الثورة نت|

نص كلمة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بذكرى عاشوراء- ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام الثلاثاء 10 محرم 1446هـ- 16 يوليو 2024م:

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَاتُ فِي كُلِّ السَّاحَات:

السَّــــلَامُ عَلَيْكُــــمْ وَرَحْمَــــةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـــهُ؛؛؛

عَظَّمَ اللَّهُ لنَا وَلَكُمُ الأَجْر، وَأَحْسَنَ لنَا وَلَكُمُ العَزاء، فِي ذِكْرَى مُصَابِ سَيِّدِ الشُّهَدَاء، سِبْطِ رَسُوْلِ اللهِ “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” الإِمَامِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ “عَلَيْهِمَا السَّلَام”.

إن إحياء شعبنا العزيز لهذه الذكرى الأليمة، والفاجعة الكبرى في تاريخ الأمة، هو من منطلق انتمائه الإيماني، مواساةً لرسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وتعبيراً عن ولائه الإيماني الراسخ للرسول “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، ولعترته الأطهار، وعن تمسكه بالإسلام العظيم، وثباته على النهج القويم، الذي حمل رايته الأبرار من عترة رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وأخيار الأمة، والصالحون المؤمنون المجاهدون، جيلاً بعد جيل.

إن الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ” في نهضته المباركة هو الامتداد الأصيل للإسلام، ومن موقع القدوة، والأسوة، والهداية، والقيادة، كما عبَّر عن ذلك رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم” يوم قال: ((حُسَينٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسِين، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَينًا، حُسَينٌ سِبطٌ مِنْ الأَسبَاطِ))، وسعى لإنقاذ الأمة من طغيان يزيد، الذي كان يُشكِّل خطراً حقيقياً عليها في سلامة دينها وبقائه؛ وبالتالي في الاستعباد لها، وإذلالها، وقهرها، وظلمها، وإفسادها.

وقد سجَّل التاريخ ما يثبت هذه الحقائق، بما يدل بشكل قاطعٍ على أن يزيد كان متشبثاً بموروثه الجاهلي، وبعقدة الانتقام من رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، التي عبَّر عنها في قوله: [لست من عتبة إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل]، وبفعله أيضاً، حيث أقدم في مدةٍ وجيزةٍ على ما لم يسبقه بفعله غيره حتى في الجاهلية، من قتلٍ لسبط رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وأهل بيته وأصحابه، بوحشيةٍ وعدوانيةٍ، وإجرامٍ فظيع، وقد نقل التاريخ:

– واقعة كربلاء، التي تبقى جرحاً غائراً عميقاً في وجدان الأمة، لا يلتأم، ولا تسكن آلامه إلى قيام الساعة.

– وَوَقْعَة الحَرة، التي استباح بها جيش يزيد بإباحةٍ منه مدينة رسول الله، وسكانها من المهاجرين والأنصار، والانتهاك لحرمتها، والقتل للآلاف من أهلها، في جريمة إبادة جماعية، وهتك الأعراض، باغتصاب نسائهم، ونهب ممتلكاتهم، وهتك حرمة مسجد رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وإعدام الكثير من الصحابة والتابعين على قبره “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”؛ حتى غرق بالدم، وانتهاك قدسية منبره الشريف، ثم بعد ذلك أخذ البيعة ممن بقي من أهل المدينة على قيد الحياة، على أنهم عبيدٌ خالصوا العبودية ليزيد بن معاوية، والختم عليهم بكي النار بعلامة العبودية، فيما لم يسبق له مثيل.

– ثم التَّوَجُّه بعد ذلك بجيشه إلى مكة المكرمة، لحصارها ومهاجمتها، حيث استهدفوا الكعبة المشرفة بالمنجنيق، وأحرقوها، وهدموها.

فكانت هذه الكوارث الثلاث في مقدمة برنامج يزيد، فما الذي يبقى للأمة بعدها! لولا أنَّ نهضة سيد الشهداء سبط رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” كانت قد أسست للأمة مسار الحُريَّة والعزة والإباء، وامتداد نهج الإسلام، ومظلوميته التي لا مثيل لها كانت سبباً في تعجيل العقوبة الإلهية بهلاك يزيد لعنه الله.

وقد امتدت نهضة الإمام الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ” مساراً قائماً في واقع الأمة، صوتاً صادعاً بالحق، ورايةً مرفوعةً للإسلام، ونهجاً نقياً قرآنياً محمدياً، ونوراً للأجيال، بالرغم من كثافة الظلمات التي أطبقت على واقع الأمة الإسلامية، من قِبل سلاطين الجور، وعلماء السوء، وحجم الظلم والكبت والاضطهاد، إلَّا أن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” رعى وبارك الجهود والتضحيات، التي قدَّمها عترة النبي “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وأخيار الأمة، والصالحون منها، وستنموا أكثر فأكثر، حتى الإنجاز للوعد الإلهي الآتي حتماً بلا ريب، كما قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، وكما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[الأنبياء: 105].

