دونالد ترامب..«رامبو» يعود للبيت الأبيض!
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
كل المؤشرات التى أعقبت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكى السابق والمرشح الرئاسى الحالى دونالد ترامب، تميل إلى أن ترامب سيصبح رئيسًا من جديد.
حصل ترامب على الأصوات الكافية ليصبح- رسميًا- مرشح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية، حيث وضعه وفد ولاية فلوريدا فى المقدمة.
كما حصل ترامب، أمس الأول، على حكم قضائى لصالحه برفض دعوى خاصة بقضية الوثائق السرية المرفوعة ضده، وهذا الحكم يقضى على أحد أهم التحديات القانونية الرئيسية التى تواجه الرئيس السابق فى سباقه الرئاسى.
الإشارة الثالثة جاءت من تصريحات مباشرة من الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن الذى قال معلقًا على تصريحاته السابقة بشأن ضرورة وضع الرئيس السابق دونالد ترامب فى بؤرة الهدف، بأنه كان تصريحًا خاطئًا، وهو تراجع كبير من الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى بدا أنه قد ترنح نتيجة الرصاصة التى أطلقت على ترامب وليس العكس.
إذن.. الرصاصة التى أخطأت رأس ترامب.. وأصابت أذنه.. هى فى الواقع أصابت حملة الرئيس الأمريكى جو بايدن فى مقتل.. فاهتزت الحملة نتيجة تعاطف الشعب الأمريكى مع ترامب، الذى قام بلفت الأنظار لحظة إنزاله من فوق منصة اللقاء الانتخابى الذى شهد محاولة اغتياله بواسطة حراسه،عندما أشار بقبضة يده لمؤيديه، وكأنه يربط ما بين محاولة الاغتيال وكونه مرشحًا قويًا تعرض للإقصاء بمحاولة قتله.
أنصار ترامب قاموا عقب وقت قصير من محاولة اغتياله، فى إلقاء اللوم على الديمقراطيين، فى محاولة لقلب المسار، واتهام الحزب الديمقراطى باستخدام خطاب سياسى ساخن أدى إلى استخدام العنف خلال المراحل الأولى من الانتخابات.
ولكن السؤال المهم: هل تم حسم المعركة تمامًا.. أم أن الفرص ما زالت متساوية؟
اسمح لى أن نستخلص الإجابة مما كتبته هنا فى نفس هذه المساحة فى مقالين سابقين توقعت فيهما عودة ترامب «رامبو السياسة الأمريكية» إلى البيت الأبيض، المقال الأول كان منذ حوالى خمسة أشهر، والثانى كان منذ أربعة أشهر كاملة.
فى المقال الأول الذى نشرته فى فبراير الماضى قلت لحضراتكم: «نعرف أن الرئيس الأمريكى جو بايدن لديه مشكلات صحية، مؤثرة فى قواه العقلية، والعالم كله يعلم ذلك، ومنافسوه فى الانتخابات الرئاسية يرغبون فى الطعن عليه بسبب هذه المشكلات.. ولذلك هو يسعى لإرضاء إسرائيل طمعًا فى مساندة اللوبى الصهيونى.. ولكننا نعرف أيضًا أن ترامب يتقدم عليه فى استطلاعات الرأى وقد يعود للبيت الأبيض، وهو التصور الأقرب للتحقق، وأنصار ترامب يتهمون بايدن دائمًا بأنه يقول كلامًا «أقرب للهذيان ولا يمكن القول بأنه مُتزن».
أما المقال الثانى الذى نشرته- هنا- فى مارس الماضى كانت إحدى فقراته تقول: «كل شيء فى أمريكا يدعو للاحتمالات. الصراع على رئاسة الولايات المتحدة بدأ مبكرًا. فريق الرئيس جو بايدن وأنصاره وإعلام الحزب الديمقراطى لا يتحدثون إلا عن مخاطر عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة. وهذا الحديث المتكرر الذى يسيطر عليه القلق يؤكد احتمالية فوز ترامب برئاسة أمريكا مرة أخرى فى سابقة لم تشهدها الولايات المتحدة عبر تاريخها – حسب اعتقادي– إلا مرة واحدة مع الرئيس ستيفن جروفر كليفلاند..فالرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ما زال لديه إصرار المُقاتل، من أجل العودة إلى البيت الأبيض، رغم مواجهته باتهامات وقضايا ومحاكمات، وهو وضع قانونى لم يواجهه رئيس أمريكى من قبل، سواء كان هذا الرئيس فى منصبه أو كان قد غادر المنصب».
أعود إلى حديثنا.. وأؤكد أن ترامب هو الأقرب للمنصب والفوز فى الانتخابات التى ستجرى نهاية هذا العام.. فهو طبقًا لنظام الانتخابات الأمريكية، وطبيعة الناخب الأمريكي، مرشح قوي، مثير للجدل، أقرب لنظام «الأكشن السينمائى الأمريكي» الذى يمنح صاحبه قدرة انتخابية إضافية، بالإضافة إلى أنه كان- سابقًا- رئيسًا قويًا على مستوى السياسة الخارجية الأمريكية، ولكنه استثمر هذا فى الداخل وكان يقول دائمًا مامعناه إن «السياسة الأمريكية مُسخرة لخدمة المواطن الأمريكى اقتصاديًا».
