57 شهيدا مع أستمرار العدوان على غزة .. وتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
عواصم "رويترز" "أ ف ب": إستمر العدوان الإسرائيلي اليوم في عدة مناطق بقطاع غزة في حين قال مسؤولو وزارة الصحة في القطاع إن 57 شخصا على الأقل قُتلوا في قصف إسرائيلي على المناطق الجنوبية والوسطى.
واتهمت حماس إسرائيل بتصعيد الهجمات في غزة لمحاولة عرقلة جهود مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وذكر المسؤولون أن خمسة فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية أصابت منزلا في مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع على الحدود مع مصر وحيث تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات منذ مايو بينما قُتل رجل وزوجته وطفلان في خان يونس القريبة.
وقال مسؤولون في وقت لاحق إن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة أدت إلى مقتل 17 فلسطينيا على الأقل وإصابة 26 آخرين في خان يونس بجنوب غزة.
وقالت وزارة الصحة إن الضربة الجوية أصابت منطقة خيام تأوي عائلات نازحة في شارع العطار بمنطقة المواصي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت قياديا كبيرا في حركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع حماس.
وأضاف في بيان "ندرس التقارير التي تفيد بإصابة عدة مدنيين نتيجة الغارة".
إرتفاع الحصيلة
وقالت السلطات الصحية في غزة في أحدث إفادة اليوم إن 38713 فلسطينيا على الأقل إستشهدوا في الهجوم الإسرائيلي منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إنها فقدت 326 جنديا في قطاع غزة.
وجاء أقارب إلى مستشفى الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة لإلقاء النظرة الأخيرة على ذويهم قبل تشييع الجثامين.
وقالت مُسنة فلسطينية تدعى سحر أبو عميرة "والله انهدينا والله انهلكنا والله انهلكنا والله تعبنا خلاص. الصبر نفد، صبرنا نفد. سواء هدول حماس ولا سواء هدول (إسرائيل) بدنا الجهتين يتفقوا. يتفقوا في أقرب فرصة يا عالم".
توقف المحادثات
كان مفاوضون قد قالوا إن جهود مصر وقطر في التوسط لإنهاء الصراع وإطلاق سراح الرهائن وكذلك الإفراج عن فلسطينيين من السجون الإسرائيلية تحقق بعض التقدم.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن المحادثات توقفت السبت بعد ثلاثة أيام من مفاوضات مكثفة لم تتمخض عن نتيجة قابلة للتطبيق وبعد ضربة جوية إسرائيلية استهدفت القائد العسكري البارز لحماس محمد الضيف.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن الهجوم في منطقة خان يونس قتل أكثر من 90 شخصا وأصاب مئات آخرين.
وقال مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات لرويترز اليوم إن حماس تحرص على ألا يُنظر إليها على أنها أوقفت المحادثات على الرغم من تصعيد الهجمات الإسرائيلية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "حماس تريد أن تنتهي هذه الحرب، ولكن ليس بأي ثمن، لقد أبدت من أجل تحقيق ذلك المرونة المطلوبة وهي تضغط عبر الوسطاء لأن تقوم اسرائيل باتخاذ فعل مماثل".
وأضاف أن حماس تعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تجنب التوصل إلى اتفاق بإضافة مزيد من الشروط التي تقيد عودة النازحين إلى شمال غزة وتبقي على السيطرة على معبر رفح مع مصر، وهي شروط لن تقبلها الحركة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الاثنين إن اثنين من كبار مستشاري نتنياهو أكدا أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى وقف إطلاق نار.
قنابل أمريكية
تعتبر الغارة الإسرائيلية على منطقة المواصي في قطاع غزة من الأكثر دموية خلال أكثر من تسعة أشهر من الحرب واستُخدمت فيها حمولة ضخمة من القنابل الأمريكية الصنع، وفق خبراء الأسلحة.
أدى قصف ما صنفته إسرائيل على أنه "منطقة آمنة" طلبت من النازحين التوجه إليها إلى تحويل مخيماتهم قرب شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى أرض منكوبة ومتفحمة وإلى اكتظاظ المستشفيات بالضحايا.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن الغارة أدت إلى مقتل 92 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 300 آخرين.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطتها وكالة فرانس برس للهجوم سحابة بيضاء كبيرة تتصاعد فوق شارع مزدحم مخلفة وراءها حفرة كبيرة بينما تناثر حطام الخيام ومبنى تحول إلى ركام.
أسلحة (JDAM)
قال خبيران في الأسلحة تحدثا لفرانس برس إن شظية شوهدت في مقطع فيديو لموقع الانفجار جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت عبارة ذيل زعنفة من نظام الذخيرة الهجومية المباشرة المشتركة الأمريكي المعروف اختصاراً باسم JDAM .
ولم تتمكن فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من الفيديو.