إن شعبنا العزيز، يمن الإيمان والحكمة، يحيي هذه الذكرة من ميدان الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو يلبي النداء، ويُقدِّم الشهداء، ويحمل الراية، ويتميز بحضوره المليوني في الساحات، ومرابطته في الجبهات، وعطائه في سبيل الله، وإيثاره على نفسه، أسوةً بآبائه الأوائل من الأنصار، ثابتاً ومستعيناً بالله تعالى، رغم العدوان والحصار، والهجمة الإعلامية الهائلة، ومستبصراً بنور القرآن الكريم، ومقتدياً برسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، في مرحلةٍ عمَّ التخاذل فيها أكثر البلدان الإسلامية.

إن حرب أولياء الشيطان، وعلى رأسهم اليهود الصهاينة، في هذه المرحلة على الإسلام والمسلمين هي على أشدها، فـ:

– حربٌ ناعمةٌ: بالإضلال الفكري والثقافي، امتدت في كثيرٍ من البلدان العربية والإسلامية إلى المناهج الدراسية، ووسائل الإعلام، والتثقيف، والخطاب الديني، واستهدفت الرأي العام؛ بهدف فصل الناس عن المبادئ والتعليمات الإلهية، وتدجينهم لليهود. وجانبٌ منها للإفساد، وضرب القيم والأخلاق، والترويج للفواحش والرذيلة، والجرائم اللأخلاقية، ولشراء الذمم، وإفساد النفوس، وتذويب مكارم الأخلاق، وتدنيس الفطرة.

– وحربٌ صلبةٌ إجراميةٌ وحشيةٌ، للإبادة الجماعية، والفتك بالمجتمع البشري، واستهدافه بالحروب، والأزمات، والأوبئة، ووسائل الضرر والإبادة المتنوعة.

وفي هذا السياق تتصدر المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني المسلم، ومعاناته من العدوان الإسرائيلي اليهودي الصهيوني، المدعوم دولياً وعربياً، لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، بالمجازر اليومية، التي ينفِّذها العدو الإسرائيلي بالقنابل الأمريكية، وبالتجويع، ومنع الغذاء والدواء، واستهداف المستشفيات والخدمات الطبية، إنها قضية القضايا، ومظلومية العصر، والمأساة الكبرى على وجه المعمورة، ومن العار والخزي- وللأسف الشديد- أن تكون في محيطٍ إسلاميٍ من العرب وغيرهم، أكثره متخاذل، وبعضه متواطئٌ متآمر، ومتعاونٌ مع العدو الإسرائيلي.

إنَّ ميدان المواجهة للعدو الإسرائيلي والأمريكي، هو الميدان الذي ينبغي على الأمة الإسلامية جمعاء أن تساهم فيه، وأن تتحرك بجدٍ ومصداقيةٍ لمناصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء بكل الوسائل، فهي معركةٌ بين الحق والباطل، والمظلوم والظالم، والحق فيها واضحٌ وضوح الشمس في رابعة النهار، والمظلومية فيها جليَّةٌ قد ملأت سمع الدنيا وبصرها، وأيقظت حتى بعض الضمائر في أقصى الأرض، وهي معيارٌ مهمٌ يفرز واقع الأمة بجلاء، كما قال الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}[آل عمران: 179]، وهذا- بحد ذاته- من أهم الدروس المستفادة من الأحداث، لتكون الأمة على بيِّنةٍ من أمرها، بعد أن تكتشف الخبيث منها؛ لأنه يلعب دوراً خبيثاً، وتخريبياً، وهدَّاماً في داخلها، ويعمل لصالح أعدائها، فثمرة هذا الفرز، ونتيجة هذا التمييز في سنَّة الله تعالى: لأخذ الحذر والانتباه من الاصطفاف في صف الخبيث، ولتقف الأمة في الاتِّجاه الصحيح الطيِّب، المتمسك بالحق، وبالموقف الإيماني.

وبالنظر إلى واقع المسلمين، وتقييم مواقفهم تجاه المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني، ومأساته الدامية، ومعاناته المهولة، فإنَّ حالة التخاذل، والتجاهل، والتفرج، واضحةٌ تماماً في موقف كثيرٍ من الحكومات، والزعماء، والنخب، وامتدت إلى واقع كثيرٍ من الشعوب، فلماذا؟! أين هي روحية الإسلام؟! وأين هو الامتثال لآيات الله في القرآن الكريم، وأوامره الصريحة بالجهاد في سبيل الله؟! كيف تتخاذل حكوماتٌ وشعوبٌ بأكملها دون أي موقفٍ أو مساندة، بالرغم من كل ما يحدث؟! وكيف يقف في المقابل، الغرب الكافر، الظالم، مع العدو الإسرائيلي الصهيوني الكافر الظالم، في الموقف الباطل، دون أن تقف شعوب أمتنا الإسلامية، ومعظم حكوماتها التي تنتمي للإسلام، مع الشعب الفلسطيني المظلوم المسلم، ومع مقدِّساتها الإسلامية، وعلى رأسها: المسجد الأقصى الشريف؟!

