قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن وضع بلاده معادلات جديدة في سياساتها الخارجية بات حاجة ملحة أكثر من كونه اختيارا، في ظل صراع الأقطاب الكبرى والتغير السريع في موازين القوى.

وأضاف أردوغان في كلمة ألقاها عقب اجتماع الحكومة التركية اليوم: "في وقت تقع فيه منطقتنا على صفيح ساخن ونار مستعرة باستمرار، فإنّ وضع معادلات جديدة في السياسة الخارجية بالنسبة لتركيا، هو حاجة، أكثر من كونه اختيارا".

وأضاف: "نظرا لروابطها الجغرافية والبشرية والاقتصادية والتاريخية، فإنه لا يمكن حشر تركيا في كتلة واحدة"، مردفا: "أصبحنا نعيش في منطقة، نفتح أعيننا فيها كلّ صباح على كارثة وأزمة جديدة.

وأردف: " ما دام استمرت إسرائيل بسياسة المجازر والاحتلال والإبادة الجماعية، التي تنتهجها في غزة والأراضي الفلسطينية، فإن موقفنا تجاهها لن يتغير".

وأكد أن "الشعب التركي وحكومته يقفون شامخين إلى جانب فلسطين حتى لو انزعج الظالمون الذين يقتاتون على الدماء والدموع والاحتلال"

وأشاد أردوغان ببطولة وشجاعة الفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم، مشددا على "ضرورة الضغط على الإدارة الإسرائيلية الحالية لوقت المجازر التي ترتكبها في غزة".

وتابع: "نحن لسنا دولة تدير ظهرها للشرق من أجل الغرب أو تدير ظهرها للغرب من أجل الشرق، فكلاهما مهم بالنسبة لنا، فنحن نعطي أهمية كبيرة لزيادة عدد أصدقائنا وخفض عدد أعدائنا".

وتطرق أردوغان في كلمته إلى علاقة تركيا بحلفائها الغربيين قائلا: "الأسلحة التي يضع حلفاؤنا الغربيون ألف شرط وشرط من أجل أن يبيعوها لنا، كما ترون تظهر في مخابئ المنظمات الإرهابية الانفصالية".

واسترسل قائلا: "نتمنى على الجميع أن يعرف أنه كلما ازداد تعاوننا في المنطقة، قلّت نسبة المخاطر التي تواجه المنطقة".

وشدد على أن الحكومة التركية تشعر بالأزمة الاقتصادية التي يعيشها المواطن وتسعى لحلّها، مؤكدا أن تركيا مفتوحة على مصراعيها لأي استثمار من شأنه أن يضيف قيمة لاقتصاد البلاد.

وخلص إلى أن التضخم في تركيا بدأ بالتراجع اعتبارا من الشهر الماضي والحكومة لم ولن تسمح بأن تكون عواقبه الكارثية على كاهل المواطنين

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: رجب طيب أردوغان كارثة تركيا الشرق منطقة اقتصادي التغير الغرب مخاطر الضغط تراجع حلفاء المخ البشرية

إقرأ أيضاً:

المصرف المركزي.. جبهة صراع جديدة تهدد استقرار ليبيا

في خضم توترات سياسية وأمنية متصاعدة، تخيم على ليبيا بوادر أزمة جديدة، محورها الصراع للسيطرة على المصرف  المركزي، الذي تحول إلى جبهة تنافس تهدد استقرار البلاد.

وعبرت السفارة الأميركية بليبيا، الخميس، عن مخاوفها تجاه تقارير تفيد بوقوع اشتباكات في العاصمة طرابلس، داعية كافة الأطراف إلى خفض التصعيد وتجنب العنف على الفور.

وجاء بيان السفارة عقب تحذير مشابه من بعثة الأمم المتحدة في البلاد،  أعربت فيه أيضا عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بحشد قوات في طرابلس.

الخبير في الشؤون الليبية، محمد الرميلي، يؤكد أن "الوضع في البلاد على صفيح ساخن، بسبب الصراع الحاصل بين القوى المختلفة بشأن البنك المركزي في البلاد".

من جهته، يقول المحلل السياسي والإعلامي الليبي، محمد الصريط، إنه لـ"حدود اللحظة لم تحصل أي اشتباكات بين أي فصائل أو قوى مسلحة داخل طرابلس"، غير أنه يلفت إلى  "حالة الترقب والخوف التي تعمّ البلاد".