وتستعين الذخيرة بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" لتحويل قنابل السقوط الحر التقليدية غير الموجهة والتي تسمى "قنابل غبية" إلى ذخائر ذكية موجهة بدقة يمكن التحكم بها لضرب هدف واحد أو عدة أهداف.
طورت الولايات المتحدة هذه المعدات لتحسين الدقة في الأحوال الجوية السيئة بعد عملية عاصفة الصحراء في العام 1991.
تم تجهيز أول دفعة من أنظمة JDAM في العام 1997، ووفقا للقوات الجوية الأمريكية فإن مستوى موثوقية النظام تصل إلى 95 في المئة.
يقول الخبر الفني السابق في الجيش الأمريكي والمتخصص في التخلص من الذخائر المتفجرة تريفور بول إن صور الغارة على المواصي تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة من "مجموعة نظام JDAM بنسبة 100 في المئة" وهي مصنوعة في الولايات المتحدة.
وأضاف أنه وبالنظر إلى أنواع القنابل المتوافقة مع نظام التوجيه وحجم شظية الزعنفة فمن المرجح أن النظام JDAM استُخدم على قنبلة تزن 450-900 كيلوغرام.
وقال بول إن ذيل الزعنفة يمكن أيضا تركيبه على الرأس الحربي BLU-109 "المدمر للتحصينات" والمصمم لاختراق الخرسانة.
وأشار بول إلى أنه لم يكن من الممكن تحديد مكان صنع الحمولة بشكل قاطع من دون الحصول على "شظايا معينة تحديدا من جسم القنبلة".
دفعة جديدة
أثار الاستخدام المتكرر لهذه القنابل الكبيرة في قطاع غزة المكتظ بالسكان احتجاجات منظمات حقوق الإنسان وزادت الضغوط على الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعادة النظر في ملف الأسلحة التي ترسلها بلاده لإسرائيل.
في 12 يوليو الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي المضي قدما في إرسال قنابل زنة 500 رطل لإسرائيل بعد توقف موقت جراء مخاوف من احتمال استخدام ذخائر زنة ألفي رطل كانت موجودة في الشحنة نفسها، في مناطق مأهولة.
وانتقد البيت الأبيض مرارا إسرائيل بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة حيث تقول إسرائيل إنها تسعى للقضاء على حماس.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن لمسؤولين إسرائيليين الإثنين إن عدد القتلى المدنيين "مرتفع بشكل غير مقبول".
لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن "غارتهم الدقيقة" على المواصي طالت منطقة مفتوحة تضم مجمعا لحماس وليس مخيما للنازحين.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على استفسارات فرانس برس حول الأسلحة المستخدمة.
أزمة مياه
حذّرت بلدية غزة من أزمة المياه الحادة في المدينة بعد الانخفاض الكبير في كميات المياه التي تغذيها، خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب توقف خط مياه شركة ميكروت الذي يمدُ المدينة من الداخل نتيجة اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الشرقية للمدينة. وأشارت بلدية غزة في منشور أوردته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم إلى أن هذا يأتي بالتزامن مع محدودية ساعات تشغيل آبار المياه، مما أدى إلى عدم حصول الفلسطينيين على الحد الأدنى المطلوب من الماء خاصة في فصل الصيف الذي تزداد فيه الحاجة الملحة للمياه. وأوضحت أن توقف خط ميكروت تسبب في وجود أزمة حادة ونقص كبير في المياه خلال الأسبوعين الماضيين وبالتالي تراجعت كمية المياه التي كانت تغطي المدينة من نحو 40% إلى أقل من 15% من إجمالي مساحة المدينة، كما عانت خلال هذه الفترة مناطق واسعة من المدينة من شح أو انقطاع المياه. وأكدت أنه فور عودة ضخ المياه عبر خط ميكروت ستزداد كمية المياه التي تصل للمدينة تدريجياً وستزيد مساحة تغطيتها للمناطق، خاصة المناطق التي شهدت نقصا حادا منها أحياء الشجاعية والتفاح والصبرة، محذرة من أن شح المياه يعتبر كارثة صحية وبيئية تؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض خاصة بين فئة الأطفال. وناشدت بلدية غزة المنظمات الدولية والمؤسسات الأممية بضرورة المساهمة العاجلة في حل أزمة المياه في المدينة، من خلال زيادة كميات الوقود لزيادة ساعات تشغيل الآبار بالإضافة إلى إدخال الآليات والمعدات الثقيلة اللازمة لصيانة خطوط وشبكات المياه.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی قطاع غزة على الأقل إلى أن
إقرأ أيضاً:
وفد حماس يتوجه للقاهرة لبحث تطورات مفاوضات وقف الحرب: الاحتلال الصهيوني يتنصل عن اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة تدعو الوسطاء للضغط عليه
الثورة / متابعة / محمد الجبري
في ظل استمرار ارتكاب العدو الصهيوني خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي لم يلتزم به جيش العدو ببنوده منذ اليوم الأول لسريانه، حيث تم رصد أكثر من ألف و300 خرق، كما أن ضبابية الموقف الصهيوني من المرحلة الثانية من الاتفاق؛ جعل جرائم العدو مستمرة مخلفة العشرات من الخسائر البشرية بين المدنيين الفلسطينيين العزل كشهداء ومصابين الذين أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وفي هذا الصدد استشهد 4 فلسطينيين، أمس الجمعة، إثر قصف العدو الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين جنوب شرق مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 مواطنين، إثر تعرضهم لقصف العدو الإسرائيلي خلال جمعهم الحطب في محيط مدرسة صبحة الحرازين.
