمبادئ، يُستمد فيها كل القانون من القائد، والعدالة المتساوية فيها مجرد مزحة، وما يهم هو التمييز بين الصديق والعدو، غير أن ما لفت انتباه فرينش في محادثة روس هو أن ترامب لديه دوافع، في حين أن فانس لديه آيديولوجية.

ورأى فرينش أن فانس يُعد من نواحٍ عديدة، تجسيدا لعدد لا يحصى من الجمهوريين الذين غيروا تقييمهم لترامب بشكل كبير منذ عام 2016، وقد تحول من كونه ناقدا لاذعا لترامب إلى مؤيده الأكثر حماسا في مجلس الشيوخ، في حين رأى ستيفنس أن غرائزه الانعزالية هي التي تبرز أكثر من غيرها لدى فانس و"هي تقلقني أكثر من غيرها. لقد كان من أشد المنتقدين لدعمنا لأوكرانيا. وقد يعزز عودة الحزب الجمهوري إلى ذلك الشكل الكارثي الذي كان سائدا قبل الحرب العالمية الثانية".

اختيار لا يضيف شيئا

وإذا كان دوثات يعتقد أن فانس لديه نزعة انعزالية أكثر من معظم المتنافسين له على المناصب العليا، فهو يتوقع منه من الناحية العملية أن يكون من أتباع ريتشارد نيكسون أو جورج بوش الأب، سياسيا واقعيا في السياسة الخارجية.

وعند السؤال ما الذي يمكن أن يفعله فانس لمساعدة ترامب على الفوز؟ قال فرينش إنه لا يضيف شيئا لأن ولايته جمهورية بالأساس، ووافقه غولدبرغ في ذلك، وأضاف أنه، بعد محاولة اغتيال ترامب، يحاول تخويف الديمقراطيين من الحديث عن الميول الاستبدادية للرئيس السابق.

أما ستيفنس الذي يرى أن ترامب ارتكب خطأ فادحا باختيار فانس، فإنه يرى أنه من الضروري النظر إلى نقاط قوة فانس وقصة حياته المقنعة وشبابه، مشيرا إلى أن أداءه كان جيدا في مناظراته في مجلس الشيوخ مع تيم رايان، الذي يُعتبر خصما ديمقراطيا مقتدرا، وهزمه بسهولة.

ويفترض دوثات أن فانس يمكن أن يكون له جانب إيجابي، خاصة مع تقليص النزعة المحافظة الآيديولوجية في برنامج ترامب، فسيساعده فانس في الغالب من خلال كونه أكثر يمينية وطمأنة لشعار "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، كما أن شبابه وذكاءه يساعدان في إحداث تباين مع الثنائي بايدن هاريس.

حاد وذكي وسريع

وعندما سأل هيلي كيف سيكون شكل المناظرة بين فانس وهاريس؟ رد فرينش بأن فانس يستطيع مساعدة ترامب في المناظرة، وقد يكون متطرفا، لكنه فعال للغاية في التواصل، وهو قادر على أن يقدم الحجة السياسية لشعار "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، بشكل أكثر شمولا من ترامب، فهو حاد وذكي وسريع، وستكون مناظرته ذات أهمية أكبر من معظم مناظرات نواب الرئيس.

ورأى غولدبيرغ أنه ذكي وسيحافظ على قوته، لكن هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن، سوف تذكّر الناس بأن فانس وقف ضد الاستثناءات من حظر الإجهاض لضحايا الاغتصاب وسفاح القربى، وبأن لديه ازدراء للنساء اللاتي ليس لديهن أطفال.

وعن مدى التشابه والاختلاف بين فانس وترامب، قال فرينش إن نشأتهما مختلفة، ورأى غولدبيرغ أنهما متشابهان من حيث أنهما متقلبان إلى حد ما من الناحية الآيديولوجية، ويبدو أن كلاهما يكره النخب التقليدية ويحاول احترامها، لكن فانس أكثر انضباطا ومنهجية من رئيسه.

سيهزم كمالا هاريس

ووافق ستيفنز على أن فانس مثل ترامب، يمثل نفس الازدراء الانعكاسي للنخب الناعمة والراضية التي يجسدها أشخاص مثل هيلاري كلينتون والرئيس السابق باراك أوباما، ولديهما قواسم مشتركة مع تشاؤم ريتشارد نيكسون أكثر مما لديهما من تفاؤل رونالد ريغان.