ويوضح الصريط في حديثه لموقع "الحرة"، أن التوترات الأخيرة ترتبط أساسا بـ"تقارير عن إقالة المحافظ الذي يملك قوى متنفذة، ونفس الأمر بالنسبة للأطراف الأخرى التي تسعى للإطاحة به، متمثلة في رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي"، بالإضافة إلى  عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ومقرها طرابلس.

ويبقى مصرف ليبيا المركزي هو الجهة الوحيدة المعترف بها دوليا فيما يتعلق بإيداع إيرادات النفط، وهي دخل اقتصادي حيوي للبلد المنقسم منذ سنوات، بين حكومتين متناحرتين في طرابلس وبنغازي.

واعتبرت السفارة الأميركية، في بيانها أن "محاولة حل النزاع المتعلّق بمصرف ليبيا المركزي بالقوة "غير مقبول"، وستترتب عليها عواقب وخيمة على نزاهة هذه المؤسسة الحيوية واستقرار الدولة، إضافة إلى آثار جدية محتملة على موقع ليبيا في النظام المالي الدولي.

واشنطن تعرب عن مخاوفها بشأن "حشد قوات في طرابلس" الليبية عبرت السفارة الأميركية لدى ليبيا في بيان، الخميس، عن مخاوفها تجاه تقارير تفيد بوقوع اشتباكات في العاصمة طرابلس. المركزي الليبي في بؤرة النزاع

وشهد مصرف ليبيا المركزي، خلال الأسابيع الأخيرة، سلسلة من التطورات المقلقة في ظل محاولات  لتغيير قيادة المصرف، تكشف عن عمق الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد.

وبدأت أولى التوترات، عقب إعلان المجلس الرئاسي عزمه على تنفيذ قرار صادر عن مجلس النواب عام 2018،  يقضي بتشكيل مجلس إدارة جديد للمصرف المركزي.

وردا على القرار، أكد محافظ البنك المركزي، الصديق الكبير، ونائبه، مرعي البرعصي، رفضهما لهذه الخطوة، معتبرين أن المجلس الرئاسي لا يملك صلاحية عزلهما، وأعلنا استمرارهما في مناصبهما.

وتفاقمت الأزمة، بعد ذلك مع حادثة اختطاف مسؤول رفيع في المصرف المركزي "من قبل جهة مجهولة"، مما أدى إلى تعليق البنك لعملياته بشكل مؤقت. 

وجاءت هذه التطورات، بعد أسبوع تقريبا، على محاصرة مسلّحين مقر المصرف في طرابلس.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى تقارير تفيد بأن ذلك محاولة لإجبار محافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، على الاستقالة.

ويتولى الكبير منصب محافظ المصرف المركزي منذ عام 2012، ويواجه انتقادات متكررة بشأن كيفية إدارته للموارد النفطية الليبية وموازنة الدولة، توجهها شخصيات بعضها مقرب من الدبيبة.

بيان السفارة الأميركية أتى عقب تحذير مشابه من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا

وسبق أن ندّد السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، بمحاولات "غير مقبولة" لدفع محافظ المركزي للاستقالة، محذرا من أن استبداله "بالقوة يمكن أن يؤدي إلى استبعاد ليبيا من الأسواق المالية العالمية".

في هذا الجانب، يقول الصريط إن ليبيا تعيش على وقع نزاعات سياسية مستمرة بين الأجهزة الرئيسية، كاشفا أن لهذه الخلافات طابع قانوني ظاهري، إذ تلجأ كل مؤسسة إلى تأويلات مختلفة لنطاق سلطاتها، في محاولة لإضفاء المشروعية على مواقفها وإجراءاتها.

وتعاني ليبيا من انقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وتدير شؤونها حكومتان: الأولى معترف بها دوليا في طرابلس برئاسة الدبيبة، والثانية في شرق البلاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.

ويشير المحلل ذاته، إلى أن العاصمة الليبية تبقى مركز قوى ومحل نزاع بين مختلف الأطراف الليبية، بالتالي فإن "طرابلس الهدف النهائي لأي قوة تسعى للهيمنة أو السيطرة على البلاد".