كذلك أصيب، ثلاثة مواطنين فلسطينيين بينهم سيدة بجروح متفاوتة، أمس، إثر قصف دبابات العدو الصهيوني شرق مدينة رفح ووسطها جنوب قطاع غزة.
وذكرت مصادر محلية أن مواطنين أصيبا في قصف دبابات العدو الصهيوني وسط رفح، فيما أصيبت مواطنة جراء سقوط قذائف مدفعية في شارع عائد البشيتي بحي الجنينة شرقا.
وبدعم أمريكي، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023م إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
بالمقابل أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أمس الجمعة، توجه وفدها برئاسة القيادي خليل الحية إلى العاصمة المصرية القاهرة، لمتابعة تطورات ملف مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الحركة في بيان، “توجه الوفد المفاوض في الحركة برئاسة خليل الحية إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين ومتابعة تطورات ملف المفاوضات، واتفاق وقف إطلاق النار”.
كما أفادت “حماس” بأن وفد قيادتها تسلّم يوم الخميس الماضي، مقترحًا من الوسطاء لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، “وقد تعاملت مع المقترح بمسؤولية وإيجابية، لافتة إلى أنها سلمت ردّها عليه فجر أمس”.
وأضافت أن الرد تضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الصهيوني عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية.
وأكدت “حماس” جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية، داعيةً إلى إلزام العدو الصهيوني بتنفيذ التزاماته كاملة.
من جهته، طالب المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” حازم قاسم في تصريحات الوسطاء، بعد هذا الطرح الإيجابي من “حماس”، بإلزام العدو الصهيوني بما هو مطلوب منه وإطلاق مفاوضات المرحلة الثانية.
وقال حازم قاسم إن “على الوسطاء الضغط على الاحتلال لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار”، لافتًا أن الحركة وضعتهم في صورة خروقات العدو الصهيوني للاتفاق، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية مسؤولة عن ممارسة الضغط على العدو الصهيوني، لإلزامه بالاتفاق.
وفي سياق متصل قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، إن العدو الصهيوني يتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار، بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وشدد معروف في تصريحات صحفية، أمس الجمعة، على أن الواقع الإنساني ينذر بتفاقم معاناة أهالي القطاع، مع نفاد المواد الغذائي، مشيرًا إلى أن ستة مخابز من أصل 25 توقفت عن العمل، مع شح كبير في مياه الشرب.”، لافتًا إلى أن أكثر من 90% من سكان القطاع لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب.
وأوضح معروف أن هناك عودة حقيقية لمؤشرات المجاعة في كامل القطاع، مضيفًا: “لا نستبعد أن تعلن بلديات القطاع توقف تشغيل الآبار العاملة بالوقود”.
وتغلق سلطات العدو معبر كرم أبو سالم لليوم الثالث عشر على التوالي، مما تسبب بتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية والغذائية في القطاع، الذي يعاني منها بسبب حرب الإبادة الصهيونية ، التي استمرّت 15 شهرًا.
فيما قال برنامج الأغذية العالمي، إنه لم يتمكن من نقل أي إمدادات غذائية إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الجاري، نتيجة إغلاق العدو الصهيوني لجميع المعابر أمام الإمدادات الإنسانية والتجارية.
وأوضح البرنامج الأممي في بيان، أمس الجمعة، أن أسعار المواد الغذائية التجارية آخذة في الارتفاع منذ إغلاق المعابر.
وأكد أن أسعار بعض المواد الأساسية ارتفعت مثل الدقيق والسكر والخضراوات، بأكثر من 200%، موضحا أن بعض التجار المحليين حجبوا البضائع بسبب عدم اليقين بشأن وصول إمدادات جديدة.
وذكر البرنامج أن لديه حاليا مخزونات غذائية كافية لدعم المطابخ والمخابز العاملة في القطاع لمدة تصل إلى شهر، إضافة إلى طرود غذائية جاهزة للأكل لدعم 550 ألف شخص لمدة أسبوعين.
وأشار إلى دعمه حاليا 33 مطبخا في جميع أنحاء غزة، تقدم 180 ألف وجبة ساخنة يوميا، إلى جانب 25 مخبزا، اضطرت 6 منها للإغلاق بسبب نقص غاز الطهي.