وهناك أيضاً حالة التواطؤ الفاضح، والخدمة للأعداء، من حكوماتٍ وأنظمةٍ عميلة، على رأسها: قارون العصر، وقرن الشيطان، الذي يقوم بمناصرة العدو الصهيوني بشكلٍ واضح، هو وتلك الأنظمة التي هي على ما هو عليه، من خلال:

– وسائل إعلامها.

– ومواقفها السياسية.

– ودعمها المادي والاقتصادي.

– وتثبيطها للأمة.

– وكبتها لشعوبها.

– ومعاداتها للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، وتآمرها عليهم، وتحريضها ضدهم.

– ومعاداتها الواضحة والصريحة والمعلنة لجبهات الإسناد، المناصرة للشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق يأتي التصعيد السعودي العدواني ضد شعبنا العزيز، بعد أنَّ أمره الأمريكي بذلك؛ خدمةً لإسرائيل، وانتقاماً من شعبنا العزيز، بعد الفشل الأمريكي الواضح، الذي اعترف به القادة، والضباط، والمسؤولون الأمريكيون، حيث لم ينجحوا في حماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي؛ وإنما ورَّطوا أنفسهم، فباتوا عاجزين حتى عن حماية سفنهم، وبعد إعلانهم المشترك بينهم وبين البريطاني للعدوان على بلدنا، وما نفَّذوه من الغارات والقصف البحري، لم يحققوا أي نتيجة؛ وإنما تصاعدت العمليات، التي نفَّذها الجيش اليمني، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس، والتي كان من نتائجها العجيبة، وغير المسبوقة باعتراف الأعداء، وبتأييد الله تعالى ونصره: طرد حاملة الطائرات الأمريكية [آيزنهاور] من البحر الأحمر، وقد اتَّجه الأمريكي بعد ذلك إلى توريط عميله السعودي، ليدفع به إلى خدمة العدو الإسرائيلي، بأكثر مما قد قَدَّم ومما يُقدِّم ويفعل، وبما يجلب له الخزي والعار، والخسران المبين، والتضحية بمصالحه وأمنه، من أجل اليهود الصهاينة، وذلك هو الضلال المبين، نعوذ بالله من الضلال والخذلان.

لقد كان خروج شعبنا العزيز في يوم الجمعة الماضية خروجاً عظيماً وكبيراً، حيث اتَّجه الملايين إلى الساحات، وأسمعوا صوتهم وموقفهم إلى كل العالم، بثباتهم على الموقف الحق في مناصرة الشعب الفلسطيني، رغم أنف كل عميل، والاستعداد التام للتصدي لأي خطواتٍ عدوانيةٍ داعمةٍ لإسرائيل ضد شعبنا اليمني، من قِبَل النظام السعودي (قارون العصر، وقرن الشيطان).

وإنني في هذا المقام، أنصح النظام السعودي: أن يصغي لشعبنا العزيز في تحذيراته وهتافه، وأن يكفَّ عن مساره الخاطئ، العدواني، المناصر لإسرائيل وأمريكا، والمعادي لله، وللمسلمين، وليمن الإيمان والحكمة، وإذا أصرَّ على مواصلة خطواته العدوانية الظالمة، واستكبر، وطغى وتجبَّر، فإنَّ الله تعالى- وهو القاهر المهيمن، العزيز الجبار- قد أذلَّ على يد مجاهدي شعبنا طاغوت العصر المستكبر (الأمريكي)، وبإذن الله تعالى ونصره وتأييده يكسر الله جبروت عملائه، ويُحطِّم كبرياءهم وغرورهم، ويدمِّر إمكاناتهم على يد عباده المجاهدين، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ومظلومية شعبنا، ومظلومية شعوب أمتنا، التي تعاني على الدوام من مؤامرات الأعداء، وشرهم، ومكائدهم، التي ينفِّذونها خدمةً لأمريكا وإسرائيل.

ومهما كانت التحديات والمؤامرات من أمريكا وعملائها، فإنها لن تخضع شعبنا العزيز، فهو عزيزٌ بعزة الإيمان، يأبى الضيم والإذلال والقهر، وينتمي إلى ثقافة القرآن الكريم، ويردد في هتافاته صرخة سيِّد الشهداء يوم العاشر من محرم، حين قال “عَلَيْهِ السَّلَامُ”: ((أَلَا وَإِنَّ الدَّعِي بْنَ الدَّعِي قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتِين: بَينَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّة، وَهَيهَاتَ مِنَّا الذِّلَّة، يَأبَى اللَّهُ لَنَا ذَلِكَ، وَرَسُولُهُ، وَالمُؤمِنُون)).