ومطلع الشهر الحالي، شهدت ضواحي طرابلس اشتباكات "غير واضحة الدوافع" بين فصيلين مسلحين مرتبطين بحكومة الوحدة الوطنية، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وجرح العشرات، وفقا لفرانس برس.

في هذا الجانب، يقول المحلل الليبي، الصريط، إن أحداث بداية أغسطس "كانت معزولة وتقتصر على مواجهات بين فصائل فيما بينها"، مشيرا إلى أنها وقعت في أطراف العاصمة ولم تشمل أحياء ووسط العاصمة.

ورغم أن المحلل يشير إلى تراجع حدة أعمال العنف بالعاصمة منذ عام 2017، إلا أنه يحذر من التبعات السلبية لهذه الحوادث المتفرقة، مؤكدا أن تأثيرها يمتد ليطال سمعة ليبيا دوليا، ويقوض الشعور بالأمان لدى المواطنين.

كما يلفت الانتباه إلى الأثر السلبي على جاذبية البلاد للاستثمارات الأجنبية، مما ينعكس سلبا على الوضع الاقتصادي العام.

زيادة التوترات

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التدهور السريع للوضع الاقتصادي والأمني في ليبيا، منددة بالتصرفات "الأحادية" لبعض الجهات الفاعلة والتي تؤدي إلى زيادة التوترات.

وقالت، ستيفاني خوري، التي تتولّى منصب الرئيس الموقت لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمام مجلس الأمن الدولي، "خلال الشهرين الماضيين، تدهور الوضع في ليبيا بسرعة كبيرة على صعيد الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني".

وأضافت أن "التصرّفات الأحادية لجهات سياسية وأمنية ليبية فاعلة، أدّت إلى زيادة التوترات وزادت من عمق الانقسامات المؤسسية والسياسية، كما عقّدت الجهود المبذولة للتوصّل إلى حل سياسي عبر التفاوض".

وتشغل الدبلوماسية الأميركية مؤقتا منصب رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بانتظار تعيين خليفة، لعبد الله بتيلي، الذي استقال من هذه المهمة في أبريل، مشيرا إلى "غياب الإرادة السياسية وحسن النية لدى القادة الليبيين السعداء بالمأزق الحالي".

الخبير الليبي، محمود الرميلي، يؤكد  أن حالة "الانسداد السياسي" تبقى السبب وراء كل الإشكالات الأمنية والتنافس الحاصل بشأن السيطرة على مؤسسات البلاد.

ويحذر الرميلي في تصريح لموقع "الحرة"، من أنه قد تكون للانقسامات والخلافات الأخيرة بشأن المصرف المركزي "تبعات مؤسفة قد تفتح الباب لدوامة العنف والسلاح"، ما لم يكن هناك تدخل من أجل إخماد هذه الأزمة.

ويشير المحلل السياسي، إلى أن "البلاد في حاجة إلى حلول سياسية تحقن الدماء"، مشدّدا على ضرورة التوجه لصناديق الانتخابات لاختيار أوجه جديدة".

ويوضح الرميلي أن الكيانات الحالية من نواب ومجالس وحكومات تبقى "سيدة الإشكالات والصراع المطروح"، مما يستدعي "تغييرها بالاحتكام إلى صناديق الانتخابات عوضا عن صناديق الذخيرة".

مقالات مشابهة

  • شعبة الذهب: أسعار المعدن الأصفر عالميا ستسجل قمة قياسية جديدة
  • حسين الشيخ : حرب إسرائيل في غزة تهدف لإبادة شعبنا وتهجيره
  • أردوغان يكشف عن مشروع لإضافة 6 غواصات إلى قوات بلاده البحرية
  • "العلمين" تشهد صراع الأبطال في بطولة "قاضية" العالمية
  • قصة المؤرخ التركي الذي وُلِدَ في مخيم لاجئين ويطلب ترحيل السوريين
  • المصرف المركزي.. جبهة صراع جديدة تهدد استقرار ليبيا
  • الإعلام التركي: أنقرة تعلن موعد زيارة السيسي لتركيا
  • تقارير: السيسي يزور تركيا في سبتمبر
  • أنقرة تنفي الاتفاق مع بغداد على انهاء الوجود العسكري التركي في العراق
  • ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك في تركيا 0.6%