الباعة الجائلين يحتلون شوارع سموحة بالإسكندرية
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
تسيطر ظاهرة الباعة الجائلين على شوارع محافظة الإسكندرية بشكل مرعب، وخرجت عن السيطرة، فعلى الرغم من جهود المحافظة ممثلة فى أجهزة المحليات والأحياء ولجنة الإزالة الفورية بديوان عام المحافظة، إلا أن الباعة الجائلين والإشغالات، يظلان مثل القط والفار مع المحافظة، خاصة أن الحملات الأمنية المكبرة التى تشنها الاجهزة المعنية بين وقت وآخر للقضاء على الظاهرة، تظل حلولاً مؤقتة لا تمنعها، وإنما تلعب دوراً علاجياً مؤقتاً للمشكلة، التى باتت تسيطر على جميع ربوع المحافظة من شرقها الى غربها، بل وصل الأمر الى المناطق الراقية والعتيقة.
ترصد " الوفد " شارع النصر بمنطقة سموحة الدى تحول من منطقة راقية الى سوق للباعة الجائلين.
وحاصر البلطجية وسائقى التاكسى والتكاتك منطقة جرين بلازا وفوجيء اكثر من عشرين الف اسرة بالعجز عن توصيل ابناءهم لمدارسهم نظرا لغلق شارعى النصر وهيلتون بالتكاتك والتاكسى وعدم تمكين اتوبيسات المدارس من الدخول للمنطقة لنقل تلاميذ المدارس لمراحل الحضانة والأبتدائى وحتى الأعدادى والثانوي! لقد لجأ الأهالى لمسئولى المحافظة لرفع المعاناة والحصار عنهم الا ان الحال كما هو دون جدوى .
"ايادى الفوضى والعشوائية "
قال وليد احمد موظف قاطنى منطقة سموحة، لقد توسمنا فى منطقة جرين بلازا أن تكون من الاحياء الراقية الاانه مع مرور الوقت امتدت ايادى الفوضى والعشوائية للمنطقة دون ادنى علاج من الحى والمحافظة، لقد لجأنا لجميع المسئولين لرفع نفوذ اصحاب الكافتيريات عنا حيث قاموا بالأستيلاء على الطريق والتمادى فى الفوضى وقام بعضهم بعمل حدائق فى حرم الشارع امام المحال والكافيتريات لغياب شرطة المرافق . واصحاب التكاتك هم المسيطرون على الشارع ومن يعترضهم يقومون بالتسبب فى صدمات بالسيارة بسبب اولوية المرور نظرا لتكدث الشارع الرهيب .
" مسلسل الفوضى "
تقول سهام أحمد طبيبة، مسلسل الفوضى بشارع النصر بجرين بلازا لم ينقطع ووصل الأستهتار لاعلى درجاته، و برغم وجود وحدة مرور ابيس فى الجانب المقابل للمنطقة الا ان سيارة ونش واحدة فقط هى التى تقف امام المنطقة، على الرغم من اهمية المنطقة التى يقطنها مسئولون كبار من ضباط شرطة ورجال قضاء ومدرسين وغيرهم لكن لم يستطع أى احد ان يوصل صوته للمسئولين لكى يتحركوا وينقذوا أهالى المنطقة من الفوضى التى تبدأ مبكرا وتنتهى قبل الواحدة مساءا! .
" البائعة يحتلون الارصفة "
ولفت سامح مصطفى موظف، إلى أن أصحاب المقاهى احتلوا شارعى النصر وهيلتون الموازى للترعة دون تراخيص وقام الباعة الجائلون بالتعدى على ثلثى الطريق ومنع السيارات من المرور ويتساءل اين شرطة المرافق واين محافظ الاسكندرية الجديد ؟اننا نطلب منه ان ينزل الى ارض الواقع لكى يصدر قرار بحل مشكلة الباعة الجائلين حل جدرى وليس مؤقت
"التصدى للباعة الجائلين "
وأضاف احمد السيد صاحب شركة، نحن كاهل المنطقة بسموحة نطالب الفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية الجديد أن يضع على رأس أولوياته التصدى لظاهرة الباعة الجائلين من الشوارع لما تمثله من تأثيرات اقتصادية واجتماعية، علاوة على تأثيرها على التلوث البصرى والسمعى، وأن تكون ضمن الأولويات المُلحة فى الفترة القادمة.