إنني في هذا المقام، وهذا اليوم، وهذه الذكرى، في يوم الحسين “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، سبط رسول الله “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، يوم التضحية والفداء في سبيل الله تعالى، يوم حسم الخيارات، واتِّخاذ القرارات، أؤكد للشعب الفلسطيني، وللعالم أجمع، أننا لن نألو جهداً في مناصرة إخوتنا المجاهدين في فلسطين، ولن نتراجع أبداً عن موقفنا الإيماني المبدئي، في التمسك بالقضية الفلسطينية شعباً وأرضاً ومقدَّسات، وفي العداء لأعداء الله تعالى، وهم: اليهود الصهاينة، وأعوانهم، وسنواصل إسنادنا لغزة، بالتنسيق والتعاون مع بقية جبهات الإسناد، وأحرار الأمة، وسيبقى شعبنا العزيز بانتمائه الإيماني الأصيل- بإذن الله تعالى وتوفيقه- حاضراً في الساحات، ومختلف الأنشطة المناصرة للشعب الفلسطيني، وعملياتنا مستمرةٌ بالقصف الصاروخي، والمسيَّرات، والعمليات البحرية، في تصعيدٍ وتصاعد، حتى يوقف العدو الإسرائيلي عدوانه على غزة، ويرفع حصاره الخانق عن أهلها، والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ، وَآلِ رَسُوْلِ اللهِ.

السَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ سِبْطِ رَسُوْلِ اللهِ، وَعَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قَضَوْا مَعَهُ.

السَّلَام عَلَى كُلِّ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ عَصْرٍ وَمَكَان.

السَّلَامُ عَلَى الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِي المَظْلُوم وَمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ- أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَواتُ- وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام العدو الإسرائیلی للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی الإمام الحسین شعبنا العزیز فی سبیل الله ع ل ى آل ه الله تعالى رسول الله فی هذا ل الله

إقرأ أيضاً:

ناشطات وإعلاميات في حديث خاص لـ (الثورة ): اليمن في حضرة “الربيع المحمدي”.. ولاء واتباع وارتباط تاريخي

 

يسابق اليمنيون الزمن لاستقبال مولد النور  المحمدي الذي ولد فيه نبي الرحمة وخاتم الأنبياء ومحقق العدالة ومنقذ البشرية

كعادتهم كل عام، يسابق اليمنيون الزمن استعدادا لاستقبال الربيع المحمدي الذي يعدونه مناسبة يجب إحياؤها بالشكل الذي يرتقي بصاحبها عليه وعلى آله أفضل السلام، الرحمة المهداة للعالمين، لاستحضار أخلاق وقيم النبي الكريم، وإحياء لمبادئ دينه التي يريد الأعداء طمسها واستبدالها بمبادئ الإسلام الوهابي، في وقت الأمة، وهي أحوج ما تكون لقدوة تقتدي بأثرها حتى تعود لربها و تدحض كل تلك الهجمة الشرسة عليها، وليس هناك من قدوة اجتمعت فيها كل الصفات والأخلاق التي تضمن للأمة الفلاح إلا شخصية الرسول الأعظم الذي بزغ فجر دعوته وسط جاهلية تعج فيها الأرض بالظلم والكفر، فأحياها بنوره تحت عقيدة التوحيد وبعدالة جعلت الناس سواسية، وأحيا في الأمة روح المسؤولية في محاربة الظلم وأعداء الله وهو  الأمر الذي تحتاجه الأمة اليوم لنصرة فلسطين ومقدساتها ومواجهة الصهاينة الذين تنامى ظلمهم ووجودهم  بسبب التطبيع معهم ونسيان أوامر الله التي تحرم مولاتهم..
لذا فمناسبة المولد النبوي محطة مهمة لإحياء النفوس وروحية الإسلام الأصيل والقيم المحمدية وترسيخ مبدأ الولاء لله ورسوله وآل بيته الذين بفضل موالاتهم انتصر اليمن على أعدائه وأصبح يشارك غزة في مصابها.
وبإحيائهم المميز لمناسبة المولد النبوي، أفشل اليمنيون كل حملات التبديع لإحياء هذه المناسبة وأصبحوا محل قدوة للكثير من أبناء الأمة ورأينا الكثير يقتفي اثر اليمن في إحياء المناسبة ولكن ليس كاليمن مثيل حبا وولاء وارتباطا واقتداء، فهو ارتباط متوارث من أجدادهم الأنصار الذين استبدل الله بهم قريشاً حين آووا ونصروا وانتصروا للنبي ورسالته الخالدة.
حول هذه المناسبة وأهمية إحيائها وكيف يحييها اليمنيون – أجرى ((المركز الإعلامي بالهيئة النسائية _مكتب الأمانة)) – استطلاعا  للأسرة مع عدد من الإعلاميات والناشطات الثقافيات اليكم الحصيلة:

الثورة / خاص

بداية مع الكاتبة ابتهال محمد أبو طالب التي تقول: اليمن منبع الإيمان وعنوان الحكمة، فكلما يُذكر الإيمان مقترنًا بالحكمة يِذكر اليمن، ويُذكر معه حديث رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم: «الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية».
ارتباط وثيق
وأوضحت ابوطالب أن الارتباط وثيق بين اليمن وشعبه المؤمن، وبين رسول الله صلوات الله عليه وآله، ومن منطلق هذا الارتباط يكون الولاء لله ورسوله، ويكون الاحتفاء بذكرى المولد الشـريف مولد الرحمة للعالمين، المولد الذي أضاء ظلام الحياة، ومحا ضلال القلوب، وهدى الناس إلى أحسـن الطرق والدروب، مولد به دُحِضت الذنوب من الأدران، واستفاق الجاهل من سبات الأوهام.
وذكرت أبو طالب أن شعب اليمن المؤمن يستقبل ذكرى المولد الشريف استقبالًا يؤكد من خلاله أنـَّه على نهج رسول الله سائر،ولكل الكبائر مواجه ومناهض.
وأكدت  على أن أنصار اليوم هم أنصار الأمس، فهم خط نهج لن ينقطع أبدًا، وهم على الحق أبدًا وسرمدا، ولرسول الله باقون مدى حياتهم على الوفاء.
أنصار اليوم هم في كلِّ ذكرى المولد الشريف يعيدون معنى قول أنصار الأمس ويجددون ذلك القول الموجه لرسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم: :”قد آمنا بك وصدقناك فامض يا رسول الله فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، إنا لصبرٌ عند الحرب، صدقٌ عند اللقاء”، ويكررون هذا القول لحفيده السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أنهم بنفس النهج ماضون.
وتابعت ابتهال ابوطالب :  اليمنيون-رجالًا ونساءً وشيوخًا وأطفالًا- ينتظرون مناسبة إحياء ذكرى مولد النور بشغف كبير، وفرحة عارمة، فهذه المناسبة تمثل لهم الإعلان العالمي التأكيدي بأن أروحهم فداءً لرسول الله، وحياتهم على نفس نهج رسول الله، ففرحهم هو انطلاقٌ من قوله تعالى: { قُل بِفَضلِ ٱللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَ ٰلِكَ فَلیَفرَحُوا هُوَ خَیر مِّمَّا یَجمَعُونَ }.
كما أكدت أن العالم أجمع ينظر لليمن نظرة إعجاب وتعجب، متعجبٌ من دحر اليمنيين لكل الحروب الشيطانية بشتى أنواعها، ومعحبٌ  من قمة الولاء لإنسان اُتخذ مثلًا أعلى، وسلاحًا ضد كل العداء.
وذكرت أن شواهد الإعجاب لهذا الشعب العظيم موثقة في مواقع التواصل الاجتماعي بشهادة أبناء الدول العربية والإسلامية، بل وصل الأمر لتأسف بعضهم بأنه ليس من اليمن، وتمني البعض الآخر أن يكون من اليمن، وشوق الأغلب بأن يكون في اليمن يلبي بالسمع والطاعة للقيادة الحكيمة التي هي امتداد للقيادة رسول البشرية محمد صلوات الله عليه وآله وسلم.
ونوهت بأن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مستمرٌ رغم أنوف المعتدين، وكيد الكائدين، وشر المُبدعين.
وعن حملات التبديع للاحتفال بذكرى المولد النبوي تقول أبو طالب : إن حملات المُبدعين باءت بالفشل،  ورؤاهم في أسفل درك الوحل، لأن انتصار الحق على الباطل قاعدة ثابتة ومبدأ متأصل وأكيد، قال تعالى: { یُرِیدُونَ أَن یُطفِـُٔوا نُورَ ٱللَّهِ بِأَفوَ ٰهِهِم وَیَأبَى ٱللَّهُ إِلَّا أَن یُتِمَّ نُورَهُ وَلَو كَرِهَ ٱلكَـٰفِرُونَ }، فأولئك الخاسئون الخاسرون يغرقون في مستنقع غيهم واليمن يسبح في بحر هداية أمجد وأشرف إنسان على وجه الأرض، فشتان بين الغرق والسباحة، وشتان بين المستنقع والبحر، وشتان بين الغي والهداية، وبين الظلام والنور، رسول الله فضل من الله، فهو نعم المعلم الذي ينتفع بعلمه، ونعم الموجه بحكمة توجيهاته، ونعم العظيم بعظمة رسالته، ونعم الماجد بمجد مبادئه، ونعم النور المستمد من الكتاب المبين.
مناسبة تحيينا
وعلى ذات السياق الناشطة الثقافية هناء أبو نجوم المحاقري بدأت حديثها بالقول: الحمد لله القائل (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على  إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وأردفت : بقلوب يحدوها الشوق بكل لهفة وبكل شوق تأتي مناسبة المولد النبوي التي يحيي الله بها نفوس المؤمنين وتذبل نفوس الكافرين هذه المناسبة  الذي يستقبلها الشعب اليمني وبكل شوق يحتفلون بها استنادا لقوله تعالى ((   قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )
وذكرت المحاقري أن هذه المناسبة العظيمة هي رحمة وفضل من الله ولقد اعتاد اليمنيون إحياء هذه المناسبة العظيمة انطلاقا من هويته الإيمانية التي هي محطة تربوية وتوعوية وتعبويه إيمانية.
وأكدت هناء أن هذه المناسبة هي لترسيخ الولاء لرسول الله صلوات الله عليه  وآله وهى مناسبة للاعتراف بعظيم نعمة الله وفضله.
وأوضحت المحاقري أن شعبنا اليمني يستقبل الربيع المحمدي على نحو مميز   وجذاب بدءاً بالتزيين للبيوت والشوارع بالأضواء الخضراء التي تدل على الابتهاج والفرح والشوق لهذه المناسبة وأيضا بالتدشين والفعاليات التي تتضمن المحاضرات والأنشطة التثقيفية المتنوعة إضافة إلى الأنشطة الخيرية وهذه  تدل على مدى تعظيمنا وتوقيرنا وتقديسنا لسيدي رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.
كما نوهت هناء المحاقري: بأنه من خلال هذه المناسبة العظيمة نتعرف على شخصية الرسول صلى الله عليه وآله الذي جاء ليحرر الناس من العبودية لغير الله والذي أرسله الله لإصلاح الإنسان وتربيته وتأهيله لنكون بمستوى التحمل للمسؤولية بكل ما تعنيه الكلمة من أجل إقامة القسط.
وأشارت المحاقري إلى أن رسول الله صلوات الله عليه وآله أتى بمشروع إلهي ليطهر  الأرض من الفساد ومن المفسدين، رسول الله هو القدوة التي يجب أن نقتدي بها في مواجهة قوى الشر والطغيان،  في مواجهة اليهود والنصارى .
محطة مهمة
وعن أهمية إحياء هذه المناسبة أكدت المحاقري أن مناسبة المولد النبوي الشريف هي مناسبة للاعتراف بأعظم نعمة مًن الله بها علينا وهي فرصة ثمينة ومحطة مهمة للتذكير بالمسؤولية والتذكير برحمة الله، ونرى اليوم اليمانيين هم من جسدوا الايمان قولا وعملا في إحياء هذه المناسبة و هذه من ثمار الإيمان.
كما ذكرت المحاقري أن الشعب اليمني اصبح قدوة للكثير من الشعوب في إحيائه لهذه المناسبة العظيمة التي تحيي النفوس وهي منهج حياة والبديل عنها الظلم والظلام والإفساد ، والله تعالى يقول (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
*ترسيخ مبدأ الولاء*
وأكدت أن يوم مولد النور هو يوم مبارك يجب أن نرسخ فيه مبدأ الولاء لله ولرسوله والاتباع لسيدي رسول الله والاقتداء به والتأسي به وأيضا هذه المناسبة تربطنا بأهم قضايا الأمة، بالموقف المشرف، في أن نقف صفا واحدا  مع الشعب الفلسطيني  المظلوم  وأن نبذل كل ما نستطيع حتى تحرير كل الأراضي الفلسطينية وحتى نزيل أمريكا وإسرائيل من الوجود وان نكون ثابتين في هذا الموقف الحق ونعلن بكل عزة وفخر انتماءنا وولاءنا الإيماني وتسليمنا لله ولرسوله في مواجهة التحديات.
وتابعت المحاقري : اليوم يمن الإيمان والحكمة نموذج راقٍ انتصر على حملات التبديع والتشويه بإحياء هذه المناسبة وهذا يدل على مصداقية وإخلاص وحب الشعب اليمني للنبي المصطفى وهذا ليس غريباً على يمن الإيمان والحكمة فاليمانيون  لهم ارتباط قوي وكبير منذ القدم برسول الله وبالرسالة الإلهية فأجدادهم هم أول من آووا ونصروا واستقبلوا رسول الله بكل حب وولاء.
واختتمت هناء المحاقري حديثها بالقول: واليوم  يجدد اليمانيون هذا الولاء وهذا الارتباط القوي برسول الله  محمد، وهذا يدل على عمق الولاء والعلاقة والارتباط برسول الله صلوات الله عليه وآله وبأعلام الهدى من بفضل الله ورسوله وأعلام الهدى انتصر اليمانيون وواجهوا بكل عزم وثقة ويقين كل حملات التبديع والتشويهات بثبات وبتحرك قوي وفعال وأثبتوا للعالم أن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله هو القدوة والأسوة، فبهذا التحرك زهق الباطل وأحق الله الحق ، ((والله متم لنوره ولو كره الكافرون)).
مظاهر الاحتفال
بدورها الناشطة الثقافية رشا القفيلي ذكرت أن من مظاهر الاستعداد التي يقوم بها اليمنيون للاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من تزيين المنازل بالزينة التي تليق بعظمة المناسبة وتوزيع الحلوى للأطفال لجذب قلوبهم لحب نبيهم وترسيخ ذكرى مولده في عقولهم وسيرته في أذهانهم والإكثار من الصلاة والسلام عليه (اللهم صلي على محمد وآله تسليماً كثيرا) وهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين والاستزادة من سيرته وتطبيق سنته على الواقع في المعاملات والحياة بشكل عام.