وأشار دوثات إلى أن فانس من المتوقع أن يفوز في أي مناظرة لأن هاريس كثيرة التعثر، كما أنه يتحدث بطلاقة ويهتم بالسياسة، ولكن السؤال الرئيسي سيكون هو المزاج الذي سيجلبه إلى المناظرة، فهل يبدو لاذعا ومروعا للغاية مثل جميع الشعبويين المحافظين أم أنه لن يكون أكثر حدة من هاريس؟

وأشار هيلي إلى أن ترامب، في حالة فوزه، سوف يصبح تلقائيا "بطة عرجاء"، وبالتالي سيكون نائبه أقرب إلى وريث محتمل كما هي الحال عادة في السياسة الأميركية، متسائلا ماذا أظهر لنا فانس عن قدرته على التعامل مع ترامب وهل ستكون بينهما مشاكل؟

ترامب لن يكتفي بالولاء الكامل

الاعتقاد بأن دونالد ترامب سيكون تلقائيا بطة عرجاء إذا فاز يسعد ستيفنز، ويرى دوثات أن ولاء فانس لترامب يعني أن اختياره أقل خطورة، وإن كان فانس لديه هوية حقيقية وشخصية وشهرة منفصلة عن رئيسه الجديد، وكثيرون يحبونه لكونه فانس، الشاب الشعبوي الذي أدار ظهره للنخبة الليبرالية، وبالتالي سيكون له إشعاع أقوى من ترامب في ولايته الثانية.

وفي رأي غولدبيرغ قد يكتشف جي دي فانس أن لديه مصالح منفصلة عن دونالد ترامب، ويؤكد ستيفنز أن نائب الرئيس سيكتشف قريبا، إن لم يكن قد فعل ذلك، أن ترامب لن يطالب بالولاء الكامل فحسب، بل سيصر على الولاء الذي ينطوي على تحقير الذات والاستعداد لفعل أي شيء من أجل نفسه، بما في ذلك انتهاك قسمه في منصبه، وعندها يصدق في فانس القول بأنه "قد لا ينفع الرجل شيئا بذل روحه من أجل العالم كله".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات أن ترامب الذی ی إلى أن فی حین

إقرأ أيضاً:

ترامب: الصين أكثر دولة في العالم تسرق الولايات المتحدة

شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء هجوما لاذعا على الصين، خلال خطابه بمناسبة مرور 100 يوم على عودته إلى حكم الولايات المتحدة.

الصين تسرق الولايات المتحدة

وأكد الرئيس الأمريكي أن الصين سرقت من الولايات المتحدة أكبر عدد من الوظائف، وأكثر من أي دولة أخرى في العالم. 

ترامب: شركة أبل تعتزم استثمار 500 مليار دولار في الولايات المتحدةترامب: كنا نخسر 5 مليارات دولار يوميًا في عهد بايدن

وأشار الرئيس ترامب إلى أن الصين تود أن تتوصل إلى اتفاق معنا وأعتقد أننا سنفعل ذلك، منوها إلى أن دول كثيرة تطلب من واشنطن عقد اتفاقيات تجارية، والجميع يرغب بعقد صفقات مع الولايات المتحدة ومقابلة رئيسها.

وقال ترامب إنه مهتم بالتفوق على الصين، كاشفا أنها تفتتح مصنعا للفحم في كل أسبوع.

استخدام الفحم في الولايات المتحدة

وأعلن الرئيس ترامب، أنه أعطى الموافقة الكاملة على استخدام الفحم، مشيرا إلى أن الإداراة الأمريكية ستعمل على إعادة صناعة السيارات إلى ولاية ميشيجن.

ترامب: خلقنا أكثر من 300 ألف وظيفة في 100 يومالعصر الذهبي.. ترامب يعلن القضاء على أكبر كابوس في تاريخ الولايات المتحدة

وأوضح أن سلطات الولايات المتحدة تمكنت من تأمين الحدود الأمريكية بنسبة 99.9%، ولم يعبر إلا 3 أشخاص فقط خلال المائة يوم الأولى من حكمه.

وقال ترامب، إن المشكلة الرئيسية في مسألة الحدود هي الهجرة غير النظامية والإرهاب، معلنا عن توقيع أمر تنفيذي لمنع مرتكبي الجرائم من الدخول إلى الولايات المتحدة، ولن نكون مكبا للمجرمين.

طباعة شارك ترامب الصين الصين تسرق الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي الرئيس ترامب استخدام الفحم في الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • منفذو مجزة كشمير الهندية داخل باكستان.. نائب الرئيس الأمريكي يعلق ويوجه دعوة
  • ترامب: الرسوم الجمركية تجعل أمريكا أكثر ثراء
  • هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
  • فانس: واشنطن ستسعى إلى محادثات مباشرة بشأن أوكرانيا خلال المئة يوم المقبلة
  • كيف تلغي الدول أو تستبدل عملاتها؟ ولماذا تنوي إسرائيل إلغاء فئة الـ200 شيكل؟
  • تايمز: هكذا ينظر كتاب بريطانيون لأداء ترامب بعد 100 يوم من الحكم
  • موتسيبي: اختيار لقجع نائبا أولا لي كان عن قناعة تامة وكأس أمم إفريقيا المغرب 2025 ستكون الأفضل
  • ترامب: أصدرت أكثر من 1000 قرار تنفيذي خلال 100 يوم
  • ترامب: الصين أكثر دولة في العالم تسرق الولايات المتحدة
  • ترامب: خلقنا أكثر من 300 ألف وظيفة في 100 يوم