رشا عوض 

تدور الحرب بين اطراف عسكرية كل طرف منها يرغب في حيازة السلطة السياسية وتبعا لذلك ، نهب موارد البلاد بلا حسيب او رقيب، هذه الاطراف هي: الطرف الاول والرئيس هو الكيزان المسيطرون على الجيش والى جانب ذلك لديهم مليشياتهم الخاصة وجهاز امنهم وهيئة عملياتهم واحتياطيهم المركزي وكل هذه المنظومة الامنية العسكرية ظلوا يسخرونها منذ ١١ ابريل ٢٠١٩ وحتى الان لمعركة عودتهم الى السلطة لمواصلة النهب والسرقة، الطرف الثاني هو الجيش وفيه طرفان متنافسان: جنرالات غير ملتزمين كيزانيا وطامعون في سلطة عسكرية خالصة بدون كيزان لحماية مصالح اقتصادية ضخمة تخصهم تراكمت عبر الفساد وعبر خدمة المصالح الكيزانية والتواطؤ معها ابان حكمهم، وجنرالات كيزان مسيطرون على مفاصل الجيش لدرجة كبيرة وهم جزء من النواة الصلبة لشبكة امنية عسكرية موحدة حول هدف استراتيجي هو تصفية ثورة ديسمبر واعادة هيمنة الكيزان ممثلين في هذه الشبكة لحكم السودان عسكريا، والطرف الثالث هوقوات الدعم السريع التي تسيطر قيادتها على امبراطورية اقتصادية ضخمة تحتاج حمايتها الى سلطة سياسية قابضة وغير مساءلة وجيش موازي يحميها من الجيوش الاخرى التي تشاركها ذات الاطماع( جميعهم يتنافسون على سلطة عسكرية استبدادية وعلى حيازة الجزء الاكبر من موارد البلاد بلا حسيب او رقيب او مساءلة شعبية مؤطرة بالدستور والقوانين والاجهزة العدلية والاعلام الحر)
باختصار شديد هذه هي الحرب واطرافها واهدافها!
هذه الاطراف العسكرية في سبيل اطماعها في السلطة والثروة اشعلت النيران في اجساد المواطنين السودانيين وحولت حياتهم الى جحيم!
لسان حالهم وهم يتقاتلون بالاسلحة الثقيلة والطيران وسط المدن والقرى المأهولة يقول ان حياة المواطن السوداني البرئ لا تختلف عن حياة اي حشرة يدهسها المرء بحذائه دون ان ينتبه وهو في طريقه الى العمل او السوق او المدرسة!
هل يعقل ان يخرج المواطن المكتوي بنار هذه الحرب من تحت الانقاض او من مذلة مراكز الايواء او من دول اللجوء ليصب جام غضبه على قحت وتقدم وغيرهما من القوى السياسية المدنية التي لم تشعل حربا ولا تحمل عكازا ولا عصا! بل سعت جاهدة لتفادي سيناريو الحرب قبل اندلاعها وبعد ان اندلعت ومنذ يومها الاول قالت لا للحرب ، نعم للحل السياسي التفاوضي! والاهم من ذلك هو ان هذه القوى تتبني فكرة توحيد الجيوش المتعددة في جيش واحد قومي ومهني يمارس دوره في حماية الوطن ولا يتدخل في السياسة والاقتصاد، وتسعى لترسيخ الحكم المدني الديمقراطي لان هذا هو الطريق الامثل لتجنيب الوطن ويلات الحرب، لان تكريس فكرة ان تكون البندقية هي وسيلة الصعود الى السلطة هي وصفة نموذجية للحروب في واقعنا السوداني!
فهل يعقل ان يغضب الشعب المكتوي بنيران الحرب من دعاة السلام والديمقراطية وان يكون راضيا تمام الرضا بل مقاتلا شرسا بالسلاح او بالكلمة في صفوف مشعلي الحرب واصحاب التوجه السياسي الذي لا ينتج سوى مزيد من الحروب!
لا يفعل ذلك الا من تم تضليله بالمعلومات الخطا، وتزييف وعيه بالاكاذيب المصنوعة بمكر وخبث واجرام بواسطة غرف اعلامية قوامها اصحاب المصلحة في صرف الانظار عن المجرم الحقيقي!
تحاول كتائب الظل الاعلامية جاهدة ان تقنع الرأي العام بان مشروعها التضليلي نجح مع اغلبية الشعب السوداني، ولكن لان الباطل لجلج مهما تفانى اهله في ترويجه فان هذا المشروع يمضي نحو الانحسار ، صحيح ان ضحاياه كثر، ولكن الناجين منه في تزايد ، خصوصا بعد ان مد الواقع لسانه لكثير من الاكاذيب ( ساعة الحسم واخواتها) !
امامنا كسعاة سلام وديمقراطية تحديات كبيرة في ترجيح كفة البديل المدني الديمقراطي كثقافة سياسية وكالتزام اخلاقي وفكري لقيم الحرية والعدالة والاخاء ، وكمشروع مرتبط عضويا بضرورات الحياة التي باتت في سودان الحرب امنية عزيزة.