وأكدت القفيلي أن إحياء اليمنيين لهذه المناسبة يختلف عن بقية الاحتفالات التي يقيمها المسلمون في أرجاء الأرض بهذه الذكرى، ليس باعتباره عيداً دينياً فقط، بل تعبيراً عن فرحتهم بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وميلاد الأمة بأكملها والمنارة المضيئة عُتمة الحياة، بكل فنون وأشكال الطقوس والقصائد الدينية المعبرة والمدائح الإنشادية على أنغام الدفوف وأصداء أصوات التلبية والخطابات والكلمات المستوحاة من عظمة سيرته النبوية الشريفة، حيث يتم إحياء فعاليات الذكرى وبشكل يومي في الوزارات والمكاتب التنفيذية والمحلية والمؤسسات والمراكز ودور العلم في الجامعات والمدارس بكل درجاتها والتجمعات القبلية.
واختتمت رشا القفيلي حديثها بالقول: وفي ذكرى مولده عليه وعلى آله الصلاة والسلام، تحلق أرواح وقلوب وأفئدة المسلمين في ملكوت وعشق من يتشوّقون لرؤيته والفوز بشفاعته، ذكراً وتذكيراً وصلاةً وتسليماً وتهليلاً وتشهداً وافتداءً وتلبيةً، بـ” لبيك يا رسول الله”.
اليمن المحمدي.
بدورها الناشطة السياسية دينا الرميمة تقول: يسابق اليمنيون الزمن لاستقبال الربيع المحمدي الذي ولد فيه نبي الرحمة وخاتم الأنبياء ومحقق العدالة ومنقذ البشرية من براثن الجاهلية وعبادة الأصنام والأوثان تحت راية التوحيد سواسية لا فرق بينهم إلا بالعمل الصالح الذي يقربهم إلى الله ورضاه عنهم.
وأوضحت الرميمة قائلة: وكنوع من الاعتراف بالفصل والحمد والشكر على نعمة الهداية والرحمة يحيي اليمنيون ذكرى ولادة النبي الكريم بمظاهر تعبر عن الفرحة اولا بأن يجعلوا من أرضهم حلة تكتسي باللون الأخضر وبشكل مميز يجعل اليمن محل إعجاب للجميع وقبلة الزائرين على منصات التواصل الاجتماعي تتناقل صور اليمن المحتفية بنبيها كدولة لها تاريخ قوي بالإسلام وارتباط كبير بنبيها.
ونوهت بأن من اهم مظاهر الإحياء للمولد النبوي هو تدارس سيرته التي تحيي فيهم مكارم الأخلاق التي لإتمامها بعثه الله وتوضح للناس عظمة شخصيته التي حاول الأعداء تشويهها والانتقاص منها وبالذات تلك التي وصفته بالأمي والفقير الذي رهن درعه عند يهودي في محاولة منهم القول بأن النبي جاور اليهود وهادنهم وهو قول المقصد منه التبرير للتطبيع مع اليهود والولاء لهم.
ارتباط تأريخي
وأكدت الرميمة على أن تاريخ الارتباط بين اليمنيين والنبي الكريم هو ارتباط وثيق وقبل أن يأتي إلى هذه الدنيا وذلك بعد سماعهم بأن نبياً مرتقباً سيخرج في شبه الجزيرة العربية، فسابق اليمنيون «قبيلتا الأوس والخزرج» الزمن وهاجروا إلى المدينة المنورة «يثرب» انتظاراً لمجيئه!!
وأردفت الرميمة: وما إن ظهر النبي الكريم وصدح بدعوته حتى ذهب إليه جماعات من الأوس والخزرج اليه واسلموا وبايعوه في بيعتي العقبة الأولى والثانية على السمع والطاعة والنصرة وبعد أن حاربته قريش وأخرجته من أرضه بعد محاولة قتله المعروفة، حتى هاجر اليهم فاستقبلوه خير استقبال وتقاسموا مع المهاجرين الأرض والدور، فسماهم النبي بالأنصار الذين آووه ونصروه وتحملوا معه مهمة نشر الإسلام ومجابهة الظالمين حتى تأسست الدولة الإسلامية كأعظم إمبراطورية في عهدها، فكان اليمنيون هو من استبدل الله بهم قريشاً.
وأشارت الرميمة إلى أن أهل اليمن كانوا هم القوم الذين أسلموا برسالة بعثها النبي اليهم مع الإمام علي بن طالب وما إن انتهى من قراءتها حتى دخلوا في دين الله أفواجا ومع وصول خبر إسلامهم إلى النبي سجد حمدا وشكرا وقال « آتاكم أهل اليمن ارق قلوبا والين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية».
وكما أكدت الرميمة أن الارتباط الوثيق بين اليمنيين ونبيهم  إنما هو إرث من أجدادهم ورؤيتهم مدى أحقية الدين الذي جاء به ومدى حقيقة ما جاء بها من مبادئ وقيم تنجيهم شر الدنيا والأخرة وتجعلهم خير أمة أخرجت للناس.