" الباعة يتحدون القوانين "
وذكر منعم السيد، موظف، المتابعة أهم شئ لان الحى يقوم بعمل ازالة ولكن للاسف بعد نصف ساعة يعود الشارع كما هو وتعود الباعة الجائلين تفترش الشوارع كانهم يتحدون القوانين ،لدلك نطلب البعض باتخاذ كل الإجراءات القانونية ، بعودة الرصيف للمشاة مرة أخرى في العديد من مناطق المحافظة التي تشهد تعديات من البائعين مثل مناطق سموحة وباكوس الإبراهيمية ومحطة الرمل في بعض المناطق، وغيرها من الأماكن التي أصبح يسيطر عليها الباعة الجائلين.كما نطالب بضرورة الاهتمام بالصيانة الدورية للشوارع التي تهالكت عبر العمل على ترميمها بشكل لائق ، مع الاهتمام بإعادة تشجير الإسكندرية القديمة بما يعود على المنظر العام للمدينة الساحلية السياحية.
"عودة عروس البحر المتوسط "
أكد الفريق أحمد خالد محافظ الاسكندرية، أنه سوف يبذل قصارى جهده لتنفيذ توجيهات ورؤية القيادة السياسية والعمل على خدمة المواطنين، وذلك لعودة الإسكندرية لمكانتها التي تستحقها كعروس للبحر الأبيض المتوسط.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية الباعة الجائلين الأحياء القط والفار الحملات الأمنية الباعة الجائلین
إقرأ أيضاً:
إحياء شركة النصر ونهضة الصناعة الوطنية
تمثل الصناعة الوطنية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة لأى دولة، وتمتلك القيادة السياسية للدولة المصرية وجود رؤية طموحة لإعادة توطين الصناعات المحلية، خاصة فى القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، ومع اتجاه الدولة نحو دعم الإنتاج المحلى، تتضح أهمية تعزيز الصناعات الوطنية كوسيلة لخلق فرص عمل، تقليل الاعتماد على الواردات، ودعم مكانة مصر فى الأسواق العالمية، فالصناعة الوطنية بمثابة المحرك الأساسى لنمو الاقتصاد، وتأمين الاحتياجات الاستراتيجية لهذه الدولة، فضلا عن دور الصناعة فى خلق توازن اقتصادى مستدام وتقليل الاعتماد على التقلبات العالمية فى أسعار المنتجات المستوردة، لذلك فالصناعة ليست مجرد عملية إنتاجية مجردة، بل هى منظومة شاملة تساهم فى تحقيق التوازن الاقتصادى والاجتماعى، فالصناعات الوطنية تسهم فى زيادة الناتج المحلى الإجمالى، تدعم تحقيق الاكتفاء الذاتى، وتقلل من تأثير الأزمات الاقتصادية العالمية، التى فرضت على الجميع ضرورة التوقف عن الاعتماد المفرط على الواردات، خاصة فى القطاعات الحيوية، فباتت الصناعة المحلية هى الملاذ لتوفير حلول بديلة بتكلفة أقل وجودة تنافسية، وتساعد على تقليل فجوة العجز التجارى.
ولطالما كانت الصناعة الوطنية قلب الاقتصاد المصرى، وتاريخ مصر الصناعى ملىء بالشركات التى شكلت علامات مضيئة فى مسيرة التنمية، من بينها شركة «النصر للسيارات»، التى تأسست عام 1960 كجزء من رؤية طموحة لجعل مصر مركزاً إقليمياً لصناعة السيارات، ومع ذلك، توقفت عمليات الشركة لسنوات طويلة، ما أضعف القدرة الإنتاجية للقطاع، وزاد الاعتماد على استيراد السيارات، لذلك يُعد إحياؤها هو إحياء لقطاع صناعى كان قد تراجع لأسباب مختلفة.