خطابات الجهالة والانحطاط منظمة ومثابرة ومنهجية في استهدافها لعقول السودانيين، بينما خطابات الاستنارة والقيم الديمقراطية ليست كذلك ، في ظرف يستوجب اقصى درجات المقاومة لمشروع الاستبداد والفساد وعودة النظام المدحور في نسخة جديدة من الحكم العسكري البغيض.
ان رفض الحكم العسكري لا يعني تبني موقف عدائي ضد كل المنخرطين في سلك العسكرية من ضباط وجنود ، فهؤلاء جزء من الشعب السوداني ويجب ان يكونوا جزء من اصحاب المصلحة في التغيير دون ادنى مبالغة ، فاحد اسباب رفضنا للحكم العسكري هو انه يصعد الى السلطة على اكتاف هؤلاء ويتبنى سياسات تقود الى افقارهم وتخلف مؤسستهم على مستوى التدريب والتأهيل والانضباط والقيم الوطنية، بل الرفض هو للعصابات المنظمة من كبار وصغار الجنرالات المجرمين الفاسدين الذين يبتلعون موارد الدولة ويبددونها في غير مصلحة الشعب وفي غير مصلحة السواد الاعظم من المؤسسات العسكرية نفسها. هذه العصابات هي التي يجب علينا جميعا مقاومتها.

الوسومرشا عوض

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: رشا عوض

إقرأ أيضاً:

يا دعاة بل وجغم .. للأسف المبلول والمجغوم المواطن السوداني!