واختتمت دينا الرميمة حديثها بالقول: نحن على العهد باقون بالسمع والطاعة والنصرة والولاء للنبي الكريم وسفن النجاة من آل بيته وسنحيي مولده الكريم حبا وتلبية وذكرا وصلاة تتلى لنري الظالمين وأعداء الأمة أنه ما زال حيا فينا وأن قيمه اسمى واعظم من كل محاولات التشويه التي يحاولون بها صدنا عنه، ومادامت اليمن ترتدي حلتها الخضراء، فكل محاولات التشويه والتبديع ستندحر وتتهاوى في مهب الريح.
اليمن حلة خضراء
ختاما تقول آية أبو طالب – ناشطة ثقافية: تكتسي اليمن حلتها الخضراء في شهر الربيع المحمدي من كل عام تأهبا واستعدادا وابتهاجا وفرحاً بقدوم مولد عظيم الصفات رفيع المكانة  عذب الخصال سيد الرسل خير البشر من كان جديراً بحمل الرسالة الإلهية، وهو بنا رؤوف رحيم.
وأوضحت آية أنه مع نهاية شهر صفر وبداية أيام شهر الربيعٍ الأول يبدأ اليمانيون كباراً وصغاراً وكعادتهم بتزيين الشوارع والحارات والمنازل والسيارات والدراجات بالزينة الخضراء التي تبث في النفوس الراحة والسكينة لاستقبال مولد رسول الله الذي يجسد فيهم روح الإيمان والبذل والعطاء والجهاد في سبيل الله، حينها تشهد الأرض ولادة جديدة في كل عام، تمتلئ القلوب حباً وعشقاً وشوقاً أكثر من السابق لرسول الله، حتى يأتي اليوم المنتظر الثاني عشر من ربيع الأول، حيث لم يكتفوا بجعل الأرض تشع بالضوء الأخضر وعروض لا مثيل لها للسيارات  باللون ذاته، فيعبر الشعب اليمني عن فرحه الأكبر بالخروج الجماهيري المهيب المشرف في ميدان السبعين بكل ما لديهم من إمكانيات، يرفعون أعلامهم الخضراء عالية يهتفون هتافاً بصوت مدو ((لبيك يا رسول الله هاك أرواحنا فداء لك)).
ارتباطٌ عجيب
وأكدت أبو طالب أنه منذ القدم تتجسد شخصية رسول الله في اليمانيين، يتحلون بصفاته العظيمة التي لم يحظ بها أحد من قبل أو من بعد، مما يدل على حبهم له والوفاء له والولاء والاتباع من خلال سيرهم على النهج الذي سار عليه وللمحافظة على الجهود المحمدية حتى لا تضيع وتصبح هباءً حيث رأى فيهم صلى الله عليه وآله الإخلاص وطيب قلوبهم وشجاعتهم وحكمتهم ومناصرتهم للدعوة الإسلامية والمحافظة عليها بكل ما أوتوا من قوة، وهذا ما قد جعله يقول فيهم: الإيمان يمان والحكمة يمانية “، كذلك قال عنهم الإمام علي، عليه السلام:
ولو كنت بوابا على باب جنة – لقلت لهمدان ادخلوا بسلام.
فهذا دليل على أنه كانت لليمانيين بصمة في ارتباطهم برسول الدين رسول الأمة والإسلام.
وذكرت آية أبو طالب أن أعداء الأمة عملوا على تشويه سمعة وصورة رسول الله عند الأمة المحمدية بشكل خاص حتى يظهروه لهم على أنه شخص سيئ منحط خرافي ليتركوا ما جاء به بكل ما لديهم من إمكانيات بالأحاديث المكذوبة والتزييف والتزوير والحرب الإعلامية بشكل كبير حتى وقتنا الحالي، ولم يكتفوا بذلك بل وصلت بهم الحقارة والدناءة إلى صنع مسلسل يسيئ إليه عليه الصلاة والسلام، إلا أن الله سبحانه  أبى إلا أن يتم نوه ولو كره الكافرون فأتى بأعلام الهدى من آل محمد، ينابيع صفوات الهدى وأوضحوا مدى التزوير التزييف وبينوا للأمة من يكون محمد صلى الله عليه وآله،علمه، حكمته، قوته، شجاعته، صدقه، أخلاقه، كريم، الطبع، مولى الطيب واللين  وغير ذلك.

مقالات مشابهة

  • السوداني لأعضاء مجلس كربلاء: المشاريع المحلية يجب ان تنسجم مع برنامج الحكومة
  • ناشطات وإعلاميات في حديث خاص لـ (الثورة ): اليمن في حضرة “الربيع المحمدي”.. ولاء واتباع وارتباط تاريخي
  • المفتي قبلان: كلنا شركاء في هذا البلد
  • قائد الثورة: شعبنا في موقف الشرف مع غزة ولن يتلطخ بعار التخاذل العربي
  • (نص+فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية
  • جامعة البيضاء تنظم فعالية ثقافية بذكرى المولد النبوي الشريف  
  • داعياً الشعب للخروج المليوني غداً.. قائد الثورة: الرد آت من جبهات المحور وسيكون موجعاً ومؤثراً على العدو
  • من وعي كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات 22 أغسطس 2024م
  • قائد الثورة: الرد آت من جبهات المحور وسيكون موجعاً ومؤثراً على العدو
  • قائد الثورة يدعو للخروج المليوني يوم غد الجمعة.. ويؤكد الرد آت من جبهات المحور وسيكون موجعا ومؤثرا