لذلك أعتبر إعادة تشغيل هذه الشركة العريقة ليست مجرد قرار اقتصادى، بل هو خطوة استراتيجية تعكس رؤية الدولة لدعم الإنتاج المحلى وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتستهدف الدولة بهذه الخطوة إحياء الصناعة المصرية المتخصصة فى قطاع السيارات، الذى يحمل إمكانات هائلة للنمو، حيث تسعى الشركة فى مرحلتها الجديدة لتقديم منتجات تنافسية قادرة على جذب لمستهلك المحلى والخارجى، مما يعزز مكانة مصر فى السوق العالمى، فضلا عن قدرة الإنتاج المحلى على إتاحة فرصة لتوفير سيارات بمواصفات تلائم السوق المصرى، بعيداً عن التكاليف الإضافية المرتبطة بالاستيراد، علاوة على ذلك، سيقلل ذلك الضغط على العملة الصعبة، مما يعزز استقرار الاقتصاد.
وأعتقد أن عودة شركة النصر للسيارات هى أكثر من مجرد مشروع صناعى، إنها رمز لنهضة الصناعة الوطنية، وخطوة جادة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى فى قطاع حيوى، بتطوير الصناعات المحلية، يمكن لمصر أن تحقق نمواً اقتصادياً مستداماً، وتثبت للعالم أنها قادرة على العودة بقوة إلى ساحات المنافسة الدولية، ومع إعادة تشغيل الشركة، تبرز فرصة لإنتاج سيارات مصرية بمعايير تنافسية، بما فى ذلك السيارات الكهربائية، التى تتماشى مع التوجه العالمى نحو الطاقة النظيفة، يعزز هذا المشروع ليس فقط مكانة مصر الصناعية، ولكنه أيضاً يدعم البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية.
والحقيقة التى يجب وضعها فى الاعتبار عند صياغة الرؤية الخاصة بإدارة القطاعات المختلفة ومن بينها القطاع الصناعى، هى توفير فرص العمل للشباب، حيث تحتاج مصر إلى مليون فرصة عمل سنويا لاستيعاب الخريجين، لذلك فإعادة تشغيل المصانع الوطنية فرصة ذهبية لخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. فمصانع السيارات، على سبيل المثال، تدعم سلاسل توريد طويلة تشمل قطاعات مثل المعادن، البلاستيك، الإلكترونيات، والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى فرص العمل، يدعم تنشيط الصناعة المحلية الاقتصاد المحلى من خلال تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على المشاركة فى عمليات الإنتاج، مما يزيد من تدفق الأموال داخل السوق المصرى ويعزز النمو الاقتصادى مما يؤدى إلى تحسين الظروف المعيشية ودعم الاستقرار الاجتماعى.
فمن المؤكد أن الصناعة القوية تفتح آفاقاً واسعة أمام مصر لتصبح مركزاً إقليمياً للتصدير، متسلحة فى سبيل تحقيق هذا الهدف بعدد من المقومات من بينها الاستفادة من موقعها الجغرافى المميز واتفاقيات التجارة الحرة مع العديد من الدول، فمصر تستطيع أن تكون بوابة للمنتجات الصناعية نحو الأسواق الإفريقية والعربية والأوروبية، فالصناعة الوطنية ليست خياراً، بل ضرورة لتحقيق مستقبل أفضل، يعكس طموحات المصريين ويعزز قدرتهم على بناء اقتصاد قوى ومستقل، فضلا عن هذا الاتجاه يساهم فى خفض الاعتماد الكبير على الواردات الذى يُعد من أبرز التحديات التى تواجه الاقتصاد المصرى، حيث يؤدى إلى استنزاف العملة الأجنبية وزيادة العجز التجارى، لذلك تقدم الصناعة الوطنية بديلاً مستداماً، يمكّن من إنتاج المنتجات محلياً بجودة وأسعار تنافسية.
وختاما.. الصناعة ليست مجرد أداة لتحقيق الأرباح، بل هى وسيلة لتحقيق السيادة الاقتصادية، فعندما تعتمد الدولة على منتجاتها المحلية، تكون أقل تأثراً بالتقلبات الاقتصادية العالمية. كما أن دعم الصناعة الوطنية يساهم فى تعزيز الهوية الوطنية، ويعطى المصريين شعوراً بالفخر بمنتجات بلدهم.
ويُعد إحياء شركة النصر للسيارات ليس مجرد مشروع صناعى، بل هو رمز لإعادة بناء مستقبل الاقتصاد المصرى.