إن فوكس

نجيب عبدالرحيم

najeebwm@hotmail.com

دخلنا في العام الثاني دماء تسيل وأرواح تزهق كل ساعة وكل يوم ومن لم يمت بالرصاص يموت بالمرض والجوع والقهر.
أطراف الصراع سايقننا بالخلاء ودوران (يوتيرن ) بالكرامة والبل والجغم وتنسيقية (تقدم) المفترى عليها خونة وعملاء وكل من يقول لا للحرب خائن وعميل وقحاتي والدعم السريع يقتل وينهب ويشفشف ويرفع شعار الديمقراطية بالبندقية في ظل اللادولة افراد من الجيش والمليشيات اللاإسلامية و(حركات الإرتزاق المصلح) يعتدون على المواطنين وممتلكاتهم في المناطق التي يسيطر عليها الجيش بحجة أنهم يتبعون للدعم السريع حسبنا الله ونعم الوكيل .
قائد الجيش لا يريد أن يفاوض ولا قادر أن ينتصر على المليشيا التي نشأت وترعرعت في حوش الجيش وقدم لها كل المعينات اللازمة وأصبحت جيش يمتلك كل الأدوات القتالية ويتفوق على الجيش السوداني بطائراته ومدرعاته وكل أدواته وأصبح المواطن الأعزل المسكين المقلوب على أمره هدفاً للطرفين وأغلب المرات ( مجغوما ) ولا زال الحسم مجهولا.
الخاسر في هذه الحرب العبثية هو المواطن السوداني الذي فقد أهله وأصحابه وكل ما يملك وملايين النازحين يعيشون المأساة داخل السودان وخاصة الذين نزحوا إلى دول الجوار في ظل إستمرار الحرب سيضطرون إلى بيع أعضاء من أجسادهم لتغطية احتياجاتهم اليومية وذلك عبر سماسرة يستغلون ظروفهم وعرض أعضائهم في سوق الأعضاء البشرية.
الدكتور باسم عباس الطيب الإمام الأستاذ بجامعة الجزيرة شقيقه الدكتور خالد صاحب صيدلية البلد بحاضرة ولاية الجزيرة فقد إبنه وإبنته بسبب تعرضهم لضربات شمس ونقص المياه خلال الرحلة المميتة من السودان إلى مصر بطرق غير شرعية هرباً من جحيم الحرب وأكثر من مائة وثلاثين شخص لقوا حتفهم في هذه الرحلة ورغم ذلك تظل نغمات البلابسة بل وجغم وقادة الحركة الإسلامية داخل الجيش يقومون بعرقلة مفاوضات جنيف ومنبر جدة ويساعدهم على ذلك (حركات الإرتزاق المصلح) وأبواقهم الإعلامية والإسطراطيجيين واللايفاتية المنقبين والقونات الساقطات على ألحان بل وجغم وبالمسيرات.
تعليق الدكتور باسم عباس الطيب الامام العميد السابق لمعهد السكر بجامعة الجزيرة حول عملية التفاوض وبل بس ما تتفاوضوا .. بل بس الحرب ومافي غيرها لكن نقول ليكم :
والله عندنا كليتين وقرنيتين وشبكيتين وكبده ومفاصل، استخدام جيد بدون تعرضهم للتدخين او الكحول او الضغوط كانت ولحتي الحرب استخدام مغتربين مقرشات كويس، ديل والله معروضات للبيع عشان قرب الحال يصل لما هو اسوأ وعندها الا نتعفش اسبيرات، ليست لدينا القدرة علي التسول وليست لدينا امكانيات التسليع فلا جسم مفتول ولا جمال ساحر، حالي ليس استثناء فهو حال الغالبية العظمى من طالبي اللجوء اتو في البدء هربا يبتغون ملاذ قريب على امل العودة لكن اصبح السراب الرؤية اليومية والملمح المستدام لا نصر ولا وصال بين همج وحوش وبين صم خانعين لا نصر في الافق وبين جشعين لحكَم، حتي املنا للرجوع ليباب ويباس لا اطلال حتى نبكيها ولا مراقد حتي نتوسدها بيوت هدمت وامتعه سرقت مع احلامنا، نعرض ما نملك من اجسادنا فقط لنعيش ما تبقى من التزاماتنا تجاه مسؤوليتنا عن رعيتنا، هل يكفي حتي يعقل هؤلاء الاغبياء ان كرامه اهلهم ستباع في سوق النخاسة، للأعراض التي انتهكت ولا كرامه الرجال التي مرغت حركت فيكم نخوة، اليس لكم اهل وعشيرة وعرض، ها نعرض آخر ما نملك من مقتنيات حاولنا الحفاظ عليه فقط وللأمانة انها موديلات قديمة فهل تكون كما يعامل السودانيين البكاسي ٧٩ و٨٠ بالأسعار الجيدة، البضاعة جاهزة للتسليم الفوري مع ضمانات شهاده البحث والخلو من الشوائب.
د. باسم عباس الطيب الامام
جامعة الجزيرة
باقي ليك بنلقى
الصحفي الكبير الإسلامي عثمان ميرغني رئيس تحرير جريدة التيار.. أي شخص يرغب في استمرار الحرب لديهم مصالحهم الشخصية أو سياسية أو اقتصادية أو فساد ، هنالك بعض الذين استغلوا ظروف الحرب للإفساد في الدولة ، توجد حالات فساد مستشرية بصورة كبيرة لذلك لا يريدون وقف الحرب لأنها نعمة يعيشون عليها ، لذلك لا جدة لا جدادة .. وهذا تأكيد أنه أصبح خارج (صندوق البلابسة) ولا للحرب وألف لا إنتهى.
* تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ترفع السلام والكل مع السلام ولا للحرب
* حاضنة الموز .. (سيد الرايحة بفتش خشم البقرة )
* ما يسمى بمسار الوسط من أنتم ومن الذي فوضكم يا أرزقية وهل يعقل أن يقود أعمى بصير ؟
* ما يسمى مؤتمر الجزيرة من أنتم ومن الذي فوضكم ؟ *التحية لكل لجان المقاومة السودانية وتحية خاصة للجان مقاومة مدني (اسود الجزيرة) الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الثورة ومكتسباتها وتحية خاصة للمناضل عبدالفتاح الفرنساوي .. نحن معكم أينما كنتم والدولة مدنية وإن طال السفر.. المجد والخلود للشهداء.
* ستعود مدني حاضرة الولاية ومدنها آمنة مطمئنة بإذن الله وستعود ايامنا الجميلة ومعاناة اليوم ستصبح جزء من الماضي .
*جدة غير وخير والسلام في جدة وإن طال السفر .. والبند السابع على مرمى حجر.
* سلم .. سلم.. حكم مدني.. ما قلنا ليك الحكم طريقو قاسي من أولو ....
*لا للحرب.. والف لا ....
لك الله يا مدني فغداً ستشرق شمسك  

مقالات مشابهة

  • حقائق بديلة – واقع واحد
  • مصطفى بكري: عملية حزب الله ضد إسرائيل قد تكون بداية عمليات عسكرية موسعة بالمنطقة
  • البرهان: المشاركة في أي مفاوضات ستكون باسم الشعب السوداني والحكومة
  • ليتوانيا تقدم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • البرهان بعد محادثات جنيف: سنحارب مئة عام
  • نأسف لعدم مشاركة أحد الأطراف.. بيان إماراتي بشأن محادثات السودان
  • الإمارات: ملتزمون بدعم الشعب السوداني لاستعادة السلام وضمان وصول المساعدات
  • الإمارات تؤكد الالتزام بدعم الشعب السوداني في استعادة السلام وضمان إيصال المساعدات
  • خيبة امل!!
  • يا دعاة بل وجغم .. للأسف المبلول والمجغوم المواطن السوداني!