على الجانب الآخر.. الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطى.. يبدوضعيفًا.. مُخرفًا.. يخطئ فى العبارات والكلمات.. يتحدث ثم يعتذر.. عكس ترامب الذى يبدو وكأنه يُدير السياسة الأمريكية وحده- عكس طبيعة الأشياء فى الولايات المتحدة- حيث تتقاسم مؤسسات الدولة اتخاذ القرار.
سؤال آخر: ماهو موقف الجاليات العربية وجاليات البلدان الشرقية؟
أعتقد أن هذه الجاليات ستمنح أصواتها للمرشح الجمهورى دونالد ترامب، رغم انتماء معظم أبناء هذه البلدان للحزب الديمقراطي، وهى نتيجة طبيعية لانحياز بايدن لإسرائيل خلال العدوان الإسرائيلى على غزة، واستشهاد ما يقرب من أربعين ألف فلسطينى خلال أقل من عشرة أشهر فقط.
ويكفى أن تصريحات بايدن قبل محاولة اغتيال ترامب كانت قاسية ومؤلمة لكل داعمى الحق الفلسطينى فى الوجود، ومحبطة لمعارضى العدوان الإسرائيلي، حتى أنه قال فى مقابلة مسجلة مع سبيدى مورمان من شبكة كومبلكس، إنه يعتبر نفسه «صهيونيًا» وعندما سأله المحاور مباشرة عما إذا كان صهيونيًا، فقد أجاب بايدن:«نعم.. ليس من الضرورى أن تكون يهوديًا لكى تكون صهيونيًا».
من وجهة نظرى.. دونالد ترامب سيعود إلى البيت الأبيض.. وسيشهد العالم فيلمًا سينمائيًا أمريكيًا مثيرًا..أكثر تشويقًا من سلسلة أفلام رامبو الشهيرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحق الفلسطينى نور الانتخابات الرئاسية محاولة اغتياله الرئیس الأمریکى دونالد ترامب جو بایدن مرشح ا
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل
نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين سابقين قولهم إن الخارجية الأميركية قدمت توصية خلال الأشهر الأخيرة لإدارة جو بايدن تنص على وقف التمويل لوحدات عسكرية إسرائيلية بسبب تقارير موثوقة عن إساءة معاملة أسرى فلسطينيين.
وكان تعليق المساعدات المقترح يخص وحدتين من الجيش الإسرائيلي بموجب "قانون ليهي"، الذي يحظر تقديم المساعدات الأميركية لجيوش أجنبية متورطة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وقال مسؤولون سابقون إن الحكومة الأميركية رأت أن هناك معلومات موثوقة تفيد بأن وحدة شرطة عسكرية معروفة باسم "القوة 100" ووحدة الاستجواب التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية المعروفة بـ"القوة 504″، شاركتا في ما وصفه المسؤولون الأميركيون بتقارير موثوقة عن انتهاكات بحق معتقلين فلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن استشار مسؤولين آخرين في الخارجية بشأن تعليق المساعدات، ولكنه غادر منصبه دون أن يفعل ذلك.
وقال مسؤول كبير سابق في الخارجية إن بلينكن ومستشاريه واجهوا تحديا صعبا للغاية لأنهم كانوا يعتقدون أن تعليق المساعدات قد يعرقل فرص التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، كما أن أي تعليق كان من المحتمل أن يتم إلغائه من قبل إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب.
قرار رمزيوقال أحد كبار المسؤولين السابقين في الخارجية "كان هناك احتمال حقيقي جدا أن يؤدي اتخاذ قرار قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار إلى تقويض فرصة الحصول على موافقة الحكومة الإسرائيلية. لذا كان علينا اتخاذ قرار صعب حول إصدار قرار كان سيكون رمزيًا لبضعة أيام ولكنه قد يؤدي إلى إفشال فرصة إنهاء الحرب فعليا".
إعلانوأضاف "كنا نمضي قدما في العملية، كنا مستعدين لذلك، أردنا العثور على طريقة لا تعرض وقف إطلاق النار للخطر، وفي النهاية نفد الوقت نظرا لتأخر التوصل إلى الاتفاق".
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول سابق قوله إن قانون ليهي كان واضحا تماما أنه يجب تعليق المساعدات للوحدة التي ارتكبت الانتهاك ورفع القيود لاحقا إذا تم تقديمهم إلى العدالة.
لكن قادة الخارجية قرروا لأسباب سياسية عدم المضي قدما، رغم وجود أدلة واضحة على تعذيب المعتقلين وحتى قتلهم.
وقالت الصحيفة إن العقوبات المقترحة والقرار بعدم المضي قدما، تقدم صورة جديدة للاضطرابات التي اجتاحت إدارة بايدن بسبب الدعم الأميركي لإسرائيل طوال حربها على غزة، والتي أثارت خلافاً داخل السلك الدبلوماسي وظهرت كعبء سياسي على بايدن ونائبته حينها كامالا هاريس.
وكانت العقوبة المقترحة على وحدات الجيش الإسرائيلي ستشكل أول تطبيق على الإطلاق لقانون ليهي، الذي أُدخل في التسعينيات عقب سنوات من الدعم الأميركي لجيوش أجنبية انتهكت حقوق الإنسان في أميركا اللاتينية وأماكن أخرى.